الرئيسية » التاريخ » مناضلون من البيشمركه يتحدثون للتآخي عن ثورة 11 ايلول من عام 1961 بقيادة الملا مصطفى البارزاني الزعيم الخالد:

مناضلون من البيشمركه يتحدثون للتآخي عن ثورة 11 ايلول من عام 1961 بقيادة الملا مصطفى البارزاني الزعيم الخالد:

تحقيق/ احمد لفته علي
تعرض الشعب الكوردي خلال العهد الملكي الى صنوف من القمع والاجحاف والظلم والاذلال، وكان القائد الخالد الملا مصطفى البارزاني يعيش في منفاه في الاتحاد السوفياتي لحوالي ثلاثة عشر عاماً وكان نشاط الحزب الديمقراطي الكوردستاني الممثل الحقيقي للحركة التحررية الكوردية محظورا فلما انفجرت ثورة 14 تموز عام 1958 كان الكورد اول من استبشروا بها خيرا والتفوا حولها على امل ان تتحقق امانيهم القومية المشروعة على ايديها – وسادت العراق لفترة من الزمن اجواء التصالح والاخوة والوحدة الوطنية الصادقة بين العرب والكورد وسائر الاقليات المتآخية.
وقد حققت ثورة تموز لعام 1958 في بداية عهدها مكاسب ملموسة للكورد اذ نص الدستور المؤقت الصادر في 27 من تموز عام 1958 على (ان العرب والكورد شركاء في هذا الوطن(.
كما تم تشكيل مجلس السيادة وهو اعلى سلطة دستورية في البلاد من رئيس وعضوين فكان احدهما كوردياً وسمحت حكومة الثورة بعودة المناضل الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ورفاق مسيرته الى ارض الوطن وسط ترحيب رسمي وشعبي كبيرين حيث بلغ عدد مستقبليه عشرات الالاف كوردا وعربا واقليات اخرى حضروا الى مطار المثنى واستقبلوه استقبال الابطال وقد اسهمت جميع الاحزاب في هذا الاستقبال الرائع. نزل الملا مصطفى البارزاني في فندق سمير اميس ضيفا على حكومة الثورة، وفي اليوم التالي زار البارزاني عبد الكريم قاسم وقدم له الشكر وصرح في اللقاء (انه يعتبر نفسه جندياً من جنود ثورة تموز وتحت امرة الزعيم) وادان الاستعمار وامتدح النضال ضده ودعا الى منح الكورد في تركيا وايران نفس الحقوق التي يتمتع بها ابناء جلدتهم في العراق…
ولكن عندما مضت اكثر من ثلاث سنوات على انتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ونظام عبد الكريم قاسم لم يف بوعوده تجاه الشعب الكوردي لضمان حقوقه القومية المشروعة، عندئذ صرح البارزاني تصريحاً خطيرا وضع من خلاله عبد الكريم قاسم على المحك لبيان مدى جديته في تنفيذ وعوده الخاصة بالكورد. جاء في التصريح ما نصه:-
(سوف نتخذ جميع الأجراءات اللازمة التي هي في صالح الكورد فيما اذا لم يف رئيس وزراء العراق بوعده) وبدلاً من ان يكون عبد الكريم قاسم جدياً في تنفيذ وعوده حتى لا يقع الاقتتال في كوردستان إلا انه بدأ يخطط من اجل القتال لينهي نفوذ البارزاني ولم يكن يتصور ان القتال سيطول واخذت نية الحكومة تتجه او اتجهت فعلا نحو الغاء الحزب البارتي عندئذ لم يبق امام البارزاني سوى الاستعداد المبكر واتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة نظام قاسم سياسياً وعسكرياً… اذن اصبح انفجار الوضع في كوردستان امراً حتمياً وهذا ما حدث بالفعل عندما ثار الكورد في ثورة كبيرة في 11ايلول عام 1961 يطالبون فيها الحكومة بتحقيق حقوقهم القومية المشروعة الا ان الحكومة ظلت متمادية في عدم شعورها بالمسؤولية الوطنية تجاه الشعب الكوردي حيث اتبعت اعمالا وحشية اضرت الكورد كثيراً. وقد ذكر الصحفي ابراهيم احمد ما نصه:
