الرئيسية » شخصيات كوردية » الشهيد خليل الزهاوي…. أفنى حياته للمزج بين الخط والرسم والنحت والكاريكاتير

الشهيد خليل الزهاوي…. أفنى حياته للمزج بين الخط والرسم والنحت والكاريكاتير

قبل ان يخطفه الموت ببضعة ايام برصاص الغدرزارني الخطاط الأستاذ الشيخ الجليل خليل الزهاوي يوم الخميس 24 / 5 / 2007 مساءً في داري ففضلا عن علاقة الصداقة التي تربطني مع الشيخ هناك علاقة الجيرة الحسنة فالتزاور بيننا مستمر منذ تعرفي عليه ولحد ساعة أغتياله الجبان من قبل زمرة لا تعرف للقيم والاخلاق السامية أي معنى.. والشيخ في الفترة الاخيرة كان قد نقل خدماته الى وزارة الثقافة في اقليم كوردستان.. فقد كنت أشجعه على النقل وكأن قلبه الممتليء بالايمان يشعره بأن يد السوء تنتظره.. وحتى في زيارته الاخيرة وجدت له رأياً في الأسراع بالنقل الى اقليم كوردستان..
ووعدني خيراً بأنه سيصفي بعضاَ من اعماله ويسارع بالانتقال الى اقليم كوردستان لأن الشيخ له العمق الضارب في أرض كوردستان بجذوره العميقة، والشامخ الى علياء السماء بصلته الروحية، يسحرك هدؤه ويأخذك الى عالمه السامي بروحيته المصبوبة بقوالب الجمال الرباني. قال عنه الناقد قحطان جاسم جواد:- فنان مرهف الحس، تواق للأبداع حريص على الحرف العربي وقواعده واصوله لذلك فهو في كفاح دائم من اجل تثبيت مرتكزات متينة في فن الخط للمحافظة على الحرف العربي ويرى الشيخ خليل الزهاوي بعضا من التجليات الصوفية في فن الخط العربي فضلا عن قدسية اللغة العربية والاستلهام في الخط والأبداع الفني هو وسيلة للتقرب للخالق سبحانه وتعالى، فالتجليات تزداد وضوحاً في فن الخط…. ولا أخفي القارئ انني كلما عدت الى حوار اجريته مع الشيخ الشهيد قبل أشهر اشعر بالأسى العميق للخسارة الكبيرة فهو يقول وفي كراسة (الخط العربي / مصور خط التعليق المطبوع سنة 1984 ان الخط العربي علاوة على كونه مرتبطاً روحياً مع القدسية فأن فيه من المتعة واشباع الرغبة الفنية المطبوعة لدى كل ذي حس جميل) وأن الخط العربي هو الخط الوحيد من خطوط العالم الذي نال منزلة متقدمة في الفنون التشكيلية، وكتراث قومي حيث ارتقى برؤيته الجمالية الى أسمى درجات الرقي، فهو علاوة على كونه طابعاً حضارياً بحد ذاته فقد تغلغل في كل مجالات الفنون العربية وفي جميع صناعاتها الفنية والتطبيقية وبذلك غاو ترعرع حتى ان كل نوع منه اصبحت له اشكال وهندسة وأصول وقاعدة ومدرسة وللشهيد خليل الزهاوي عدة كراسات وكتب في الخط العربي من أهمها: -كراسة الخط العربي (قواعد خط التعليق) عام 1977 مطبوع -جمالية التعليق / مطبوع -خط التعليق / مطبوع -مصور خط التعليق / عام 1984 -تشكيلات الخط العربي / مطبوع 1986
-هندسة خط التعليق / مطبوع هذا فضلا عن عدة مخطوطات من تأليفه تنتظر الطبع والانتشال من الرفوف المركونة فيها هذه المخطوطات ومنها (حياتي) البردة للامام شرف الدين محمد البوصيري آفاق الخط العربي بخطه (الشيخ الزهاوي) ويذكر أن الشيخ خليل الزهاوي من مواليد مدينة خانقين عام 1946م وهو مسؤول وعضو في عدة جمعيات وأتحادات منها:- -مسؤول عشائر الزهاوي (بغداد) رئيس فرع رابطة علماء أفاضل العراق (خانقين، جلولاء،سعدية) -مدير مكتب رابطة آل البيت (خانقين- جلولاء، سعدية) -عضو جمعية التشكيليين العراقيين / بغداد وجمعيتي خطاطي كوردستان في أربيل والسليمانية فضلا عن عضويته في اتحاد علماء كوردستان. وهو مدرس ومحاضر لمادة الخط والرسم في معهد التراث الشعبي 6 سنوات / دائرة الفنون التشكيلية بغداد
