الرئيسية » الملف الشهري » دروس وعبر من ثورة 14 تموز

دروس وعبر من ثورة 14 تموز

دأب العراقيون على احياء ذكرى ثورة 14 تموز على اختلاف قومياتهم وطوائفهم نظرا لاهميتها ومكانتها في تاريخ العراق، تلك الثورة العاصفة التي اطاحت بالنظام الملكي واقامت على انقاضها النظام الجمهوري ولانها كانت نقلة تاريخية وسياسية في البلاد. ورغم ان الضباط الاحرار قادوا الثورة وفجروها لكنهم كانوا على اتصال بجبهة الاتحاد الوطني الذي كان يضم في صفوفه الاحزاب والقوى السياسية والقومية مثل الحزب الوطني الديمقراطي والشيوعي العراقي وحزب الاستقلال والقوميين وحزب البعث وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني(البارتي) على اتصال بالجبهة من خلال تحالفه مع الشيوعي لان البعث كان يرفض انضمامه للجبهة.

والمتأمل لمسيرة الثورة وتاريخها يستنتج منها دروسا عديدة وفيما يخص شعبنا الكردي فقد شارك في الوزارة التي تشكلت بعد الثورة وزراء كرد كما كان احد اعضاء مجلس السيادة كرديا وهو المرحوم خالد النقشبندي ونصت المادة الثالثة من الدستور الموقت على ان العرب والكرد شركاء في الوطن. وشرعت العديد من القوانين التقدمية مثل قانون الاصلاح الزراعي وقانون الاحوال المدنية وشاركت المراة في الوزارة لأول مرة.
ورغم ان النظام الملكي كان نظاما ديمقراطيا شكليا لكنه في الحقيقة وطوال بقائه في الحكم لم يشهد العراق انتخابات ديمقراطية حقيقية لذالك كان القضاء عليه امنية كل الواعين من ابناء الشعب. كما حققت الثورة سلسلة من المنجزات والمشاريع في البلاد من خلال انشاء العديد من المصانع والمعامل الهامة واقامت مشاريع الري والسدود كما اجازت الاحزاب والجمعيات والنقابات، ولولا العراقيل والمشاكل التي كانت القوى المضادة تضعها في طريق الثورة لتحققت اكثر مما حققت ولا ننسى ان الشعب الكردي احتفل بعيد نوروز علنا في اول احتفال جماهيري بعد الثورة حضره قائد الثورة عبدالكريم قاسم الذي كانت تربطه علاقة طيبة بقادة الكرد قبل ان يوغروا صدره ضد الكرد فضيق الخناق على القوى الديمقراطية عموما والكردية خصوصا مما اضطر معه الكرد الى حمل السلاح دفاعا عن وجوده وبوجه الداعين الى صهره. فانقلب الحال من صداقة الكرد والاعتراف بحقوقه القومية والثقافية وانشاء القسم الكردي في كلية الاداب وارسال الطلبة الكرد في بعثات للدراسات العليا في الخارج الى موقف جفاء وابتعاد عن اماله وطموحاته المشروعة كما ان اطالة فترة الانتقال وعدم اجراء الانتخابات النيابية لتسليم الحكم لممثلي الشعب مهد الطريق للانقلابيين البعثيين للسيطرة على الحكم في البلاد وحكم الشعب بالحديد والنار طوال اربعين عاما ولهذا يترحم ابناء الشعب على قائد ثورة 14 تموز لطيبته ونزاهته والتزامه بروح التسامح وعدم التميز بين ابناء الشعب وسيبقى يوم 14 تموز خالدا في التاريخ. 
الاتحاد