كان السؤال في ختام الماضي من التعليق : هل يمكن حقا, ومن خلال التصدي, لمساعي من يعملون, على إغراق أهل الثقافة, وسط بحور أصحاب الشهادات الجامعية وحامي شامي, تحقيق الفرز المطلوب, وبما يفيد التخلص من مضار خلط الأوراق والمواقف والمواقع, في الوسط الثقافي والإعلامي ؟!*
والجواب بالمفيد والمختصر من العبارة, لابد وأن يكون بالإيجاب باعتقادي, وبدون التصدي لهذه المساعي المحمومة, سيظل من الصعب بتقديري, تحقيق الممكن من النجاح, على هذا الصعيد, صعيد العمل على إنقاذ وتحرير الوسط الثقافي والإعلامي, من متعمد خلط الأوراق والمواقف والمواقع, وبالتالي جميع المحاولات الهادفة تنسيق الجهد, وضمان المشترك من العمل, بين أهل الثقافة الديمقراطية, والمعادين بالضرورة للعفلقية, ستظل عرضة للفشل , ومدعاة للشعور بالمزيد من الإحباط والخيبة, المرة بعد الأخرى!
و…شخصيا أعتقد بدون العمل على تحقيق الفرز المطلوب الضروري, في الوسط الثقافي والإعلامي, سوف يظل متعمد خلط الأوراق والمواقف والمواقع, هو الذي يسود المشهد الثقافي والإعلامي في العراق, أو في الواقع, سوف يتعزز يوما بعد أخر, نظرا لازدهار تجارة البيع والشراء, في سوق المعروض من الجهد علنا وحد التوسل, وفي المقدمة, جهد جنود وكوادر الترويج لثقافة الزيتوني والمسدس, ممن باتوا يتوزعون العمل, بين المختلف من الفضائيات والصحف والمؤسسات الإعلامية, وبما يخدم وجهة المشتري, طالما بمقدوره أن يدفع من الثمن, ما يزيد عن قدرة سواه من ولاة الأمر في عراق ما بعد سيدهم السفاح! وبحيث بات وفي الكثير من الأحيان, ونتيجة عوامل عديدة, من ضمنها تدني المستوى العام للوعي, التمييز وبوضوح بين من كانوا ولا يزالون, في موقع الدفاع عن مصالح وحقوق وتطلعات جميع من كانوا في موقع الضحية, في ظل نظام العفالقة الأنجاس,عن من كانوا ولا يزالون, ومهما ارتدوا من القناع, في موقع اجترار ما كان يسود في زمن الجلاد, من همجي وفاشي الفكر, بعد تغيير العبارة وقناع النص, ليكون مناسبا وعلى مقاس المطلوب في زمن سلطان الاحتلال وعار المحاصصة والطائفي همجيا من الصراع
و….كذلك الحال على صعيد المشهد الثقافي والإعلامي خارج العراق, وكفيلكم الله وعباده, أدري أن تحقيق مهمة الفرز, للتخلص من متعمد خلط الأوراق والمواقف والمواقع, وبالشكل الواضح للعيان, على صعيد نص الخطاب السائد, حتى في العديد من منابر ومواقع الإعلام, المعادية في وجهتها العامة للعفلقية, قد تبدو, أو هي كذلك بالفعل, عملية صعبة ومعقدة للغاية, خصوصا بعد أن أختلط الحابل بالنابل, عشية وبعد سقوط الطاغية, وبحيث بات معسكر المعادين للعفالقة, يضم العشرات وربما أكثر, ليس فقط من نهازي الفرض الذين تراهم في عزه يلطمون, وإنما وذلك هو مصدر الخطر, يضم العديد من جنود وقواد الفيلق الثامن في جيش صدام, فيلق تخريب العقول والنفوس, ممن يواصلون من حيث الأساس والمنطلق فكريا, ذات القذر من العمل, كما كانوا والله يفعلون أيام زمان, أيام الترويج لثقافة الزيتوني والمسدس, ثقافة الله يخللي الريس والفرس المجوس…الخ ولكن عوضا عن ذلك تراهم اليوم يتوزعون الأدوار ما بين عار الترويج, للمنحط من مفردات صراع الهمج طائفيا, أو تسخيف القيم والمفاهيم الليبرالية, وبحيث تتحول إلى مدعاة للتصنيف والسخرية, ومن بينهم من بات لا يجد حرجا من المتاجرة, بماضيه البعيد كلش, أيام ما كان ( كان) في عداد أهل اليسار…ولكن؟!
