الرئيسية » مقالات » اجمعوا على نبل الفكرة وواقعيتها لرفع الحيف عن شريحة مناضلة

اجمعوا على نبل الفكرة وواقعيتها لرفع الحيف عن شريحة مناضلة

طرحت جريدة “التآخي” عبر (طريق التآخي) موضوعا للدكتور بدرخان السندي بعنوان (نحو انشاء مدينة كوردية فيلية في اقليم كوردستان) انطلاقا من ان الكورد الفيليين يشكلون احد المكونات الاصلية للشعب الكوردي وهي شريحة كوردية مناضلة في حركة النضال الكوردي الطويل.. كما عانى الكورد الفيليون معاناة شاقة بلغت حد الاسطورة من اعدامات وسجون وتشريد وتشتت شمل الأسر ومصادرة الاموال ومع ذلك وحسب تعبير السيد رئيس تحرير (التآخي) بقى الكورد الفيليون على عهدهم مناضلين من اجل كامل الحقوق لشعبهم الكوردي في الحياة الحرة الكريمة.

وان احد اهم معاناة الكورد الفيليين عبر زمن طويل هو انقطاعهم الجغرافي عن كوردستانهم العزيزة.. ولن يلغي روح “الكورداية تي” عندهم رغم الابتعاد عن كوردستانهم ورغم الكثير من المحاولات التي جرت من اجل جرهم الى ما ليس من تاريخهم وكينونتهم.
آن الاوان ليصبح هذا المكون الكوردي الاصيل مكونا فاعلا على ارض اقليم كوردستان وذلك من خلال تبني مشروع انشاء مدينة للكورد الفيليين على ارض الاقليم.. من خلال تحديد قطعة ارض موقعا ومساحة وتوزيعها على اسر المعوزين الفيليين ممن عانوا القمع والتهجير على يد حكم البعث البائد وتشييد الدور لاسكانهم.
وان هذا المشروع حق حيث ان مشكلة الكورد الفيليين تعد من الكوارث الانسانية كما ان نشوء مدينة كوردية فيلية في اقليم كوردستان له اكثر من مدلول قومي وسياسي واجتماعي واقتصادي. كما ان مثل هذا المشروع بحاجة الى دراسة جادة ومعمقة يجب دراسته من قبل المجلس الوطني الكوردستاني وحكومة اقليم كوردستان.. كما انه مشروع قومي وانساني يعالج مشكلة قائمة لابناء شعبنا من الكورد الفيليين الذين لهم الجذر الغائر في عمق التاريخ الكوردي والولاء له اسبق من اي ولاء او اعتبار آخر.
ارتأينا حمل المشروع كرؤية او فكرة قابلة للنقاش لاستطلاع اراء بعض المواطنين بعد صياغة الرؤية او الفكرة على صيغة سؤال بالشكل التالي: هناك مقترح حول انشاء مدينة كوردية فيلية في حكومة اقليم كوردستان لتكون مرجعية جغرافية لهذه الشريحة المظلومة.. ما هو انطباعكم او اقتراحاتكم حول هذه الرؤية او الفكرة او المشروع وكانت الاجابات كما يأتي:

