عندما نسأل الحكومة السعودية وشخصياً الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ ما هو موقفكم من تحريض (12 ) عالم دين سعودي يدعون بشكل مباشر وغير مباشر لقتل العراقيين بالدعوى لتوحيد المجاهدين؟ فنحن لا نتهم الحكومة ولا الملك بتبني الإرهاب بل نريد أن نفتح أعينهم أمام قضية في غاية من الأهمية ألا وهي استغلال الموقع الديني والدين من اجل رغبات ذات مدلول عنفي ويبدو طائفي وغير متزن، ولم تكن الدعوة من خلال بيانهم الوحيدة أو الأولى بل هناك العديد من البيانات والفاتوى الباطلة تدفع باتجاه زيادة العنف والقتل والتخريب بدون أن تجري محاسبة أولئك الذين يسيؤون للعلاقات بين البدين الشقيقين وبدون مراعاة مصالح الطرفين في التوجه الجاد من اجل التخلص من بذور الإرهاب الذي يتبناه التطرف السلفي الأصولي بحجة الدفاع عن الإسلام..
رجال علماء دين يصدرون بياناً يطالبون فيه قَتَلة العراقيين بالوحدة بدلاً من أن يكونوا حمامات سلام أو ينادون بعدم إراقة دماء الأبرياء ليس من المسلمين فحسب بل من الديانات الأخرى فهم في دعواهم وبيانهم يؤكدون ما ذهبنا إليه سابقاً بان التستر على المحرض يؤدي بالتالي إلى تشجيع المنفذ الحقيقي والداعي المحرض كما هو معروف يمثل التشريع الذي يسمح للأداة المنفذ بالعمل ووفق التشريع الذي صاغه المشرع أو المحرض وهؤلاء ال ( 12 ) عالم ديني ( إذا كانوا فعلاً علماء دين وليسوا من الإرهابيين المختفين خلف الدين الإسلامي! ) هم من المحرضين المشرعين لقتل العراقيين ففي بيانهم المنشور في العديد من وسائل الإعلام يؤكدون ” على ضرورة اتقاء الله في الأمة وعدم إحباطها ” وأصدروا بيانهم بآيات من القران الكريم مستغلينها من اجل تمرير مشروعهم الع! نفي الجهنمي البعيد عن كل القيم الإنسانية والدينية ” واعتصموا بحبل الله جميعاً , ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد أن جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ” والمقصود المعروف والواضح هو الخلافات الحاصل بين القاعدة وفصائل مسلحة إسلامية حسبما نقلته وسائل الإعلام لهؤلاء وبالتالي فان الدعوة في البيان هو مناصرة للقاعدة كي تُنقذ من ما هي عليه من تداعيات وانهيارات ، ويفلسف هؤلاء ال ( 12 ) بان المخاطر التي تحيط بالإسلام وأهله وهو بريء منهم من قبل ” أعدائهم من الكفرة والمنافقين، وإن أعظم ما يكيد به العدو للمجاهدين في القديم والحديث هو إشعال الفتنة بينهم، ولا سيما إذا رأى نفسه مهزوماً وخاسراً. أيها المجاهدون في بلاد الرافدين ( اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ” اتقوا الله في أنفسكم فلا تظلموها، واتقوا الله في جهادكم فلا تضيعوا مكتسباته العظيمة بافتراقكم ”
هل يوجد أكثر من هذا الوضوح الذي لا يمكن البس فيه أو نكرانه أو تحريفه وهو إذا دل على شيء إنما يدل على مدى استهتارهم بحياة الملايين من العراقيين الأبرياء وابتعادهم عن كل ما هو خير من الرحمة والتسامح والابتعاد عن أذية الناس وقتلهم بدون سبب، هذه وصايا هؤلاء العلماء ومطالبتهم ليس بالحفاظ على حياة الأبرياء وليس الحفاظ على ممتلكات الشعب وليس على البنى التحتية وليس على المدارس والمستشفيات ودور العبادة وليس ضد القتل بالهوية والتجارة بقتل الناس وإرهابهم وخطفهم بل بان يتوحدوا أكثر ليقتلوا أكثر وليخربوا أكثر مما هو عليه الخراب والقتل.. وإلا ماذا يجبر هؤلاء الذين يلقبون أنفسهم بالعلماء السعوديين &nb! sp;لولا خشيتهم على قاعدتهم من الضعف والانهيار وبالتالي فشل مشروعهم الإرهابي العنفي الذي يبان من قولهم ” وإن ما يجري هذه الأيام من الفرقة بين المجاهدين في العراق لينذر بالخطر العظيم ، وإننا في هذا البيان نناشد جميع الفصائل المجاهدة بان تتقي الله عز وجل ، وان يسعى أولو العقل والعلم والتقى إلى تطويق الفتنة وإخمادها قبل أن لا يمكنهم ذلك ”
