الرئيسية » مقالات » صورة الشيعه كما رسمها صدام ..!!!

صورة الشيعه كما رسمها صدام ..!!!

لقد اختزن المفهوم العربي الرسمي صوره مرعبه وقاتمه عن الشيعه العراقيين,ساهم ببناء هذه الصوره بشكل كبير الحكام الذين تعاقبوا على حكم العراق الجمهوري او الملكي ,بأستثناء مرحلة حكم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم,كما وساعد في رسم هذه الصوره شيعه غير عرب حينما زحفت طقوسهم المتلبسه بلباس الدين الىقلب المجتمع العربي الشيعي,ومع امتداد فترات طويله من حكم الاقليه العربيه السنيه للاكثريه الشيعيه ومارافقها من تجاوزات واضحه للمواطنه ولحقوق الانسان,لم نسمع بأي رد فعل عربي لردع هذه التجاوزات,ويقينا اجزم انهم كانوا مساهمين بهذه الانتهاكات.

فلو حدث ربع ما يحدث الان من اعلام ومن مواقف رسميه تتخذ شكل التدخل بالشأن العراقي, والوصايه على اخوتنا من العرب السنه, وكأنهم قاصرون, وكأن فترة الحكم التي مارسوا فيها السلطات التنفيذيه بالبلد والتي امتدت لاكثر من تسعين عاما غير كافيه لوصولهم لمرحلة النضج, واختيار الموقف الصحيح ,ويتم تصويرهم الان وكأنهم ضحايا عنف طائفي, وهذا بعيد عن الواقع العراقي الذي نعيشه الان حيث ان كل العراقيين اهداف محتمله للموت في اي لحظه .

فلو وقف العرب من الظلم الممنهج الذي تعّرض له الشيعه على امتداد حكم الساسه السنه لما تجذر في نفوس شيعة العراق الاحساس بالظلم, ولما ساعد هذا الاحساس في تغذية نار الصراعات المشتعله الان,والتي ايقضها تنظيم القاعده باستهدافاته المستمره للتجمعات الشيعيه, ولاماكن العباده, وللمراقد الشيعيه المقدسه دون اي وقفه عربيه واضحه ضد هذا التوجه,وهنا احس عموم الشيعه بالظلم المركب او المزدوج حيث كانوا بالامس محكومين مضطهدين, واليوم اصبحوا حكاما ولازالوا مضطهدين ايضا مما حمل ساسة الشيعه شعورا مزمنا بالذنب, لانهم غير قادرين على حماية من جاءوا بهم الى الحكم عبر انتخابات حره ,ولا زال هذا الشعور حسبما اعتقد هو المحرك الرئيس لاعمال العنف التي تتخذ طابع الطائفيه,وهي ان قلنا ردات فعل غير محسوبه جيدا وغير مقبوله.

لم يدخل بهذا التصرف الشيعه العراقيون تاريخ الاستبداد مثلما اعتقد البعض,حيث لم تأخذ الهجمات على السنه فتوى دينيه او موقفا سياسيا رسميا, بل ظلت تاخذ طابع رد الفعل والانتقام ,لفئات مضطهده سابقا ولازالت واقعه تحت تأثير الفتاوى التكفيريه ,واعمال انتقاميه ممنهجه يدعمها مواقف بعض الساسه الذين ابتلى بهم الشارع السني.

والتي تاخذ طابع الحماسه غير المدروسه, او حتى التهور بعض الاحيان, ويكمل كل هذه الوقائع الموقف العربي الرسمي غير المنصف وغير المتوازن, واعلام اكثر بؤسا يساهم باشعال نار الحرائق ذات الطابع الانتقامي الفردي والجماعي بعض الاحيان ,

