الرئيسية » مقالات » تفجيرات آمرلي بين بيان الأستاذ الهاشمي وبيان الهيئة

تفجيرات آمرلي بين بيان الأستاذ الهاشمي وبيان الهيئة

أرتكبت مجموعة مأفونة متوحشة عملاً أرهابياً جديداً راح ضحيتها حوالي 500 شخص بين جريح وشهيد في ديالى, وقد نددت الحكومة والهيئات وكثير من المؤسسات بهذا العمل الأرهابي الجبان الذي أستهدف الأبرياء في سوق شعبي ممن ليس لهم في الحكومة العراقية أية علاقة ولم يستفيدوا منها لا ناقة ولاجمل!!!
وكانت هذه التنديدات على شكل بيانات صحفية تصدرها المكاتب الأعلامية والصحفية للحكومة والهيئات المختلفة, وقد قرأت بيانين من هذه البيانات ألأول للأستاذ طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والأخر لهيئة علماء المسلمين ,وقد احببت أن اسلط الضوء على كلا البيانين وماجاء فيها.
ففي البيان الاول لمكتب النائب نرى أن هنالك هجوم عنيف على الارهاب لاسابق له كما وصفه موقع البديل العراقي بحيث أطلق عليه مصطلح الارهاب الاسود وقد جاء في البيان:
كان يوم أمس يوما داميا وفجعا تعطلت فيه لغة الكلام من هول الصدمة شدة الألم و الغضب..أعان الله أهلنا في تكريت، ديالى، وآمرلي و عظم أجرهم و خفف من أحزانهم و مصابهم و لا حول و لا قوة إلا بالله…ألخ
وقد وجدت في بيان سيادة الدكتور الهاشمي مؤشرات ودلالات ايجابية صائبة لدرجة كبيرة , فقد تضمن النقاط التالية وكما جاءت في البيان:
1. إن ما حصل يوم أمس لهو دليل آخر يضاف إلى سجل الإرهاب الأسود حيث لا دين و لا مروءة ولا قيم، و الكل مستهدف و الكل يدفع الثمن.
2. متى يتجمع هذا الكل و تتوحد صفوفه، متى تذوب الفوارق و تنتهي إلى الأبد نزاعات دخيلة اندست في النسيج العراقي، تعمل على تدميره و تمزيقه و تخريبه.
3. إن من حق المواطن على الحكومة و أجهزتها الأمنية حمايته في روحه و أرضه وعرضه و ماله.
4. لكن عند العجز فلا مناص من أن يتولى الناس الدفاع عن أنفسهم، و على الدولة أن توفر لهم المال والسلاح و الخبرة، و تضبط إيقاعهم من خلال ضوابط و قواعد سلوك، لتتغير الإستراتيجية الأمنية و لنعترف بحق الناس في الدفاع عن النفس و نشجعهم على المشاركة الفاعلة في الملف الأمني.
5. هذا ربما كان صمام الأمان، فالعبء أكبر من أن تتحمله أجهزة أمنية ناشئة فكيف إذا كانت قاصرة؟.
6. على الأجهزة الإغاثية للحكومة أن تبادر على الفور في كشف موقعي لتحديد الخسائر و الضحايا و تعمل على تعويضهم و تجهيزهم بالمواد الطبية، و بناء المساكن المدمرة و المتضررة.
7. لابد من مشاركة الناس و توعيتهم أمنياً و تبادر بتحقيق عاجل تسلط فيه الضوء على حقيقة ما جرى و تحديد العناصر الإجرامية و الإرهابية التي كانت وراء هذه الفواجع.
وفي رأيي أن بيان الأستاذ الهاشمي المكتوب بدربة وحرفة عالية قد وضع يده على الكثير من الأشياء لا أجد بصراحة مضمون في بيان صحفي وأعلامي كهذا الذي جاء في بيان الأستاذ الهاشمي…
أما الهيئة فقد أصدرت بيان حملت فيه الحكومة العراقية والاحتلال ولم تاتي على ذكر الجماعات الأرهابية الظلامية والتكفيرية لامن قريب ولابعيد بل لفت ودارت وذكرت في البيان حوادث أخرى….وفيما يلي بعض ماجاء فيها من مضمونات:

1. انفجرت صباح أمس السبت سيارة مفخخة وسط سوق شعبي بناحية آمرلي في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين موقعة مئات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح.
2. وتبع هذا التفجير تضييق وإبعاد لأفراد من أجهزة الشرطة وفق سياسة التمييز العنصري.
3. وتأتي هذه الجرائم بعد أشهر من تفجير إجرامي في مدينة تلعفر يشابه ما حصل أمس، وأدى حينها إلى وقوع مئات المدنيين الأبرياء قتلى وجرحى ثم أعقبته بعد ساعات جريمة إعدام جماعي للمدنيين في منازلهم وفي الطرقات بحجة الانتقام لضحايا هذا التفجير.
4. وتبين فيما بعد أن الأجهزة الحكومية المسيطرة على تلعفر ومحافظة نينوى هي من يقف وراء الجريمتين.
5. وكالعادة لم تقم الحكومة بما ينبغي عليها من تحقيق عادل أو حقيقي يعاقب المجرمين مهما كانت مناصبهم ويوقفهم عند حدودهم ويردع غيرهم.
6. إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الأعمال الإجرامية التي تضيف إلى العراقيين يوماً دامياً جديداً وسط تصاعد شرس في التوترات السياسية فإنها تحمل الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عنها.
ولاداعي لتحليل ماجاء في بيان الهيئة , فالقارئ الحصيف يمكن أن يعرف ذلك مباشرة من غير تدخل محلل سياسي , بل يمكن لنا أن نميز بين بيان نائب الرئيس لأستاذ الهاشمي الذي ينتمي للسنة وبيان الهئية السنية أيضاً, ويرى كم هنالك فرق بين هذين العنوانين مع أن كلاهما سنة.
على الحكومة ان تستوعب الأستاذ الهاشمي وأفكار السنة المنضوية تحته وأن تقربه اليها وتجعله جزءأً من قرارها السياسي من أجل تذويب الخلافات الطائفية العراق وأذابة الجليد المتراكم بين السياسيين ممن يمتلكون مشروعاً واحداً ويختلفون في طريقة التعبير عنه, فالهاشمي وعلى الرغم من كل ما يقال عنه يؤمن بمشروع سياسي , وهذا يعني أنه في صف العقلانية والأعتدال وبناء الدولة المعاصرة لا في صف القاعدة ومن يتبنون أفكار ظلامية بعيدة عن عالم الحضارة والمدنية المعاصرة.