(ان البارزاني سياسي حكيم ومحارب محنك: لم يفكر باقامة دولة كوردية مستقلة وموحدة تضم كورد تركيا وايران والعراق وسوريا. انه لا يريد الا حكما ذاتيا لكورد العراق فقط المضمون بالدستور العراقي المؤقت الذي سبق لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ان وافق عليه.. اننا مستعدون للتفاهم مع الجنرال قاسم لتشويه الخلافات والتصالح وإعادة التعاون وجمع جهود الكورد والعرب لضمان استقلال بلدنا.. ان الكورد يبغون السلم والصداقة مع اخوانهم العرب ويرومون الاحتفاظ بتقاليد آبائهم واجدادهم وامكانية تدريس أبنائهم باللغة الكوردية) لم يستجب عبد الكريم قاسم لهذه النداءات العقلانية بل تجاهلها تماماً بسبب التقارير الامنية الخادعة التي كانت ترفع له عندما صورت له ان نظامه قوي ولا يمكن لاحد ان يخترقه وهو امر مخالف للواقع حيث بدأ نظامه يتأكل وينهار الى حد كبير الامرالذي يؤكد ان التقارير الامنية قد اسهمت بشكل او آخر في التعجيل بسقوط قاسم كونها ضللته بمعلومات غير واقعية مما اصابته بعمى الالوان حتى ادى اخيرا الى سقوط نظامه في الثامن من شباط 1963 لتبدأ مرحلة جديدة من نضال الشعب الكوردي.
ونحن نستذكر ثورة 11 ايلول من عام 1961 هناك رجال ابطال وقفوا ودعموا هذه الثورة العظيمة وتحدثوا للتآخي عن ذكرياتهم والامال الكبيرة التي ملأتهم همة وحماسة خلف القائد الملا مصطفى البارزاني الذي رفع شعارا خالدا (انا مطمئن من اننا سننتصر ولكن خوفي من ان ننسى اولئك الذين ناضلوا) ومع الاستاذ غالب علي/ احد البيشمركه الابطال وهو يتحدث:
انضممت الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1958 وفي عام 1959 نلت شرف العضوية وبقيت اعمل ضمن تنظيمات الحزب.. وفي عام 1964 وفي زمن حكومة عبد السلام عارف تسلمت 70 رسالة استنكار من الحزب الديمقراطي الكوردستاني حول قصف القرى الكوردية بقنابل النابالم من قبل الحكومة العراقية انذاك لارسالها الى سبعين من سفارات دول العالم الموجودة في بغداد وفي عام 1969 وبعد القاء القبض على مسؤولنا المباشر المرحوم عزيز بشتيوان وكشف تنظيماتنا في بغداد وكذلك ألقاء القبض على بعض الاخوة في التنظيم (منهم صادق الانصاري- عبد مراد- محمود ابو آراس- اكرم الحلاق – احمد علي اكبر). استطعت الهرب الى خارج الوطن… ومن ثم عدت ثانية بعد اتفاقية 11 آذار من عام 1970 وشاركت في الانتخابات التي جرت للجنة محلية بغداد وفزت بدرجة عضو منظمة زوزك في لجنة محلية بغداد، وكذلك مسؤول القطاع الخامس في بغداد.
وبعد اندلاع ثورة 11 ايلول التحررية بقيادة الملا مصطفى البارزاني الخالد مارست النشاط الحزبي السري في بغداد وكانت واجباتنا عقد الاجتماعات الدورية السرية وجمع التبرعات من التجار الكورد الفيليين وارسالها الى ثوار الحركة الكوردية في كوردستان ومساعدة عوائل الاخوة المناضلين الذين التحقوا بصفوف ثورة 11 ايلول ومساعدة عوائل الاخوة الرفاق الذين تم اعتقالهم في تلك الفترة المظلمة من تأريخ شعبنا الكوردي المناضل… واستمرت نشاطاتنا الحزبية ومنذ ذلك الحين ولحد اتفاقية 11 آذار عام 1970.. حيث قمنا بتكثيف نشاطاتنا بأقامة مسيرة جماهيرية حاشدة وضخمة تأييداً لاتفاقية 11 آذار حيث جرت وانطلقت مظاهرة كبيرة وضخمة شارك فيها مختلف شرائح الشعب الكوردي والعربي والاقليات الاخرى وسميت بالمظاهرة المليونية انطلقت من باب المعظم وبالتحديد في ساحة الميدان مروراً بشارع الرشيد وحتى وصلت الى ساحة التحرير في الباب الشرقي..
