ومنها :- الأجابة على الأسئلة المكررة – من هو صانع ثورة 14 / تموز/ الحقيقي ؟ ؟
وما هو دور الجيش فيها ؟ ؟
الحلقة رقم – 5 – الوزارات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقيةحتى ثورة 14 /تموز/ 58 :
تشكلت فى العراق الملكي – من 23 آب / 1921/ م – حتى حركة مايس / 1941 /م – ثلاثين/ 30 / وزارة اشترك فى رئآستها – ثلاثة عشر – 13 – وزيرآ ، سبعة – 7 – منهم ممن كانوا ضباطآ فى الجيش العثماني سابقآ ، وأصبحوا من المؤسسين للجيش العراقي الملكي لاحقآ ، وهم : عبد المحسن السعدون 2 – جعفرالعسكري 3 – ياسين الهاشمي 4 – نوري السعيد 5 – جميل المدفعي 6 – على جودت الأيوبي 7 – طه الهاشمي –
اما مجموع الوزارات التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيسه حتى نجاح ثورة 14 / تموز / 58 / م فزادت على الأربعين وزارة ، كان لنوري سعيد – الحظ الأوفر منها ، حيث ترأس لوحده – 13 – ثلاثةعشر مرة –
وبالأضافة الى رؤساء الوزراء الذين مر ذكرهم أعلاه ، والذين كانو بالأصل من قادة العسكر ، فقد ترأس الوزارات الأخرى ، شخصيات سياسية مدنية ، نذكر منهم : حكمت سليمان و سامي شوكت و توفيق السويدي و ناجي السويدي و ناجي شوكت و مصطفى العمري و ارشد العمري و رشيد عالي الكيلاني و صالح جبر و محمد فاضل الجمالي والسيد محمد الصدر و والفريق الركن نورالدين محمود .
كان نوري سعيد خلال الفترة المذكورة من ابرز الشخصيات – العسكرية والسياسية – التي تحكمت بمصير العراقيين واستبدت بحقوقهم . وكان من أخلص العملاء للأستعمار الأنكليزي ، وكان رجلآ دمويآ يمتلك عصابة من الضبا ط لتصفية خصومه جسديآ ، وكما يذكر البعض فقد برز من أسماء تلك العصابه – العقيد شاكر القرغولي – الذي قام بتصفية بعض السياسيين ، وبتصفية الملك غازي عام / 1939 /م بعد أن إتهمه الأميرعبد الأله بألتمرد على الولاء للأنكليز والميل الى الألمان ، وهذا ما أفزع الأنكليز ودفعهم الى تدبير مصرعه ، وبعد مصرعه إزداد ت ثقتهم بعميلهم الأكبر نوري سعيد فساندوه وأعتمدوا عليه فى كل ما يهمهم ، فقد كان هو وألأمير عبد الأله أقرب الى الأنكليز وحراسة مصالحهم ، ولذا فقد عمل نوري السعيد جاهدآ على إسناد توليه الوصاية على الملك فيصل الثاني الذي كان عمره بعد مصرع والده لا يتجاوز الأربعة سنيين لخاله عبد الأله، كما ينبغي التذكير أن نوري سعيد ، هو – أول رئيس لأركان الجيش العراقي الذي تشكل فى 6/ كانون الثاني / عام 1921 /م .
الأنقلابات العسكرية : –
انحصرت فترة الأنقلابات العسكرية الرئيسية فى العراق ، التى كان يطلق عليها البعض اسم – الأنقلابات الثقيلة – فى الفترة التى ابتدأت بأنقلاب وكيل رئيس أركان الجيش الفريق – بكر صدقي – عام 1936 / م وانتهت بأنقلاب – العقداء الأربعة – تخللتها و جاءت بعدها – انقلابات ثانوية – كان يطلق عليها – الأنقلابات الخفيفة – وقبل الخوض فى موجز تفاصيلها – الخفيفة والثقيلة – لا بد من الأشا رة الى أسبابها والظروف الموضوعية التي خلقتها وعددتها وأفشلتها .
