بعد عودتي للوطن أقمت مع ألأهل في كربلاء والتقيت بجميع الأصدقاء والرفاق الذين غادرتهم أو أفترقت معهم بسبب السجن أو التنقل بين بغداد وكربلاء ثم مغادرتي للدراسة في بولونية. وآلمني ماسمعته عن أعتقال واحد من أصدق وأعز أصدقائي الراحل صادق الحلاق طيب الله ثراه، وأن عائلته تجهل مكان أعتقاله بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على أعتقاله، وقد أشرت الى أسباب وظروف أعتقاله في الحلقة 22 من (ذكريات الزمن القاسي).
بعد أن قضيت بضعة أيام مع الاهل واللقاء بالأقارب والأصدقاء، بدأت رحلة تعادل شهادتي، وقدمت الوثائق المطلوبة، وعلمت حينها أن التعادل لآيأخذ وقتا طويلا مادام قد سبقني من عادل شاهدته من خريجي نفس الجامعة ونفس الأختصاص. وقد نفعتني بعض الكتب الرسمية الصادرة من سفارتنا في وارشو ومن مديرية البعثات وهي معنونة للجهات المختصة لتعادل شهادتي وفيها المقدمة التالية: (نرفق لكم وثائق طالب الزمالة والحاصل على المنحة الحكومية السيد محمد علي الشبيبي ….الخ). كان هذا الأسلوب في مخاطبة الجهات الرسمية في التعادل أو التعيين أو حتى في طلب تأجيلي من الخدمة العسكرية، والأشارة بوضوح بعبارة سحرية (… والحاصل على المنحة الحكومية …) سهل لي الطريق في أنجاز جميع المعاملات! وحتى بعد معادلة شهادتي، وتقديم أوراقي بحثاً عن عمل، كانت هذه العبارة السحرية تتصدر كل الكتب الرسمية الموجهة للمؤسسات المعنية. حينها فهمت من خلال سلاسة أنجاز معاملاتي والتسهيلات التي لاقيتها، السر في هذه العبارة الساحرة ، فكل من يقرؤها من المسؤولين والعاملين يستنتج أنني أحد أعضاء حزب البعث، وفي أعتقادهم أنه لايمكن لشيوعي أن يحصل على المنحة الحكومية وهم صادقين في أعتقادهم، ولذلك كانت معاملاتي تلاقي كل التسهيلات الأجرائية.
صدر قرار تعادل شهادتي يوم 8/10/1977 كشهادة جامعية أولية أمدها خمسة سنوات! ولما سلمتني الموظفة المسؤولة في دائرة البعثات كتاب التعادل سألتني: ماذا تنوي أن تفعل؟ فقلت لها: الخطوة الأولى يجب التوجه الى دائرة التجنيد للأستفادة من قرار العفو عن المتخلفين لأني أعتبر متخلفا والخدمة الألزامية في أنتظاري. فردت عليّ مستغربة: وهل تريد الألتحاق بالخدمة؟ فسألتها مستفهما: وهل توجد أمكانية عدم الألتحاق! فأجابت مبتسمة: بكل تأكيد، إذا كنت راغبا في تأجيل الألتحاق بالخدمة الألزامية فعليك البحث عن عمل في وزارة التعليم العالي لأنها الوزارة الوحيدة التي يحق لها تأجيل منتسبيها ، واذا ماتم تعيينك في أحدى مؤسساتها فأنها ستكتب لوزارة الدفاع لتأجيلك لسنة من الخدمة، وأذا جددت تأجيلك سنة أخرى فسيتم أعفاؤك من الخدمة! حينها كانت فرحتي كبيرة بهذه المفاجأة العظيمة، فتأجيلي يبعدني عن أحتمالات أبتزازي سياسياً من قبل البعث والأمن ومن أحتمال أتهامي بأنتمائي للحزب أثناء الخدمة الألزامية. بعد سماعي هذا الخبر المفرح، شعرت برغبة لتقبيل هذه الموظفة الطيبة، ووعدتها بهدية لهذا الخبر أمتناناً لها، وفعلا قدمت لها حلياً من الكرستال الجيكي الجيد كنت قد جلبتها معي من بولونية. وشكرت القدر والظرف السياسي الذي جاء برئيس الجمهورية أحمد حسن البكر لزيارة بولونية وموافقته على مذكرتنا في مساواتنا وشمولنا بالمنحة الحكومية.
