الرئيسية » مقالات » اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

كانت فرحة الشعب العراقي كبيرة جدا بزوال كابوس العهد الشمولي ,وبالرغم من كل التوجسات وعلامات الاستفهام ,فقد حاول الاندماج وتقمص الدور الذي يجب ان يلعبه,في لعبة الديمقراطية التي هي بمثابة العسل الذي فيه الشفاء لكل شعوب العالم وابدى استعدادا كبيرا وساهم في الانتخابات التي كانت نتائجها مخيبة لبعض الكتل والتيارات السياسية , لما رافق هذه العملية من عنف وحرق مكاتب بعض الاحزاب وقتل بعض الناشطين فيها , في الناصرية والعمارة على سبيل المثال لا الحصر من حزب د اياد علاوي والحزب الشيوعي العراقي ,وتهديدات بالدخول الى النار اذا لا تنتخبوا مرشحينا, او المراة طالق من زوجها اذا لم تنتخبوا القائمة الفلانية ,وبعد التي واللتيا تم الاتفاق على عملية المحاصصة الطائفية والاثنية واطلق عليها اسم حكومة الوحدة الوطنية ,وقد رافق كل هذا وذاك صراعات على الرئاسة من وراء الكواليس, اتضحت وانكشفت بعد تلك العملية بان التيار الصدري ساند السيد نوري المالكي مما مكنه على الفوز على السيد عادل عبدالمهدي بصوت واحد ,وصرح دولة نوري المالكي بانه سوف يحل الميليشيات وسوف يكون السلاح بيد الحكومة فقط ,وهذا ما اثلج صدور الناس وتاملوا كل الخير من هذه الحكومة ,الا ان ذلك كان من المستحيل فكيف يستطيع ان يتنكر السيد نوري المالكي للحركة الصدرية؟وقد سمعنا بعد ذلك الهجوم وتبادل الاتهامات بين الاثنين والتي لم تدم طويلا,وظهر فيها السيد المالكي بانه مسلوب الارادة اذ انه اراد تغيير عشرة وزراء في وزارته ولم يستطع الى ذلك سبيلا وتعلمنا على تصريحاته التي كان معظمها هواء في شبك ,وبعد الفشل الذريع في تحقيق اهم المطالب التي وعد بتحقيقها,وهي استتباب الامان بدات موجة عارمة من الهجرة الاجبارية والسيطرة على البيوت من قبل الميليشيات وعلى كافة انواعها السافلة القذرة سنية كانت ام شيعية ,وظهرت اصطلاحات مناسبة للوضع مثلا تطهير وتفخيخ المناطق الرخوة ,وصل معدل الشهداء الى ما يقارب معدل ال100-150 يوميا وعدد المهجرين يوميا وصل الى الفين مهجر ,طبعا ظهرت مشاكل جديدة الدول المجاورة بدات تتململ من الظغط الهائل من هذه الملايين من المهجرين,والذين جلبوا معهم مشاكلهم في الاقامة,والدراسة والعناية الصحية والسكن ,وايجاد عمل حيث بدات الاوساط الشعبية تتذمر ,واظطرالمهجر العراقي الى سماع كلمات الاهانة حتى من سائق التاكسي او غيره وحتى الشرطة في المملكة الاردنية هاجمت العراقيين المحتفلين بانتصار فريقهم الرياضي واستعملوا معهم الهراوات وسيق قسم منهم الى مراكز الشرطة ,من المسؤول عن هذه الوضعية ؟المسؤول الاول والاخير هو مبدا المحاصصة الطائفية والاثنية والفساد الاداري والفلتان الامني وعدم وجود هيبة للحكام اذ ان مظاهر وجود دولة غير موجودة ومعدومة,المركز ضعيف المحافظات بدات تتعفرت وتقطع الغاز تارة والكهرباء تارة اخرى ,وتقيم اتفاقيات اقتصادية من وراء ظهر الحكومة ولا تسلم ما تبيعه وتصدره الى الخارج ولكنها تطالب بخقها في حصتها من الميزانية من المركز ,وبعد الضجة الشعبية التي وجدت لها تعبيرا في وسائل الاعلام وانسحاب سبعة عشر وزيرا من الكتل الاخرى ,بدلت الاطراف الحاكمة اسمها باسم المعتدلين ,وتعتبر ولادة قيصرية والطفل ولد ميتا,فبدون الاستجابة لمطالب الشعب واقرار الحق في الامان وايقاف التهجير وارجاع المهجرين وتعويض المنكوبين بدون تفرقة اذ ان هناك المئات اذا لا نقول الالوف من المعوقين نتيجة اعمال الارهاب,تم تعويض اقارب المسؤولين بالدرجة الاولى وتم ارسالهم الى الخارج لتلقي العلاج,واهملت الاكثرية الصامتة التي لا معين لها,فهل يحق للمواطن ان يسال ما هو الفرق بين اليوم والامس ؟ ان ايام حكومة السيد نوري المالكي اصبحت معدودة ولا منقذ لها حتى بوش نفض يده منها وعلى الكتل السياسية ان تكون قد استفادت من هذه التجربة المريرة,ويتم الحل على تشكيل حكومة تكنوقراط الرجل المناسب في المكان المناسب .