هذه المهمة, مهمة تخليص وإنقاذ وتحرير الوسط الثقافي والإعلامي, من متعمد خلط الأوراق والمواقف والمواقع, ومهما كانت تبدو معقدة للوهلة الأولى, إلا أن إنجازها أو إنجاز بعض مفرداتها, صدقوني لا يندرج في إطار ما هو صعب المنال, خصوصا وأن الغالب العام من وجهة الموقف, فيما يردده فرسان هذا الرهط, رهط خلط الأوراق والمواقع, عند الحديث أو المكتوب من النص, ومهما كانت براعتهم في استخدام العام والجاهز من العبارة, ومهما تضمن نص خطابهم الشائع من المعادي للعفالقة على مستوى المفردة والكلمة, يكفي بتقديري, للكشف وفضح حقيقتهم, حقيقة مواقف هذا الرهط, ممن اعتادوا أن يرتدوا المناسب, والمطلوب من انتهازي القناع, تبعا لاختلاف الحال وتبدل السلطان! … و…لا فرق صدقوني, غير وضع ما يملكون من القدرة, تحت تصرف بسطال الاحتلال, أو المتطرف من أهل الجهل والتخلف, والمغالاة حد القرف, في الانحياز لطوائفهم, وتعظيم شأن الجديد من ولاة الأمر, وتوظيف المتدني من الوعي, لشحن العقول والنفوس, بالمسموم من جرعات الطائفية, ومشاعر الحقد والكراهية ضد المجاور من الشعوب, وتماما على النحو الذي كانوا يعتمدون وبمنتهى الدناءة, أيام حروب سيدهم السفاح, أيام إشاعة الكراهية ضد الفرس المجوس والعصاة من الكورد!
و….ما تقدم بالذات وبالتحديد يجعل هاجسهم الأساس فيما يكتبون: إرضاء الجميع, وعلى نحو لا يتعارض والمطلوب أن يسود, بحكم وعي القطيع, على أمل أن يساهم كل ذلك, في نسيان أو تنظيف صفحات عار ماضيهم من الرجس, ولذلك تراهم وأكثر من سواهم, يكتبون على صفحات أكبر عدد ممكن من المواقع, ويتوسلون الظهور على شاشات المختلف من الفضائيات, ويتنافسون فيما بينهم على المشاركة, في الفعاليات والنشاطات والمهرجانات, ويعملون المستحيل, من أجل الترويج لبعضهم البعض, حتى وأن كان حد المبالغة وبشكل يدعو للسخرية, ويخافون حد الرعب, إثارة غضب من ظلوا على ولاءهم للسفاح, وبالخصوص من كانوا يشاطروهم عار الموقع والموقف, أيام العمل في خدمة الجلاد, ويوم كانت الشمس, لا تشرق إلا من مستنقع المعوج في تكريت من الأرض!**
وصدقوني لا أنطلق فقط في كل ما تقدم, من ماضي هذا الرهط ممن شاركوا في جريمة تخريب العقول والنفوس, وإنما قبل ذلك, من خلال ما يكتبون اليوم من النص, وما يعتمدون في الحاضر من الموقف , للخلوص والحكم على ما إذا كان, فرسان هذا الرهط, من جنود وقواد الفيلق الثامن في جيش صدام, فيلق الترويج لثقافة الزيتوني والمسدس, قد انسلخوا حقا وفعلا عن عار ماضيهم, أو على العكس من ذلك, لا يزالون يجترون عار فعل ماضيهم في الحاضر, من خلال مجرد تغيير شكل إعداد نص الخطاب, وتغليف مواقفهم بالمطلوب من حلو الشعار, والمناسب لحال عراق ما بعد زمن سيدهم السفاح!
