الرئيسية » مقالات » نزار سبقتنا اليها ايها السعيد فهنيئا لك الشهادة

نزار سبقتنا اليها ايها السعيد فهنيئا لك الشهادة

 
شهيد الكلمة السيف السعيد نزار الراضي

بكيتك حتى كـدت بالـدمع أشرقُ ** وروحـي من بين الجـوانـح تـزهقُ

ففقـدك أذوى في الحياة شبابها ** وكنت لهــا زهوا بـه يـترقــرق


 


لكم اغبطك ايها الراحل المتوجع على ما ألم بأحب عراق الى قلوب الاحرار واغبطك على ما انت عليه وعلى مانلته من عز وحقيقة اقولها لك ايها السعيد الاسمر الفراتي المخضب بسمرة الفرات وحمرة الشهادة حينما اطلعت على عرس رحيلك تمنيت لو كنت انت وتحسرت لو كنت بينكم وتمنيت لو انني انالها معكم وتمنيت ان اكون السابق اليها كما اسرعت اليها سرعة العاشق للقاء الحبيب ..
ايها المتوجع من هول المسلخ والمذبح ان عرس شهادتك لم يكن وليد ساعته والصدفة وصدقني ايها الشهيد ان من يتصدى منكم لهول ما يجري من الغدر وشدة المكر وبشاعة الابادة على ارض الشهداء وزرع الاصلاء ومنبت العظماء والانبياء والاولياء والاتقياء والثوار والشعراء من المؤكد انه سيمر قبل ذلك بمراحل الحب والعشق والخطوبة والتهيئة لهذا العرس , ولانك اخترت المفصل الاهم والاصعب والاقوى تاثيرا الا وهو مفصل التصدي البطولي والتحدي بالسيف القلم والرد المدمر والمبدد لسيول الاكاذيب والتزييف لكامل الحقيقة والباس من عرى نفسه بخزي العار لباس الفضيلة والجهاد ولانك اخترت اجمل عروسة وابهى قوام واجمل قد فمن المؤكد انك كنت اعددت نفسك وامرك بسابق اصرار وترصد وهمة لهذا العرس واخيرا حققت الامل الذي طالما حلم به اخوتك ومحبيك والسائرين دربك ..
نزار الراضي ايها الشهيد :



رفعنا بك الأعناق في كـل بلدة ** فقد عشت رمزا بالمفاخـر ينطق

وكنت لنا العنوان في كل مسلك ** معـالمـه رأيٌ وخلقٌ ومــوثـق


 


 ايها الفرح بعزها لن اعزي فيك احد ولن احزن عليك فانت المنتصر وانت الذي نلت عزها وفخرها فكيف اعزي فيك وانت الشهيد السعيد وتلك واقسم امنيتي وامنية كل حر ابي في هذه الدنيا ان يكرمنا الباري بنيل مجدها وايراث فخرها لاطفالنا وامهاتنا وآبائنا ومن أحب في اروحنا رفضها للظلم والطغيان فهنيئا لك مجدها وعرس الشهادة واجمل الوفادة ..
يقولون قلب الحر والمؤمن دليله ولايستغربن احد ان يستشعر العاشقون للشهادة نهايتهم الدنيوية فذلك امر بديهي وطبيعي ونزار الشهيد الذي تكلم عن وجع العراق ونقل الى العالم صوت الظليمة وتصدى لضواهر الجهل والتخلف وتصدى لشراذم الموت والظلام فكان من المؤكد انه يعلم النهاية منذ البداية ولو يعلم كل قارئ عزيز كم من التهديد والوعيد يصل الى من يضع نفسه في مجال عمل وجهاد الشهيد الحي نزار او الاحياء الشهداء اخوته في عالم الكلمة المحاربة والكلمة الرصاصة الموجهة الى راس الطغيان والفجور ومن المؤكد ان هذا الشهيد قد نال من تلك التهديدات مانال وانا على اطلاع وتواصل مع الكثير من الاخوة الكتاب والاعلاميين وهم يؤيدون قولي هنا وكيف يعج بريدهم بكل تلك التهديدات والشتائم من قبل خفافيش الظلام واشباه العورات المتحركة في آسن المستنقعات تتحين فرص الغدر كما يتحين الصناديد فرص الشهادة لعلمتم كم هو نزار بطلا وكم هي الحياة والنفس رخيصة من اجل قول كلمة الحق في وجه اقذر من خلق الله على ارضه وكم ان هؤلاء هم من يعطونا الزخم للمواصلة والمقارعة ويحسبون انهم يفعلون خيرا لهم يالبئس مايفعلون ويهددون ويشتمون حيث لايعلمون اننا نستلذ باوجاعهم كما نستلذ بفرحة اخ واخت ويتيم يطلع على ضرباتنا على وجوه اقذر خلق الله على ارضه ..
نزاريا ضيف الجنة الجديد ايها الشهيد السعيد اقولها لك :