ان الأسباب الموضوعية لظاهرة الأنقلابات العسكرية فى العراق فى تلك الفترة وغيرها ، لا تختلف بشئ عن الأسباب الموضوعية لولادة وبروز الظواهر الأخرى ، التى تحدث عبر التاريخ ، فقد كانت تلك الأنقلابات خير معبر عن تصادم المصالح بين الكتل السياسية والعسكرية المتناحرة ، التى لا تفهم غير لغة السلاح اسلوبآ لحل صراعاتها ، كما عبرت عن واقع الحال للتركيبة السكانية والعلاقات الأجتماعية فيما بينها ، وكذلك عبرت بجلاء عن التناقضات والصراعات المصلحية والآيديولوجية التي تأثرت بألحداثة والتطور الحضاري المعاصر وبين المتشبثين بالمورث الثقافي القديم الذي تسبب بصراع عنيف بين الفريقين ، كما كان لتداعيات اللأحتلال العثمانى الطويل الذى تجاوز أربعة قرون وثقافته المتخلفة وتناقضها مع الثقافة الجديدة للأحتلال الأنكليزي الذي جاء على أنقاضه التأثير الواضح على تباين ثقافة المجتمع العراقي بما فيهم العاملين بمؤسسات الدولة من المدنيين والعسكريين وتناقضها مع نهج الدولة الملكية وثقافتها وطموح قادة الحكومة من السياسين والعسكريين الموالين لها من جهة وبين أبناء الشعب وقواه السياسية الوطنية التي كانت تقود المعارضة ضد الأحتلال الأنكليزى وعملائه من جهة اخرى ، كما كانت لدايناميكية المجتع العراقي ووحدته الأجتماعية والسياسية والنفسية ، المتأثرة بعنفوان الحركة التحررية التي كانت ثورة اكتوبر الأشتراكية والثورات التحررية العالمية تشعها وكان لها الدور المؤثر على شعوب العالم الفقيرة المضطهدة التواقة الى التحرر فكثرت انتفاضات وتمردات الشعب العراقي – الفلاحية والعمالية والطلابية والقومية، تجسدت في حركات البرزانيين الأكراد المتتالية وحركة اليزيديين ، وتمردات الفلاحين المتواصلة فى جنوب العراق ووسطه – التى كانت تنطلق بين من الديوانية والسماوة وسوك الشيوخ والناصرية والرميثة والبصرة والعمارة وحركة الآشوريين فى آب933 / م وغيرها.
لقد اعتمدت الأنقلابات العسكرية بين الكتل المتناحرة فى بداياتها على مساندة العشائر الكبيرة ، فكانت كتلةالنظام – الملكي تظم نوري سعيد وعبد الآله ومؤيديهم وتعتمد على عشائر ربيعة وعشائر الدليم ، وكانت كتلة العقداء الأربعة تعتمد على عشائر اخرى وهكذا كان لكل كتلة عشائر مؤيدة ومساندة ، ولكن حينما عظم شأن الجيش فيما بعد ، أصبح هوالمعتمد لكتلة الملك وحكومته و الوسيلة الحاسمة فى حسم الصراع مع خصومها ! !
ان كثرة الأنقلابات العسكرية خلال تلك الفترة ، سواء كانت لصالح النظام الملكي أو ضده لم تأت بخير للشعب بل بالعكس كانت تعطل الكثير من الأعمال و المصالح ألمفيدة وتربك الحالة المستقرة نسبيآ فى المجتمع وكان النظام ذاته ، يلحأ الى أستغلال مبدأ الطاعة العمياء والضبط فى الجيش للقيام بأنقلاب – أبيض – من أجل تمرير تغيير وزاري أو توقيع معاهدة جائرة أو تزييف انتخابات أوقمع حركة أو انتفاضة متوقعة أو تغيير دستوري ضد مصلحة الشعب وما شاكل ذلك وكان أول ما يفعله النظام فى مثل هذه الحلات – وضع الجيش فى حالة انذار قصوى – استعدادآ لقمع ردود الأفعال المتوقعة .
