الرئيسية » مقالات » الجاليـة العـراقيـة فـي المانيـا : الـى ايـن …؟

الجاليـة العـراقيـة فـي المانيـا : الـى ايـن …؟

يـوم السبت المصادف 28 / 07 / 2007 ’ من السـاعـة الثانية ظهراً وحتى الساعـة السابعـة مساءً تقريباً وبمبادرة مـن السفارة العراقيـة عقـد بنات وابناء الجاليـة العراقيـة اجتماعاً موسعاً فـي برليـن ’ وكان الهدف تداول اوضاع الجاليـة العراقيـة ووضـع الحلول الممكنـة لمساعدتهـا على تجاوز حالـة الفرقـة والتمزق وسـؤ الفهـم والركود وسلبيـة دورهـا فـي النشاطات الوطنية والديموقراطيـة وكذلك المهنية والنقابـيـة ’ والعمل على ايجاد هيكليـة مشتركـة تجمـع داخلهـا وتمثـل جميع بنات وابناء الجاليـة بمختلف انتماءاتهـم القوميـة والمذهبيـة وميولهـم العقائديـة والحزبيـة الى جانب منظمات المجتمـع المدني والشخصيات الوطنيـة والديموقراطيـة المستقلـة.
افتتـح الأجتمـاع بكلمـة للسيـد السفيـر ثـم كلمـة للسيـد صبحـي برواري’ بعدهـا وزعت ورقـة عمل وتوزع المجتمعون الى ثلاثـة لجان انتخبوا مـن بينهم مجموعـة كلفت وبالتنسيق مـع السفارة العراقيـة للأعداد الى اجتماع موسـع ( مؤتمر ) قبل نهايـة السنـة الحاليـة ’ جرت الأمور بسلاسـة تقريبـاً تدعو الـى التفائـل .
حضـر ممثلـي اغلـب الأحزاب ’ بعضهـا بكثافـة وبعضهـا بمحدوديـة ’ بماذا يفكرون ما هــي تصوراتهـم بخصوص مستقبل المبادرة فتلك امـور متروكـة لهـم ’ وهناك حضوراً جيداً لمنظمات المجتمع المدنـي والشخصيات الوطنيـة المستقلـة ’ تعاملوا مـع المبادرة بثقـة وعفويـة دون خلفيات وتصورات مسبقـة ’ سوى بعـض الحـذر والتخـوف المشروع مـن ان لا تعيـد التجارب السلبيـة عبثيـة دورتهـا’ وعـدم رغبتهـم لاستقبال انتكاسات واحباطات وخيبات امـل اضافيـة.
هناك ثلاثـة اسئلـة هامـة يمكن طرحهـا على الجميـع, والجميـع مطالبين بمسؤولية والتزاماً امام انفسهم والأخرين ان يجيبوا عليها .. وجميل جداً لو جاءت الأجابات معبرة عـن الصدق والأستقامة والحرص على مستقبل الجاليـة وفعاليـة دورهـا .
