الرئيسية » شخصيات كوردية » الرصافي المفترى عليه ؟

الرصافي المفترى عليه ؟

 التآخي

جلب انتباه الادباء والمثقفين رواج كتاب (الشخصية المحمدية) الذي ينسب الى شاعرنا العراقي المشهور معروف عبدالغني الرصافي المتوفى في بغداد عام 1945 ويتضمن الكتاب الطعن والتشكيك والاساءة الى رسول الرحمة والانسانية اشرف الورى المصطفى المختار سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين فانقذ العالم من عتمة الجهل والضلال الى نور الهداية والايمان ووصفه بقوله الحكيم (وانك لعلى خلق عظيم) في القرآن الكريم المنزه عن التحريف والتضليل لقوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) فشاعرنا الرصافي الذي يعد احد اعمدة الفكر والقلم والشعر والادب له مكانه سامقة في هذا الميدان امتاز شعره بجزل العبارة وحسن الديباجة ووضوح النظم دون تكلف، هذا الشاعر المتجدد الذي انبرى عقودا طويلة يحارب الاستعمار والجهل والظلم والعبودية داعيا الى تحرير المرأة والزام تعليمها فنظم قصائد كثيرة في التاريخيات والفلسفة وحب الوطن ومختلف الفنون ومكارم الاخلاق لقوله (هي الاخلاق تنبت كالنبات اذا سقيت بماء المكرمات) اما هذا الكتاب المنسوب اليه ففيه شك كبير لايعقله كل مثقف لبيب ان ينكب هذا الشاعر العراقي النبيل لتأليف مثل هذه التفاهات بعد ان قاسى وكابد الاضطهاد السياسي فتحمل النفي والحرمان والابتعاد عن الاوطان بسبب موقعه الادبي وشعره الجريء وقلمه الحر. كما انه دافع عن الاديان واكد على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين ففي قصيدته في سبيل الوطن يقول : اذا القوم عمتهم امور ثلاثة لسان واوطان وبالله ايمان فاي اعنقاد مانع من اخوة بها قال انجيل كما قال قرآن
كتابان، لم ينزلهما الله ربنا على رسله الاليسعد انسان فمن قام باسم الدين يدعو مفرقا فدعواه في الأصل للدين بهتان
وهذا هو منتهى الاعتراف بالكتابين المنزلين القرآن والانجيل المقدس في قصيدته المشهورة (الاسلام) فقد انبرى الرصافي مدافعا عن دين الله الاسلام دفاع الدعاة الصادقين ورد اولئك الذين يزعمون ان هذا الدين حائل دون التقدم فيجلو لهم حضارة الاسلام الماضية يوم اشرق نوره فبدد ظلام الجهل والعبودية والرق والتخلف واوابد الجاهلية واطلق الاذهان من قيودها فشاع العدل والامن والسلام والحرية والتقدم في المجتمع الاسلامي ردحا من الزمن . بقوله :
لقد ايقظ الاسلام للمجد والعلى بصائر اقوام عن المجد نوم فاشرق نور العلم من حجراته على وجه عصر بالجهالة مظلم ودك حصون الجاهلية بالهدى وضوض اطناب الظلام المخيم فاذا كان الرصافي مشككا بالاسلام والقرآن وخاتم الرسل والانبياء فلماذا يدافع عن هذا الدين انبل دفاع ويرد على اولئك الحاقدين على الاسلام بقصيدته العصماء (الاسلام) لذلك بات لزاما على المسؤولين في وزارة الثقافة واتحاد الادباء ومن له باع في الشعر والادب ان يتحققوا ويتحروا عن مؤلف هذا الكتاب الدخيل على مكتباتنا الذي انتشر سريعا بين القراء والمثقفين ومن خلاله نبذ ثلة منهم الشاعر الرصافي استناداً على هذا الكتاب دون الرجوع الى ديوانه ليردوا الكتاب عن لسان باشعاره وقصائده التي دافع بها عن الاسلام كما ذكرناه آنفا . لتبقى صفحة الرصافي ناصعة بيضاء لاتدسه مثل هذه الشوائب المراد تشويهه والتي تهدف الاساءة اليه . ويبقى الرصافي رمزا عراقيا شامخا ونجما متلألأ ساطعا في سماء الشعر والادب كما عرفه العراقيون.