الرئيسية » مقالات » الدرس الحادي والثلاثين بعدَ المئة ( 131 ) من دروس السياسة والثقافة البيئية للديمقراطية الخضراء – الحياة…الأمل…النزاهة

الدرس الحادي والثلاثين بعدَ المئة ( 131 ) من دروس السياسة والثقافة البيئية للديمقراطية الخضراء – الحياة…الأمل…النزاهة

The Life..The Hope.. The Honesty

السلام عليكم … تحية طيبة وبعد … لقد إستلمتُ الكثير من النداءات والرسائل ومعظمها كانت على شكل إستنجادات أو شبه ذلك حول الوضع في عراقنا الحبيب، وكيف أن الأنسان هناك أصبح لا يعرف أخيه الأنسان ، والجار لا يعرف الجار ، والأخ لا يعرف الأخ ، كلُ ذلك بسبب الفرقه والدسائس والكراهيه والحقد الأعمى الذي أتى وما زال يأتي الى بلدنا الحبيب من داخلهِ ومن خارجه… ولقد أستلمتُ رسالةٌ من أحدى الجهات أيضاً تطلبُ فيها منا أن ننشر موضوعاً أو درساً خاصاً الى ما آلَ ووصل إليه مجتمعنا في عراقنا الحبيب ، ولهذا فقد راودتني فكرةٌ حقيقية وحيّه حول موضوع كنتُ في صدد كتابتهِ ، وهو موضوع تهذيب النفس والنزاهة والحياة والأمل …

ولهذا أخواتي وأخوتي الأحبة … النزاهة والأصلاح والديمقراطية والعدل والحرية والمساوات وأحترام حقوق الأنسان ، وغيرها الكثير الكثير ، والتي تؤدي الى إزدهار المجتمع الواحد نحو حياة أسمى وأرفع لنا ولأجيالنا القادمة ، كل ذلك وكل تلك الكلمات الرنانة والطنانة والجميلة والكبيرة في أعماقها ومعانيها لا تفيد بشيء ما لم نقوم بتطبيق ذلك والعمل عليه بأنفسنا أولاً … ولكي لا أطيل عليكم كثيراً أتمنى للجميع كل الخير لتحقيق كل الأماني الأنسانية المنشودة …

بسم الله الرحمن الرحيم:((.. إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِِّرُ مَا بِقَومٍ حَتى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم…)) صدق الله العظيم …

وقال النبي(ص)في حديثٍ شريف:(( علامة الناصح أربعة. يقضي بالحق ويعطي الحق من نفسه ويَرضى للناس ما يَرضاهُ لِنفسه ولا يَتعدى على أحد)) صدق رسول الله…

وقال الأمام الكاظم(ع): النصيحة مِنْ أَخلاق الكِرام…

وقال الأمام علي ( ع ): كيف يعدل في غيره مَنْ يظلم نفسه…

وقال (ع): كيف يصلح غيره مَنْ لا يصلح نفسه…

وقال(ع): أعجز الناس مَنْ عجز عن أصلاح نفسه… غرر الحكم.

(( أحبوا بعضكم بعضا و ساعدوا بعضكم بعضا ))

(( تفائلوا بالخير تجدوه… الأنسانُ أخو الأنسان أَحَبَ ذلك أَمْ كَرِه … الناسُ من آدم ، وآدمَ مِن تُراب … )) …

السلام عليكم … تحية طيبة وبعد … أخواتي وأخوتي الأحبة … نحنُ دائماً نُحاول أن نُقنع أنفسنا بأن الحياة سوف تصبح أفضل عندما نتزوج ، ويأتي الطفل الأول ، وبَعدهُ الطفل الثاني وهكذا … حينها تَمتلِكُنا خيبت الأمل ( الأحباط ) ، عندما نرى من أن أطفالنا لحد الآن صغاراً ، ونقول لأنفسنا : “سوف يصبح الوضع أفضل عندما يكبرون” … . وعندما يُحين ذلك الوقت ، وحينها ومرةً أخرى تمتلكُنا خيبت الأمل ثانيةً( الأحباط ) عندما تصل أعمار أطفالنا الى سن المراهقة ، ويجب علينا آنذاك التصرف مع تلك المرحلة الجديدة ، ونقول وبثقةٍ عالية جداً : “سوف نكون أسعد عندما يكبر أولادنا ويخرجون من مرحلة المراهقة” .

وعندما يحين الوقت أيضاً ، حينها نقول لأنفسنا : “سوف تكون حياتنا أسعد عندما يتزوج أولادنا ، أو حينما نمتلك سيارة أنيقة وجديدة ، أو حينما نأخذ أجازة عمل ( إجازة صيفية ) ، أو حينما نُحال الى التقاعد “… ألخ .

