الرئيسية » مقالات » حقائق مشوهة من تاريخ العراق الحديث 2

حقائق مشوهة من تاريخ العراق الحديث 2

ومنها :- الا جابة على الاسئلة المكررة – من هو صانع ثورة 14 / تموز / 958 الحقيقي ؟؟
وما هو دور الجيش العراقي فيها ؟؟
الحلقة رقم – 2 –
وكان من اهم تلك الحقائق التي تشوهت فى هذا الجانب ,حقيقة – تكوين الجيش – والغرض من هذا التكوين ، وأخفاء أهدافه الحقيقية ونفي صفتة الطفيلية و طبيعته القمعية ،بل وتجميلها بمصطلحات ومفردات – وطنية وانسانية- تتناقض تمامآ مع واجباته ومهماته وطبيعته الدفاعية ، فالجيش كما هو معلوم من طبيعته مؤسسة غير منتجة تكونت لحماية الانطمة المستبدة وتستنزف اكثر من ثلث ميزانية الدولة كرواتب واسلحة لمنتسبيها من غير ان تقدم للشعب شيئآ نافعآ واذا ما تمعقنا فى خصائصه ,فسوف لا نجد أي مبرر للأهتمام به على هذا النحو الذي لايستحقه ، لكن جنرالات العسكرالشوفينين يدافعون عن وجود ه بحرارة ويتمنون خلوده ، لأنه يستر عورة جشعهم وإبتزازهم وإميتهم ,وجرائم أسيادهم الهمجية وثقافتهم التسلطية ، ولهذا لايمكن اعتبار تشويه هذه الحقائق ، محض صدفة ، بل جاء مقصودآ و مع سبق الاصرار ، و جاء متناغمآ ومنسجمآ مع الثقافة القومية الشوفينية الميكافيلية ، المغالية بالوطنية والمذهبية – زورآ وبهتانآ وعلى حساب القيم الانسانية والديمقراطية الصادقة وعلى حساب قيمة الانسان الحقيقة وقدرته على خلق الحياة ، فحرية الناس وتقدمها الحضاري لاتخلقها الجيوش مهما كان جبروتها وعدتها وعددها وان امتلكت الاسلحة الذرية والهيدروجينية بل الخالق الوحيد هو – الانسان – الذي هو وحده معين الابداع والخلق الفكري والمعرفي والحضاري ، وبرفع مستواه تنهض الافكار والمعرفة والتقدم نحو الأفضل ، فالضرورة هي العامل المحفز لمختلف التطورات والتغيير ,وليس شيئآ آخر ، لكن الثقافة القومية الميكافيلية تعتبر الجيش حامي الوطن ودرعه الامين وهو المجير من العاتية وهو دارئ الاخطار وقاهر الاعداء وهو سيف الله المسلول ، وتغدق عليه أرفع الأوسمة والمكرمات وتعتبرالمقتول فى غزواته شهيدآ يرفل بالجنان وحور العين ,إنما هى خدع لتبرير الثقافة الميكافيلة ,وكأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يفتعل الحروب ويتفرج على قتلاها ويغريها بالجنة والشهادة ، وغيرها من الفبركات والثنائآت والجمل الرنانة المملة المصنوعة في مصانع المصالح الذاتية والمعبرة عن سلوك الحرام والقرصنة واللصوصية والمؤججه لعواطف البسطاء وجرهم الى المحرقة والهلاك والتخلف ,وخيرمثال واضح على ذلك مايقوم به الجيش الامريكي من تجاوزات ,وجرائم بحق الأنسانية ، فقد أصبحت مهمته ومهنته العالميه قتل كل من لايتعولم حسب الطريقة الامريكية .
ولهذا يبقى من الجنون والخطل تفسير وجود الجيوش في غير اطار هذه المقاييس والمفاهيم اللا انسانية وخارج حدود القمع والتدمير ومهما كثرت عمليات التجميل لوجه الجيش وقصائد المديح لمعاركه المدمرة فسيبقى الجيش مؤسسة طفيلية غير منتجة ولا ضرورة لوجودها داخل المفاهيم العقلانية السليمة فبعض الدول الاوربية المتقدمة حضاريآ ,إكتفت بقوات الشرطة والأمن الداخلي للسيطرة على أمن البلد والحد من الجريمة وتثبيت هيبة القانون وسيادة الدوله داخل جغرافية أوطانها .