أعتقد أن هذه الموظفة بعد أن قرأت العبارة السحرية (الحاصل على المنحة الحكومية) حسبتني رفيقا لها وعضواً في حزب البعث ، ولكن لايهمني من أكون بنظرها، وعليّ الأستفادة من معلوماتها، فسألتها كيف يمكنني البحث عن العمل في وزارة التعليم العالي؟ أخبرتني هناك طريقين، أن تفاتح مديريتنا (مديرية البعثات) الوزارة بكتاب في رغبتك بالعمل في مؤسسات الوزارة وتنتظر الجواب، أو تأخذ الكتاب بنفسك وتراجع الوزارة به، فأخترت الطريق الثاني. وسلمتني الكتاب في نفس اليوم، وأيضا كان الكتاب بصياغته يحوي العبارة السحرية ، أن العبارة السحرية كانت كلمة السر بين دوائر الدولة والأصح دوائر حزب البعث!
في اليوم الثاني توجهت الى وزارة التعليم العالي، حاملا كتاب مديرية البعثات وشهادتي المعادلة، وقدمتها الى المدير المسؤول. وكان الجواب سريع في الموافقة، وسألني المدير ماهو موقفي من الخدمة الألزامية، فأجبته بأني مطلوب للخدمة، فقال بأنهم سيكتبون الى وزارة الدفاع (مديرية الشؤون القانونية) لغرض تأجيلي من الخدمة. أخذت كتاب الوزارة وتوجهت الى مديرية الشؤون القانونية في باب المعظم. في المديرية طلبوا مني مراجعة مديرية تجنيدي والألتحاق بالخدمة الى أن يصدر قرار التأجيل.
من حسن الحظ صدر في تلك الفترة قانون بالعفو (قانون رقم 4 لسنة 1978) عن المتخلفين عسكريا وقد شملني القانون ولم توجه لي أية عقوبة. وبعد الفحص في تجنيد كربلاء الثانية التحقت بالخدمة العسكرية يوم 19/2/1978 في مركز تدريب مشاة الحلة وخصص لي الرقم 533805 على ان تكون خدمتي الألزامية 21 شهراً. باشرت في الخدمة الوطنية وكنت أسافر يومياً للألتحق بوحدتي متنقلا بين مركز التدريب في الحلة ومحل سكناي في كربلاء. أخرج يوميا مع الفجر وأعود بعد الرابعة مساءً.
في مركز التدريب كان الحرس يهملون حراسة الباب الرئيسي بعد الساعة الواحدة، ويستغل معظم الجنود الأهمال فيتسربون ويغادرون المركز قبل الوقت المحدد بساعتين أو أكثر. والسبب في هروب الجميع هو وقت الفراغ الممل لطوله لعدم توفر مكتبة للمطالعة أو نادي أو أية وسيلة أخرى نافعة يمكن فيها قضاء أوقات الفراغ لتطوير أمكانيات الملتحقين في مجالاتهم التخصصية، خاصة أن معظم أفراد وحدتنا كانوا من الخريجين. كان الجنود يتلافون مراقبة الأنضباط العسكري المنتشرين في الطرقات بين المركز وحتى كراج السيارات بتبديل ملابسهم العسكرية بالملابس المدنية التي يحملونها بأكياس متسترين بالنخيل الكثيف في المنطقة. كنت في بدايات أيام التحاقي أتجنب مغادرة المعسكر قبل الوقت محاولا بذلك أحترام القوانين العسكرية وكسب أحترام قادتي من عرفاء وضباط، لكن لاحظت ان سلوكي والتزامي بالنظام كان سببا بتكليفي للقيام بأعمال أضافية كان يطلبها بعض الضباط بينما زملائي الجنود في بيوتهم يتمتعون بالأستراحة. أخيرا قررت أن أشارك الجميع بالمغادرة قبل الوقت بعد أن لاحظت حتى الضباط يتساهلون في مغادرة الجنود قبل الموعد.