كيف ساهم حكام العراق السابقون في رسم الصوره المشوهه عن الشيعه؟,فلو اخذنا فترة حكم صدام حسين وهي اكثر الفترات خصوبه في اضطهاد الشيعه,لقدغذى صدام النزعه الطائفيه المقيته بسياسه مرسومه ومعده سلفا فالشيعي في زمن صدام مذنب الى ان يثبت العكس,والشيعي مهمش, وخائن, وعميل, ومبعد عن الدوائر المهمه والوزارات,وبالرغم من شمولية ظلم صدام لكن الظلم لو وّزع بالنسب المئويه العلميه اي الاحصائيه لوجدنا ان الشيعه والكرد هم اكثر من الباقين ممن تعرضوا للظلم,ولو اخذنا جانبا اخرا مهما اعد بعنايه فائقه وهو الهجمه المبرمجه للاعلام الحكومي على المذهب الشيعي حيث تناولت ذلك في مقالات سابقه,واخطر ما جاء باجندة صدام الطائفيه هو اعتماد صدام ومنذ بروزه على بعض الاسماء ممن يحسبون ظلما على الشيعه, واظهارهم عبر وسائل الاعلام الرسميه بصوره مذله,ومن ابرزها اختياره لنعيم حداد عضو القياده القطريه الشيعي الوحيد في القياده القطريه انذاك بمشهد تلفزيوني اعد بعنايه فائقه ,يظهر ذلك المشهد صدام وهو يخاطب مجموعه من اعضاء القيادة وهو يدخن (البايب) وعلى يمينه جلس نعيم حداد, والذي لعب دور الخادم الذليل في تلك اللقطات, حيث قام باشعال عود الثقاب (الشخاط)اكثر من اربعة مرات, وصدام يتعمد اذلاله حيث يترك (البايب)دون ان يدخنه لتنطفئ شعلته ليعاود المشهد والكامره التلفزيونيه مركزه على نقل صورة القيادي الشيعي الوحيد وهو يلعب دور (المورثجي)لسكائر صدام, ليختم المشهد بتعليق من صدام حيث لاتكفي صدام الصوره المعبره عن الاذلال حيث قال(اليوم البايب ما عرف اشجرالو عذبنا رفيق نعيم)ولم يكف صدام هذا بل عمد بعدهاالى الاعتماد على عناصر ينتمون للشيعه,, ومنهم سعدون حمادي الحامل لاعلى الشهادات العلميه ذو التاريخ القديم بأنتمائه للبعث, والذي استلم اخطر المناصب في اخطر مراحل حكم البعث بالعراق حراجه ,وظل الخائف المتردد الذي لايملك قرارا حتىفي اختيار اماكن نومه اثناء سفراته الخارجيه الا بعلم وبقرار صدام!!..

وشيعي اخر مسك سيف صدام ليذبح ابناء مذهبه دون رحمه, ويوغل بدمائهم بلقطات تلفزيونيه شاهدها الجميع اثناء الانتفاضه الشعبانيه عام 91, ليظهر لصدام عزمه على ذبح اقاربه, وابناء عمومته, وابناء جلدته, ومذهبه, ليقول لصدام انا اكثر خدمة لك من اي احد من المقربين, ليستلم بعدها هديته المتوقعه من صدام منصب رئيس وزراء دون صلاحيات, حتى عجز عن نقل ابن شقيقته ليكون في فريق حمايته ليصارح اخته ان نقل ابنها الجندي المكلف الى رئاسة الوزراء بحاجه الى وساطه كبيره !!وهو رئيس وزراء العراق بعد الانتفاضه الشعبانيه.وكلكم يعرفه انه محمد حمزه الزبيدي.

ومثل اخروهو محمد سعيد الصحاف, حيث اختار صدام الصحاف لا لشيء الا ليظهر للعالم وللعراقيين انه اختزل كذب, وخداع ,ونفاق, قياده حكمت العراق لثلاث قرون ونيف, واطلق يد الصحاف للاعلام ليقول هؤلاء هم الشيعه, وفي اخر ايام صدام الذي غدربيه كل المقربين منه ,ظل الصحاف وفيا لسيده المختبيء المهزوم, حيث غادره كل رفاقه, وابناء عمومته, وباعوه هو وولديه للامريكان بثمن بخس, وظل الصحاف الوحيد من الساسه العراقيين المتواجدين بالساحه,وظل يمارس الكذب لاخر لقطه تلفزيونيه التقطت له .