الحقيقة هي أنهُ لا يوجد أي وقت للسعادة غير هذا الوقت الذي تعيشهُ في هذهِ اللحظة والآن . وإذا كانت تلك اللحظة ليست الآن ، فمتى إذن؟؟! . إنَ حياتك دائماً سوف تكون مليئة بالتحديات . فمن الأفضل أن تعترف بذلك وبقدر المستطاع ، وتُقرر أن تكون سعيداً الآن ورغم كل تلك التحديات والمصاعب والضروف الحالية العصيبة والصعبة والسهله .

في يومٍ من الأيام كان من المُفترض على الحياة أن تبدء ، ولِتبدء بحياةٌ حقيقية … ولكن كانت هناك دائماً عوائق على الطريق ، ولكي نتخطى هذهِ العوائق ( الحواجز ) ، كان علينا أن ننتهي من عملٍ ما ، وكان علينا أن نعطي بعض الوقت لمشاكل أو أمورٍ أخرى ، وكانت هناك الفواتير يجب أن تُدفع . وحينئذٍ سوف تبدء الحياة الحقيقية .

في نهاية المطاف أدركتُ ( إستنتجتُ ) وبعدَ إمعانٍ وتفكيرٍ طويل : ” إنَ كُل تلك العوائق ( الحواجز ) كانت هي الحياةُ الحقيقية ُ نفسها .

إن تلك الغاية ( النقطة ) من ذلك المشهد ( الصورة ) ساعدتني أن أرى : ” أنهُ لا يوجد طريقٌ للسعادة ، لأنهُ السعادةُ هي الطريق نفسهُ “. ولهذا تمتع بكل لحظاتك الآن ولاتنتظر الى حين أن تنتهي من دوام المدرسة أو متى تعود الى المدرسة ، بل أجعل أوقات المدرسة لحظاتٌ دراسية سعيدة . عندما ينقص من وزنك 5 كغم أو يزيد من وزنك 5 كغم ، أو تُفكر لكي تبدء العمل ، أو لكي تتزوج ، أو تفكر بعطلة نهاية الأسبوع( الجمعة) مثلاً ، أو بأنتظار صباح يوم السبت أو الأحد ، أو بأنتظار أن تشتري سيارة جديدة ، أو بأنتظار الرهن العقاري سوف تنتهي من دفع كل أقساطهُ ، أو بأنتظار الربيع ، الصيف ، الخريف ، الشتاء ، أو بأنتظار أول الشهر ، أو منتصف الشهر لأستلام الراتب ، أو بأنتظار أغنيتك المُفضلة سوف تسمعها في الراديو ، أو بأنتظار أن تموت لكي تولد من جديد … هل كُلُ هذا قَبلَ أَن تُقرر لكي تكون سعيداً ، فهل هذا معقول ؟؟!! … أنتَ موجود الآن إذن أنتَ يجب أن تكون سعيداً الآن ولا تضيِّع أي لحظة أو دقيقة بأنتظار هذا وتلك .

إن السعادة هي الرحلة نفسها ، وليس الوصول الى نهاية الماكن المقصود من الرحلة . لا يوجد أي وقت أسعد ( أفرح ) من تلك اللحظة !!… عيش وتمتع بتلك اللحظة . والآن الرجاء فكر وحاول الأجابة على تلك الأسئلة :

1) سمّي ( أعطي ) على الأقل 5 أشخاص من أغنى الرجال في العالم ؟

2) سمّي ( أعطي ) على الأقل 5 أسماء لملكات الجمال بالعالم ؟

3) سمّي ( أعطي ) على الأقل 10 أشخاص حازوا على جائزة نوبل ؟

4) سمّي ( أعطي ) على الأقل 10 أشخاص حازوا على جائزة أوسكار ؟

الظاهر أنكَ لا تستطيع الأجابة ؟ لأنهُ صعبٌ بعض الشيء ، أليسَ كذلك ؟!… ولكن لا تقلق لأنهُ لا يوجد أحد يتذكر تلك الأجوبة . … التصفيق يموت شيئاً فشيئاً !… الجوائز والكؤوس يتكاثر عليها الغبار ( الأتربة ) … الفائزين ننساهم بسرعة . والآن الرجاء حاول الأجابة على تلك الأسئلة :

