في ذكرى استشهاده في بغداد على يد أعداء الحياة في 25-6- 1981
اليومَ كردستانُ وجْهَكَ تلثم ُ وإلى ضفافكَ تستريحُ الأنجم ُ
ويهبّ رغمَ البين صوتكَ ظافرا ً ألقُ البطولة ِ في هواه ُ يُنَغّمُ
ترتادهُ حُللُ السجايا ثرّة ً فسجيّة ٌ تعلو وأخرى تقدم ُ
وشجاعة ٌ تأبى الغلوّ لفطنة ٍ وتجيشُ إذ ْ يتطلّب ُ المتقحِّم
والرأيُ قبل الفكر يُطْلبُ شأوه ُ والطعنُ حين الرأيُ لا يتسنّم ُ
رجلَ السلام وتلك فيكَ حضارة ٌ ما زال منها كوكب ٌ يتعلّم ُُ
من يقرع الدجناء َ ملءَ جفونه ِ حينَ الطعان ِ نقيضهُِ يتلثّم ُ
****
يا واحة َ الطهر النبيل نزاهة ً ونقاءَ ماء ٍ باللآلئ ِ مفعم ُ
هرع الحيارى نحوه متفائلين و حالمين َ بأنْ يُزاح المُعْتِمُ
طولَ السنين ِ يهدّهم عسفُ الغراب ِ وعسفُ مَنْ بين الديارِ يُتمّم ُ
نَكدُ الزمان ِ من المخالب ِ نزرة ٍ وتسودُ وهو اللغزُ ما لا يُفْهمُ
ووثبت َ ضدّ الشوك ِ ، جنبُك َصحبة ٌ و إلى الأمام ِالطودُ منه المَعْلمُ
المصطفى رمزُ الشعوب ِ تحررّا ً والماطرُ الدنيا الندى لا يُصْرَمُ
ومشيتمُ ، نحو الضفاف ِ مشيْتمُ ، وعزمتمُ والأمنيات ُ تُحَوِّمُ
لم تأبهوا بالقلب ِ ، كيف شؤونهُ فشؤونكُم ْ ضمّ النضالُ الأعظمُ
وهواكم ُ ضمّتْ عيونُ الأرض ِ ، تلك المُستضامة ُ والجميلة ُ تُظلمُ
وتضوّعتْ قيمٌ من الإعجاز ِ ما فتئتْ تنيرُ مناضلينَ وتلهمُ
وتزيلُ عن كنه ِ الضميرِ غشاوة ً صفوَ النفوس ِ إذا تمادت تقْتمُ
****
يا صالحَ الأعمال ِ والغايات ِ،يا صورَ الفداء إلى الفداء ِ تُسَلّمُ
وقلادة َ الزمن ِ الجميل ِ تؤمّهُ دررٌ تطوِّقُ مُرْزئا ً وترَخِّمُ
يا خطوة كبرى ثريّ ٌ بُعْدُها وبريقها فحوى المشاء يُترْجمُ
ترسي الخيالَ من البعيدِ على المدى وخيال ُ مَنْ أرقَ الهُموم ِ يُنَظِّمُ
حيث امتداد الضوء يسقي دجنة ً ومناكب ٌ من وهنها تترمّمُ
إنّ المعالي من مضارب فكرة ٍ عصماء من طول التحفّز تُضْرَمُ
****
يا قصّة َ الألمَ الكبير ِ، نزفْته ُ وحـملتهُ ظمـآن لا تسْتسْلِمُُ
وضممْته ُ ضمّ النخيل ِ لسعفه ِ حتى استراحَ إليكَ منهُ الميسم ُ
تلك السنين الخمسُ والستون، عمرّك ذاك، راح لعمر شعب ٍيُرسّمُ
لمنازل ٍ هدّ الأنين ُ رتاجَها وبيادر ٍ منها الجوارحُ تُطْعمُ
أبت ِالمروءة ُ فيك أنْ لا تنتمي لسوى الطريق ِ من الدجى يتظلّمُ
لسوى حمى الفقراء ِ كنتَ نصيرَهمْ وأتوكَ، بابُكَ عنهمُ لا يُحْـجمُ
ولأنتَ منهم في الشجون ِ شراكة ، خببُ الجراح ِ من الحشى يتكلّمُ
من قبل قال حكيمُ قوم ٍ قيمة ُ الحرّ الجليل ِ إذ ِ الرعيّة يخدم ُ
لا يستسيغُ العيشَ حين جوارُهُ حـشدُ الجموع ِ ينوءُ أو يتألّم
****
حيِّيتَ صالحَ سيرة ٍومسيرة ٍ ، قتلوكَ ، لكنْ كيف يُقتلُ مُلهِمُ
ولقد عجبتُ من الطغاةِ، يقينهم أنْ في اضطهاد الحرِّ يُجهض موسم ُ
والحُرُّ شأنَ البذر يكبرُ ظاعنا ً بين الثرى خلجاته ُ تتبرْعَمُ
واليومَ حيث الشمسُ بين الشعب ِ يعلم ُ ظالمون وحشد بَغي ٍ مَنْ همُ
اليوم كوردستانُ وجهَك َتلثم ُ وإلى ضفافك تستريحُ الأنجمُ