1 ــ هـل ان الأحزاب السياسيـة ’ يساريـة كرديـة اسلاميـة ’ قـد اقتنعت فعلاً ’ بأن اساليب الألتفاف على منظمات المجتمع المدني ومحاولـة احتواءهـا وجعلهـا واجهـة سياسيـة او اجتماعيـة دعائيـة او مجموعـة ارقام انتخابيـة في افضل الحالات’او محاولـة تهميش والغاء ودرهـا المستقل وان تلك الأساليب والممارسات لم تعـد مجديـة وفقدت صلاحيتهـا وقـد تجاوزهـا الواقـع العراقي ’ كانت ولا زالت سببـاً لجميع الأنتكاسات والعثرات والتراجـع السلبي ’ وكذلك حالة التمزق والوهن والأحتراب ’ وعليهـا الآن ان تحترم خصوصيـة واستقلاليـة واهداف منظمات المجتمع المدنـي والعمل على دعمهـا ’ وتشجيع اعضاءهـا ومؤازريهـا ان يمارسوا اداواراً ايجابيـة داخلهـا ’ ثم عليهـا بالذات ان تتقبـل بعضهـا الآخـر ويتعايشوا انسانيـاً ووطنيـاً داخـل تلك المنظمات ’ الى جانب الحرص التام ’ على ان يكون الكيان المزمـع تشكيلـه مستقبلاً فعالاً يتسـع لجميع بنات وابناء الجاليـة العراقية فـي المانيـا وممثلاً لهـا اما السفارة العراقيـة كممثلـة للدولـة العراقيـة وكذلك فـي علاقاتهـا مع السلطات الألمانيـة …. ؟
2 ــ هـل ان السفارة العراقيـة فـي برلين ممثلـة بالسفيروكذلك المعنيين بشؤون الجاليـة’ مهيئـة وقادرة مـن الناحيـة الماديـة والمعنويـة كممثلـة للدولـة العراقيـة على تقديم العون لذلك الكيان الذي سينبثق عـن الأجتماع القادم ’ ودعمـه وتنشيطـه حـراً مستقلاً ممثلاً فعلاً لجميـع بنات وابناء الجاليـة العراقيـة بكـل اطيافهـا ’ وهـل لديهـا اليـة للمساهمـة فـي حمايـة ذلك التنظيم مـن مخاطر الألتفاف والأحتواء والأنحراف وجعلـه في مأمـن مـن الصراعات الحزبيـة والفؤويـة والمؤثرات الطائفيـة والقوميـة والمذهبيـة ’ وهـل هـي واثقـة مـن دورهـا فـي تجنبـة تكـرار التجارب المريرة ودورة الأنتكاسات الخانقـة التي اضـرت وهمشت النشاط الوطني الديموقراطـي والنقابي المهنـي لمنظمات المجتمع المدنـي ودور الشخصيات الوطنيـة المستقلـة فيـه … ؟
3 ـــ هـل بأستطاعـة منظمات المجتمـع المدنـي والشخصيات الناشطـة داخـل اطارهـا الحفاظ على استقلاليتهـا وفعاليتهـا وارادتهـا ’ لتمارس دورهـا مؤثـراً ايجاباً ’ ويمنـع تكرار انزلاقهـا ومحاصرتهـا داخـل ثكنات الحزبيـة والفئويـة الضيقـة ’واصبحت الآن مـن حيث الوعـي والأستقلاليـة والجاهزيـة مـن غيـر المستطاع احتواءهـا وتجييرهـا ودفعهـا في اتجاهات ومطبات لا مصلحـة لهـا بهـا ’ سببت فـي كثيـر مـن الأحيان تمزيقهـا وبعثرة كياناتهـا واشغالهـا فـي صراعات وعداوات وصدامات اضعفت وحدتهـا وسهلت احتواءهـا وجعلتهـا مجـرد واجهات ولافتات بعيـدة عـن مصالحهـا واهـدافهـا … وهـل ان طلائـع التيار الوطني الديموقراطي المستقل ستمارس دوراً ايجابيـاً داخـل تلك المنظمـة المزمـع تشكيلهـا ’ محصنـاً مسلحـاً بعـراقيتـه وانتمـاءه للوطـن .. وكذلك قادراً على ازالـة الحواجـز التـي تمنعـه مـن ذلك الأنتمـاء …؟
تلك الأسئلـة ’ مطروحـة بألحاح على جميـع الحريصين … الأجوبـة ستبقـى مؤجلـة الـى يـوم انعقاد المؤتمـر المقتـرح ان يكون تأسيسيــاً … وحتـى ذلك الحيـن نبقـى نتعكـز على الثقـة والأمل في ان نجـد الناس والمعنيين منهـم بشكل خاص وقـد وجدوا طريقهـم المشـترك نحـو الأفضـل .
30 / 07 / ‏2007‏‏