صدق الكاتب سليم بركات حينما تذمر من الحالة التي يمر بها الكرد
, بقوله ( إلهي هؤلاء هم أكرادك إلهي )ربما تصح هذه المقولة لكاتبنا الكردي ,لما نمر به ونقراه على صفحات الانترنيت , من ملاسنات جهرا, وأقاويل للتعري , للأشخاص والنظم , مستوجبين الحكم الغير اللائق لكل من له ثراء وطابع معرفي أجمالا, تاركين ما يحدث ومتفرغين للمشاعر الجياشة التي تتنبه بسرعة السيالة العصبية , ليكون الرد المنعكس سلبي بامتياز.
سابقا وفي مقالة بعنوان
( كي لا نصبح محطة لأنظار الآخرين). دعوت فيها إلى احترام الأخر واحترام رأيه,كذلك الاعتماد وتحكم العقل , أما ما نراه قد خلع الرأي من منصبه ليحل محله التشفي والنقد اللاذع ,وصب أساسا قويا من الكيد واللامبالاة. حتى يخلد القارئ معنا إلى قدر من الرياضة الذهنية والابتسام ، بعيداً عن صرامة السرد ومرارة الحقائق . لكنا نسأله من الآن فصاعداً أن يوطن نفسه على العجب ، وأن يهيئ وجدانه للاندهاش
ولعل هذا أحد أسباب حرصهم على الامتناع عن بلورة رأي معاش متكامل ، به قدر قليل من المواعظ والكلمات الطنانة ، وقدر كبير من تصور الواقع أو معايشته ، وبه قدر ولو معقول من احترام العقول ، ناهيك عن احترام المشاعر
. وليس عليه بأس لو انزعج ، فالانزعاج للحق مكرمة ، وأن تنزعج للحق فهذا أفضل كثيراً من أن تنبهر بالباطل ، وجزء من هذا الانزعاج مرجعه إلى ما ذكرناه في بداية الحديث ، وهو أن النفس تهوى أن تقرأ ما تحب أن يكتب لها ، وتتعشق أن تسمع ما تهوى أن يقال لها ، بصرف النظر عن موقعه من الحق أو موقفه من الحقيقة .فليس هذا ما نريد ه أن تكون عقولنا متخمرة بالمثالية , في الوصف اللامتناهي , والتهجم السريالي من وراء أقنعة ,يكسوها الطفيليات ,هذا ما دار مؤخرا وعلى تهافت شديد على الصيغة المكتوبة للنيل من كل مشارك في الحراك النضالي الكردي . شيخا شهيدا ناضل واستشهد , أستاذا لا يذال يناضل , فأين نحن منهم حتى تتكلم ملء أقلامنا جهرا بهم , لن أزيد على ما نشره الأستاذ إبراهيم اليوسف من مقالة ينبأ فيها الضمير الكردي قائلا وحسبما استهلت منه ,( كفاكم يا بني جلدتي , يا من تحملون اليراع غدا , اصطفوا جميعا فكلكم أكراد ,جميعنا نخطئ ومن لم يخطا لن يتفوق , وليكن النقد , على مستهله يفهم صياغة وتعبيرا وأدبا ).ولكي نثبت للعالم اجمع وفي السنوات القادمة إننا ككتاب وأعلام وصحفيين العنصر الأكثر نشاطا وفعالية في الكشف عن التدهور الخطير في الأوضاع الكردية وبناء خطاب نقدي للسياسات الرسمية ,ولكن التجربة بينت أيضا إننا فعل منقوص وان التغير والاجتهاد للحالة يحتاج إلى قوة منظمة سياسية ومدنية لا يمكننا أن نكون قاعدتها حتى لو كان من الممكن أن نلعب دورا نشيطا فيها ,من حيث تغذيتها بالأفكار والآراء , بل يحتاج العمل إلى جميعنا كسياسيين وكتاب وإعلاميين ,وقوى شعبية منظمة وواسعة تعدل من ميزان العمل الجماعي داخل الوطن الذي نعيش فيه وخارجه, يجب أن نخدم أنفسنا لا المتربصين بنا .
هنا لسنا مضطرين إلى سرد القصة بكاملها
,(أي ماذا قال فلان وما كتبه الاخرفي إبراز للحالة التراكمية الغير مجدية ),بل نحتاج إلى اقتران الرأي والقول بالديمقراطية عن طريق الحوار , لا التلقين من طرف واحد والذي يؤدي إلى اتساع الهوة بيننا ,والاستفادة قدر المستطاع من التكنولوجيا الذي دخل كل بيت تقريبا , في إحياء التفكير والابتعاد عن ما هو تضليل بحق أي شخصا كان .
وها أنا ذا أعيد ترتيب دعوتي
,املأ أن يتأثر بكلماتي هذه مسئول ذو نفوذ , ومتمنيا أن يكون هذا المسئول من الاستنارة بحيث يدرك مدى أهمية الموضوع الذي أدعو أليه ودعا غيري أليه , وهي أمنية أرجو إلا تكون عزيزة المنال .