التفجير الارهابي الذي وقع في السادس عشر من الشهر الجاري في مدينة كركوك والتي راح ضحيتها المئات من ابناء كركوك بين شهيد وجريح وجلهّم من الكورد ما هو إلا تحصيل حاصل من جراء تماهل القيادات الكوردية في حماية كورد كركوك بوجه الهجمات الإرهابية رغم ان أبواقها الدعائية لا تتوقف ليل نهار بالحديث عن كركوك وكيفية تطبيق المادة 140 المزعومة من الدستور العراقي المزعوم.
الغريب انه نحن الكورد لم نشهد عقد أي اجتماع من قبل القيادات الكوردية إلا وكان الحديث عن المادة 140 ( تلك الأكذوبة الكبرى) قاسمه المشترك (ومزّة موائدها) المفضلة …. في الوقت الذي لم يتبقى من الموعد النهائي لتطبيق هذه المادة اللعينة إلا خمسة أشهر والنتيجة الفعلية على الأرض هو لاشئ….. لا ادري إلى متى ستستمرهذه القيادات في لعبتها المفضلة بدغدغة مشاعر جماهير كوردستان وعواطفها القومية النبيلة….. بينما أهل كركوك يموتون يوميا بفعل قنابل الإرهاب من جهة و انعدام ابسط الخدمات من جهة أخرى, أليس من الأفضل لها أن تصارح كورد كركوك وجماهير كوردستان علانية بان لا حول لها ولا قوة في تطبيع الأوضاع في كركوك وتطبيق فقرات( المادة اللعينة 140) فهي لحد اليوم لم تستطع حتى إرجاع الوحدات الإدارية المقتطعة إلى محافظتها الأم وهذا الإجراء لا يتطلب أموالا طائلة أو موافقات من هذا الطرف أو ذاك …. ناهيك عن حلمها وحلم الكورد والتي باتت بعيدة المنال في ارجاع كركوك الى حضن كوردستان…… والسؤال الجدي والصريح للقيادات الكوردية هو إذا كانت عاجزة إلى هذا الحد عن حماية أرواح الكورد من اهل كركوك الذين كانوا أسرى بيد النظام العفلقي في السابق وضحايا الارهاب التكفيري اليوم, أو ليس من الأفضل لها أن تقول لهم , ارحلوا عن كركوك بسلام واتركوها لعربان الحويجة ولعملاء الجبهة التركمانية لتسرح وتمرح فيها كما تشاء…. و نحن سنزودكم بالخيم وبقية المستلزمات المعيشية البسيطة اسوة باخوتكم من اهالي كركوك المرحلين أيام الحكم العفلقي في مجمعي (بازيان وبني سلاوة) وأسوة بالكورد المهجرين من الموصل على أيدي المجاميع التكفيرية, فنحن لا نستطيع المجازفة بامتيازاتنا و بكل النعمة التي نزلت علينا من السماء بعد سقوط النظام من أجلكم يا كورد كركوك ….. ولسنا قادرين أن نفرط بعقودنا الضخمة مع شركائنا الاتراك, وبالمليارات من الدولارات في الاعمال التجارية والمشاريع الاستهلاكية والخدمية التي لا تقدم ولا تؤخر في تحسين حياة المواطن الكوردستاني شيئا , كما إننا لا نستطيع مخالفة أوامر قوات التحالف اولياء نعمتنا و الزحف الى كركوك وتطهيرها من الإرهابيين المتمركزين في قرى وأرياف منطقة الحويجة و في الأحياء المستعربة من مدينة كركوك …. إضافة الى أننا لا نستطيع التخلي عن مناصبنا الرفيعة التي حلمنا بها طويلا في بغداد العا صمة من اجل عيونكم يا كورد كركوك… ألا يكفيكم ان رئيس جمهورية العراق هو كوردي من لحمكم ودمكم….الا يكفيكم أن نائب رئيس الوزراء والبرلمان هما كورديان من صلبكم ….. لماذا لا تصبرون ايها الكورد في كركوك , فانتم قد ادمنتم الصبر منذ عشرات السنين ولا تحرجونا اكثر … والموضوع الأهم إذا ما تم حل مشكلتكم في كركوك فان ذلك سيولد لنا آلاف من المشاكل في كوردستان …..بماذا سنوعد الجماهير الكوردستانية العريضة وندغدغ عواطفهم القومية النبيلة حينئذ, فهي الان ساكنة و صابرة و متحملة لكل أخطائنا وخطايانا , لكل خروقاتنا وما يسمونها بالفساد الاداري والمالي بأمل اضطلاعنا بالمهمة القومية المقدسة في إرجاع كركوك المغتصبة إلى حضن كوردستان الام, نعم انهم يغضّون الطرف عن كل ما جرى ويجري في كوردستان من سوء تصرف و فساد وافساد و استغلال للموارد الضخمة التي هي ملك اهل كوردستان وحصيلة نضالاتهم ومعاناتهم وثمن دماءهم ودموعهم لعقود من الزمان…. فهم قد غضوا الطرف عما استولينا عليه من اراضي وعقارات واموال وعما نبنيه من قصور و عمارات وفنادق سياحية واسواق متطورة على غرار دبي و جنوبي شرق آسيا …. وعلى ذكر جنوب شرق آسيا فقد جلبنا المئات والآلاف من الخادمات والنوادل الحسناوات الى بيوتنا ومطاعمنا الراقية لاضفاء منظر الرقي والتمدن علينا وعلى كوردستاننا التي باتت ترفل بالرقي والنعيم والديمقراطية , لقد عمرنا كوردستان بافضل وجه …. لم تبق زاوية او قطعة ارض خدمية او جبل او حديقة عامة او حتى مقبرة الا وقطعناها الى قطع سكنية وتولى رفاقنا الذين ذاقوا الأمرّين في الجبال وديار الغربة , بيعها والتصرف بها كما يشاؤون بدون رادع او حسيب او رقيب, اليس من واجبنا ان نعوضهم عن سنين حرمانهم وما فاتهم من التمتع بمباهج الحياة ونعيمها ايام النضال الثوري في الجبال , ثم او ليس كل هذا العمران والازدهار تطورا وتقدم يحسدنا عليه الاعداء قبل الاصدقاء ….. فعن أي كركوك تتحدثون يا اهل كركوك….. هل تتصورون باننا غافلون عما في كركوك من خيرات وموارد واموال … كلا والف كلا … فنحن في الحقيقة نتمنى ايضا مثلكم ان تعود الى حضن كوردستان اليوم قبل الغد …. فنحن ادرى ما ذا تحوي ظاهر وباطن كركوك من خيرات وموارد وهي لا تقاس بموارد الكمارك المتواضعة التي جعلتنا نتقاتل سنين وسنين من اجلها ….. وقد جربناها ايام الانتفاضة وايام التحرير….. لقد كانت حقا ضربة موفقة اثقلت جيوبنا وضاعفت ارصدتنا بملايين الدولارات…. كم كان النظام البعثي البائد قد كدس من الشفلات والمكائن الثقيلة وسيارات الحريق والاسعاف في كركوك….. بالتاكيد كان سيستخدمه في ابادة الكورد وهدم قراهم وبيوتهم….. ولهذا خلصناكم منا الى الأبد واوصلناها بسلام وامان الى الحدود الايرانية والذين والحق يقال دفعوا اثمانها لنا بالدولارات و بسخاء تام لا نظير له……. عذرا يا كورد كركوك فقلوبنا وجيوبنا وارصدتنا معكم, ونحن قادمون…. قادمون ….قادمون …. فقط اصبروا …..