لا تغرقـوا فــي تفصيلات المنطقــة الحمــراء .. المصيـر العـراقـي بكاملـه محاصـراً داخـل قفـص المنطقـة الخضـراء حيث اللعبـة القديمـة الجـديدة بكـل قذاراتهـا ومهـارة مـن يمسـك بلحـا اللاعبيـن خسـارة … الـدم العـراقي المسروق خـردة علـى طاولـة الـرهـان … ابناء العراق اوراقـاً يجـري استهلاكهـا بيـد اللاعبين ’ خائبـة هنـا ونصف صائبـة هناك ’ لكنهـا تفقـد صلاحيتهـا مـع حماوة اللعبـة وقسوة اللاعبين .
اللاعبون الصغار’ عربـاً وكرداً وتركماناً شيعـة وسنـة ومكونات اخـرى’ لا خيـار لهـم الآن الا اكمـال ادوارهـم فـي لعبــة الهزيمـة حتـى آخـر قطـرة خجـل وآخـر بقايـا مـن المصيـر العراقـي ’ يهربون مـن مواجهـة قذارة ادوارهـم بأتجـاه مستنقـع لغــة التبريرات والأنشاء المخادع فـي اجواء الخـواء الكارثـي للوعـي الجمعـي والأنحطاط المخيف للمعنويات داخـل منطقــة الـدم ’ الجميع ملزمين على ان يؤدوا دور خسارتهـم ’ لا خيار لهـم على الأطلاق غيـر التسائل البليــد .
مـاذا علينـا ان نؤديـه الآن … وما عسا نـا ان نفعلـه لاحقــاً ومتـى سنفقـد صلاحيتنا … ؟
القيادات السنيــة : الفـريق العاهــرالمخادع فـي لعبـة المـوت ’ جعـل حصتـه مـن جغرافيــة الوطـن احتياطاً مـدمراً لأدوات اللعبــة مـن تكفيريين وارهابيين ومفخخيـن وانتحـاريين ’ اما ان يربحـوا الكـل او يخسروه كاملاً وترك ابواب كيانهـم مفتوحـة لتدخلات ابناء عمومتهـم فـي القوميـة والمذهـب ’ املاً فـي الأستحواذ على حصتهـم مـن عـارخسارة اللعبــة ’ حريصون بمنتهـى الدهـاء على ان لا يمزقـوا خلفيتهم او يحرقوها علـى طاولـة اللعبــة .
القيادات الشيعيـة : اللاعب الأكثر سذاجـة ’ فلـم يكفيـه التعـري المخجـل على طاولات خسارتـه ’ مندهشاً بمكاسب نهايتـه ’ فقـد تعمـد ان ينقل اجنـدة اللعبـة كوارث اضافيـة لمآساة خلفيتـه ’ مـزق وحـرق اوراق كيانــه ووسـع نطاق خسارتـه فـي اللعبـة ’ فتـح ابواب جغرافيتـه الخاسرة اصلاً لأخـوتـه غيـرالأخويين فـي الطائفــة ليخسروا او يربحوا على ملاعب الجنوب ما تبقـى مـن الـدم الشيعـي ’ بينما حجـم طائفتهـم وتاريخهـا جواكـراً مؤثـرة ويمكن لهـا ان تكون رابحـة لو انهـم لعبوهـا عـراقاً خارج لعبـة الخسارة ’ لكن يبدو انهـم غيـر جديرين بهــا .
القيادات الكرديــة : الحالمـة ان ينفـذ بعيـر قضيتهـا مـن ثقب ابرة المصالـح الدوليــة .. يفتعلون الشطارة غيـر الموفقـة ’ يوهمون شعبهـم على انهـم يمسكون اكثـر مـن جـوكـر فـي لعبتهـم القلقـة ’ متناسين انهـم يلعبون على فوهـة بركان اقـذر اللاعبين محلياً واقليميـاً ودوليــاً … فلوا انهـم ادركوا قوة تأثير المظلوميـة التاريخية لشعبهم لو انتها اندمجت مصيرياً مع ورقـة ابناء الجنوب والوسط العراقي ’ لاستطاعوا كلاهمـا حـرق اوراق الجوار وفرضوا العراق لاعبـاً رابحـاً في عقـر دار الأخرين ’ لكن مـع الأسف يبدو ان لعبـة الخسارة قـد استهوتـم خطاءً .
