كما هو معروف بأن الجالية العراقية جالية حديثة العهد بالهجرة والاغتراب
حيث ان معظمها قدم الى اوروبا والغرب بصفة اللجوء من ضير الاخوة الاعداء,
قياسا بالجاليات الاجنبية الاخرى المهاجرة غربا.
منذ الخليقة الاولى خلق الله الشعوب وجعل مودة التواصل والتكافل هي اساس
بناء المجتمعات باعتبارها صفة غريزية فطرية وجعل الشعوب تتصل فيما بينها
وتتأثر وتؤثر بالاخر. وهذا ينطبق على الجالية العراقية في سويسرا من
ناحيتين اولها تأثرها وتأثيرها في الوسط الجديد اي البلد المستضيف ثانيا
تأثرها وتأثيرها في الجاليات الاجنبية الاخرى المقيمة معها في البلد
المضيف. ومن خلال نظرة سريعة على نشاط الجاليات الاكثر قدما في جغرافية
تواجدنا (سويسرا) وعلى سبيل المثال لا الحصر نرى ان الجالية التركية
بمختلف انتمائاتها وتوجهاتها الفكرية والعقائدية والمذهبية والاثنية تتسم
بكثرة التجمعات التي تضم معظم المهاجرين الاتراك فنلاحظ وجود المساجد
والتجمعات والمقاهي والملتقيات التي تنتشر وبكثرة على مساحات متفرقة في
خارطة سويسر، ومن الملفت للانتباه ان اكثر هذه الملتقيات، وبغض النظر عن
طابعها وتسميتها تكون مملوكة لاصحابها المهاجرين.
ومع مررور الزمن وضمن خبراتنا (اللقائية من جهة والسمعية والاخبارية من
جهة اخرى)، تبين لنا صحية الحالة التي يمارسها الاخوة الاتراك، ومن هذا
المنطلق بزغت الفكرة في ضرورة انشاء مركز اسلامي يجمع العراقيين تحت خيمة
واحدة، ويوحد غاياته الانية والمستقبلية والمتمثلة بالحفاظ على الهوية
الثقافية الاسلامية العراقية من خلال تأسيس هذا المركز الاسلامي العراقي
او مسجد عراقي يضمن لهم وللاجيال القادمة من ابنائهم الاستمرار بالحفاظ
على تلك الهوية وصيانتها، ولانهم جربوا خلال سنين تواجدهم في سويسرا ان
ينضووا تحت مسميات مختلفة لكنهم لم يجنوا ما كانو يصبون اليه سوى الظهور
الاعلامي لرؤساء (اصحاب) تلك التجمعات.
وبعد ان اكتسبت الجالية العراقية في سويسرا خبرة لا باس بها صقلتها
التجربة باتت تنادي بتأسيس مركز اسلامي ملك للجميع وتكون ادارته بايدي
الجميع من خلال الانتخابات، من مبدأ الفرسان الواحد للكل والكل للواحد .
وبناءا على هذا النداء تجمع بتاريخ 7 / 4/ 2007 في قاعة ( لايم باخ) في
زيورخ كبرى المدن السويسرية كل الاطراف من الجالية والتي على مضض اقول
(المتخاصمة)، ولكن ما ان افتتحت الندوة التي ادارها الاخ قاسم الكوفي
تبين للجميع انه زعل اخوة واحباب لانهم ينتمون الى نفس الوطن ونفس الهم
والالم وبالتالي ستجمعهم نفس الفرحة.
فتبارى الجميع على تاييد فكرة انشاء مركز اسلامي عراقي يضم جميع
العراقيين بمختلف توجهاتهم , الحاج ثامر القيسي تحدث بمرارة عن اهمية
نجاح هذا المشروع ثم اضاف الاخ علي طوفان ان اهمية المشروع تكمن بانه
سيجمع مختلف الاعمار فتداخلت واثنيت على الفكرة وطرحت عدة نقاط يمكن لها
ان تساهم في نجاح الفكرة، كذلك شارك الحاج ماجد الكناني وحث الجميع على
المساهمة بقوة في المشروع وتداخل المهندس فاضل الذهيباوي مشجعا الجميع
على تناسي كل الخلافات من اجل انجاح المشروع العراقي الاسلامي
ثم شارك الاخ صلاح البياتي امين سر المكتب الاستشاري في اراو وأيد
الفكرة واثنى عليها شارحا الابعاد والطرق القانونية لديمومة المشروع ثم
تداخل السيد فلاح الموسوي مؤكدا على اهمية المشروع ونجاحة لتوحيد
المسلمين والعراقين ثم وصل الدور للاخ ابو احمد ( رئيس نادي الرافدين
لكرة القدم في زيورخ) فأيد الفكرة ودعى لاشراك الجميع فيها وتداخل
الحاج محمد الكربلائي مؤكدا اهمية ان يكون لنا تجمع اسلامي.
ثم قام السيد حسين الزاملي بتشجيع فكرة انشاء المركز الاسلامي العراقي
وحث غير المتبرعين على التبرع, كذلك الاخ ابو امير التركماني قام بدعم
المشروع معنويا وماديا وشجع على التبرع
واستمرت الندوة بنقاشاتها البناءة حتى اعلن الاخ الكوفي استراحة قصيرة ثم
العودة للمواصلة
فتم بعدها اخذ مشاركات من بعض الاخوة العراقيين الاخ امين عوض حيث شجع
الفكرة وأكد على اهمية ان نجد الارض او المكان الذي سيقام عليه المركز
الاسلامي.
ثم شكر السيد عماد الفحام القائمين على المشروع حاثا الجميع على
المساهمة فيه، ثم شارك الاخ سالم الفيلي مهنئى الجميع على المشروع
وحاثهم على المساهة في دعمه وشارك الاخ امير الاسدي فرحة الحضور متمنيا
للجميع المساهمة بجد في المشروع، واكد الاخ نضال الحار ضرورة الشروع في
اتخاذ الخطوة الاولى للمشروع.
وتداخل الاخ نبيل مشجعا ومساهما في المشروع ثم انهى الاخ قاسم الكوفي
الندوة بمثل ما ابتدئها شاكرا الجميع على حضورهم ومشاركتهم، وقام باعلان
مجموع التبرعات الذي وصل الى 80.000 ثمانون الف فرنك سويسري حتى تاريخ
انعقاد الندوة
نعم ساهم الجميع في الندوة وبفرح واضح وبدون توجس وتبرع من لم يكن قد
تبرع بتبرعات مالية اولية، اضاف اكثرهم بأن هذه التبرعات ستلحق بتبرعات
اخرى اذاما وضع حجر الاساس الاول للنهوض بالمشروع الحيوي والمهم والذي
ينتظره الجميع، مخرسين ومبطلين كل الابواق والحفر التي تحاول ان تجهض هذا
المشروع لغايات ذاتية مغلقة مفضلة انانيتها على مصلحة الجميع ولمزيد من
النجاح والتوفيق والى امام. ونقول كما قالوا
. اذا قال لك الجميع بانك اعمى فلا بد لك ان تغمض عينيك .