اكتشاف
في غرفة فقيرة كانت تتلوى بين يدي القابلة، دخل زوجها كعفريت غاضب صائحاً:
– إذا أنجبتِ هذه المرة بنتاً أقسم أني سأطلّقكِ وأتزوج بأخرى..
امتزجت دموعها مع قطرات العرق المتصبب من جبينها، رفعت رأسها متضرعة إلى السماء وأغمي عليها…
بعد أكثر من عشر سنوات وبينما هي جالسة تحلب بقرتها، اقترب منها بحنان هامساً في أذنها:
– حمداً للرب لأنكِ أنجبتِ البنات أولاً، وإلاّ لأصبح أبناءنا الأربعة وقوداً لهذه الحرب القذرة!!
أرباع
كان مولعاً (بالأرباع).. يشرب (ربع ويسكي)، يأكل (ربع خروف)، يستيقظ في (العاشرة والربع)، يحمل في جيبه دائماً (ربع دينار) كتعويذة! ضاجع (ربع) نساء القرية! وعندما بلغ من العمر (ربع) قرن تربّع على العرش لأربعة عقود و(ربع)!!
رصيد- نت
دخل المنتدى باسم (هيفاء).. وبعد أن تبادل مع أحدهم عبارات الغزل والحب ثم المجون تم الاتفاق على موعد للقاء.. طلب الطرف الآخر رقم (هاتفها) النقال ليضمن الفريسة.. فأجاب بمكر: أن رصيده قد نفذ، عندها أرسل له رقم(كارت موبايل) ليظهر سخائه وأريحيته! عبئ (موبايله) بالرصيد.. أبتسم وخرج من المنتدى.. تمطى، تثاءب وتمتم: يكفي اليوم إنها البطاقة الرابعة!!
قانون القبيلة
من بين الجموع الهائجة سُمِعَ صوتها وهي تستجدي: ” ارحموني أطلقوا علي الرصاص”.. لكنهم استمروا في ضربها بالعصي والهراوات وأعقاب البنادق.. مزّقوا ملابسها.. سحلوها من شعرها الطويل ورجموها بالحجارة، انقضوا عليها كما تنقض الوحوش على فريستها.. فقد ذكرتهم بخطاياهم وعهرهم وعقدهم وكبتهم المقيت.. نظرت إلى والدها المنزوي ووجهه يختلج بعنف من شدة الذهول.. أغمضت عينيها لتتحوّل في لحظة إلى طفلةٍ صغيرة تركض بفرح وراء الكرة الملّونة التي اشتراها لها والدها ذات يوم ليس ببعيد.
طالع
قال له العرّاف : خطوط كفك تشير إلى انك ستعيش طويلاً وستشهد زواج ابنك البكر..فرح بكلام المنجّم في حينها لأنه لم يكن قد أكمل الثامنة عشرة من عمره بعد.. مضت سنوات على زواجه، وبينما هو خارج من عيادة الطبيب، تذكر فجأة كلام الساحر، ابتسم بمرارة قائلاً: حتما أنا من الخالدين! لقد أخبرني الدكتور للتو (بأني عقيم وليس هناك أمل في أن أخلّف أولاداً)!!
ضوء أسود
كل يوم حين يخيم الليل فوق أرجاء المدينة يصاب بالذعر.. تتراءى له أشباح ملثّمة، يرتجف خوفاً من رصاصة طائشة، أو قذيفة أضاعت طريقها.. كان يقضي معظم لياليه في التضرع إلى الله وتعظيمه وإحصاء أسماءه الحسنى، معيدا هذه العبارة مئات المرات: ” الهي كم أنت كبير وجبّار احمني وأجلي عني هذا الليل الأسود بسلام”.. قلقاً ينظر من خلال النافذة منتظراً ظهور خيوط الفجر.. وما أن يلمح بوادر انجلاء العملاق الداكن حتى يتنفس الصعداء ويهتف ضاحكاً: “الهي أنت اصغر من ذبابة!”.. يتمدد فوق سريره، ويعلو الشخير.