و….يخطئ من السما للكاع, من يعتقد أن ما تقدم, ينطوي على التلميح لهذا أو ذاك من أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, لان ذلك لا يكفي عمليا, ولا يمكن أن يقود لتحقيق كامل المطلوب من الهدف, هدف الفرز بين المواقع والمواقف, نظرا لان هناك جهد منظم وواسع النطاق للغاية, عراقيا وعروبجيا, تقوده إمبراطوريات للدعاية والترويج, تعتمد على العشرات من الفضائيات والصحف والمواقع على شبكة الانترنيت, من بين أهم أهدافها : تعمد خلط الأوراق والمواقف والمواقع, على الصعيد السياسي والثقافي عراقيا ( وحتى عربيا), لتضييع الحدود والمسافات, بين من كانوا في موقع الضحايا, مع من كانوا في موقع الجلاد وسط أهل السياسية والثقافة, وبحيث أن موضوعة مهمة وحيوية للغاية, مثل موضوعة تحرير الوعي العام في العراق, من وساخات ثقافة الزيتوني والمسدس, باعتبارها تشكل الأساس والمنطلق, للعمل من أجل إشاعة الوعي الديمقراطي والحد من شيوع أفكار التطرف الطائفي همجيا, لا تشغل ولا تحتل, وبعد مرور أربع سنوات على سقوط حكم العفالقة, حتى الحد الأدنى من اهتمام, جميع المنابر التي يقودها بشكل مباشر, جنود وقواد الفيلق الثامن في جيش صدام, كما هو الحال مثلا مع إمبراطورية بزاز العفالقة ( الشرقية والزمان والفياء …الخ) والعشرات من فضائيات ومواقع المال الحرام عفلقيا, أو تلك المنابر التي يتحكم مثقوبي العفالقة بشكل غير مباشر, في تحديد وجهتها العامة بالتعاون مع الكثير من مثقوبي الكوبونات النفطية, كما هو الحال مثلا, مع إمبراطورية نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي ( العربية وإيلاف والشرق الأوسط …الخ) أو قناة جزيرة أبو موزه, وغيرها من قنوات وصحف ومواقع شيوخ العشائر والملوك من بني القعقاع…الخ***
و….باختصار شديد, ومن أجل تحقيق ما يمكن من النجاح على صعيد ضمان الفرز والتخلص من مضار خلط الأوراق والمواقف والمواقع, المطلوب اعتماد الواضح والصريح من المواقف التي تفيد ودون تردد ولا هوادة في : فضح من يرتدون وعن عمد عار ثوب التطرف والمغالاة بالتطرف, بهدف إشاعة الحقد والكراهية وتعميق مشاعر العداء, بين المختلف من الطوائف والأعراق, أو لتعميق الفرقة والانقسام بين المتعارض من الأفكار والعقائد!….و….فضح من يرتدون عباءة الدين والطائفة نفاقا, ويعتمدون منطق ومنطلق التكفير والتحريم, لفرض ما يريدون من متخلف أفكارهم على الناس, ولمحاربة المختلف من الرأي والاعتقاد! …و… فضح من يلبسون قناع أهل الليبرالية واليسار نفاقا, بهدف تعمد الإساءة وبمنتهى الصفاقة, لمشاعر المتدينين من الناس!
ذلك كان ولا يزال بتقديري هو من بين مهم السبيل, للتخلص من مضار خلط الأوراق والمواقف والمواقع في الوسط الثقافي والإعلامي, ولا يكفي فقط ممارسة فعل الموقف, عبر العمل ونص الكتابة, ومن منطلق الدفاع, عن حق الإنسان في ممارسة العيش, بحرية في مجتمع تسوده قيم ومفاهيم العدالة الديمقراطية والمساواة, وبعيدا عن القمع والاستغلال والحروب, وإنما المطلوب اعتماد المزيد والمزيد من الوضوح في الكشف وفضح مواقف ونصوص أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا وخصوصا ممن باتوا يرتدون نفاقا في الحاضر ثوب التطرف وعباءة الدين والطائفة وقناع الليبرالية و أهل اليسار, دون إدراك أن مكانهم وبحكم التاريخ, تاريخ المظلوم من الناس, سيظل محفوظا في المزبلة, حيث ينتظرهم جميع تجار الحرف, ممن لا يعرفون, وعلى مر العصور, غير الكتابة بوحي, من عار الخنوع, وحيث النص والموقف مسكونا, بما يريده الجلاد, في الأول والأخر!
