الرئيسية » مقالات » صفحة خاصة عن محكمة الانفال

صفحة خاصة عن محكمة الانفال

نص اللائحة الايضاحية المقدمة من قبل هيئة الدفاع عن ضحايا جريمة الانفال الى محكمة الجنايات العراقية العليا

الحلقة السادسة
نتائج جريمة عمليات الانفال الثانية :
أ‌- تدمير (235) قرية وفق القائمة المرفقة .(رجاءً انظروا الى القائمة المرفقة)
ب‌-القاء القبض على (21911) شخصاً مدنياً من سكان تلك القرى وفق الاحصاءات التي نشرتها منظمة حقوق الانسان (ميدل ايست ووج)واهلاكهم وابادتهم بالقتل والدفن وهم أحياء في قبور جماعية ،أو إهلاكهم في معتقلات الموت.
ت‌-تدمير وازالة (92) مدرسة ابتدائية في تلك القرى بواسطة المتفجرات ومكائن العمل.
ث‌-تدمير (203 ) مساجد تدميراً كاملاً ،وحرق ما فيها من نسخ القرآن الكريم.
ج‌-الاستيلاء على ممتلكات جميع القرى المذكورة في الفقرة (أ) اعلاه .
ح‌-تدمير البيئة الطبيعية وحرق المراعي والغابات الكثيفة في تلك المنطقة.
خ‌-القضاء على مصادر المياه ،بتدمير وردم العيون والابار، واتباع سياسة الارض المحروقة.
الجرائم التي ارتكبت في عمليات الانفال الثانية (انفال قرداغ):
بتنفيذ عمليات الانفال الثانية في منطقة قرداغ بين التاريخين 22 / 3 / 1988 -1 / 4 / 1988 ارتكب المتهمون الماثلون أمام محكمتكم جرائم عديدة يمكن درجها بالشكل الاتي:
اولاً:جريمة الابادة الجماعية:
-1في الساعة 6.30 من مساء يوم 22 / 3 / 1988 قصفت القوات العراقية القرى (به لكجار-سيوسينان- جافران- به لخه – كوشك السفلى علياوا وغيرها من القرى الواقعة في منطقة قرداغ بالسلاح الكيمياوي بواسطة المدفعية والقاذفات الانبوبية من معسكر تانجروومعسكر كولان في دربنديخان ومعسكر كاني سارد ،مما ادى الى اهلاك مئات المواطنين بين الرجال والنساء والاطفال وموتهم لاصابتهم بالاسلحة الكيمياوية :ما تم ابادة الثروة الحيوانية والطيور الداجنة والنحل في تلك المنطقة..وبما ان الاسلحة الكيمياوية من الاسلحة المحرمة دولياً ..وان استعمالها بواسطة المدفعية والقاذفات الانبوبية للقرى الآهلة بالسكان دليل على انصباب ارادة الجناة على قتل وابادة جميع السكان الموجودين في تلك المنطقة ابادة جماعية ولمعرفة الجناة ان السكان المقيمين في تلك المنطقة هم من ابناء القومية الكوردية ..فان اركان جريمة الابادة الجماعية تنطبق على الفعل الموصوف بشكل لا يقبل الشكوك،وكما ان اختيار الجناة للوقت الساعة(6.30) مساء دليل على انهم ارادوا قتل اكبر عدد منهم بهذا السلاح الفتاك..بالتالي يعتبر شرطاً مشدداً للجريمة.كما ان قيامهم بقصف تلك القرى بالسلاح التقليدي بواسطة الطائرات بغية دفع ابناء تلك القرى بالتستر والدخول الى الملاجئ وحماية انفسهم من القنابل وبعدها المباشرة بالضربة الكيمياوية يعتبرظرفاً مشدداً اخر على ارتكابهم لجريمة الابادة الجماعية. وذلك بارتكاب جرائم القتل وازهاق الروح بواسطة الاسلحة الكيمياوية بقصد اهلاك ابناء القرى الكوردية اهلاكاً كلياً في تلك المنطقة .