أقول للحكومة السعودية والملك عبد الله بن سعود ولكل ذو ضمير سعودي يحب وطنه وشعبه ــ لو أن بعض العلماء العراقيين وجهوا نداءً للقوى التي تفجر وتقتل وتخرب في السعودية وقالوا لهم مثل هذا الكلام ودعوهم للوحدة فيما بينهم لكي لا تذهب أعمالهم الإرهابية سدى ، كيف سيكون موقفهم ؟ هل سيحتجون ويطالبون الحكومة العراقية بتقديمهم إلى المحاكم وتطبيق القانون بحقهم لأنهم يحرضون على قتل السعوديين الأبرياء ؟ أم يصمتوا مثل الحكومة العراقية التي تبدوا غير آبهة بمدلولات البيان وبتحريض هؤلاء بحجة التوحيد لقتل أكثر ممكن من العراقيين؟
إن الأكثر عجباً ومأساة أن المتتبع للبيان لا يجد كلمة واحدة ضد جيوش الاحتلال ولا مطلباً واحداً يؤكد هوية العراق الوطنية بل العكس كل ما جاء في البيان عبارة عن تحريض وتوسيع الفتنة الطائفية بقولهم ” من قبل أعدائهم من الكفرة والمنافقين ” ونحن نعرف من الذين يقصدونهم بالكفرة والمنافقين ، لكننا نقول لهم أنهم اشد كفراً ونفاق وابعد ما يكونون عن تعاليم الإسلام السمحة والقرآن فهم دعاة القتل الذي حرم الله أن يقتل الإنسان بدون ذنب وهؤلاء عشرات الآلاف من العراقيين الشهداء هم أبرياء كل البراءة، لم يقترفوا ذنباً ولا كانوا يوماً مشركين بالله إذا كانوا مسلمين أو من ديانات أخرى .
في ختام بيانهم المنبوذ والهجين يطالبون بوجوب المبادرة لدرء الفتنة بين القتلة الحقيقيين ووأدها في مهدها وان ” ينتدب كل طرف من أعيانهم ليعقد مجلس بينهم لتقريب وجهات النظر واحتواء الفتنة ”
لقد مر البيان مرور الكرام على جميع الذين تعز عليهم ما وصل بالعراق وأهله من مأساة وبسبب الإرهاب والمليشيات الإرهابية الطائفية والبعثصداميين الذين يقفون خلف الجميع ويقدمون المال والسلاح الذي سرقوه أيام تسلطهم المشين (35) عاماً واليوم ينشرون بياناتهم للعودة والتحرير بعدما ضيعوا ليس سلطتهم فحسب بل العراق اجمعه، مر البيان والحكومة العراقية بسلطاتها الثلاث نائمة نوم الكرام، مر البيان والأحزاب الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وكل الذين يقفون يالضد من قوى الظلام والرجعية لم ينبسوا بحرفٍ واحد مر البيان وال ( 12 ) من علماء الدين السعوديين كما أشير لهم وهم فرحون بما قدموه ولهذا سنذكر لكم أسمائهم حتى لا تنسوا وكي تقوم الحكومة العراقية على الأقل وبواسطة وزارة الخارجية تقديم احتجاج رسمي ضد هؤلاء للحكومة السعودية باعتبارهم أداة تحريض للقتل والإرهاب وليس للتحريرروالاستقلال وهم ليسوا بالعراقيين لا بل تقوم يرفع دعوى قضائية ضدهم لأنهم ت! دخلوا في شؤون العراق وحرضوا من اجل توسيع الفتنة بحجة الجهاد وضد من؟ ضد الشعب العراقي!! ..
هاهي الأسماء التي كان يجب أن تتقي الله في أنفسها بدلاً من هذا الفساد الرجيم
( 1ـ الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن ناصر البراك 2 ـ الشيخ العلامة . عبد الله بن محمد الغنيمان 3 ــ فضيلة الشيخ : عبد الرحمن بن صالح المحمود 4 ـ فضيلة الشيخ د ناصر بن سليمان العمر والآخرين بالتدريج عبد العزيز بن ناصر الجليل و فهد سليمان القاضي و عبد العزيز بن سالم العمر و سعد بن عبد الله الحميد و عبد العزيز بن محمد ال عبد اللطيف و عبد الله بن عبد الرحمن السعد و عبد الله بن إبراهيم الريس و محمد بن احمد الفراج )
هل سيبقى من ذكرناهم من العراقيين صامتين.. واعجباً ؟