بعد سقوط النظام بدأت تركيا تعزف نغمة احتياح العراق بحجة وجود مقاتلين لاكراد تركيا داخل كردستان العراق يشنون هجمات منها وبنفس الوقت باتت تهدد باحتلال كركوك ودون ان تقيم وزنا لعلاقات الجوار او الاطر القانونية للقانون الدولي في التعامل مع المشاكل الحدودية للدول المحاددة اسوة بدول العالم في حلهم مثل هذه المشاكل بالاساليب السياسية والحضارية وهي الدولة التي تدعي العلمانية وتروم ان تكون عضوة في الاتحاد الاوربي اذا تركت نهجها العنصري في التعامل مع القوميات والاثنيات الغير تركية .. واصبحت تتمادى اكثر فاكثر في تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية في الوقت نفسه تحرض عملائها في كركوك لأثارة المشاكل وتدفعهم بالتحالف مع اسوأ العناصر الصدامية الداعمة للمجرمين التكفيريين في كركوك وتقوم هذه الكيانات العميلة بعقد مؤنمرات ويطرحون افكارا وآراء” ما هي الا محض افتراءات واكاذيب وخلط اوراق دون مراعاة الدستور والشرعية والشعب الذي شرع الدستور مثل اقدام ممثل الجبهة التركمانية (على مهدي) بأطلاق جملة من الاكاذيب وطمس حقائق على ارض الواقع العراقي في المؤتمر الذي عقده في جامعة ( سلجوق ) في استنبول في يوم 4 نيسان تحت اشراف المخابرات التركية — ,–MET وبذلك تثبت الجبهة التركمانية بعزل نفسها عن الشعب العراقي وتتصرف كأنها هيئة لجالية تركية في العراق تأكل وتشرب وتعيش في هذا الوطن وفي نفس الوقت تتآمر مع الاجنبي في احاقة الاذي بالعراق . والظاهر ان مؤتمر جامعة سلجوق كان تمهيد واعداد طبخة يقوم بعدها رئيس الاركان التركي بأطلاق تهديده .
انني اقول للجبهة التركمانية حتى الجاليات التي تعيش في اوطان غير اوطانها نحترم التوجهات السياسية والقيم الوطنية للبلدان التي تعيش فيها .
ان التهديدات التركية بدأت بعد سقوط النظام في حين ان مشكلة مقاتلي اكراد نركيا هي قديمة وكان قائمة طيلة وجود نظام صدام حسين في السلطة وكانوا يشنون الهجمات على الجيش التركي في حينها …الا ان الطغمة العسكرية المسلطة على رقاب البرلمان التركي لم تجرأ في زمن صدام حسين ان تهدد باحتياح كردستان او احتلال كركوك كما لم تجرا الجبهة التركمانية ذكر مساويء النظام الصدامي تجاه التركمان والمظالم التي تتعرض لها لارتباط اجندتها يالسياسة التركية التي كانت تغازل نظام صدام لمصالحها الاقتصادية .
وتقوم الجبهة التركمانية الآن بالتطبيل والتزمير داعية ان التركمان مضطهدين في كركوك لأنهم لم يتبوؤا موقع اكثر من استحقاقهم الانتخابي التي كانت 92 صوتا ويريدون بهذه النسبة القفز الى كل المواقع المتقدمة في المدينة والا فانهم مضطهدين علما ان ال92 صوتا لا يمثل خمسة بالمائة من نسبة التركمان في العراق وتتكلم الجبهة التركمانية بهذه النسبة بأسم كل تركمان العراق بغض النظر كون قطاعات واسعة من التركمان لهم اتجاهات سياسية اخرى من ليبرالية وعلمانية ودينية ومنهم ابعد ما يكونوا من اتجاهات قومية عنصرية متحجرة كالعقيدة الشوفبنية التى تحملها الجبهة التركمانية .
ان المشكلة هي ليست كامنة في وجود مقاتلين لاكراد تركيا داخل الاراضي العراقية كما ليست لتركيا دليل واحد على دعم مسلحي كرد تركيا من قبل اكراد العراق وتعلم نركيا ذالك ويعلم الترك ايضا بحدوث نزاع في التسعينات بين بيشمركة كردستان العراق مع مسلحي اكراد تركيا لاسباب يعلمونها الترك حيث لم تقبل القيادات الكردية ان يتجاوز المسلحين كرد نركيا على حدودها الشمالية … وكل لبيب يعلم ان الحدود الممتدة على خط الحدود التركية بدأ” من منطقة اذربايجان الايرانية وصولا الى الحدود السورية هي منطقة جبلية وعرة يصعب تعقب هؤلاء المسلحين الذين يتسللون عبر هذه المسافة الطويلة المعقدة والخبراء العسكريين والجغراقيين الاتراك يعرفون هذه الحقيقة بدليل انهم بانفسهم لايستطيعون السيطرة على الحدود من الجانب التركي رغم ان تركيا عضوة في حلف الناتو .
