بكل تأكيد لم تُحقق حكومة المالكمي طموحاتنا وأمل العالم الديمقراطي , لكن اذا اردنا تقيم حكومة المالكي المُنتخبة فلا بد لنا من وضعها في نسبية المقارنة والمفارقة بينها وبين نظام دكتاتوري مسؤول عنهُ الدكتاتور وسيده الذي نصبهُ ‘ و الذي كل ما يبغيه من الشعب هو الخنوع , بعكس الحكومة المُنتخبة ديمقراطياَ والتي تقع مسؤوليتها على عاتق جميع الاحزاب التي شاركت في الانتخابات وعلى الشعب الذي اتنخبها.
هنا يتوقف نجاح الحكومة المُنتخبة على تضامن الشعب وهي باشد الحاجة الى التفاف الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني حولها وعلى الاخص النخبة المثقفة والمعارضة التي تسدد لها( وفق المشاركة السياسية) النقد البناء, لكي تطور الحكومة عملها.
لكن ديمقراطية حكومة المالكي عرجاء حيث يخلو البرلمان من المعارضة لحكومة وحدة وطنية ملغمة بالبعثية.
ثم عد وانا اعد كم هم اعداء حكومة المالكي وكم هم اعداء المد الديمقراطي العراقي وكم كانوا ارهابي حزب البعث الارهابي وكم من المقابرالجماعية.
يوحي قرار هيئة اجتثاث البعث الذي سمح بعودة اعضاء الفرق البعثية الأرهابية الى وضائفهم ‘ لأنهم اعلنوا برائتهم من البعث‘ يوحي لنا بأن الهيئة ليست ضد الانسان العراقي ‘ بل ضد الفكر البعثي الشمولي الهدام العميل الفاشي الارهابي الذي سلم البلاد للاحتلال.
بناء على ذلك القرار يجب التميز اي المفارقة بين البعثي والبعث.
ان القانون الذي يستطيع تبريئة عضو الفرقة البعثية من البعث .يجب عليه مسبقاُ تجريم ثم تحريم البعث‘ اي محاكمة البعث كطرح ارهابي فاشي اودى بالعراق ودول الجوار الى الخراب المادي والنفسي.
والى تشجيع االارهاب العالمي وقد لوث بيئة الكُرة الارضية وحطم تراث الانسانية اي الاثار والمعالم الحضارية مثل أضرح الامة (ع) في وادي الرافدين.
ان الذين يطالبون باستبدال الحكمومة المنتخبة باخرى يرأسها طاغية دكتاتور, هم لايحترمون ارادة الشعب ولا الدستور العراقي و لا يعبهون بانتخاباتنا ونتائجها‘ ان هؤلاء المتطفلين على الديمقراطية العراقية مثل زوجة كلنتون الكذاب الذي كان يعد العالم كل سنة كذبا بانه سيسقط عميله المجرم صدام المشنوق وبعض الساسة الامريكين والمخابرات الامريكية‘ هم اعداء الوعي السياسي الديمقراطي للشعب الامريكي .
ان هؤلاء المُتكبرين المتعجرفين الملوثين بعملائهم البعثيين يعطون انفسهم حق تنصيب العملاء كطغاة على شعوب تناضل منذ مئات السنين من اجل الديمقراطية.
مثلا المخابرات الامريكية التي فشلت في حماية الشعب الامريكي والعراقي والعالم من الارهابين , لم تستطع سوى قتل رموز الديمقراطية مثل جيفارا وسلفادور الاندي وعبد الكريم قاسم
ومازالت عاجزة عن تبرئة نفسها من دماء السيدين عبد المجيد الخوئي و محمد باقر الحكيم.
ان مهمة تلك المخابرات هي تثبيت سلطة الدكتاتورين وقد عمل الكثير منهم مع جلادي الشعوب ارهابي الدولة عبيد الدكتاتور ومع الارهابين البعثين لدرجة العدوى والوقوع في شرك النفسية الدكتاتورية الفاشية الارهابية‘ التي تحل المعظلة السياسية بطريقة ارهابية وبالتعاون مع الدكتاتورين و الارهابين.
وبما ان الشعوب ترى وتعي هذا التواطئ بينهم وبين الطغاة ‘ فبالتالي تزداد البغضاء ضد الشعب الامريكي
فتبرح الارض خصوبة للتنظيمات الارهابية. ان المضطهدين من قبل الدكتاتورين الذين نصبتهم المخابرات الامريكية سيبتعدون عن المشاركة في القرارات السياسية فينتهكون شتى الوسائل المُعادية للديمقراطية ولامريكا.
لذلك فشلت تلك المخابرات وستبقى فاشلة في خدمة الوعي السياسي الديمقراطي الامريكي والمدنية الامريكية ‘ حتى يتم تطهيرها من الذين تلوثت ضمائرهم وايديهم بدماء القوى الديمقراطية.
هنا نَرد الجميل للامريكين الذين طالبوا بتطهير اجهزة الشرطة العراقية( حسب تعبيرهم) من الطائفيين.
لكن الطائفية المتطرفة في العراق ‘ هي ظاهرة حديثة عمرها ثلاث سنوات وهي صنيعة بعثية ارهابية
بالاحرى قناع بعثي لكي يغطي البعثيين على الفارق الوحيد بينهم وبين ضحاياهم من الشعب العراقي.