يونس المندلاوي: مدينة الكورد الفيلية.. احنضان الأب لابنه

*السيد يونس المندلاوي/ صحفي:
-ابتداءً الفكرة جيدة وان كانت متأخرة بعض الشيء، لأننا نحن الكورد الفيليين بحاجة ماسة الى الاحتضان والاهتمام ولاننا نمثل شريحة واسعة من الشعب الكوردي الاصيل ولطالما تعرضت هذه الشريحة الى الظلم والاضطهاد من قبل الانظمة المتعاقبة التي حكمت العراق، فتارة كنا نهجر ونسفر الى بلدان مجاورة بحجة نحن لا ننتمي للعراق..
والحقيقة تعاكس هذه النظرية.. وتارة اخرى كانت النخب من الكورد الفيلية تحارب من قبل هذه الانظمة ولا يتم تسليمها أية مسؤولية في مؤسسات الدولة بالحجة ذاتها.. وهي باطلة، ففضلا عن معاناة الكورد الفيلية في الملاحقة من اجهزة امن الدولة باتهامنا بالتخريب..
وهذا الأمر لا يمت للواقع بصلة ايضا كذلك ولنا الشرف بأننا قدمنا كوكبة كبيرة من الشهداء ضد الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية، ونحن مسرورون جدا لفكرة انشاء مدينة كوردية فيلية في حكومة اقليم كوردستان.. هذه المدينة التي سترفع الحيف والظلم الذي لحق بنا نحن الكورد الفيليين وعندها سيشعر الكوردي الفيلي بأنه مواطن من الدرجة الاولى.. بعد عهود وعقود من الظلم والحيف والجور على هذه الشريحة الاصيلة من مكونات الشعب الكوردي.
أما فيما يتعلق بالمقترح بانشاء مدينة كوردية فيلية فنتمنى على السادة الذين سيقومون على تنفيذ هذا المقترح البناء بأن يأخذوا بنظر الاعتبار أن شريحة الكورد الفيلية شريحة واسعة تقدر بأكثر من مليون نسمة متوزعين على مختلف بقاع الارض العراقية.. وهذا توجب تخصيص هذه المدينة على ارض واسعة وشاسعة تستطيع ان تستوعب هذه الاعداد الغفيرة مع الاهتمام بالاستفادة من الكوادر النخبوية من الكورد الفيلية اي اصحاب الشهادات العليا وذوي الخبرة والتجارب في تأسيس المدينة المذكورة.
واعتقد أن مدينة الكورد الفيلية في وسط اقليم كوردستان ستكون بمثابة احتضان الاب لابنه المظلوم وهكذا.. نصل الى توحيد قوميتنا الكوردية لترجع وتتلون بالوانها الزاهية ولتعطي ذلك الموزائيك التي كانت عليها القومية الكوردية سابقا.