وكانت قيادة المظاهرة المليونية الكبرى بمشاركة الاستاذ عارف طيفور ومحمد رضا مسؤول لجنة محلية بغداد والمرحوم رحيم الدلوي/ والمرحوم كريم الأركوازي والاخ اكرم الحلاق فضلا عن المتحدث (غالب علي) وعند وصول المسيرة الكبرى الى ساحة التحرير كان على المنصة الرئيس السابق احمد حسن البكر والشهيد ادريس البارزاني ورئيس حكومة اقليم كوردستان البيشمركه مسعود البارزاني…
شعرت الحكومة البعثية انذاك بقوة وتماسك المظاهرة المليونية واخذت هذه الحكومة تراجع حساباتها مع الحركة الكوردية التحررية بقيادة الزعيم الخالد الملا مصطفى البارزاني.. لان الاكثرية الساحقة من المشاركين في هذه المظاهرة الضخمة كانوا من الاخوة الكورد الفيلية..
ولهذا السبب بدأت الحكومة بعد اتفاقية 11 آذار عام 1970 وبالتحديد في عام 1971بحملاتها المسعورة وترحيل مئات الالاف من الكورد الفيلية اثناء الشتاء القارس… ليس لشيء فقط الا لانهم من الكورد الابطال ومن مؤيدي الحركة التحررية الكوردية فتحية لجميع شهداء ايلول وتحية الى الذين ما زالوا احياء يواصلون مسيرة النضال والفداء.. خلف راية البيشمركه البطل مسعود البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان….
وتحدث المناضل البيشمركه الاستاذ اكرم حبيب قاسم/ من مواليد وسكنة خانقين عن ذكرياته عن ثورة 11 ايلول من عام 1961 قائلا.. في فترة ايلول من عام 1963- كان علي بك عيسى رئيس عشيرة الاركوازية مع مجموعة عشيرته ضمن باتليون في منطقة بمو ومناطق بيه لوله) من مناطق كرميان.. وفي تلك الفترة كنت احد طلبة ثانوية خانقين ومعتمد امين للمناضلين في خانقين وبين علي بك عيسى في المنطقة المذكورة… واقوم بتمويل الثوار الكورد الابطال من البيشمركه بالادوية والحاجات الضرورية مثل الاحذية والملابس المتوفرة ضمن حدود امكانياتنا…
وكان طوق الحصار مفروضاً على الادوية ..خوفاً من نقلها وارسالها الى المناضلين من البيشمركه من ثورة 11 ايلول بقيادة الزعيم الراحل الملا مصطفى البارزاني وكانت طريقة ايصال المؤن من الاغذية والادوية والملابس تجري بمشاركة اخي الذي توفى حديثا .. حيث كان احد المناضلين ضمن البيشمركه الابطال.. وهو البطل اسماعيل حبيب.. حيث شهد الكثير من السجون والمعتقلات.. وكان معتقله الاخير في قصر النهاية السيئ الصيت.. حيث اطلق سراحه اثناء مفاوضات 11آذار من عام 1970.
اما عن ذكرياتي لثورة 11 ايلول من عام 1961 حيث كنت في هذه الفترة طالباً في ثانوية خانقين وضمن تنظيمات اتحاد طلبة كوردستان.. واتذكر انه عندما عاد القائد الفذ الملا مصطفى البارزاني من منفاه من الاتحاد السوفيتي شاركت في استقبال القائد مع والدي وعدد من رؤساء العشائر الكوردية في خانقين.
وكان القائد البارزاني نزيل احد الفنادق في شارع الرشيد وفي منطقة السنك وفي فندق سمير اميس ضيفا على حكومة عبد الكريم قاسم ..