سعيدا ً في الجنان ِ أراكَ بدرا ً *** فأدعو خالقي قتلا ً خِتاما


 


ووالله يانزار ما مرت علي ساعة تقرب الى الله او فسحة طلب ودعاء الا وكان في اهم اولوياتي ان اتقدم بطلبي الملح وبرجاء العاشق الولهان الى الله بهذا الطلب وكنت ولازلت ارددها تلك الامنية في كل توجه منذ ان استشعرت هول الظليمة تلك الظليمة التي هزت كياني واحوالي ظليمة سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين عليه سلام الله وعاشقيه وماجرى عليه وماجرى على محبيه من بعده حتى هذه الساعة واللحظة وطلبي من الله جل في علاه وكرمه ان انال الشهادة وليست اي شهادة انما اتبعها ان تكون على يد اقذر خلقه واخسهم في ميزانه وابشعهم بين الخلق في عنوانه ووالله ان لضجيج الامة وزرعها السرطاني المنتشر في كل اصقاع الدنيا وحرائق الكفرة الزنادقة الفجرة اصحاب اللحى المقملة والتي يمدها ازبال الطغيان البعثي والاشد كفرا اعراب الجاهلية الاولى بالمورد والحضن الدافئ والدعم الاعلامي والحركي وتحزب حزب الشيطان لحرب حزب الله الغالبون تلك الامة التي تدعي الكثرة وهي الغثاء والزبد لفيها دلالات قرب نيلها كما نلتها انت وفزت ورب الكعبة وها هي تباشير قرب تحقق تلك الامنية تلوح في الافق واسال الله ان يلحقني بحبيبي وطبيبي سيد الشهداء وجده وابيه وامه واخيه وبنيه وان يجمعني واياك ومن رضي الله عنهم في جنات عدن تلك التي لانصب فيها ولاجوع تلك جنات عدن اعدت للذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه ومابدلوا تبديلا ..
ويسمح لي الشاعر المكلوم باخيه الذي لاقى مالاقاه نزار الاستاذ نوري الوائلي ان استعير منه هذه الابيات وصوت التحدي وان اقولها هنا لكل شهيد ولشهيدنا الراحل نزار وليسمعها ويطلع عليها ايضا كل رعديد ان نجاح الوائلي ذلك الشهيد الكربلائي الحسيني ونزار ابن الهور الابي هما رمزان متجددان يحيون فينا روح الثورة والتحدي وقولة الحق في وجه الطغيان وكلاهما :



علا زهرا ً ,إليه الظلم يرنو *** يسوق الماءَ جرذ ٌ انتقاما
فكان الدينُ مثلَ الجمر لذعا ً *** لأيد ٍ قاومتْ ظلتْ ضِخاما
وعاشَ الناسُ ظلما ً في ظلام ٍ *** فناخوا كلَّهم إلا الكراما
ومثلك َ للثكالى خير سلوى *** وأنك باقيا ً دمعا ً لزاما
فهذا دربُك المسْبوك شوقا ً *** لرؤية ِ سبط من ختم الختاما
ليعلم َ كل ّ من ظلم َ الضحايا *** بأن ّ دماءَها تبقى سـهاما
وتبقى صرخة ُ المظلوم ِ سيف *** يطلّقُ أعنق َ الظلم ِ انتقاما
هنيئا للشهيــد ِعلى نعيم ٍ *** وملك ٍخالد ٍ يبقى دوامـا
فهمْ والله أحياءُ تنــادي *** بأن َّ حياتكم تحوي السِقاما
ونحن ُ الآن نُرزق في جنان ٍ *** نعيما ً يملؤُ الثغرَ ابتسـاما
فلو عرفَ الخلائق ُ ما لدينا *** لساروا للشهادة ِ اقتــحاما


 


ختاما نقولها لمن يعتقد انه انتصر بالغدر بهذه الكواكب اننا من امة كلما هوى في ارضنا حسين وشهيد ولدت لنا وتكونت في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة ملايين الحسين تجدد مع الله والاحرار عهد المضي على ذات الدرب .. درب ذات الشوكة .