ستار حسين علي: آن الأوان لنعود الى ربوعنا

*اما السيد ستار حسين علي (مشرف تربوي)فيقول: –
ان اي كيان لا يمكن ان يسترد عافيته ان لم تكن جميع اجزاء هذا الكيان متحدة، ولا شك ان هذا الموضوع له من الاهمية الكبيرة والتي بسببه ظهرت نظريات فلسفية عالمية تؤيده.. فإذن نظرية الترابط الاجتماعي لابد ان تجد لها من الدليل والسبيل في تحقيق اهداف هذا الموضوع ولا اريد ان ادخل في مضامين تاريخية قديمة حتى لا ابتعد عن صلب الموضوع واكتفي بالقول: ان امة الكورد شأنها شأن اي امة اخرى لها تاريخ مجيد وحضارة متكاملة وانها سابقت الامم القديمة كونها لها دين تدين به.
في الحقيقة سرتني جدا المقالة الرائعة التي كتبت بلسان الأخ رئيس تحرير (التآخي) الدكتور بدرخان السندي الكريم بأننا لابد ان تكون لنا هناك رجعة حديثة للأرض الام في كوردستان وهذا القرار الجريء لن يستطيع احد تحمله سوى قيادتنا الكوردية المناضلة.
ان مثل هذا القرار لهو القادر على ان يستقطب الكثير الكثير ممن فاتتهم الفرصة.. فحق والله انها لمبادرة تاريخية يسجلها ابطال امتنا من الكورد ليعلنوا ان امة الكورد واحدة وهذه الفوارق التي اوجدها المتآمرون لابد ان تكون لها النهاية الأكيدة لهم.
ان الخطاب الاعلامي الساكن تجاه امتنا الكوردية لابد ان يقتحم بقرار مثل هذا لأن المعاني الكبيرة المتداخلة فيه واسعة لعل اهمها الاعلان القومي الكوردي الذي يجب ان يكون حاضرا ونحن نعيش ابعاداً مستقبلية رائعة نحو استكمال مشروعية حقوقنا القومية.
ان امتنا الكوردية لم تكن ذات يوم مبنية على فوارق طبقية.. لكن حجم الاضطهاد الذي عانى منه الكورد الفيليون قد فاق الى حد كبير كل انواع الاضطهاد حيث انهم عاشوا الظلم الطبقي والمذهبي والقومي فمثل اضطهاد مزدوج كهذا لا بد ان ينخر جسد الكورد الفيليين لكن ارادة امتنا وصبرها كانت السبيل الاكيد في النهوض والسير بخطى للوصول الى ركب الامم التي سبقتنا، ان التباعد القسري الذي عاشته امتنا الكوردية ولد تباعدا طفيفا ببنيته النفسية الكوردية من حيث بعض العادات والتقاليد منها على سبيل المثال اللغة رغم وحدتها الا اننا قد نعاني من التحدث والتفاهم بين منطقة واخرى.
ان هذا المشروع الوطني يجب ان تبذل له قصارى ما في جهدنا من اجل بلورة فكرته وتطبيقها على ارض الواقع في كوردستاننا. ولإن قيادتنا السياسية الكوردستانية قد احست بهذه الفجوة الصغيرة.. لذلك كل امنياتي الحاضرة سوف تكون سعيدة شأني شأن كل اخوتي في كوردستان.
ويجب ان لا يغرب عن بالنا اننا صار ينظر لنا كأقلية واضحة خارج رقعة الاقليم بسبب تعدد التيارات والكيانات السياسية والتي باتت تتحد خفية فيما بينها لتؤسس خطابا سياسيا يضرب ويتحدى تطلعات شعبنا الكوردي ومستحقاته المشروعة.
آن الاوان الان لنتحمل مسؤولية الدفاع عن شرفنا في كوردستان من خلال العودة الى ربوعها وبأية صورة كانت لإن الزمن يجب ان يكون حاضرا ونحن نتخطى الواقع ولاننا ان لم نعلنها الآن فسوف تكون هناك صعوبات كثيرة.
غالب علي: شريحة الكورد الفيلية مكون اصيل من مكونات الشعب الكوردي

*اما السيد غالب علي (ناشط في حقوق الانسان) فيقول:
-من خلال تجربتي الطويلة في الداخل والخارج لأجل القضية الكوردية وحملي السلاح ضد النظام البائد سواء داخل كوردستان ام في الخارج، ومن خلال ترؤسي لتشكيلة سياسية كوردية ومشاركتي في المؤتمرات واللقاءات مع المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان لاسيما منظمة الدفاع عن القضية الكوردية، وجدت ان شريحة الكورد الفيليين احد المكونات الاصيلة لشعبنا الكوردي وهم شريحة مناضلة لهم دورهم في حركة النضال الكوردي.
وقد اشاد الرئيس مسعود البارزاني في اكثر من مناسبة بدورهم الحيوي في دعم الثورة الكوردية، وقد وجدت ذلك ايضا من خلال نشاطاتي ضد النظام البائد والدفاع عن الشعب الكوردي، وكل هذه النشاطات مذكورة وموثوقة ومدونة من خلال الصحف والدوريات والنشريات والبيانات الصادرة في فترة المعارضة الكوردية كما ان هناك تبادل للرسائل بيني وبين الرئيس مسعود البارزاني.
أما بخصوص انشاء مدينة كوردية للكورد الفيليين في حكومة اقليم كوردستان وحسب ما طرحه الأخ الاستاذ بدرخان السندي في مقاله الافتتاحي فهو مشروع جيد وجميل ونابع من الضمير الاصيل والنقي وتحسس للالام ومعاناة اخوة له في المسيرة النضالية الطويلة لشريحة الكورد الفيليين هذه الشريحة الاصيلة واحد المكونات المهمة لشعبنا الكوردي والامة الكوردية المجزأة..
نحن مع هذا التوجه ومع التوجه الذي تقرره القيادة الكوردستانية بقيادة الاخ المناضل الرئيس مسعود البارزاني وتحية لكل المساعي الخيرة التي تصب في صالح القضية الكوردية وصالح الشعب الكوردي.