ففى عام 1936 م حدث أول إ نقلاب عسكرى فى العراق بقيادة الفريق – بكر صدقي – كان الهدف منه توجيه ضربة قاضية الى كتلة – ياسين الهاشمي ونوري سعيد ورشيد عالي الكيلاني – ولم يدم هذا الأنقلاب طويلآ برغم شعاراته البراقة – الأشتراكية والتقدمية – التى كان يحملها ، لأنه لم يك يحض بموافقة الأنكليز وعملائهم من جهة ولا يحض بموافقة العقداء الأربعة الذين اعتبروه ضد النهضة القومية العربية التى تأثرت بألحركة النازية الصاعدة فى المانيا وقد فشل هذا الأنقلاب بعد مصرع قائده بكر صدقي فى آب / عام /1937/ م ، وتوالت بعده سلسلة من الأنقلابات بقيادة العقيد عزيزياملكي الذي اشتهر بكثرة مغامراته واشتراكه فى أغلب الأنقلابات كانت من اجل الشهرة واستغلال شعبية العقداء الأربعة ، الذين قاد معهم جميع الأنقلابات الاحقة ، وكان يامالكي من أبرز مدبري اغتيا ل- بكر صدقي – وكانت الأنقلابات التي أشترك فيها بقيادة من كانوا يسمون بالعقداء الأربعة تارة ، والسبعة تارة اخرى ، وسنأتي على ذ كر اسمائهم لآحقآ ، وكان إولئك العقداء جميعآ قبل ان يدب الخلاف بينهم وبين نوري سعيد ، يستهدفون فى إنقلاباتهم إسقاط وزارات – حكمت سليمان ، وجميل المدفعي ، و أمين العمري – تأييدآ لنوري السعيد وعبد الأله ، وفعلآ ، فقد ساهمت إنقلاباتهم فى إسناد وإستقرار ، حال حكومات نوري سعيد المتتالية ومؤيديه حتى حدوث انقلابهم الثقيل عليه وعلى النظام الملكي برمته فى / مايس / عام 1941/ م ذلك الأنقلاب ألذى زعزع أركان الحكم الملكي والذى كان يسميه العراقيون – بثورة رشيد عالي الكيلاني – الذى كان أثناء الأنقلاب فى السعودية ، وتم الأنقلاب بقيادة العقداء الأربعة فقط وهم كل من : – صلاح الدين الصباغ ، وفهمي سعيد ، ومحمود سلمان ، وكامل شبيب – ولكن عندما يضاف لهولاء العقداء الأربعة أسماء العقداء الثلاث الآخرين – عزيز ياملكي والفريق حسين فوزي وأمين العمري – الذين لم يشتركوا فعليآ بأنقلاب مايس عام 941 / م يطلق عليهم اسم العقداء أو القادة – السبعة – الذين قاد اربعة منهم حركة مايس /1941 / م و سيطروا على الجيش ، ونصبوا رشيد عالي الكيلاني رئيسآ للوزراء ، وبعد الأنقلاب تمكن الوصي عبد الأله من الهرب الى البصرة ، بسيارة القائم بالأعمال الأمريكية ، متخفيآ بزي أمرأة ، حيث حل ضيفآ عزيزآ على متصرفها – صالح جبر – ومن هناك تم التخطيط للأنقلاب المضاد على حركة مايس وسحقها بمساعدة الأنكليز ، واعدم العقداء الأربعة وعادت الأمور الى ما كانت عليه بين هلع النظام والهدؤ الحذر حتى تمكن الشعب والجيش من تفجير ثورة الشعب فى 14 / تموز / 58 /م و التي سنؤكد لاحقآ من خلال حقائقها على ان الشعب هو وحده صانعها وان الجيش قام بتفجيرها بالأتفاق مع قواه الوطنية المتحدة فى جبهة الأتحاد الوطني التي سيأتي ذكرها بالتفصيل .
ثم تمكن أعداء الشعب والأنسانية فى انقلاب 8 / شباط / 1963 / م الأسود من وأد/ ثورة 14 / تموز 58/م والقضاء على صانعيها ومفجريها، وفى 18 / تشرين من نفس العام أطاح انقلاب عبد السلام عارف بدولة البعث الذي كان هو وكتلته القومية الشوفينية ، شريكآ قويآ فيها و سببآ حاسمآ بنجاحها .
وفى 17 – 30 / تموز / 68 عاد البعثيون بذات القطار – الأنكلو أمريكي – !! الى الحكم بأنقلاب أسود آخر
استهدف الشعب قتلآ واهانة وتدميرآ حتى الأحتلال فى 9 / 4 /2003/ م . !!!
أن مصير كافة الأنقلابات السابقة كان الفشل الذريع ، وسيكون نفس المصير – أيضآ – لكل الأنقلابات الاحقة لسبب بسيط ومعروف هو – افتقارها الى تأييد – الشعب – ووهذا هو مصيركل من يستبد ويضع الشعب خلف ظهره ,وعلى الساسة الجدد أن يعتبروا !!! .