وفي هذه الاثناء وجه القائد البارزاني كلمة من شرفة الفندق الى الجماهير المحتشدة في داخل وخارج الفندق من الكورد والقى الشاعر نامدار وهو من الشعراء الكورد الفيلية قصيدة باللغة الكوردية (خرج الاسد من عرينه مخترقا الغابة لينشر النور في ارجاء العراق) هذه هي الترجمة الحرفية لكلمات الشاعر نامدار بالعربية واود ان اذكر بان مشاركتي في ثورة 11 ايلول لعام 1961 كان من بعيد بسبب وجودي في خانقين حيث كنا ونحن طلاب نسمع ان الثورة الكوردية قد اندلعت من جديد بسبب عدم وفاء حكومة عبد الكريم قاسم بتنفيذ وعوده في منح الكورد بالمطاليب الكوردية القومية..
وهكذا كان البارزاني الخالد وحزبه البارتي لسان حال الشعب الكوردي في تحقيق الحقوق القومية للشعب الكوردي… اما انا كمواطن وبيشمركه القائد مسعود البارزاني مازلنا نسير على نفس الخطى الذي كنا نسمع ونقرأ عنه الكثير… ونحن في طور الشباب انذاك اما الآن وفي ظل هذه الفترة مازلنا ابناء بررة لشعبنا الكوردي..
وتحية لجميع المناضلين الذين يواصلون المسيرة وتحية اجلال لشهداء ثورة 11 ايلول من عام 1961… والسلام.
اما المناضل الكوردي لطيف كيم عون/ من اهالي وسكنة زرباطية فتحدث قائلا:عندما كنت طالباً في المتوسطة الجعفرية كانت لدينا فكرة واضحة وتصور كامل عن ثورة 11 ايلول من عام 1961 او عودة البارزاني الخالد الى ارض الوطن وما جرى من مباحثات بين القائد الخالد البارزاني وحكام العين (وهم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف) الى الذين لم يوفوا بعهودهم لشعبنا الكوردي… مما اضطر الشعب للوقوف خلف البطل المناضل البارزاني الخالد من العمال والفلاحين والضباط والشرطة والطلاب والكسبة ومن كل شرائح وطبقات الشعب.. وفي تلك الفترة من الزمن كنت ضمن تنظيمات اتحاد طلبة كوردستان لتوزيع المناشير التي كانت تأتي عن طريق كوردستان الى مناضلي الحزب الديمقراطي الكوردستاني واذكر من هؤلاء المناضلين الاستاذ غالب علي/ ابو اياد وابو سلام (برزو) وسهراب داراخان وعلي مراد الاركوازي..
وكانت هذه المناشير توضح خطوات نضال البيشمركه الكورد في منطقة اقليم كوردستان وكان لي دور آخر مع الاخ المناضل ابو سلام برزو وهو جمع ملابس اللنكة بعد غسلها وكيها وخاصة الشتائية وشحنها عن طريق نقليات اربيل -راوندوز بواسطة الاخ محسن الخياط لغرض ارسالها الى المقاتلين البيشمركه الابطال واستمر الحال هكذا حتى عام 1971 حيث شاركت ايضا مع اخوان لي من المناضلين في صفوف البيشمركه… وكان هذا العمل هو املي في الحياة منذ تلك الفترة ولحد اليوم وتمنيت ان يرفرف العلم الكوردستاني في حكومة اقليم كوردستان والحمد لله بقيت حياً وشاهدت العلم بعيني وهكذا تحققت احلامي بقيادة البيشمركه البطل مسعود البارزاني…
اما البيشمركه البطل محمد غلام حسين الملقب (الصياد) تحدث قائلا:-
انتميت الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني في فترة مبكرة من شبابي.. وخضت جميع نضالات البارتي بقيادة قائد الامة الكوردية المناضل الملا مصطفى البارزاني وشاركت في ثورة ايلول عام 1961 والى عام 1975 ومازلت ذلك البيشمركه الذي وقف مع البارزاني الخالد وسأبقى اقف مع القائد البيشمركه البطل مسعود البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان.. ولقد كان الشعار المرفوع في ثورة 11 ايلول من عام 1961 هو (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان) وقد كان من رفاق النضال منذ ذلك الحين ولحد الآن هو الاستاذ المناضل غالب علي ابو اياد فتحية لكل المناضلين الكورد الذين وجدوا دماءهم رخيصة في سبيل تحقيق مطالب الشعب الكوردي المشروعة…

التآخي