صبحي المندلاوي: اقامة المدينة الفيلية جزء من الوفاء لابناء هذه الشريحة المناضلة

*اما السيد صبحي المندلاوي (اعلامي كوردي) فيقول:
-لاشك ان اي برنامج او مشروع يهدف الى خدمة ابناء شعبنا بكل اطيافه وشرائحه المتنوعة والتي عانت طويلا من ويلات الانظمة الدكتاتورية هي محط اهتمام وتأييد الجميع.. والكورد الفيليون هم جزء حيوي وفاعل من الشعب الكوردي وقدموا عبر تاريخهم الطويل الكثير من التضحيات واسهموا في الحركة التحررية الكوردية منذ نشوئها ولعل مشروع اقامة مدينة كوردية لهم في اقليم كوردســتان هي جزء من الوفـــــاء لابناء هذه الشريحة الا انني هنا اؤكد على نقطتين:
الاولى: ان لا يكون هذا المشروع مدعاة للتفرقة بين ابناء شعبنا الكوردي بل العكس ان تكون فرصة للتقارب.
اما النقطة الاخرى: هي العمل على تطبيق المادة (140) من الدستور وتعبئة الجماهير الكوردية ومنهم الكورد الفيليون بالعودة الى مدنهم وقراهم ولاسيما في خانقين ومندلي وبدرة وزرباطية وستكون فرصة حقيقية ودستورية لاعـــادة هذه المدن الى احضان اقليم كوردســــتان اسوة بمدن الاقليم الاخـــــرى وبالتالي عــودة ابنــــائها الاصليين اليها.
علي مراد مايخان: ادعو منظمات المجتمع المدني للاسهام في هذا المشروع

*اما السيد علي مراد مايخان (كاتب) فيقول:
-يجب ان تعلم أن التاريخ لا يمكن ان ينسى اضطهاد هذه الشريحة المهضومة حقوقها والذين ذاقوا كل المرارات والعذابات والتشرد وتجريدهم من اموالهم وممتلكاتهم وكل ما يمت الى الانسانية بصلة.. ولقد سبق ان قدمت عشيرة قرة لوس طلبا للحكومة في اقليم كوردستان لمنحهم قطع اراض من اجل اسكان عوائلهم المهجرة ولهذه العشيرة بالذات.
وقامت السلطات المحلية في قضاء خانقين بتوزيع قطع من الاراضي لهم وقاموا ببناء بيوت عصرية تتوفر فيها مستلزمات الرفاهية والخدمات.. حيث سكنت اكثر من (35) عائلة كوردية من عشيرة قرة لوس..
اما المقال الافتتاحي للدكتور (بدرخان السندي) في جريدة (التآخي) فهو مطلب انساني عادل لهذه الشريحة من اجل اسكانهم وتخفيف المعاناة عنهم.. وكلنا أمل ان تنظر حكومة اقليم كوردستان والبرلمان الكوردي بحل هذه القضية من خلال تخصيص مساحة من الارض لانشاء مدينة صغيرة تسهم فيها منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج وبعض الميسورين من ابناء شعبنا الكوردي فضلا عن الحكومة المركزية وبالتعاون مع حكومة اقليم كوردستان لرفع الحيف الذي لحق بهذا المكون الاصيل من الشعب الكوردي والله الموفق لكل مسعى يصب في خدمة الشعب الكوردي لاسيما شريحة الكورد الفيليي
التآخي