الرئيسية » مقالات » مجاملات دموية

مجاملات دموية

بينما يستمر قتل العراقيين على قدم وساق، ويتم حصد المزيد من الارواح في حرب عبثية، ليس لها مبرر سوى حقد طائفي اعمى، في اجواء الحزن والالم المر، في نهارات لا تغيب الشمس فيها الا على اصوات العويل والنواح، في اجواء الوجع الانساني العراقي الكبير، وجع العراقيين المذهولين فكيف لهم تصديق سياسين يدعون انهم يعملون من اجل كرامة العراق، بينما يهدرون كرامة الانسان فيه.؟

كيف لهم تصديق رجال دين يدعون الحرص على ثروات العراق بينما يهدرون دم الانسان العراقي ويسترخصونه اكثر من استرخاصهم للماء.؟

كيف لهم الوثوق باحزاب ترى الخراب بعينها وتتستر على المخرب وتعرف القتلة باسمائهم وتتركهم طلقاء يعيثون بالارض والعرض والارواح فسادا واغتصابا وتقتيلا وتعرف الدول التي تصدر الارهاب ورجال الدين الذين يشرعونه ويفتون به ويحرضون عليه ويعملون على ارساله للعراق ولا يفضحونهم ولا يقطعون العلاقات معهم ولا يحملون الدول الداعمة للقتلة مسؤلية ما يقترف مواطنيها من اعمال قذرة هي نتيجة تربية دينية وسخة.

في وسط مهرجانات الحزن والخيبة تطل علينا وجوه طائفية نكرة، وجوه ليس فيها الا الشر والحقد والطمع، وجوه منافقة تدين في العلن ما تعمله في السر، فمن اوصل القاعدة الى الرمادي الا انتم يا جبهة التوافق الرديئة ومن اوصلها الا ديالى والى سامراء والى تكريت والموصل وتلعفر غيركم وغير رؤساء عشائركم البعثيين.؟ من برر لهم هذه الجرائم غير ذريعة المقاومة الارهابية.؟

هل وضحتم لنا لماذا لا يوجد خنازير القاعدة والخنازير الوهابية والسلفية والبعثية في مناطق اخرى غير مناطقكم.؟

هل من يدخل الذباحين والشاذين يحرص على وحدة العراق.؟

هل يحرص على دماء العراقيين الابرياء.؟

هل تهمه ثروات العراق وهو يهدرها على الغرباء.؟

وان يحكم رجال الدين بين الناس بالعدل وهم يرون ان الطريق الى الله يمر على جثث الناس واشلاءهم المقطعة بذريعة الجهاد الملعون او المقاومة السافلة.؟

اي دين هذا الذي تتبعونه، واي وطنية هذه التي تدعونها واي وطن هذا الذي تريدونه، فهل يعقل ان يجتمع في مكان واحد الذئاب المتوحشة مع الشياه الامنة.؟

ان يكون اللصوص هم حراس بيت المال.؟

وان يعطى القاتل السكين.؟ وان تبرر له جرائمه، وان يخلط الحق بالباطل، وان يبرر الارهاب والجرائم بذريعة المقاومة.؟

اي مقاومة سافلة هي مقاومتكم، اي عهر هو عهركم، واي وضاعة هي وضعاتكم.ّّ

ان من يساند المقاومة ويحاول ان يغسل ماضيها الاسود وان يسوق ذباحبها وقتلتها ومخربيها فانه مشارك بالقتل ولاجرام والذبح.

متى كان الجهاد انسانيا،.؟ كان ومنذ نشأته الاولى حرب لصوصية وقتل وسفك لدماء البشر الامنين، واغتصاب واستعباد للنساء والاطفال. هذا هو ماضيكم الاسود الغابر ايها الهزيلون.؟

ان من يشترك بالحكومة او يحتل موقعا في البرلمان او في الاجهزة العسكرية والامنية عليه اولا وقبل كل شئ ان يدين هذه المقاومة السافلة، مقاومة قطاعي الطرق ومغتصبي الاعراض وقاطعي رقاب البشر، عليه ان يدين هذه العصابات السافلة التي تنشر الذعر والفساد والشر بحجة الدين الاسلامي الذي تحول هو الاخر الى تعاليم للقتل و للسرقة بدل ان يكون طقوسا لعبادة الله.

ما نراه من الحكومة ومن الاحزاب الاسلامية الحاكمة، ومن هذا الخليط الهزيل من السياسين هو عكس ما يجب اتباعه، فبدل من تشديد الخناق على البعثيين والعمل على تقديم المجرمين الى المحاكم وسوقهم الى ساحات القضاء وفضح المنافقين، نرى الحكومة والتيارات الاسلامية تحاول وتبذل كل جهدها ادخالهم الى العملية السياسية في مشروع قانون المسائلة والمصالحة سئ السمعة وسئ التشريع.

وبدلا من تحميل الدول المحيطة بالعراق مسؤلية ما يرتكب مواطنيها من اجرام، نراها تعدهم باطلاق سراحهم وتسلمهم اليها لكي يعودوا مرة اخرى للذبح العراقيين.؟

وبدلا من شطب الديون والغاء التعويضات الظالمة، نراهم يتوسلون بالدول التي كانت ديونها مدافعا وبنادقا ومتفجرات استخدمت لقتل العراقيين في كردستان او في الجنوب، فهل ندفع ثمن السلاح الذي قتلنا.؟!!

لقد بينت التجربة بان سياسة المجاملات اكان على الصعيد العراقي او على الصعيد العربي والاسلامي والمذهبي لم تؤذ احدا غير العراقيين ولم تقتل احدا غير العراقيين ولم تسرق احدا غير العراقيين كان الجميع مستفيدين والعراقيون هم وحدهم الخاسرين. فهل من وطني جريئ ياتي ليقلب الطاولة على وجوه الجالسين في الماتم العراقي الذين يتحدثون بكل صفاقة عن مصالحهم في العراق بينما شعب العراق يقتل بكل بشاعة وامام انظارهم. هل من وطني جرئ ياتي ليوقف لنا هذه المجاملات التي ندفع ثمنها دما مراقا وحياة عزيزة.؟