2-قتل أفراد الجماعة:
حيث قامت القوات المسلحة للوحدات العسكرية التي شاركت في قيادة عمليات الانفال الثانية بقيادة المتهم الهارب اللواء الركن أياد خليل زكي بالتنسيق مع الاجهزة الامنية التابعة للجان الامنية في محافظة كركوك والسليمانية بمحاصرة القرى التابعة لناحية قرداغ وجمع العوائل الكوردية ونقلهم الى مركز تجميع طوبزاوه ..وبعدها قتلهم بأوامر نظامية صادرة من المتهم على حسن مجيد الموكل بتنفيذ سياسة القيادة القطرية لحزب البعث ومجلس قيادة الثورة المنحل،وذلك بقتلهم في مقابر جماعية وباعداد كبيرة جداَ تجاوز في هذه العملية اكثر من (21911) مواطناً كوردياًَ بين طفل ورجل وامرأة .عليه فان اركان جريمة الابادة الجماعية واضحة. من خلال تنفيذ عمليات الانفال الثانية في 22 / 3 / 1988 ولغاية 1 / 4 / 1988،ارتكب المتهمون ومأموروهم من الضباط والجنود وافراد قوى الامن الداخلي جرائم عديدة وهي:
أ‌-نقل وترحيل ابناء القرى الكوردية في منطقة قرداغ ،واعتقالهم في معتقل (نكرة السلمان)..وقطع المواد الغذائية الضرورية بما فيها المياه الصالحة للشرب، ومنع معالجة المرضى منهم ،وتعذيبهم نفسياً وجسدياً وأخضاعهم عمداً لاحوال معيشية يقصد بها اهلاكهم اوموتهم فعلياً بشكل كلي اوجزئي..وهذا ما حدث بحيثياته وتفاصيله ووقائعه المثبتة والتي أوردها اكثر من (15) مشتكياً أمام محكمتكم الموقرة.ودور ضابط المعتقل (عجاج) ومعاونه (شمخي). وبالتالي تعتبر فعلاً من افعال جريمة الابادة الجماعية.
ب‌-من خلال التعذيب والبطش والارهاب المنظم الذي ارتكبه مأمورو المتهمين الماثلين من الجنود والضباط وقوى الامن الداخلي لابناء القرى الكوردية في منطقة قرداغ المشمولة بجريمة الانفال الثانية ، فقد تعرض المعتقلون والمحجوزون الى اضرار جسدية وعقلية جسيمة. وبالتالي تعتبر فعلاً من افعال الابادة الجماعية حسب حكم القانون.
ت‌-كما ان عزل النساء عن الرجال ومنعهم من الالتقاء الجنسي نتيجة العزل والاحتجاز،وباعداد هائلة ولمدد طويلة تتجاوز اكثر من تسعة اشهر…يعتبر فعلاً من افعال جريمة الابادة الجماعية وبالتالي يعتبر فعلا من افعال الابادة الجماعية .
ثانياً:جرائم ضد الانسانية:
من خلال الافعال الجرمية التي ارتكبها المتهمون مباشرة اوباوامر صادرة منهم اوبالاشتراك في احد اركان الجرائم التي تمخضت عن عمليات الانفال..فقد ارتكب المتهمون جرائم عديد ضد الانسانية ،من خلال هجوم واسع النطاق وبشكل منهجي موجه ضد ابناء القرى الكوردية في منطقة قرداغ مع العلم بهذا الهجوم العنيف ومنها:
-1القتل العمد ودون محاكمة .
-2النقل القسري للكورد من قراهم الى مجمعات سكنية اواخضاعهم لظروف قاسية.
-3السجن والحرمان الشديد كما حصل في مراكز تجميع المؤنفلين في طوبزاوه ومركز الطوارئ في السليمانية ودبس ونكرة السلمان.
-4التعذيب:كما حدث على ايدي الضابط (عجاج)ونائبه (شمخي) في معتقل نكرة السلمان ومعتقل طبزاوه.
