إلى أصدقائي المغادرين لما بعد المنافي .
(أنتِ، لا تموتين عليّ)!
….
لو بدأتُ بالموت عليكَ
سأنخلع منك بلطف الثلج
حين يتعانق مع المطر في مساره .
ستظهر بأسماء عدّة
لكن ما تغتاله من روحي
يعرفك من صوت أصابعك
وهي تتكتك على النافذة .
أن أموت حبّاً، فكرة مغرية!
أمام الموت بطلقةِ كُرهٍ
أو –قصداً- ب(نيران صديقة).
لا أستطيع الموت عليك،
أفْهمنا التاريخ سهوا:(الموت كاسٌ )
ا لكسور العشريّة تقسّم روحي
يتوقف عندها تماما الموتُ دفعةً واحدة!
عليّ الاحتفاظ بما تبقى من الأعشار
لقوائم قد تطول:
عشرٌ يبكي( رعد مطشّر)1
وهو يصرّ على موته هناك.
و( دعاء )2، تخترق عُشرها!
وهي تخفي وجهها وحيدة.
عُشر ل(كمال)3وهو يدفن وحيداً آخر أمنيات( ألسبتيّ)!
وآخر ل(الحسيني)4وهو يترك لي إرثا مُرّا ّمن العسل و الجَوزِِ!
و لِضفافٍ تتحوّل لأضرحة مجهولين.
وعشرٌ لعمليتي الانتحارية على باب السماء
قد ينظر الله للعراق من هُوّةٍ
وينفخ ببعض البرد
أو بعض الوقت لتغيير كسوة الحداد
كسوة الصباح والمساء!
كسوة الصيف والشتاء للعقود الثلاثة.
وعشرٌ له وهو يتربص في بغداد ويقول:
) احبك ِمنذ زمن ولكنني أودعك ِالآنِ هذا،
قبل أن يقبّلني الموت).
**
لن أموت عليكَ
سأضحي بعُشرك حيّاً
خوفا على نوعنا العراقي وهو ينقرض!
الأطياف التي تكره الألوان،
تغتصب الشوارع لتخلّف الأموات.
ولأنني حبلى بمقابر
لن أجد لحدا يحبل بي!
فأين ستضع وردة ً؟
دع عُشرك حيّاً
متى ستقرأ الشاهدة
إذا تقاطع وقتك مع شظية!.
-1 رعد مطشر: الشاعر والصحفي العراقي الذي اغتيل من قبل مجهولين في مدينة كركوك قبل مدة وجيزة.
2-دعاء: الفتاة العراقية التي نشرت صورها وهي تخفي وجهها الصغير من الموت رجما بالحجارة في مِن قِبل عشيرتها وعلنا في ساحة عراق اليوم! تضاربت المعلومات بين عشقها لرجل من غير دينها أو تركها لدينها.
3- كمال ألسبتي:الشاعر العراقي الذي توفي في منفى هولندا وحيدا.
4-حسين الحسيني: صديقي الشاعر العراقي الذي توفي نهاية 2004 وكنت قد اشتريت له عسلا وجوزا من مدينة أربيل وتوفي قبل أن تصل هديتي ليديه بايام.