1 * سمّي ( أعطي ) 5 معلمين ساهموا في تثقيفك وتعليمك في المرحلة الدراسية؟

2 * سمّي ( أعطي ) 5 أصدقاء من الذين ساعدوك في وقت الضيق ؟

3 * سمّي ( أعطي ) 5 أشخاص ترغب أن تقضي أوقاتك معهم دائماً؟

أليست تلك الأسئلة أسهل من سابقتها ؟ إنها بسيطة ، أليس كذلك ؟… إن الأشخاص الذين يعنون شيئاً خاصاً في حياتك ( لهم قيمةٌ خاصة عندك ) ، ليس بالضرورة أن يكونوا من الأغنياء ، ولم يربحوا كؤوس وجوائز ثمينة … إنهم من الذين يُحبونك ويهتمون بك ، إنهم هؤلاء الذين مهما حدث سوف تراهم يقفون معك وبجانبك ( بالسراء والضراء ) دائماً . فكر بتلك الأشياء أو اللحظات ، لأنَّ الحياة ومع كلُ ذلك قصيرةٌ جداً ! …

والسؤال هُنا ، أنتَ في أي قائمة من تلك اللحظات سوف تكون ؟! لا أحد يَعلم ؟!… دعني أساعدك قليلاً ، أنتَ لستَ من بين المشاهير في العالم ، ولكن أنتَ وبكل تأكيد من بين الذين أنا تذكرتهم لكي أرسل لكَ ( لكِ ) تلك الرسالة … .

قبلَ وقتٍ ليس بالقريب ، كانت هناك أحدى الألعاب الأولمبية في العالم ، وكان هناك 9 متسابقين ، جميعهم كان متهيئ نفسياً ومعنوياً وجسدياً للتحدي في تلك المسابقة كلٌ حسب بلدهِ والجميع يرغب بالفوز لكي تُرفع أعلام بلادهم عالياً ، وكان المتسابقين ال التسعة واقفين على نقطة الأنطلاق لسباق ال 100 متر، إنطلق مسدس الأنطلاق . ليس الجميع كانوا يركضون ، ولكن كان الجميع يرغبون في الأشتراك والفوز . وفجئتً سقط أحد المتسابقين على رأسهِ لسببٍ ما ، وبدء صراخ ( بكاء ) المتسابق عالياً في تلك اللحظة من شدة الألم ، وعندئذٍ وفي أثناء ذلك سمعَ المتسابقين الثمانية صراخ زميلهم المتسابق التاسع . حينذاك خففوا من سرعة الجريان ، وبعدها توقفوا عن الجري ورجعوا جميعهم الى الوراء لكي يلقوا نظرةً على زميلهم المتسابق رقم تسعة … كانت هناك فتاةٌ مُصابة بمرض المنغولي ( منغولية ) – مرض داون سيندروم ، وقد كانت تلك الفتاة قد جلست بجانب المُتسابق رقم تسعة ، وكانت تُعانقهُ بكل حنية وأدب وتسألهُ: ” هل تشعر بالتحسن الآن ؟ ” … وبعدَ تلك اللحظة مشى جميع المُتسابقين التسعة جنباً الى جنب حتى وصلوا سويتاً الى خط نهاية سباق ال 100 متر . جميع مَنْ في الملعب ( حشود الجمهور ) وقفوا على سياقهم ( أرجُلِهِم ) إحتراماً للمُتسابقين التسعة وللفتاة أيضاً …

والتصفيق كان طويلاً جداً وكأنما يشعر الشخص أخذ التصفيق الى ما لا نهاية تقريباً ، ولقد إقشعرت أجسادنا من شدة العزة والأنسانية والحب والفرح والكبرياء الأنساني . … الأشخاص الذين عاشوا تلك اللحظات ما زالوا يتذكرون ويتكلمون عن تلك الحادثة . لماذا ؟ ! … لأنهُ في داخل أعماقنا ، الجميع يَعلم إن أهم شيء في حياتنا هو أكبر بكثير من الفوز بسباق ال 100 متر.

إن أهم شيء في حياتنا نحنُ البشر هو أن نُساعد بعضنا البعض لكي نفوز ونشعر بالسعادة لا أكثر ، حتى ولو أدت تلك المساعدة الى أنها تجعل مِنا أن نسير الى الأمام ببطئ ونُغيِّر من مسير ونتائج حياتنا في السباق .

إذا أنكَ ( أنَكِ ) حاولت أن ترسل تلك الرسالة للآخرين ، لربما نستطيع أن ننجح بتغيير أنفسنا وقلوبنا نحو الأفضل ، وَلَرُبما نُسعِد أحد القلوب أيضاً … .

أنتَ لا تفقد ثمن ونور الشمعة ، إذا أستعملتها لكي تضيء درب الآخرين …

اللهم أحفظ العراق وأهل العراق والعالم أجمعين …

الأمين العام للحزب الديمقراطي الأخضر ومنظماته …

رئيس جمعية الحياة – لرعاية الطفولة والأسرة العراقية …

www.democratic-green.com
www.d-green.com
www.democratic-green.com/vb