يعتبر معهد الفنون الجميلة في أي بلد بالعالم, يعتبر المؤسسة الآكاديمية الوحيدة المعنية بنشر الفنون, مسرحية كانت أم تشكيلية أم موسيقية. من خلال أعداد فنانين مؤهلين ومختصين قادرين على ممارسة الفن كحرفة بالإعتماد على ما تلقاه هؤلاء الفنانين عندما كانوا طلبة, من دروس نظرية وعملية كل في مجال أختصاصه.
وفي العراق يمكن القول أن الفــن بجميع مشاربه, بدأ يشق طريقه الأكاديمي بعد تأسيس أول معهد للفنون الجميلة في بغداد عام 1947. لكن الفن المسرحي يبقى هو الواجهة الحقيقية لأي تجمع فني أو مؤسسة فنية بأعتباره فن جماهيري ذا خطاب فكري وجمالي موجه بقصدية الى الجمهور, ولكونه أيضآ فناً شاملاً لجميع الفنون. وأستحوذ المسرح على هذه الخاصية الجمالية دون غيره من الفنون الآخرى.
ففي الدول المتحضرة مثلاً, يعتبر الذهاب لحضور عــرض مسرحي مــا, طقساً مهما من طقوس الحياة اليومية التي أعتاد المواطن العادي على ممارستها وتقليداً أعتاد عليه كجزء مهم من حياتــه.
ومن هنا تأتي مقالتنا هذه المتحورة حول دور معاهد الفنون الجميلة التابعة لوزارة التربية في إقليم كوردستان (والتي يبلغ تعدادها حالياً تسعة معاهد) في المسرح الكوردي. فهناك معهد فنون السليمانية الذي يعتبر أقدم معهد في ألاقليم, ومعهد فنون رانية ومعهد الفنون الجميلة في كفري.. وغيرها. ولوجود قسم الفنون المسرحية في هذه المعاهد, يأتي الدور البارز لها والمهم في وجود القاعدة العريضة من الفنانين المسرحيين من خريجي هذه المعاهد, والذين ترتكز بهم, حركة المسرح الكوردي.
وما يهمنا هنا هو الكيفية التي تتبلور بموجبها علاقة ما يقدم من أعمال مسرحية من قبل معاهد الفنون الجميلة بالمجتمع. وقد لوحظ أن جميع الأعمال المسرحية المنتجة من قبل أقسام الفنون المسرحية, تقدم داخل أبنية المعاهد وهي أما مشاريع تخرج لطلبة القسم أو نتاجات فنية تقدم بين الفينة والأخرى من قبل الاساتذة. أما الجمهور فهم من طلبة وتدريسي المعهد. مما يعني والحال هكذا, أن دور معاهد الفنون, ليس بذي فاعلية في حركة المسرح الكوردي. وهنا نؤشر جملة من الملاحظات والمقترحات بما يخص علاقة ما يقدم من أعمال مسرحية أكاديمية من قبل معاهد الفنون في كوردستان, والمجتمع الكوردستاني بما يلي :ـ
(1) الإنفتاح أكثر على المجتمع لاطلاعه على ما يقدم من أعمال مسرحية المقدمة من قبل معاهد الفنون, لكونها أعمال ذات طابع حديث.
(2) أقامة مهرجان مسرحي سنوي شامل, تشارك فيه جميع معاهد الفنون الجميلة في إقليم كوردستان وإقامته في احدى المدن الرئيسية. بما يساهم في تجديد حركة المسرح الكردي.
(3) السعي لإعادة عرض الأعمال المسرحية الطلابية التي تحمل طابع التجديد والحداثة, على خشبات مسارح (لسليمانية/ هه ولير/ دهوك).
(4) توجيه الدعوات للفرق والمؤسسات المسرحية لكي تقدم نتاجاتها المسرحية داخل معاهد الفنون.
(5) الحــرص الدائم على مشاركة معاهد الفنون في المهرجانات المسرحية المحلية والدولية للإطلاع على تجارب الآخرين بغية الإفادة والإستفادة المعرفية الفنية الجمالية.
(6) تشكيل لجنة من أساتذة المسرح في معاهد الإقليم, لغرض اصدار مجلة مسرحية متخصصة بالفنون المسرحية وادابها.
(7) دعـــوة نقاد وفناني المسرح لإقامة جلسات نقدية وحلقات نقاشية داخل أروقة المعاهد لغرض تكريس الجانب النقدي لدى الطلبة والاساتذة على حد سواء.
من خلال ما تقدم وما أشرنا اليه, يمكن القول أننا نستطيع أن نخلق دورا هاما ومؤثرا لمعاهد الفنون الجميلة في حركة المسرح الكوردي بما يسهم في تطويــــره
شفق