أستمرت روتينية حياتي في المعسكر، وكنا خليط من الخريجين وحتى الأميين، أما مسؤول الفصيل كان عريفاً شبه أمياً، ففي أحد الأيام وأثناء تجمعنا الصباحي سأل من فينا يجيد القراءة والكتابة! أجابناه بأن أكثرنا من الخريجين، فرد غاضباً أنا سألت من يجيد القراءة والكتاب ولم أسأل من منكم خريج؟!! وقد أثار سؤاله الضحك بينما أغتاض غضبا وعاقبنا بعقوبة خبيثة بأن طلب منا أن نقوم بعملية التنظيف لمدة أسبوع يوميا مرتين الأولى بعد انتهاء التدريب والثانية بعد الثالثة كي يحرمنا من الخروج (الهروب) المبكر.
أثناء فترة مراجعاتي لغرض التعيين، أتصل بي أحد الرفاق (ص.ح) في كربلاء وهو ينقل لي جملة سر الأتصال وأسمي الحزبي وقرار الحزب بالأرتباط به بصورة فردية ومؤقتاً الى أن يستقر وضعي. وبعد التحاقي بالخدمة العسكرية أخبرني الرفيق بقرار الحزب بضرورة أستمرار علاقتي الفردية به! وكانت لقاءاتنا دورية وأديت كل التزاماتي الحزبية. وعندما تعرض بعض الرفاق والأصدقاء الجنود للأعتقالات بحجة أنتمائهم للحزب وتعرضهم للسجن وحتى الأعدام، سألت رفيقي عن مدى ضرورة وخطورة هذه العلاقة به في مدينة مثل كربلاء والجميع يعرف أتجاهنا السياسي، فأجابني أن هذا قرار الحزب. وأستمرت علاقتي الفردية به بالرغم من تصاعد الهجمة الشرسة على الحزب، وأقتراف جريمة أعدام كوكبة من الشباب، 21 شهيداً هم مجموعة الشهيد سهيل الشرهان ، بحجة الأنتماء للحزب الشيوعي أثناء الخدمة العسكرية.
في أحد الأيام وأثناء التجمع الصباحي، سأل آمر الفصيل من منا مهندساً مدنياً، وكنت الوحيد في الفصيل أحمل شهادة مهندس مدني. فأخبرني بأن قسم الهندسة في مركز التدريب يطلب مني أن أقدم لهم خبرتي ومساعدتي ليوم واحد، وعلي الذهاب الى قسم الهندسة. هناك أخبروني بأن القسم مسؤول عن بناء جسر في الديوانية يربط المعسكر بالجهة الأخرى القريبة من مستشفى الديوانية، وبذلك يكون الوصول للمستشفى سهلا وقريباً. في اليوم التالي توجهت الى قسم الهندسة، وسافرنا الى الديوانية بصحبة ملازم ثاني وعقيد مهندس مدني. وفي الطريق الى الديوانية كان العقيد يشرح لي كيف سيتم أنشاء هذا الجسر، وقد كشف لي عن بعض الخرائط لجسر مشابه له في كتاب هندسي كان يحمله. ولما سألته عن الحسابات الخاصة بالتصميم الأنشائي، أجاب أية حسابات نحن في الجيش توجد عندنا أمثلة مشابهة ومحسوبة ونحاول تقليدها! فحذرته من هذا الأسلوب في العمل فربما هناك أختلافات في نوعية التربة أو طول الجسر والاثقال التي سيتحملها أو الظروف المحيطة به. فأجابني أنه أخذ كل ذلك بنظر الأعتبار وأن الجسر سيكون للمشاة ولعبور سيارات الأسعاف فقط! ومن خلال حديثي مع العقيد عرفت أنهم بحاجة لقراءة أحداثيات بعض النقاط على طرفي النهر وتحديد محوره، وأن الجسر سيكون معلقاً يستند على أربعة أعمدة حديدية على جانبي النهر، ومطلوب مني قراءة الأحداثيات.