اللعبـة التـي فتحت ابواب ملعبهـا فـي انقلاب 08 / شباط / 1963 ’ وبـداءت احتفاليتهـا فـي بيان رقم
( 13 ) ’ و صفت وابادت القيادات الوطنيـة لثورة 14 / تموز / 1958 المجيدة والقادة المخلصين لشعبهـــــم مـن قيادات وقواعد الحركـة الشيوعيـة والوطنيـة الديموقراطيـة ورجال الديـن الأفاضـل ’ وسلطت على الواقع العراقـي اقـذر اللاعبين مـن قوميين وطائفيين ومغامرين عنصريين ’ ابتـداءً مـن ذلك الأنقلاب الأسود مـروراً بحلقات القذارة وانتهاءً بخاتم الأراذل صـدام حسين ’ اخـر فضلات السفالـة التي تجاوز الواقـع صلاحية عفونتها فكانت نقطــة البـدايـة لمـرحلـة الأحتلال المأساوي المباشـر حيث اللاعبين الجـدد ’ الـذين لـم تختفـي بعـد صفحات هوياتهـم المعارضـة تحت بقـع عـار الأشتراك فـي لعبـة الخسارة الوطنيـة ’ لتكتسب نهائياً لـون فضيحتهــا .
مـدير كازينو المنطقـة الخضراء ’ مبتكـر اللعبـة وواضـع شروطهـا واتجاهاتهـا وفتـرة صلاحيـة لاعبـي الخسارة الجـدد ’ يمسـك بقرباج رعب التاريخ الدموي للبعث يجلـد اللاعبين علـى النوايا ويهـدد مـن يتكاسل ويعاقب استباقياً .
ملايين الناس : خـردة صدءة تضـج فـي احضان اللاعبين’ شوارع ومناطق الموت القانـي تعـج بمصارف التمويل وتـدفع للاعبين بسخاء حتـى نقطـة الأفلاس حيث تختتـم الكارثـة محطتهـا والقادم اعظــم .
الحالـة العراقية الملتبسة بشكل محير والملتهبـة بشكل مفجــع والمتداخلـة فتنـة وموتاً وخراباً فـي كيان ممزقاً طائفيـاً وعنصـرياً ومذهبيـاً ’ اصبحـت محملـة بمبـررات الشك والريبـة .
فأي لاعـب يمسك بورقـة الرافضين تشنجاً مفتعلاً للأحتلال ويطالبون بجدولـة انسحابـه … ؟
ومـن يمسك بورقـة الداعين لبقاءه ومبررين الحاجـة الى قواتـه …؟
مـن يمتلك اوراق هـذا وذاك وغيرهـم ويحـدد ادوارهـم وبشاعـة ممارساتهـم … ؟
السياسي لا يرى ابعـد مـن حـدود دوره المرسوم ’ المثقف والكاتب والباحث والأعلامي والمتعلم وغيرهم لا يملكون اكثـر مـن الفضلات التي يهمسهـا حـذراً حضـرة السياسي ’ المخلصون الحريصون اغلبهـم يردحون خارج اروقـة اللعبـة ’ لكل منهـم اسبابـه عندمـا يرون المجـزرة تحـريراً .. والخـراب عـراقاً جديداً والفوضـى ديموقراطيـة وليـدة .. وحـراك العمالـة والتبعيـة واوبئـة الفساد عمليــة سياسيــة ’ الشعب وحـده يبحث عـن راس خيط مصيبتـه وحقيقـة مصيره وسـط ظلام المرحلــة وضجيجهــا .
حقيقـة واحـدة مـن وجـه الفضيحـة نتجنب الأشارة اليهـا صراحـة .. هـي ان العراق قـد تمت سرقتـه.. والشعب قـد مـزقوه ووزعـوه اجـزاءً وحصصـاً ’ ومـن اجل ان نكون جديين فـي البحث عـن العراق ’علينـا اولاً ان نعثـر على الشعب ونستعيده مـن قبضـة الطائفيين والعنصريين والمذهبيين ــ المؤسسات الرئيسيـة للعبـة الخطيرة للخسارة المفجعــة ’ بعـدها نستطيـع اعادة خياطـة وحـدة كيانــه .
المهمـة مـن الأهميـة والظرورة الملحـة بمكان ’ لا تسمـح لنـا ان نتجاهـل اكثـر مـن نصف الحقيقـة ’ او نتشاور بهـا صمتـاً ًوكأنهـا ذنباً مخجـلاً .
اللعبــة اكبـر مـن الموت والتمـزق والفوضى والدار الشامـل ’ كما انهـا اكبـر بكثيـر مـن المأزق العراقي المخيف … انهــا اقـذر مـن ان تكون قـذرة وعلينــا ان نلعنهـا ونلعـن مـن يلعبهـا .
29 / 05 / 2007