الرئيسية » الآداب » قصة محمد امين (بوز ارسلان)

قصة محمد امين (بوز ارسلان)

 ترجمة: شعبان مزيري
كان الفصل صيفا والجو حاراً مزيري جدا لا تستطيع حتى الدجاج والقطط الخروج من اكواخها لشدة الحر الا ان (زليخا) كانت تستحم في مدخل الوادي على جدول الماء والحر ينبعث من جانبيها بسب حرارة الجو، والحرارة التي كانت تنبعث نتيجة حرق الحطب تحت قدر الماء ولشدة الحرارة كانت (زليخا) تتصبب عرقا وقد وضعت طفلها البالغ من العمر ثلاثة اشهر تحت ظل الاشجار. عندما بدأ طفلها بالبكاء حاولت (زليخا) مسرعة الخروج من الماء وتركت ملابسها كما هي وقامت بارضاعه واثناء الرضاعة كانت تكلم طفلها وتقول: فداك روحي، وقلبي.. فتوقف الطفل عن البكاء اثناء تناول الحليب وبعد الانتهاء من رضاعة الطفل بدأت بتنظيف الرضيع، وفي الحال غط في نوم عميق، الا ان (زليخا) تركت الرضيع دون ان تقوم بلفه بقماطه الخاص به حتى لا يستيقظ من النوم وذهبت لتكمل غسل الملابس والاستحمام. بعد مرور فترة من الزمن مرض الطفل واشتد به المرض حيث بدا بالتقيؤ.. اعتقدت (زليخا) ان السبب هو ارتفاع درجة حرارة الطفل الا ان حالته بدأت تسير نحو الاسوأ واصيب بالسعال الشديد ولسوء حالته الصحية بدأ لون بشرته يميل نحو السواد ومضت على هذه الحالة فترة وكانت في القرية امرأة طاعنة في السن تدعى الجدة (خديجة) وهي تمارس مهنة القبالة ولها علم ببعض الحالات المرضية، اخذت زليخا طفلها الى بيت الجدة (خديجة) وعندما نظرت بدقة الى الطفل قالت انها لا تعرف أي شيء عن حالته ثم عادت وسألت الام عن سبب تلون الطفل باللون الاسود. اجابت زليخا والحزن يملأ قلبها (والله لا علم لي عن سبب تلون الطفل باللون الاسود). اجابت زليخا والحزن يملأ قلبها والله لا علم لي عن سبب ذلك واني في حيرة من امري احترت عن سبب تلون جسمه باللون الاسود ولا اعلم اذا كان السبب يعود الى نقص في الغذاء ام غيره. ان الطفل قد تغير لون بشرته.. ولشدة سواده اصبح مثل قطعة اللحم المشوي. ثم قالت (زليخا) للجدة (خديجة) ان طفلي كان يتمتع بصحة جيدة ولا اعرف ماذا حدث له، نظرت الجدة خديجة مرة ثانية الى الطفل وسألت زليخا عما اذا كانت قد ابقت طفلها بمفرده بعيدا عنها اجابتها بنعم ابقيت طفلي مرة واحدة بمفرده عندما ذهبت للاستحمام عند جدول الماء في مدخل الوادي. ووضعته في ظل احدى الاشجار القريبة مني منذ الصباح حتى الظهر وانه لم يستيقظ من النوم الا مرة واحدة ذهبت اليه مسرعة وقمت ارضعه.. ثم نام ثانية. قالت الجدة (خديجة)، عرفت السبب: ثم قالت ان الجن هم الذين قاموا باستبدال طفلك بطفل اخر ثم قالت (زليخا) ايتها الحمقاء الا تعلمين ان في فصل الصيف يكثر الجن عند مداخل الوديان الا تذكرين نصيحتي عندما طلبت من نساء القرية عدم ترك اطفالهن الرضع بعيدين عنهن ولم يسمعن نصيحتي فلماذا وضعت طفلك في ظل احدى الاشجار عند مدخل الوادي وبكل امان واطمئنان وذهبت لغسل الملابس والاستحمام بدأت (زليخا) تنظر الى طفلها بكل اشمئزاز ثم قالت الجدة (خديجة) ان الجن يقومون بتبديل الاطفال الحلوين والبدينين باطفال مرضى ونحيفين. بدأت زليخا تتذكر طفلها كيف كان جميلا ويتمتع بصحة جيدة وكان سمينا والدموع تنهمر من عينيها واجهشت بالبكاء ثم سألت الجدة: ان كان بالامكان استرجاع طفلها..فكرت الجدة قليلا ثم قالت: هناك طريقة واحدة لاسترجاع طفلك وقد تكون هذه الطريقة ناجحة او فاشلة.. وقالت لها اذهبي وضعي الطفل الموجود عندك في ذات المكان الذي تم فيه استبدال الطفل ثم اختبئ في مكان قريب وانتظري فترة من الزمن.. فاذا شعر الجن بالحنين الى طفلهم فانهم سوف يقومون باعادة طفلك لا خذ طفلهم.. بدأت زليخا بتنفيذ خطة الجدة فوضعت الطفل بذات المكان الذي كانت وضعت طفلها فيه وهي حزينة، وبدأت تنتظر الى ان حل المساء وبعد ذلك هبت مسرعة لمشاهدة طفلها فوجدت الطفل في حال يرثى لها، حيث كان يشبه الطفل الذي مات لها قبل سبع سنوات… بدأت زليخا بالبكاء ليس بسبب وفاة الطفل بل لانها سوف لاترى طفلها الى الابد، اذ كان هذا الطفل هو الامل الوحيد لديها للحصول بوساطته على رضيعها المسروق وبموته فقد هذا الامل حملت زليخا الطفل الميت وذهبت به الى بيت الجدة (خديجة) ووضعت الطفل في حضن الجدة.. نظرت الجدة الى زليخا قليلا ثم قالت: ان الجن هم الذين قاموا بقتل طفلك وانك تعرفين ان للجن اعداء مثل البشر.. واعتقد بان اعداء الجن الذين اخذوا طفلك شاهدوا الطفل واعتقدوا انه يعود للجن الاعداء وهم لايعلمون ان الطفل يعود اليك فوضعوا يدهم على فمه الى ان فارق الحياة. والسبب في قتل الطفل يعود للانتقام من اعدائهم قالت زليخا وهي تبكي ان طفلي راح والى الابد، تمنيت لو كسر احد قدمي في ذلك اليوم ولم اذهب الى الاستحمام. قالت الجدة (خديجة) الى (زليخا): ان طفلك قد مات يجب ان لاتحزني لان الحزن غير مجد وانك مازلت شابة وجميلة وان الله سوف يعوضك عما فات ان شاء الله.

التآخي