بعد وصولنا أكتشفت أن قسم الهندسة لآيملك جهاز (ليفل) لقراءة الأحداثيات وتحديد محور الجسر وغيرها من قراءة ضرورية أو حتى من أجل التدقيق لتلافي وقوع أي خطأ! تمكنت من خلال شقيقتي نزيهة بالأتصال بزميلة لها (أبنة الراحل وأستاذي حمادة الخزعلي طيب الله ثراه) تعمل في بلدية الديوانية لأستعارة جهاز من البلدية. أنجزت العمل في نفس اليوم وحددنا كل الأحداثيات الضرورية، وعندما زارنا قائد الفرقة وشرحنا له كيف سيكون محور الجسر، رفض ذلك وطلب منا حرف خط محور الجسر بزاوية صغيرة (بحدود 5 درجات). شرحنا لقائد الفرقة أن مثل هذا الأنحراف يضطرنا لقطع ثلاثة أشجار من جهة المعسكر، وهي أشجار جميلة تزين المنطقة. أصرّ القائد على ذلك ولم يستمع الى ملاحظاتنا، وهكذا راح عملي عبثاً بسبب قرار قائد عسكري غبي لايفهم في الهندسة ولايعير أهتماماً للبيئة، وكل مايهمه هو أثبات قوة قراراته حتى وأن كانت قرارات غبية وخاطئة.
طلب مني العقيد المهندس البقاء عدة أيام حتى الأنتهاء من حاجتهم لي، وخصصت لي غرفة للنوم مع الملازم الثاني الذي جاء معنا. كانت مهمة هذا الملازم هي الأشراف على الجنود المكلفين في أنجاز جميع الأعمال الأنشائية والضرورية الخاصة بالجسر. في اليوم الثاني قام الجنود بقطع الأشجار الثلاثة، وكانت أحدى هذه الأشجار كبيرة جدأ وتجاوز أرتفاعها الثمانية أمتار. كان على الجنود أزاحة الشجرة الكبيرة عن طريق عملنا. لاحظت أن الغباء ليس صفة يتمتع بها قائد الفرقة وحده وأنما يشاركه فيها الملازم الثاني، ويظهر أن هذه الصفة هي نتيجة حتمية لأسلوب التربية العسكرية الخاطئة. فعندما قررنا أزاحة الشجرة، أمر الملازم الجنود وكان عددهم بحدود عشرين، أن يرفعوا الشجرة وأبعادها عدة أمتار! فقلت له لايمكنهم هذا فهي شجرة ضخمة ولها فروع كثيفة وليس بمقدورهم حتى زحزحتها لسنتمترات. سخر الملازم مني قائلا حقك أنت جديد وتربيتَ في المدارس والجامعات ولم تتربى في الجيش، سأريك ماذا سأفعل! طلب من جنوده أن يتوزعوا على جانبي الشجرة في حالة أستعداد، وأعطى أوامره العسكرية للمجموعة بحماس العسكري المتوجه للمعركة: أسترح، أستعد، تهيأ، أنحني، أمسك، أرفع!!! كانت كلماته هذه أوامر متتالية لجنوده ختمها بكلمة أرفعوا لرفع الشجرة. لكن الشجرة لم تتزحزح ولم نسمع لها صوتا وصمدت في مكانها ساخرة، بينما الجنود صعد الدم الى وجوههم من ثقل المهمة وعجزهم وخرجت من أفواههم أصواتا تعكس عجزهم بالرغم من جهدهم المبذول. أعاد هذا الملازم الخطوات الغبية السابقة بعد أن طلب منهم الوقوف والأستعداد مجددأً، لكن عبثاً.