اعود مرة اخرى واقول انه لم يصدف ان سمعنا تهديدا” تركيا لكردستان العراق في زمن النظام السابق لسبب ان العراق في زمن النظام السلبق كان مستقرا” وقويا لم يجرأ القادة الاتراك ان يستعملوا لغة التهديد مع العراق للاسباب اعلاه .. وكذلك التعذر بوجود اكراد اتراك في داخل العراق كتبرير لاجتياح كردستان هي تبرير سخيف لايقيم على دليل .ولكن يعزى السبب في تغيير نهج تركيا وتبنيها مواقف متشتجة تجاه كردستان العراق هي ان القادة الاتراك يستفيدون من الوضع الامني المنردى في العراق وتآمر دول الجوار وانشغال القادة العراقيين بمواجهة المعضلات التي يعاني منها العراق وهذا شجع نركيا ان تساهم مع جوقة دول الجوار لتحقيق اهداف كانت ضمن اجندتهم واحلامهم الامبراطورية ومنذ زمن سلاطين ال عثمان .
ان كل المتدخلين في شؤون العراق من دول الجوار لهم اهداف ستراتيجية.. منهم لهم حسابات سيلسية مع امريكا او مع الكيانات العراقية التي وصلت الى السلطة بشرعية او خوفا من النهج الديمقراطي والتعددي المناهض لمفاهيم هؤلاء الشموليين ويخشون ان تطالهم وتصل الى كراسيهم .
ومع اختلاف الستراتيجيات لكل الذين يعملون على اذكاء الفتن وخلق عوائق امام عجلة التطور للعراق الا ان نركيا تتوحد معهم في مخطط اضعاف العراق …فللجارة ( س ) عملاء ومليشيات تشرف عليها مخابراتها وثبت اخيرا بتدريبها عراقيين في اراضيها لقتل وذبح العراقيين الشرفاء وعلى اسس طائفية ومن خلال الجارة ( ج ) والجارة ( ع ) يتدفق مجرمي القاعدة ليحتضنها عملاء مأجورين عراقيين يجعلون من بيوتهم وبسانينهم حواضن لهؤلاء المجرمين لقاء دولارات يدفع لهم وينطلق هؤلاء المجرمين من هذه البيوت والبساتين لقتل العراقيين وتدمير عراقهم باسم مقاومة الاحتلال .
وللمخابرات التركية MET عملاء مخلصين لها يحذون حذو الاخرين في تنفيذ مخطط تركيا داخل العراق واي مواطن في كركوك يعلم ما تقوم به الجبهة التركمانية لخدمة المخابرات التركية وكيف تخلط الاوراق وتزور الحقائق لخدمة تركيا .
ان التذرع بمقاتلي اكراد تركيا كسبب لجعل القادة العسكريين تهدد باجتياح كردستان كما قلت تبرير سخيق لا يقوم على اساس موضوعي ومنطقي كما شرحتها انفا ولأن المشاكل الحدودية من هذه الشاكلة بحدث في كل المناطق الحدودية في العالم وخصوصا في الدول ذات الطبيعة الطوبوغراقية المعقدة والتي يصعب السيطرة عليها بصورة تامة ولكن لا تصل الخلافات بين هذه الدول الى الحد التي تهدد احدهما الاخر بالقيام بعمل عسكري او اجتياح الا اذا كانت لها اهداف مشبوهة تجعل من الخروقات الحدوية مبررا لتحقيق هذه الاهداف.
ان تركيا تدعي انها علمانية ولها برلمان ليبرالي الا ان تصريحات قادتها العسكريين تشير ا لى انها لاتحترم برلمانها التي لها الشرعية في اعلان مواقف الدولة وخصوصا المواقف الحساسة وبالغة الدقة مثل اعلان الحرب على دولة جارة فيها الكثير من التصعيد والتجاوز على سيادة هذه الدولة الجارة والتي تتنافى مع القوانين والاعراف الدولية ويظهر ان رئيس الاركان التركي لا يحترم الاعراف والمواثيق الدولية او ويجهلها جهلا تاما”, اما ( العفترة ) والعنطزة بسحق الاكراد والتي ينم عن عقلية شوفينية متخلفة تتنافى مع المنهج العلماني التي تدعي بها تركيا وتهديده الكرد بانه سوف يجعلهم يشعرون بالندم اقول للسيد رئيس الاركان التركي ارجوا ان توجه هذا التهديد لمقاتلي الحزب العمالي الكردستاني في تركيا هؤلاء الذين تتلقون منهم الضربات تلو الضربات ولسنين طويلة .
وانصح القادة الانراك بالتفكير بمستقبل بلدهم ويراجعوا سياساتهم العنصرية تجاه الكرد والارمن وكل الاثنبات القومبة ويعدلوا من سياساتهم الخاطئة ووفق ما يجري في العالم المعاصر والاتحاد الاوبي لا زالت تنتظر ان تنهجوا سياسات متوازنة حضارية لتقبلكم في اتحادها وهي سبيل لحل اقتصادكم المهترئ وليعلم الساسة الترك ان العالم قد تغير وحركة التاريخ في تحول نحو المعاصرة وان المعضلات والمشاكل لا تحل المهاترات والاستعراضات العسكرية كما كان سابقا .