نادى أبو الهول سَل جِلجامِشَ الخبرا مالي أرى دَمَهُ في القَبرِ مُستَعِرا
ماذا دَهاهُ فهل جَفَّت روافِدُهُ أم عاد من حومة الهيجاءِ مُندَحِرا
ماذا دهاه أجِب إنّا لََيَحزُنُنا مِمّا نراهُ على أرضِ الهَوى شَرَرا
من بعد أن كانت الدنيا تدينُ له بالعِلمِِ والفنِّ والآدابِ ماافتقرا
في كلِّ ثانيةٍ مَسخٌ يُفَجِّرُهُ عهدي بقومهِ بركانٌ إذا إنفجرا
من فاقدٍ عقله وبنفسه مرضٌ لم يُشفَ بالكيِّ أو بالبتر لو بُتِرا
يلقى أوامرَه من جُحرِ سيِّدِهِ واختارَ آخرُ قاعَ الجُحرِمستَتَرا
فليسألوا عنكمُ التاريخَ لو رَشَدوا كم من غشومٍ على أيديكمُ قُبِرا
وليحذروا ثورة الأعراق إن عصفت أو مادت الأرضُ إن أبقت فلن تذَرا
كم من غرائبَ أهوالٍ مررت بها أدمت عيون السَّما وتحولت مطرا
والحَلُّ يَصرَخُ إنِّي في سواعِدِكُم بالإتِّحادِ يعودُ الجمعُ مُنتَصِرا
كيف السكوت على ضيمٍ يُسامُ بهم سوم العبيد وقد كانواهُمُ الأُمَرا
كيف السكوت وقد صارت مرابعُهُ مبغىً لمزبلة التاريخ والحُقَرا
كيف السكوت وقد أمست حرائرهُ في حضنِ من لفظته الأرض من حضرا
كيف السكوت على طَودٍ نشاهده في كلِّ يومٍ ذليلَ الهامِِ مُنكَسِرا
إن كان يحيى فما بال الخنوع وما هذا السكوت على ما أنطق الحجرا
أو كان هذا مصيراً بعد ملحمةٍ زانت عيونَ الدُُّنا والشمسَ والقمرا
فاقرأ عليه سلاماً بعد فاتحةٍ وانعِ العراقَ فلن نلقى له أثرا