ترى لماذا اختار صدام هذه الشخصيات الهزيله ليظهرها للعالم؟؟ليقول ان هولاء هم اخيار الشيعه, اليس هذه عمليه مقصوده, والعالم الحر يعرف ان من يختار العمل مع صدام هم اناس على شاكلته(شبيه الشيء منجذب اليه).

وعلى الجانب الاخر فقد تخلص صدام من بعض قيادات الشيعه في اول عملية تصفيه جسديه مسجله تلفزيونيا, وبرع صدام في اختزال تاريخه التأمري المعروف ليكلف به شيعي اخر, اختاره بعنايه ليكون سلمه الذي سيرتقي به عرش السلطه, وليظهره للمشاهدين المتأمر المزدوج الذي تامر عاى قيادة الحزب ,والشخص الذليل الذي صعد على منصة الاعتراف لينادي بأسماء رفاقه, ومن كانوا معه في حلقة التأمر المزعومه لماذا لم يختر صدام غير شخص عبد الحسين المشهدي ليقوم بهذه المهمه؟ ,علما ان المشهدي وعدنان الحمداني كانا الاثنان الشيعيين من بين مجموعه كبيره اتهموا بالتامر!!.

ليس مصادفه ان يختار صدام كل هذه الاسماء والاحداث,بل كانت حلقات خطط لها ,ليخاطب صدام عبر هذه الاسماء, والاحداث الرأي العام العراقي والعربي من ان المحيط الشيعي لايملك غير هؤلاء, الاذلاء, المترددين, الكذابين ,المتامرين, قاتلي اهلهم والحاملين لكل الصفات السيئه التي يحملها اراذل البشر!!

وغّيب صدام عن عمد صور رائعه لشيعه قاوموه, وقاتلوه, وهم من اعضاء حزبه ,واذكر منهم قائد قاطع الجيش الشعبي في العماره, الذي حاول صدام اهانته واتهمه بالجبن, كونه سحب قطعاته دون قتال ,لم يتوقع صدام قوة الرد حيث رده قائلا (الجبان من يملك جيشا جرارا من الحمايه مثلك, الجبان انت وانا اشحع منك), فارداه قتيلا بالحال,وصوره اخرى غيبت لشيعي اخر كان بمنصب عضو قيادة فرع, واسمه جوحي عاصي سلطان, والذي رفض بشدة ما نشر في جريدة الثوره من افتتاحيات بعد الانتفاضه الشعبانيه, والتي ساعد صدام بكتابتها عبد الجبار محسن, والتي اتهم صدام فيها شيعة, واكراد العراق, اسوأ الاتهامات,وكان رد ذلك القيادي في ذلك الوقت الصرخه غير المعتاده, والتي اعتبرت نشاز,والتي جلبت له ولعائلته اشدانواع الاساءات,حيث قال في اجتماع قيادة فرع ميسان للحزب وكان في الاجتماع ممثل القياده عبد الغني عبد الغفور, قال( اثبت رايي انني ضد هذه الكتابات, وهذه الكتابات تعد مثلبه على الحزب وليس على الشريحه المتهمه, لان هؤلاء هم ابناء شعبنا, واذا برز منهم المخطيء علينا تقويمه, لاننا قياده, واذا نحن بالقياده كل هذه الفتره ولم نثقف ابناء شعبنا وظلوا يعيشون مع حيواناتهم عيشا مشتركا كل هذه المده فالخلل فينا وليس فيهم ),طرد من الحزب, وسحبت منه كل العطايا والمنح والاوسمه, وظل يعاني شظف العيش وكرّمه الشرفاء من العراقيين, الذين اثلج موقفه قلوبهم, حينما تناقلته الاخبار التي سربها بعض المجتمعين, وظل بعيدا عن الانظار ومتواريا لحين الاطاحه بصدام.

فللكل ان يعرف مقدار قتامة الصوره المشوهه المرسومه عن شيعة العراق عن قصد واصرار من قادة العراق او من القاده العرب .