تحدثت مرة أخرى مع الملازم وأقنعته أنها ليست الطريق الصحيحة والممكنة لأزاحة الشجرة، ولا يمكن من زحزحتها دون تقطيع كل الفروع والأبقاء على الجذع الرئيسي، وحتى الساق الرئيسي لايمكن رفعه بهذا العدد من الجنود وأنما يمكن أزاحته بأستعمال قضبان حديدية عديدة وفي آن واحد لدحرجته. أخيراً أقتنع الملازم بمقترحي، وفعلا تم لنا ذلك بعد أن أضعنا يوما كاملا، وأضطررت البقاء لليوم الثالث. في اليوم الثالث أتممت قراءة الأحداثيات وحددت لهم المحور الرئيسي للجسر والمسافات. لكن العقيد طلب مني البقاء لمساعدتهم في الأشراف في حفر الأساسات وصب الخراسانة وتثبيت الأعمدة الحاملة! وطلب مني حساب طول الحبال الحديدية الواصلة بين الأعمدة الحاملة على طرفي النهر، وهي ضفيرة من حبال حديدية تقع عليها مهمة حمل الجسر وماعليه من أثقال ثابتة ومتحركة. ولا أخفي على أحد تخوفي وحذري من هذه المهمة الصعبة، لأسباب أهمها عدم خبرتي العملية، وتخصصي الأبنية الأنشائية وليست الجسور، ولعدم توفر مصادر أعتمدها، فكل ما أقوم به كان من الذاكرة مستعيناً بمعلوماتي النظرية الهندسية.
تم حفر الأساس في جهة المستشفى، وهي الجهة المنخفضة بأكثر من ثلاثة أمتار عن جهة المعسكر ولاترتفع عن سطح الماء بأكثر من متر. واجهت الجنود مشكلة كنت قد حذرت الملازم قبل بدء الحفر، فما أن حفروا بعمق متر حتى بدء الماء يتسرب للحفرة وأصبح العمل والحفر بأدوات بسيطة كالمساحي والفؤوس غير ممكن. حينها أقتنع الملازم بملاحظتي وطلبت منه أن يستعين بماطور لعملية التفريغ. ومع هذا لم يوافق على مقترحي بحجة عدم توفر ماطور لذلك، وقرر سكب خليط الخراسانة في الأساس وهي جافة لتمتص الماء المتسرب !! ومن ثم تثبيت الأعمدة وأملاء الأساس بخليط الخراسانة الجافة حتى يصل الى أرتفاع أعلى من منسوب النهر! لا أريد هنا مناقشة قرار العقيد المهندس وطريقة التنفيذ فكل من له أقل أطلاع على الأعمال الأنشائية يعرف كم كان هذا التنفيذ خاطئا وقد يعرض أرواح الناس الى الخطر، ولا أدري أن أستمروا في أنجاز هذا الجسر بالطريقة التي بدؤها وهل مازال صامدا أم لا؟ فقد غادرتهم بعد أن قضيت أربعة أيام أشاركهم العمل، وللأسف لم أتمكن من إقناع المشرفين على أنجاز المشروع الأرتجالي في أعتماد الطرق العلمية والمهنية الصحيحة، وقد عدت بعد أن طالت لحيتي، فأنا لم أحلقها منذ يوم التحاقي بقسم الهندسة وبقيت بنفس الملابس العسكرية طوال الأيام الأربعة.
عندما التحقت بفصيلي، أخبرني زملائي بأن آمر الفصيل أعتبرني غائبا وقد أسجن، وعلى مايظهر أن قسم الهندسة لم يتصل بوحدتي لتمديد أستعارتهم لي وأشعارهم بوضعي. وتمكنت من تجاوز هذه الأشكالية بعد مقابلة آمر الوحدة وشرحت له أسباب تأخري وأنني كنت بأمرة العقيد وهو المسؤول عن تأخري ولايمكنني عصيانه، وهكذا تم العفو عني ومنحت أجازتي المعتادة.
يـتـبـع
السويد/كربلاء/العباسية الشرقية