واشنطن – الولايات المتحدة
عقد وفد من جبهة الخلاص الوطني في سورية سلسلة اجتماعات مع مسؤولين من مجلس الأمن القومي، ووزارة الخارجية، وعدد من مساعدي أعضاء الكونغرس في الفترة من 17-19 إبريل، 2007. وترأس وفد الجبهة الدكتور حسام الديري، عضو الأمانة العامة للجبهة، وضم الوفد أعضاء من الجبهة وممثلين عن المجلس الوطني السوري. وعرض الوفد واقع حقوق الإنسان المتدهور في سورية، وتنامي حملة قمع النظام للنشطاء السياسيين في البلاد.
وشرح وفد الجبهة للمسؤولين الأمريكيين واقع حقوق الإنسان في سورية، وخاصة المعاملة المهينة التي يتعرض لها السجناء السياسيون بشكل منتظم، ومنهم الدكتور كمال اللبواني، والمفكر ميشيل كيلو، والأستاذ أنور البني، والدكتور عارف دليلية، كما تعرض الوفد إلى “الانتخابات” التشريعية المخزية التي ستجري في شهر نيسان/إبريل الحالي، والاستفتاء الرئاسي المتوقع عقده في شهر حزيران/يونيو القادم. وأكد الوفد على قناعته بأن هذه العملية عديمة الجدوى، إن لم تكن مدعاة للسخرية، بسبب القيود القانونية المتعددة المفروضة على الأحزاب والمرشحين المستقلين، بما يضمن فوز حزب البعث والأحزاب الشكلية التي تدور في فلكه. وأشار الوفد إلى غياب حرية الاختيار في الاستفتاء الرئاسي، حيث تتم العملية في العلن—أمام ممثلين لرجال الأمن- وذلك في محاولة واضحة لإرهاب الناخبين. وأثار الوفد ضرورة تركيز الرأي العام على هذه القضايا، خاصة على ضوء زيارة أعضاء من الكونغرس الأمريكي إلى سورية، والطريقة التي يحاول النظام استغلال هذه الزيارات في إعلامه الرسمي.
ونقل وفد الجبهة تقييمه للمسؤولين الأمريكيين بأن سلوك النظام لن يتغير إلا بعملية تحول ديمقراطي حقيقية. وبالنسبة للوضع في لبنان، أكد الوفد على أن لبنان لن ينعم بالديمقراطية والاستقرار إلا بوجود نظام ديمقراطي في سورية. وأضاف وفد الجبهة أن الشعبين السوري واللبناني قد عانا بما فيه الكفاية على يدي نظام الأسد الاستبدادي الفاسد.
ومن ناحيته، عبر ممثلو مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية عن عدم رضاهم عن سياسات النظام السوري وتصرفاته، قائلين بإنهم لم يلمسوا أي إشارة على نوايا النظام السوري تغيير سلوكه ليبرر انفتاح الولايات المتحدة تجاهه. هذا وقد تم إبلاغ وفد الجبهة بأن الإدارة ليست معنية بالحديث إلى النظام السوري. هذه الرسالة الواضحة والقوية، تم التأكيد عليها في المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد سكوت كاربنتر، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، مع مراسلي وسائل الإعلام العرب في واشنطن. فقد قال السيد كاربنتر، في لقاءه مع الصحفيين العرب، بإن الإدارة تريد أن ترى “بداية لمسار” يؤدي في النهاية الى إصلاح سياسي داخلي وديمقراطية حقيقية في سوريا.
وفي موضوع متصل، أخبر بعض مساعدي أعضاء الكونغرس وفد الجبهة، بإنه تم إبلاغ رسالة قوية وواضحة حول حقوق الإنسان إلى المسؤولين السوريين، بمن فيهم بشار الأسد، وأن أي وعد بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة رهن بتغيير سلوك النظام السوري على كافة الجبهات، بما في ذلك تحسين واقع حقوق الإنسان، والانفتاح والإصلاح السياسي الداخلي. واتفق الجانبان على أن الرسالة التي حملها أعضاء الكونغرس أثناء زيارتهم إلى سورية قد تم تشويهها في الإعلام السوري.
ومن جانبه، فقد اغتنم وفد الجبهة الفرصة للإعلان عن افتتاح مكتب جبهة الخلاص الوطني في واشنطن بشكل رسمي في الأول من شهر آيار/مايو المقبل. وسيقوم على أنشطة المكتب أعضاء الجبهة في الولايات المتحدة، بينما تساعد في الإشراف على إدارته –كمستشارة- سعادة السفيرة إليزابيث مكنو، السفيرة الأمريكية السابقة في قطر. وسيركز مكتب الجبهة في الولايات المتحدة جهوده في التواصل مع الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونغرس، إضافة إلى تواصله مع أعضاء الجالية السورية الأمريكية، للمساعدة على تقديم صورة واضحة عن الوضع في سورية والمنطقة عموماً.
19 نيسان/إبريل، 2007