منذ العام 1978 ولغاية السقوط المذل لاصنام الطاغية الضرورة في بغداد في العام 2003 كان العراقيون مكره أخاك لابطل مجبرون على الاحتفال كل عام بهذا التاريخ الذي سموه بالمجيد لآن القائد الضرورة صدام حسين من مواليد برج الثور وكما تعلمون فأن كل ثور أو من له علاقة بالثور يحتفل بميلادة الميمون في هذا الشهر الجميل .
ورب سائل يسأل لماذا بدأ هذا الفطحل بالاحتفال بعيد ميلاده إبتداءاً من التاريخ أعلاه ولم يبدأ منذ العام 1968 يوم إحتل البعثيون ( الافاضل ) السلطة بالعراق..؟؟ والجواب سهل جداً ففي هذا العام تخلص الرجل من كل القيادات المهمة وغير المهمة في حزب البعث العراقي ، وصار الحزب وماحولة ومافوقه وماتحته والعراق بأكمله من زاخو ولحد الفاو ملكا خالصاً وحصرياً لصاحبه صدام بن حسين .. المهم ففي الثامن والعشرون من كل نيسان كنا مجبرون نحن مساكين العراقيين على أن نفرح ونبتهج ونقول لجارنا الرفيق الحزبي كل عام وأنت وسيدك بخير حتى نشعره بأننا سعداء ولكي نكسب وده من ناحيه ومن ناحية ثانية حتى يرأف بحالنا عند كتابته لتقريره الاسبوعي
الاحتفال سنوياً يبدأ بنصب كيكة ضخمة أو ( تورتة) كما يسميها إخوتنا المصريين ، وهذه الكيكة مكونة من 20 طابق وأحياناً أكثر بقليل .. والرئيس الفذ في أغلب الاحيان لايتمكن من الوصول الى قمتها الا بواسطة سلم ، لكنه يكتفي مظطراً لاقتطاع جزء بسيط من الوسط.. وكم تمنينا ونحن نشاهد هذا المشهد وعلى الهواء مباشرتاً أن تسقط هذه الكيكة العملاقةعلى رأسه وتقتله وتخلصنا منه ومن شروره .. لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه
المهم فالقصة ليست قصة عيد الميلاد ..ولا إجبار العراقيين على الاحتفال بهذه المناسبة الغبية .. السالفه ياناس سالفة الكيكة .. فنحن معشر المساكين .. وأولاد الملحة نضع الكيك في خانة الترف الغير مباح ، فنحن نعرف الخبز الذي تصنعه أمهاتنا في التنور والكعك اليابس الذي يشتريه الوالد من أبو الكعك .. أما الكيك هذه الصناعة الامبريالية الرجعية الدخيلة على ثقافتنا العراقية الاصيلة فهي بدعة غربية غريبة نوعاً ما .. وعندما كنا شباب في سن المراهقة وتمر أمامنا فتاة جميلة أو حتى نصف جميلة أو حيالله فتاة نقول لها ( هلو كيك ) نسبة للحلاوة والطراوة والشكل الجميل
ومع إني أعيش في هولاندا منذ الاثني عشر عاماً ونيف الا إني أتحاشى شراء هذا النوع من الكيك .. وأقصد بذلك النوع الدائري والجميل والمزركش .. مع إن سعره رخيص جداً وبأمكاني شراءه.. لكن يبقى هناك حاجز نفسي غريب بيني وبين هذا الشئ المدعو بالكيكة .. لكن وقبل عشرة أيام تحديت نفسي القلقة وإشتريت واحدة ووضعتها بالثلاجة.. ونسيتها هناك لآني لم أتعود على تناول هذه الكائن الغريب .. اليوم فقط تنبهت لوجودها هناك وعندما فتحت العلبة .. ويا لحظي العاثر .. فقد وجدتها خربانه وتالفه ومعفنه ..!! فقلت سبحان الله حتى وأنا هنا في هولاندا مو مقسوم لي أن أكل الكيك.. لكن بعد أن رفعت راسي وقع نظري على الروزنامة الموضوعة على الجدار.. فجأةً إكتشفت بأن اليوم هو الثامن والعشرون من نيسان وهو يوم ميلاد القائد ( الضرورة ) فقلت يبدو وإنها من نصيبه .. يا الهي هذا اللعين حتى وهو موجود بالقبر يسلبنا الكيك .. فلتذهبي أيتها الكيكة اللعينة أنت وسيدك الى سلة المهملات .. وأخذتها ورميتها غير أسفاً لاعليها ولا على سيدها .. سارق الفرح والبسمة والكيك من أفواه العراقيين .
28 نيسان عيد ميلاد القائد الضرورة
رابطة الرافدين الثقافية العراقيــة
في أمستردام