وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (155-156) سورة البقرة.
ان المجزرة الكبيرة التي استباحت مدينة كربلاء المقدسة إنما كشفت عن الحقد الأسود الذي يضمره أعداء أهل البيت عليهم السلام في استهدافهم الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء العزل الذين لا حول ولا قوة لهم إلا أنهم ارتضوا النهج المحمدي خطاً ومنهجاً وفكراً.
فبين حين وآخر وبين سبت وسبت تتعرض هذه المدينة المقدسة التي تنعم بوجود أضرحة أهل البيت عليهم السلام الى هجوم زمر التكفير والضلالة، فتارة عند الضريح المقدس لأبي الأحرار وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأخرى قرب ضريح أخيه أبي الفضل العباس(ع)، لتبقى مجازر كربلاء حاضرة في ذهن التأريخ على مر العصور وشاهدة على القمع الدموي لأعداء الإنسانية.
إن هذا العمل الإجرامي باستهدافه الأبرياء من المدنيين العزل يعلن يوما بعد أخر وبشكل سافر عن تجذر الجريمة في نفوس هذه الزمر الإرهابية وسعيها في الأرض فساداً وقتلها للناس بغير حق.
ونحن إذ ندين تلك الأعمال الإجرامية ومن يقف خلفها من منظمات ومؤسسات تكفيرية ودول إقليمية، نحمل بعض الدول المجاورة مسؤولية هذه المجازر في عدم اتخاذها الخطوات اللازمة لإيقاف فتاوى التكفير وردع من يقدم الدعم المالي لهذه الجماعات التكفيرية.
كما نحمل القائمين في الحكومة على الملف الأمني المسؤولية ما يجري من تدهور كبير بعدم توفير الامكانات اللازمة لحماية امن المدينة، كذلك نحمل أمن المحافظة لتقصيرها في حماية المدينة، وعدم استخدام الكفاءات المناسبة القادرة على حفظ الأمن.
كما وندعو أبناء شعبنا العزيز إلى المزيد من اليقظة والحذر والاستعداد والصمود في مواجهة هذه العصابات الإجرامية المارقة.
وأخيرا نسأل المولى عز وجل أن يسكن الشهداء فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان وإن يمن على الجرحى بالشفاء العجل، انه سميع الدعاء فعال لما يشاء.
السيد مرتضى الشيرازي
كربلاء المقدسة
الحادي عشر من ربيع الثاني 1428