كتب الكثير قبلي عن اللاعب هاوار ملا محمد,وضع هاوار تحت عدسات الاعلاميين واقلامهم واصبح ظاهره,منذ اليوم الذي سجل فيه هدفا ورفع فانيلتة ليظهر للعالم وامام العدسات انه ارتدى فانيله مكتوب فيها(انا عراقي).وفي المرة الاخرى حينمابكى لخسارة المنتخب الظالمه والغريبه في دورة الخليج, وظل مفترشا ملعب المباراة .والمرة الاخرى حينما برز في جميع مبارياته كمقاتل حينما يستسلم الاخرون, وحماسته الكبيره واندفاعه الذي دعاه الى ان يشتبك مع زملائه الذين احس انهم السبب في ضياع فرص كثيره, واخرهذه المرات كان في المباراةالتي ارتدى فيها الشاره السوداء واطال ذقنه لنعلم بعدها, ان والدته قد انتقلت الى رحمة الله وفضل هاوار الاستمرارباللعب ليحول حزنه الى افراح للعراقيين, وليكتفي بعناق الحزن وحيدا .وقتها شعرنا ان للاحزان كما للافراح مواسم(والفرح مثل الحزن عالناس غيمه) وان ام هاوار امنا واختنا جميعا وهي فرحه حتما بما فعله شبلها في المنازله.
فهل هاوار والهاواريه هي حاله منفرده ووحيده في العراق قديما وحديثا؟؟
اشباه هاوار بمئات الالاف اذا لم يكونوا بالملايين ,من بين العراقيين فلا غرابه ان نجد هاوار والحاله الهاواريه بجندي, او شرطي, او ضابط او رجل امن, او حارس منشأه ,او حارس مدرسه ,او امام جامع, او عامل بناء ,اوفلاح ,او عامل في معمل, او معلم ,او مدرس, او فنان, او كاتب, او صحفي, او اواديب ,او مهندس, او طبيب ,او احد ابناء العشائر, او او او او ووووووووووو وغيرهم كثير. لكن الطامه الكبرى هي انعدام وجود هاوار والهاواريه بين الساسه, وان وجدت فنسبتها قليله اذا لم تكن معدومه, وهذا ما اجج الفتن وساعد بانتشار الفرقه, فقادة سفن العراق سائرون بها نحو الغرق ونحوالهاويه ودونما اشرعه.لهذا نمت وترعرت الهاواريه بسرعه بين العراقيين, وصرنا جميعا نمسك باكتاف هاوار,كالذي يصارع الموج العاتي, ووضعنا فيه وببقية اصحاب الغيره العراقيه طموحنا منذ اليوم الاول الذي ارانا فيه عراقيته الحقه لياخذنا الى احضان العراق الدافئه, وقبلنا به جميعا ان يكون أملنا الذي اراد الساسه نحره .
هاوار الذي يبكي مره ويترك حزنه الواجب مرة اخرى, ويقاتل بغيره من اجل العراق, ويعلن دون لبس عراقيته كم يختلف عن السياسي الكبير والطائفي الشهير الذي يهدد العراقيين وهو في اعلى المناصب بانهار من دم ؟.بينما يرمي هاوار باغصان الزيتون وترمي امه وامهاتنا بماء المطر او(بقايا الحالوب)على وجوه العراقيين لتكون انهار الدماء والحرائق التي هددونا بها الساسه بردا وسلاما.
فهل هاوار حاله فريده؟؟اطلاقالا,بماذا يختلف هاوار عن العراقي شهاب ؟الذي احتضن الانتحاري من اجل ان يمنعه من دخول المركز الانتخابي ليفجر نفسه بالمفوض شهاب, وليكون شهاب اول ضحيه نحرت في يوم تأسيس العراق الجديد. وغيرشهاب الكثير ممن فجروا سيارات الانتحاريين برصاصات بنادقهم ليستشهدوا وليمنعوا الانتحاريين من الوصول الى اهدافهم . وهذا عثمان العبيدي هاوار اخر,وهذا الشاعر الترف رحيم المالكي, وهؤلاء الشهداء المغدورون في ساحات الوطن, وهؤلاء الاعلاميين الذين جادوا بانفسهم تتقدمهم اطوار بهجت وسحر,وهذا حارس المدرسه الذي قاتل الانتحاري بيديه وتغلب عليه واسره وسلمه للشرطه ومنعه من تفجير نفسه بين براعمنا.ان امتداد الظاهره الهاواريه عبر التاريخ العراقي امر ليس بالمستغرب ففي عام 1974 حورب فالح حسن الساعدي لكونه شيوعي وحرم من الامتيازات في دائرة عمله الكهرباء, واعادوه الى وظيفة حارس محطه وهو الفني, لم تمض ايام على نقله لمكان عمله الجديد حتى شب حريق هائل في المحطه ,هرب جميع اعضاء حزب البعث من العاملين في المحطه, وتقدم فالح وانتزع الة الاطفاء من تحت السنة اللهب واطفأ جزء كبير من الحريق, واشتعلت ملابسه لكنه لم يتوان والنيران مشتعله فيه اندفع نحو (السيركت الرئيسي)وفصله لكي لاتمتد النيران الى اجزاء اخرى, بعدها حضررجال الاطفاء واخمدوا النيران المشتعله في المحطه وبفالح ,ونقل الى المستشفى ورعته عيون الله وظل بين المستشفى والعمليات ثلاثة اشهر بعدها قابله صدام عندما كان نائبا وكرمه وقال له بالحرف الواحد (انته انطيتنه كلنا درس جبير بالوطنيه).وامثال فالح وهاوار كثيرون وهذا الدكتور المرحوم عدنان عارف عزت شقيق المحامي بديع عارف عزت محامي اركان النظام البائد,وشتان بين الاثنين,كان المرحوم عدنان جراحا اختصاصيا بالجراحه العامه, ويعمل في مستشفى الثوره العام الامام علي لاحقا في مدينة الصدر, كان متفانيا في كل شيء, يدخل صالة العمليات مرتين بالاسبوع, وتضم قائمة عملياته من 15 الى 20عمليه بين الصغرى والكبرى,يدخل قبل الدوام بساعه ومعه كادر العمليات ولا يغادر المستشفى الا الساعه الرابعه عصرا الى العياده الخاصه كان يشكو الاما في الصدر,كان يقول وقتي قصير جدا, لاتهمني صحتي المهم مساعدة هؤلاء الفقراء, ويؤشر على العشرات من المنتظرين خارج صالة العمليات الرئيسيه ,مات بعد حين بسرعه بعد نزاع استمر ساعه واحده نتيجه اصابته بجلطه قلبيه, وهو الاخصائي الذي ترك صحته ونذر نفسه للفقراء ومات بينهم, فكم هاوار يعرفه غيري؟ وكم حادثه لعراقيين نجباء جديره بأن تسجل؟.
لقد برع هاوار في صياغة لحن خالد ردده وسيردده العراقيون جميعا وانشد والوطن متشح بالسواد سمفونية الفرح القادم, واشعل شموع الامل وسط عتمات صنعهاالحلف الكبيرمن عداءالعراق الجديدوالمحتلون وبعض الساسه ,وركبنا معه موجة الامل والفرح وتركنا هواجسنا وخوفنا الدائم عاى العراق ومستقبله .
فماذا لو تنحى الساسه, وتركوا العراق لهاوار والهاواريين دون انهار الدماء والحرائق ,التي وعدونا بها!! والتي توارثوها من جمهورية الاعدامات ومن المحتلين.
مجرد اقتراح نقدمه لمن يهمه الامر سواء كان بوش او (هوش).