ومع طبيعة الجيش القمعية والطفيلية ، تبقى حقيقة إشكالية الاعتراف بأن منتسبي الجيش ,هم من ابناء الشعب الذين جرى انتسابهم له اما بصورة طوعية او اجبارية – خدمة الزامية – وهو ما يلزمنا ، التميز بين الجيش كموؤسسة لها واجبات محددة وبين منتسبيها كأفراد من ابناء المجتمع انخرطوا فيها لاسباب متعددة وظروف خاصة أو قاهرة من أهمها الحاجة لمواصلة الحياة أو درءآ للبطالة المقنعة والدائمة التي تسود بلدان ,العالم الثالث ، إن منتسبي المؤسسة العسكرية كأفراد متساون في الحقوق والواجبات مع غيرهم من ابناء الشعب ، ومن الاخطاء الشائعة لدى البعض ألصاق وظيفة المؤسسة العسكرية بمنتسبيها ، وهو اتهام وتقييم غير دقيق وغيرعادل ,برغم عدم قدرتنا على نفي ,أن الايديولجية العسكرية تؤثر على تطبيع سلوك العسكري المسلكي بطباعها خاصة حينما يزاولها وقتآ طويلآ ، أما هؤلاء الذين يوصمون أفراد العسكر جميعآ بالخشونة والفضاضة ,فهم لا يفرقون بين الجيش كمؤسسة لها فلسفتها الأستبدادية وطبيعتها القمعية وبين منتسبيها كأفراد ، إن هؤلاء تعوزهم المعرفة بتاريخ الجيوش والهدف من تأسيسها ,وهؤلاء بالتالي لايشكلون نسبة كبيرة في المجتمع يمكن اعتبارها وحدة قياس او مقارنة ولايجوزسحب آرآئهم وتعميمها كحقيقة باي حال من الاحوال على جميع متسبي الجيش ، فقد تجد اخيارالناس واشرارهم فى كل مؤسسة حكومية أو مدنية من دون إستثناء فلا يمكن صهر العاملين في المؤسسات ببودقتها أو قولبتهم بقوالبها و بقوانينها ، ففي كل مجتمع آيديولوجية عامة تغطي مجمل العادات والتقاليد السائدة بين المواطنين و تنظم علاقات الناس واعمالهم المادية والروحية ، اضافة الى ثأثير ثقافة الاسرة والشارع ومحل السكن والمدرسة ومحل العمل والوعي الفردي الخاص والعام .
ان التقييم الموضوعي لمنتسبي المؤسسة العسكرية هو – مساواتهم بأفراد المجتمع فى كل شئ – وعدم التمييز بينهم وبين المواطنين في الحقوق والواجبات ، أوالتقليل من وطنيتهم وانسانيتهم ، لكن ينبغى على كل محبي النهج وإلثقافة الديمقراطية ,إلصاق كل الصفات الدونية والهمجية فى القادة والجنرالات – المتوحشين – فقط – إولئك الذين غالبآ ما تسخرهم السلطة السياسية الأستبدادية لقمع الشعب أويشتريهم ذوي الأطماع الخارجية لتدبير الأنقلابات العسكرية خدمة لمصالحهم . إن أكثرية منتسبي الجيش هم من فقراء المجتمع ,ويعانون كغيرهم من طغيان السلطة الأستبدادية الغاشمة وثقل بطشها واستغلالها ، ويتطلعون الى القوى الخيرة والحركات السياسية المناضلة لأنقاذهم من واقعهم المرير ، وهم نادرآ ما يبخلون أو يترددون عن تقديم أغلى التضحيات من أجل تحررهم واسترجاع حقوقهم ورفعت أوطانهم ، فهم من تجاربهم المريرة يدركون ، أن ليل الفاشية اذا أطبق على شعب من الشعوب ، ينتزع منها حقوقها ويسلبها حريتها ويفقدها الكثير من – خصائصها الطيبة – الوطنية والأنسانية – ويقهقرها على العودة الى الوراء لزمن ,قد يطول عجافه !! ، وعليه فليس أمامم هذه الطبقات المسحوقة ,غيرأن تعيد تنظيم صفوفها مرة اخرى لتبدأ نضالآ جديدآ ، من أجل تحقيق أحلامها فى الحرية والسعادة – دون منة واستجداء .
وعلى مرالتاريخ المظلم للشعوب ، فقد حضي جنرالات الجيش وقادته بأمتيازات خاصة من لدن القيادة السياسية الأستبدادية ,وكانوا من أقرب المقربين لها واكثرهم حضوة واحترام ، فحصلوا على أعلى القصور واكبرها واوسع الضياع واثمنها ، فقد كانت تلك الغنائم بمثابة الرشوة ,ولكى تلهيهم عن التفكير بالأنقلابات وانتزاع السلطة من أسيادهم ، فقد كان رئيس أركان الجيش العراقي فى العهد الملك الفريق الركن – رفيق عارف – يعتبر من أهدأ وأرزن – قادة العسكر – لأنه كان يسكن قصرآ فخمآ على نهر دجلة ، داخل معسكر الرشيد ، وكانت سيدة القصر تحكم وتأمر أكثر منه بكثير ، وكان هو وقادة فرق الجيش ، مقربون من العائلة الملكية كثيرآ ، وتربطهم بها علاقات عائلية وشخصية حميمية ، أما فى عهد الطغيان البعثي الميكافيلي ونظام القزم الساقط – هدام حسين -العشائري – فكان حسين كامل لوحده يملك كل الأراضي الممتدة على جانبي طريق – بغداد البصرة – 700 كم ذهابآ وإيابآ !!! – وكانت هذه الملكية واحدة من ضيعاته واملاكه المتعددة التي يستعصي على المختصين معرفة قيمتها ومساحاتها الحقيقية ، لكنه مع ذلك كان يعتبر متواضع الملكية ,نسبة الى نسيبته – سجودة – وابنتها – رغد – زوجه المصون كامل !!! التى تسعى جاهدة اليوم لأستعادة نظام أبيها المهزوم بهذه الثروة الضخمة التي كانت قد سرقتها من الشعب عنوة ، وعلى غرارها وامثالها كانت سرقات بقية عصابة النظام المقبور . ويبدو أن بعض قادة العراق الجديد لم يتعضو بدروس الماضي ، فأنزلقوا الى ذات السلوك الحقير !!!!! وسيحق عليهم العقاب المضاعف بعد حين .