و…..بالعودة إلى الأساس والدافع لكتابة هذه السطور وارتباطا بمشروع المشغل الثقافي, ما عندي من مزيد القول غير التأكيد وبالعراقي الفصيح : على انفراد, بمقدورنا أن نواصل بذل ما نستطيع من الجهد, لتحقيق كل ما تقدم من الهدف, ولكن معا, وبعيدا عن جلباب أهل السياسة وولاة الأمر, بمقدورنا أن نفعل ما هو أكثر من ذلك, وقد يكون المنفرد الجدول من الماء, مفيدا للزرع والضرع, ولكن تحرير العقول والنفوس, من رجس العفالقة, والمجاهرة بصرخات من كانوا على الدوام في موقع الضحية, يحتاج ومصيريا, تجميع المختلف من الجداول , لتكون تيارا عارما, يكنس من على أرض العراق, جميع وساخات الثقافة العفلقية, الفاشية والشوفينية والطائفية!
و….لا نملك غير الجميل من الحلم, حلم تقديم ما يمكن من العون, لتحقيق التواصل بين أهل الثقافة, أهل الإبداع, ومن يعملون في ميدان الإعلام, وما عندنا سوى صادق العزم, ومن الإمكانية عمليا, غير المتاح مجانا على شبكة الانترنيت, والطمع بعون من يستنكفون العمل تحت جناح من اعتادوا عرض ( الثقافي) من بضاعتهم, طمعا بالحصول من ( السياسي) على عار (الثمن) الذي يبتغون, دون أن يهمهم والله, من يدفع الثمن, طالما يملكون ما يكفي, من دائم الاستعداد للممارسة فعل الشحاذة, وعندهم بحورا من جاهز العبارات, تكفي وترضي وتسد حاجة (المشترى) مهما أختلف الزمن, ومهما تغيير واقع الحال!
هل ترانا نحلم: نعم, وما الضير في ممارسة الحلم, في البدء ودائما, كان الحلم !
سمير سالم داود 18 تموز 2007
samirdawod@hotmail.com
* طالع نص الماضي من التعليق في العنوان التالي : www.alhakeka.org/582.html
** و…باريتهم يفعلون ذلك فقط لا غير, بهدف الحصول على الشهرة, خصوصا وان تحقيق ذلك ما عاد صعب كلش, في زمن يسوده وعي القطيع والذي بات في الغالب العام, يتحكم في تحديد وجهة وتوجهات القنوات الفضائية, وحيث لا يزال مطرب السافل من عدي, نجم الطرب ومن يملك وبمقدوره دون سواه, أن يجعل أكتاف وأرداف بني وبنات القعقاع, تهتز وتتمايل, حتى وأن كان لا يردد من الغناء غير : عبرت الشط علمودك وخليتك على راس….هههههههههههههه
*** بما في ذلك حتى نجاح العديد من أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا وعبيدهم من الجحوش, في اختراق العديد من المنابر والمواقع, التي تعتمد في العام من توجهاتها, العداء المطلق للعفالقة والعفلقية, وبالخصوص من ارتدى منهم العمامة أو القناع الليبرالي وحتى اليساري, بهدف تمرير ما يريدون من الأفكار والمواقف, وليس في الغالب من خلال الصريح من الاسم, وإنما بالاستفادة من ثغرة السماح استخدام عار المستعار من الأسماء,وغير ذلك من الثغرات التي تسهل وتوفر المطلوب من العون, لنجاح أساليب الاختراق الأخرى, كما هو الحال مثلا مع تمرير بيانات عفلقية بالكامل بزعم فضح العفالقة ههههههههههههه أو نشر أخبار ملفقة ومزاعم كاذبة, هدفها طعن مصداقية, ما يجري نشره من المعلومات والمعطيات في هذه المواقع المعادية للعفالقة, فضلا عن تحويل من يصدقون هذه الأخبار, ويسرعون للكتابة في معرض التعليق, ومن منطلق رد الفعل وعمياوي, إلى موضع تندر وسخرية, المرة بعد الأخرى!