في المفهوم العام مصطلح التلفزيون الكوردي هو الذي يطلق على التلفزيون الرائد لهذا المجال أي في أية محطة تلفزيونية تم إنتاج أو إخراج أو عرض البرامج الكوردية التلفزيونية من المنوعات والأخبار والبرامج الأخرى وهنا أود أن أشير أن لأول مرة وبالصوت والصورة انطلقت البرامج الكوردية والدراما والأخبار وغيرها على الأرض هو في تلفزيون كركوك عام 1967 ولتصبح محطة تلفزيون كركوك وهذا هو الاسم الرسمي لهذا التلفزيون أول محطة محلية بعد تلفزيون بغداد آنذاك الذي تأسس عام 1956 بعد أن كان يبث عام 1955 في معرض العراقي البريطاني عبر شركة (باي) البريطانية وفي منطقة كرادة مريم وبعد زيارة الملك فيصل الثاني وكان يافعاً آنذاك الى المعرض ومشاهدته التلفزيون قررت الحكومة العراقية آنذاك بشراء المحطة وربطها بدار الإذاعة اللاسلكية وهي إذاعة بغداد وكانت مرتبطة بوزارة الداخلية ومن ثم وزارة الإرشاد قبل حكومة 14 تموز 1958 وبذا أصبح للعراق محطة تلفزيون لتعتبر أول محطة تلفزيونية في عموم الشرق الأوسط وإفريقيا وقبل تلفزيون صوت لبنان عام 1959 وتلفزيون مصر العربية 1961 . وفي عام 1977 زرت دولة البحرين ولم أجد فيها محطة تلفزيون باستثناء إذاعة محلية وبهذا لو نقارن أن تاريخ تلفزيون كركوك لشبكة الإعلام الحالي يعتبر عمره أقدم من تلفزيون البحرين .
إن للتلفزيون الكوردي عمق تاريخي كبير منذ عام 1967 ولغاية 1991 أنجز هذا التلفزيون المئات من الأغاني الكوردية والعشرات من الأعمال الدرامية كأفلام ومسلسلات تلفزيونية وآلاف من برامج الثقافة والفن وساهم وشارك فيها خيرة الفنانين الكورد من علي مردان وشمال صائب وطاهر توفيق ومحمد عارف جزيري ونسرين شيروان وعمر دزه يى وعايشه شان وآخرين في مجال الموسيقى الى جانب فرقة جامعة السليمانية وباواجي وسولاف وفنون اربيل وفناني كركوك وغيرهم كما قام باعداد وتقديم البرامج العديد من المثقفين والأدباء والإعلاميين الكورد مثل إحسان فؤاد وكاويس قفطان وصادق بهاء الدين وبدر خان السندي وعز الدين مصطفى رسول ومعروف خزندار وجمال خزندار وسعيد زنكنه وشونم عادل ونيشتمان عمر وهاشم علي مندي وابراهيم سلمان وعبد الله عباس والإعلامي الكبير كمال رؤوف محمد وغيرهم من الذين قدموا للمكتبة التلفزيونية الكوردية خيرة الأعمال والانتاجات البرامجية وقدموا عصارة جهدهم الفني والتقني بروح فنية عالية كانت دائماً لخدمة المشاهدين ولانريد ان ننسى جهد الكادر الفني والتقني والهندسي لكل الذين تعاقبوا على العمل في التلفزيون إضافة إلى المذيعين الكورد هاشم جباري ومحمد هماوندي وإسماعيل الكيلاني مقدم البرامج المتألق إضافة إلى السيدات بروين ونسرين ودل باك والمذيع عبيد رشيد وصباح .
إن تاريخ المكتبة التلفزيونية والأرشيف الكوردي مرتبط بهذه المحطة التلفزيونية في كركوك وهنا أود الإشارة الى تاريخ الدراما الكوردية التي بدأت وترعرعت في هذا المكان .
اجل أول ماشاهده الكورد في العالم هو ما عرض من تلفزيون كركوك وابتداءاً من تسجيلات الدراما المسرحية في استوديوهات بغداد وعرضها من خلال شاشة كركوك ومن ثم الأعمال التي سجلت وعرضت من كركوك امتداداً إلى الأعمال الدرامية خارج الاستديو والتي نالت الدراما الكوردية شرف الريادة فيها على عموم الدراما بالعراق وابتداءاً بدراما (لاس و خه زال) والعشرات من الأعمال الأخرى التي كانت تسجل على أشرطة الفيديو (حجم واحد انج) ومن ثم (اليوماتك والبيتكام) امتداداً إلى النظام الحالي الديجيتال .
استغرب كثيراً انه لا أحد يتحدث عن تاريخ التلفزيون الكوردي وامتداده لأكثر من 40 عاماً وللحقيقة لم يسع المجال هنا لسرد إلا جزءاً يسيراً من مسيرة وتاريخ التلفزيون الكوردي . أتعجب لماذا !! ولأي سبب؟؟ هذا الإهمال من قبل وسائل الإعلام الكوردية بشكل خاص بإهمال هذا الكنز الثمين لتاريخ الدراما والأغنية والفيلم الكوردي .
وهنا أريد أن اطرح هذا السؤال :
لو أراد احدنا أن ينال شهادة ما في اختصاص التلفزيون أو رسالة في تاريخ التلفزيون الكوردي ألا يكون مصدره الأول والأخير هو هذا المكان؟ إلا تكون أشرطته ووثائقه المكتوبة والمسجلة جانب كبير في رسالته ؟.
مع ذلك نحن على استعداد لتقديم كل التعاون والمساعدة للباحثين والإعلاميين وطلبة الدراسات السمعية والمرئية .
أود أن أشير هنا وأذكر زملائي الأعلاميين والفنانين بكل الإختصاصات إن أردنا أن نبني تلفزيوناً كوردياً رصين علينا أن نرجع الى تاريخ التلفزيون الكوردي الأول ألا وهو تلفزيون كركوك الذي تأسس عام 1967.
المخرج / ناصر حسن
موقع التلفزيون