عودة العنف الارهابي وحمامات الدم الى الساحة العراقية بعد أن حققت الخطة الأمنية الجديدة لنوري المالكي نوعا من التقدم وأحيت الأمل في قلب المواطن العراقي من أن حكومته الوطنية المنتخبة لقادرة على منحه الأمن والسلام والأستقرار المفقود والذي لم ولن تتمكن قوات الاحتلال من تحقيقه بل زادت الطين بلة ومنذ دخولها أرض الرافدين عنوة وقسوة ، له مردودات وخفايا خطيرة تؤكد في مقدمتها عجز الولايات المتحدة وحلفائها من تحقيق أبسط ما وعدت به للمواطن العراقي ابان الاحتلال ألا وهو الأستقرا والطمأنينة.
ولذا كان لابد من زعزعة ما تمكنت من استقراره الحكومة العراقية نوعا ما من الهدوء والتلاحم بين صفوف ابناء الشعب العراقي بعد أن فشلت مخططات الاحتلال ومحور الشر العربي (مصر والسعودية والاردن) من تحقيقه بفرض حرب أهلية طائفية على العراقيين خاصة وان الامور تزداد سوءا بالنسبة للبيت الابيض وهو يقترب من موعد انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية في وقت نرى فيه الرئيس الاميركي “بوش” يعترف وللمرة الاولى بفشل مساعيه وخططه وفريقه من الديمقراطيين الجدد بتحقيق حتى القليل مما وعدوا به الشعب الاميركي والعراقي والرأي العام العالمي ايضا بخصوص احتلال العراق .
فها هو الرئيس الاميركي يقر بالحرف الواحد وفي كلمة القاها امام عدد من الجنود الاميركان الذين كانوا على وشك ارسالهم الى العراق الاسبوع الماضي قائلا .. “أن الاميركيين قد سئموا حرب العراق وانها حرب صعبة والشعب الاميركي قد مل هذه الحرب” وهو اقرار صريح وواضح منه تعبيرا عن الرفض الشعبي الاميركي المتزايد للحرب والتي قتل فيها أكثر من 14 الف عسكري من القوات الاميركية حسب الاحصائيات الدقيقة وليس 3200 كما اعلنت عنه البنتاغون .
هناك أكثر من 8500 قتيل هم من ابناء دول اميركا اللاتينية افريقيا ودول عربية ممن حصل على ال”كرين كارت” للاقامة في اميركا اشترط عليه الانخراط في صفوف القوات الاميركية لاثبات ولائه ووفائه للبلد الذي ينوي العيش فيه حيث لم تنقل اجساد هؤلاء القتلى الى اميركا كي يقف الشارع الاميركي على بعد المآسي التي يعيشها وتكلفة حرب العراق التي يدفعها دون بالاضافة الى اكثر من 400 مليار دولار من الاموال التي ذهبت هدرا في هذا المجال .
فهذا التصعيد للارهاب الدموي وبهذا الحجم والشكل خلال الايام القليلة الماضية من شمال العراق وحتى جنوبه لان يأتي أعتباطيا أو بمحض الصدفة بل تم التخطيط والاعداد له لينفذ في وقت آخر وليس الان لاظهارعجز حكومة المالكي من التصدي للارهاب وتصفيته كما أعلنته قبل بدء خطتها الامنية الجديدة ، ولكن البيان الحكومي الذي صدر يوم الاربعاء الماضي والذي أكد فيه رئيس الوزراء العراقي .. “أن السياسة الخارجية للعراق ترسم وتنفذ من قبل الحكومة” عجلت في عودة العنف الوحشي من قبل الارهابيين الى الشارع العراقي بعد تلقيهم الضوء الاخضر من قبل الاحتلال كما ! اعترف به منظر السياسة الخارجية الاميركية “هنري كيسنجر” قبل يومين من ..”ضرورة عمل شئ ما في العراق كي تأخذ اميركا بزمام المبادرة هناك” في اشارة هي الاخرى واضحة بفشل “بوش” وفريقه حتى الان في العراق .
المالكي يعرف جيدا من أنه هو وحكومتة الوطنية المنتخبة المستهدفان بهذا التصعيد للعنف والارهاب وان هناك خططا تهدف تصفيتهما سياسيا كما أفصح عنه مؤخرا للمراسلين عندما قال..” أرحب بأي انقلابات بيضاء ضد حكومتي اذا كانت عن طريق البرلمان ، ولست متمسكا بالمنصب…” في اشارة واضح لمايدور في كواليس البرلمان العراقي الذي هو الاخر لم يكن بمأمن من الارهاب الدموي حتى الان رغم مايحاك فيه من مؤمرات من قبل البعض ضد العراق وتجربته الديمقراطية وتلاحمه الوطني بدعم عربي اقليمي .
فهاهو البعثي العتيد وعميل المخابرات الاميركية “اياد علاوي” وبالتعاون مع قادة جبهة التوافق يواصلون مساعيهم عربيا ودوليا وعراقيا من خلال لقاءاتهم مع الرموز السياسية والعسكرية في عمان والدوحة والقاهرة وبعض العواصم الاوروبية توحي الى اصرار هؤلاء ومن يقف وراءهم من الاحتلال والدول العربية الاخرى والارهاب داخليا لتنفيذ على مااتفقوا عليه لعودة العراق الى ماضيه الاسود مهما كلف ذلك .
ولذا نرى هناك تحركا واسعا من قبل ذوي النفوس الضعيفة والخيانية العراقية هنا وهناك في هذا الاطار حيث تشهد عمان حفلة عشاء بحضور شيخ الارهاب حارث الضاري و خلف العليان وصالح مطلك وعدنان الدليمي ومشعان الجبوري وعدد آخر من الشخصيات العراقية وذلك برعاية الحكومة الاردنية، كما قامت الحكومة القطرية برعاية تحركا لنديم الجابري من حزب الفضيلة في الدوحة الاسبوع الماضي وعقد لقاءات مع بعض القيادات البعثية الى جانب المفاوضات المباشرة التي يجريها طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في الاردن مع جماعات مسلحة أرهابية .
وهذا ليس كل ما يدور بل أن “مشايخ النفط غير الشرعية” في الدول الخليجية أخذوا على عاتقهم مغازلة الارهابيين سرا وبالعلن لتصعيد العنف في العراق وابعاده عن سلطاتهم وهو ما كشفت عنه صحيفة “شيكاغوتربيون”الاميركية حيث كتبت تقول..”ان الاميركان هم الذين جلبوا الارهابيين الى العراق منذ عهد صدام وحصلوا لهم بالدعم المالي الوفير من مشايخ النفط غير الشرعية في دول مجلس التعاون وعلى مدى العقود الثلاثة الاخيرة حيث رأينا تواجد ابومصعب الزرقاوي من القاعدة وابونضال وابوعباس الفلسطينيين وعبد الرحمن ياسين احد قادة هجمات ايلول في اميركا في العراق عندما دخلته القوات الاميركية والذي أضحى المسرح الجديد لنشاط الارهاب الاميركي الولادة ! والعربي التمويل والدعم للتضليل على الاهداف الحقيقية لسياسة اميركا في الشرق الاوسط”.