بين اونة واخرى يظهر لنا الفنان علي كريم باعمال فنية جدية فضلا عن حضوره الدائم والمؤثر في التربية الفنية عبر مسيرة (19) عاما في خدمة الفن الكوردي في معهد الفنون الجميلة بالسليمانية. الفنان علي كريم هو احد الفنانين التشكيليين القلة ضمن حركة الفن التشكيلي الحديث في كوردستان ويأتي دوما في مقدمة ذلك العدد القليل من الفنانين الجيدين في المنطقة، هو من مواليد عام 1948 في بلدة جوارتا بمحافظة السليمانية، من عائلة فلاحة بسيطة، امضى فترة طفولته بين جوارتا وبنجوين والسليمانية، بدأت بداياته الفنية من مرحلة الصف الخامس الابتدائي حين بدأ يرسم الصور التوضيحية الموجودة في كتاب اللغة الانكليزية على شكل وسائل ايضاح كان يحاول ان يرسمها وبصورة مكبرة.. كذلك يتذكر كيف كانت الصورة الواردة في قصص (خورشيد وخاوهر وله يل ومجنون، والامير ارسلان) تجذب انتباهه حتى يصل مرحلة الدراسة المتوسطة ليجد العديد من الصور التوضيحية في كتب الدراسة الكوردية.. وفي المرحلة الاعدادية التقى مدرسي مادة الفن امثال الاستاذ (ئازاد شوقي وقادر كوردي وانور توفي وحمه كاكه) وقد تأثر كثيرا بارشاداتهم الفنية له وخاصة الفنان قادر كوردي. لقد اشترك الفنان علي كريم في تلك المرحلة مع الفنان (عمر دلخوش) في رسم بعض المناظر الطبيعية والصور الشخصية لقاء مبالغ زهيدة.. وفي ذات المرحلة كانت له علاقة فنية مع كل من الفنانين حسن فلاح وجمال به ختيار وله ذكريات فنية عديدة مع الفنان الراحل حسن فلاح. في عام 1968 توجه الفنان علي كريم إلى بغداد حيث تم قبوله في اكاديمية الفنون الجميلة وكان من ضمن لجنة المقابلة الفنان الراحل (فائق حسن). اما من الطلبة الكورد الذين زاملوه في تلك المرحلة هم: حكمت هندي، هيوا عبد الله، بروين بابان، اسماعيل مصطفى.. ومن اساتذته الذين درسوه هم الفنانون: فائق حسن، كاظم حيدر، غالب ناهي، غازي المسعودي، وفرج عبو.. كان الفنان علي كريم يستغل العطلة الصيفية ليذهب بصحبة الفنان سمكو توفيق إلى منطقة سرجنار لرسم الطبيعة الخلابة في كوردستان. وفي عام 1973 أنهي الفنان دراسته في الاكاديمية ليتعين كمدرساً في متوسطة كاوه ويبقى فيها لمدة عشر سنوات، بعدها وفي 1985 جاء إلى معهد الفنون الجميلة في السليمانية لكي يقوم بتدريس مواد فنية وفي عام 1992 ولغاية 1996 ترأس احد الاقسام الفنية في المعهد. ومازال مدرس اختصاص بفن التلوين في الرسم. إذا اردنا الاشارة إلى اهم الاعمال الفنية للفنان علي كريم فعلينا ان نعود إلى بداية السبعينيات وحتى الان فهو مستمر في العطاء الفني علىمدى الثلاثين عاما من عمره الفني، ونجد خلال اعماله ومعارضه الفنية بان الظروف الاجتماعية السائدة في المنطقة قد اثرت كثيرا على افكار الفنان وتصوراته الفنية ولا ننسى الظروف السياسية الصعبة التي مرت بمنطقة كوردستان خلال تلك الفترة واستمرت حتى بداية التسعينيات، فالتضحية والفداء والجمال والمواضيع الكوردية هي التي طغت على معظم اعماله الفنية حيث كانت تلك الظروف تحتم على الفنان الكوردي ان يضمن اعماله الفنية بما يحدث حوله من احداث سياسية واجتماعية. في عام 1979 اقام الفنان علي كريم معرضا فنيا في السليمانية.. ضم (18) لوحة فنية بقياس 60×80 سم والتي عكست معظمها احداث ثورة 1975. فضلا عن العديد من المعارض الفنية للفنان علي كريم كمعرض (هيلانه) (العش) الذي اقيم في السليمانية عام 1993 على قاعة متحف السليمانية.. والتي ركزت لوحاته على فاجعة حلبجة. المعرض ضم (14) لوحة فنية بالباستيل والزيت بقياس 80×130سم حيث للفنان علي كريم خصوصية واضحة في اعمال الباستيل، حيث كان الفنان يركز على اعمال الباستيل منذ عام 1972 وحتى تخرجه من الاكاديمية، وفي المعرض السنوي لمعلمي مادة الفن فقد طغى الباستيل الدهني والجاف والمتوسط على معظم لوحاته الفنية.. وهذا يظهر واضحا في لوحاته في معرض (العش- هيلانه) هنا نستطيع القول بان الفنان علي كريم هو اول من يثير هذا الاهتمام الكبير باعمال الباستيل في منطقة كوردستان. *عن مجلة (رامان) الكوردية الصادرة من مؤسسة رامان الثقافية بأربيل.
التآخي