ان هؤلاء صناع المقابر الجماعية الذين ادمنوا على ارهاب الدولة يجب طردهم من الاجهزة الامنية اذ كانت عراقية او امريكية‘ وحجزهم في مصحات عقلية ‘ لانهم ارهابين والارهاب متلبس بهم سيان خارج السلطة أو داخلها.
البعثيون يستغفلون السياسة الامريكية حين يتمادون في ارهاب الشعب لكي تعيدهم السياسة الامريكية الى السلطة فيزاولون كما كانوا ارهاب الدولة.
من حكومة وحدة وطنية لم تحقق مأرب الرجعية الى ” حكومة انقاذ” استبدادية
تلك هي مطالب البعثيٌة. ان مصطلح ” حكومة انقاذ” الذي يتمنطق به أياد علاوي عميل ال
cai
الذي قال علناً انه كان عميلاً لمخابرات 16 دولة ‘هو مصطلح مستنسخ من ” حكومة انقاذ” السودان
حكومة الدكتاتورالمتوحش البشير الذي يقتدي علاوي به.
اي بعد عشرين سنة يصبح العراق كالسودان على يد علاوي.
وبهذا ينقذ علاوي العراق من الديمقراطية!
لاول مرة قد قام جنرال بانقلاب عسكري لكي يسلم الدولة لحكومة ديمقراطية منتخبة وقد كان الجنرال سوار الذهب ‘ بعده جاء الطغاة باسم ” حكومة انقاذ” ليقتلوا انذاك ديمقراطية السودان الفتية‘ ليحتضنوا الارهابين من الارهابي كارلوس حتى بن لادن والقاعدة والبعثية الخ. هذه” حكومة انقاذ” ال
cai
التي ادخلت السودان في حروب شعبية داخلية ومع دول الجوار اضافة الى التخلف و المجاعة رغم ان ارض السودان من اغنى بقاع العالم زراعياً .
انه لمن سوء حظ العلمانيين الكفوءين ومن سوء حظ الديمقراطية العراقية المتعثرة بالارهاب البعثي‘ ان يتصدر العلمانين علاوي البعثي الذي كان ضابط استخبارات في اجهزة صدام القمعية وقد مارس في حينه تعذيب السجناء السياسين ثم الدكتاتورية بعد ان عينه بريمر رئيساً للوزراء.
زمن سوء حظ السنة والشيعة على حد سواء ان تصبح مذاهبهم مصطلحات سحرية يتاجر بها الافاقون مثل دعاة السنة الذين باعوا انفسهم اقنعة للبعثين الارهابين ودعاة جيش المهدي المبطن بجيش صدام .
ان هؤلاء تجار المصطلحات السحرية من فاشست ودكتاتورين يزدادون نفوذا كلما هب الصراع بينهم‘ عندما تشتد المعركة بين دعاة السنة ودعاة المهدي ( والمهدي عجل الله فرجه برئ منهم)‘ يستفيدان الطرفين كفائدة فريقي كرة القدم ‘ فهناك جمهور مصفق واخر معادي يثير الضجة وبعد دفن المغرر بهم ترى لمعان تجار المصطلحات السحرية يزداد بريقاً وهم رابحين على قيد الحياة سالمين من الخسارة.
وهذا ما آلت اليه الساحة الفلسطينية حيث يأتي سوء استعمال الديانة الاسلامية كرد فعل على سوء استعمال الديانة اليهودية من المتعصبين الاسرائيلين‘ لذك خلت الساحة الفلسطينية والاسرائيلية من جميع القوى الديمقراطية والشيوعية واليسارية ولم يبقى سوى الدين المسيس الذي يبرر الارهاب بالدين.
ان الهمجية الوحشية على شاكلة ابو طبر البعثي والتي حصلت مؤخرا في كربلاء المقدسة‘ قد سبق وان حصلت من ذات البعثين المتبرقعين بالمصطلحات السحرية , حصلت مرتين في الصحن الشريف للامام علي ( ع ). اولا عند استشهاد السيد عبد المجيد الخوئي وبعدها عندما اختار جحوش الشيعة اي البعثيون اختاروا اقدس مكان اسلامي شيعي ليكون ساحة حرب بينهم وبين اياد علاوي الشيعي البعثي.
واضح ان البعثي الشيعي كالبعثي السني خائن جبان عميل يقتل ويرهب الشعب العراقي بكل اطيافه لكي يثير اشاعة التطرف الطائفي. وكأن الأخير هو سبب الارهاب وليس ادمان البعثيين على ارهاب الدولة و الجريمة المنتظمة البشعة التي كانوا يغطوها بجريمة افضع وابشع من ذي قبل.
اما الدكتاتورية العربية المُرتعبة من مد الوعي السياسي الديمقراطي فهي لا تكل ولاتمل من اضخاث احلامها التي صارت كابوس اسمه لابد من قمع أمل الشعب العراقي في الديمقراطية والتحرر من الظُلمات والآفات الاجتماعية ‘ رغم ان املنا كان حيا فينا لأول مرة في تاريخنا وفي زمن الخليفة المنتخب علي ابن ابي طالب ( ع) ‘ اول ديمقراطية كانت في اثينا الاغريق وبعدها في روما ومن ثم الدولة الراشدية في مكة ابتدأت وفي الكوفة انتهت.
الدكتور لطيف الوكيل
مدير الرابطة الديمقراطية للاقتصاد والحضارة بين االعراق والمانيا
السبت، 08 أيلول، 2007
برلين
www.vdwk.com