شارك في اكثر من 43 معرضا شخصياً في مجال الرسم والخط والسيراميك والنحت والبوستر السياسي والكاريكاتيري في بغداد / لندن / فرنسا سورية / لبنان / السعودية / الشارقة. وحين سألته عن بداياته قال انها تعود الى عام 1953 حيث مارست الرسم كهواية حتى عامي 1958-1959ومنذ عام 1959 بدأت بالرسم الكلاسيكي وتقليد الفنانين الكبار من الأوربيين وجماعة الأنطباعيين واقرأ عنهم وأتابع أخبارهم وكنت اسير على منهجهم وفي عام 1960 اشتركت في أول معرض مدرسي في خانقين مسقط رأسي وحتى عام 1970 شاركت في المعارض المدرسية في مرحلتي المتوسطة والثانوية، ربما تكون حصيلتها خمسة عشر معرضا مشتركاً كانت اعمالي مزيجاً من الخط والرسم والنحت والكاريكاتير. وتعلمت الخط عن طريق التقليد لكبار الخطاطين القدماء امثال مير عماد حسيني وعلي مير خاني وعلي الكاتب وغيرهم من الخطاطين المبدعين. ومن خلال الممارسة والمخالطة مع اهل الفن وبالجهد المتواصل بلغت هذا المستوى. وفي عام 1970 بدأت بالبحث عن تطور خط التعليق وتأليف كتاب عنه وتطوير وتوضيح اسرار وتشكيلات هذا الخط وتحقق هذا الطموح بفضل مجهود بعض الفنانين الخطاطين والتشكيليين فألفت كتابين الاول والثاني تحت الطبع الآن واستفاد الخطاطون كثيرا من الكتاب الاول (كراسة الخط العربي) قواعد خط التعليق. وسألته عن احب الخطوط اليه فقال: -احب الخطوط الى نفسي الثلث والتعليق فخط الثلث يعتبر ام الخطوط ولا يكون الخطاط خطاطا اذا لم يتقن او يضبط ويحسن خط الثلث والتعليق لان هذين النوعين من الخط هما من اصعب الخطوط العربية. وقال عن ابرز الخطاطين الكورد: -يعتبر الخطاط حامد الآمدي والخطاط الكبير محمد طاهر الكوردي الأربيلي ابرز الجميع فهما من نوابغ الخطاطين الكورد بل الخط العربي كله. وقال عن مستقبل الخط العربي: -أنه ليس رأيا وأنما اقول ان الخط العربي يجب ان لا يكون جامدا..ً الخط العربي ابداع وعلى هذا الأبداع ان يتطور الى ابداع اكبر.. ورغم ان الابداع حالة نادرة ولما كان الابداع صفة ملاصقة لكل تقدم وتطور نرى كثيرين من فئة الخطاطين ولكن المبدعين منهم اقل من القليل. بمعنى آخر يجب أخراج الخط العربي من قوالبه التقليدية وان يتحول الى فن… وهذا ما يجب ان يفعله الخطاطون… واخيرا نضم صوتنا الى رأي الدكتور شامل كبة في قوله:- (يعد الحاج خليل الزهاوي واحداً من الرواد الكبار في هذا المجال ولربما يكون الاكثر اهمية في سلالة الخطاطين الجدد في العالم العربي. انه مجدد وفنان ذو منزلة رفيعة فضلا عن ذلك فقد شكل قوة كبيرة في ادخال الحروف العربية الى الفن التشكيلي وفي الحقيقة انه استطاع ان يحول الخط الى شكل فني جديد، ان عمله يمنح العين احساساً شعريا، ولكن جمالية عمله الفني متعددة الجوانب، ليس فقط في شعوره المرهف في المفرغ والمملوء من الحروف وتقدم تكويناته بطريقة مماثلة حسا قويا بالشكل ويبدي التدفق المنسق للخطوط في عمله حساً بالايقاع والتوازن لم يتجاوزه احد الآن..)

التآخي