5-الاغتصاب. في نكرة السلمان من قبل عجاج وشمخي.
6-الاضطهاد لابناء القرى الكوردية الواقعة في منطقة قرداغ كونهم من ابناء القومية الكوردية.
-7الاخفاء القسري للمؤنفلين في العملية الثانية للانفال.
ثالثاً:جرائم الحرب:
رغم ان العراق قد انضم الى اتفاقية جنيف المؤرخة 12 / أب / 1949وتعهد بالالتزام ببنود الاتفاقية الخاصة بجرائم الحرب والتعهد بعدم ارتكاب تلك الجرائم،الا ان سجل العراق كان اسوداً،سواءً بالنسبة لجرائم الحرب الخارجية أم ضد الحركات المعارضة الداخلية.وبتدقيق الافعال التي نفذها الجنود والضباط المؤمورون للمتهمين الماثلين أمام محكمتكم يتضح جلياً انهم ارتكبوا افعالاً تعد جرائم تقع تحت طائلة المادة 13 من قانون المذكور ومنها:
-1القتل العمد للمعتقلين والمحجوزين بدون محاكمة وبموجب قرارات ادارية اواوامر شفهية.
-2التعذيب والمعاملة اللاانسانية والتي تم ارتكابها من قبل القوات العراقية في سجون النظام.
3.افعال عديدة ارتكبها افراد الجيش وقوى الامن الداخلي ضد المؤنفلين في سجون نكرة السلمان وطوبزاوه وعينكاوه وغيرها من السجون.
-4تدمير القرى ونهب الممتلكات خلال عمليات الانفال.
المرحلة الثالثة لجريمة عمليات الانفال
بدأت من 7 / 4 / 1988-20 / 4 / 1988
في منطقة كه رميان
جغرافية مسرح الجريمة :
ان عمليات الانفال الثالثة التي نفذها المتهمون بين 7 / 4 / 1988 و20 / 4 / 1988 تحمل مؤشرات ومعاني ودلالات أخرى مهمة،تفتقر المراحل الاخرى لها،فمثلاً كان المتهمون يقولون أن الاحزاب الكوردية قد انشأت مقراتها في القرى والقصبات التي تعرضت للقصف الكيمياوي ومنها على سبيل المثال قرى سه ركه لووبه ركه لووياخسه مه ر في منطقة سورداش، وقرية سيوسينان وبه له كجار وتكيه في منطقة قرداغ..الا ان عمليات الانفال الثالثة قد ارتكبت في منطقة كرميان الواقعة في منطقة كركوك ،وطوز خرماتو،وكفري، وكه لار ،وجنوب منطقة دربندخان وجمجمال ضد مدنيين وقرويين لا حول لهم ولا قوة.. ولا دخل لهم بالسياسية والسياسين ولا علاقة لهم بالبيشمركه ولا توجد هناك مناطق محرمة أومحظورة أمنياً، حسب ما ادعى وتحجج بها بعض المتهمين،كما لا توجد هناك اية مقاومة كوردية أومن سماهم النظام (بالمتمردين الاكراد من عملاء ايران وسليلي الخيانة) وهي قرى كوردية مائة بالمائة وتقع في عمق البلاد ،حيث تبعد عن الحدود العراقية الايرانية مئات الكيلومترات..وهي قرى آمنة يسكنها قرويون يمتهنون الفلاحة وتربية الحيوانات، وتوجد في قراهم مدارس ابتدائية ومتوسطة ومستوصفات ومساجد ودوائر زراعية و. كلها تدار من قبل الاجهزة الرسمية للدولة العراقية. وتوجد بين ابناء تلك العوائل المئات بل الآلاف منهم يؤدون الخدمة العسكرية،واشتركوا مع الجيش العراقي في الحرب الايرانية العراقية. وهم ملتزمون بقرارات الدولة وقوانينها وتعليماتها، فلماذا قام النظام بجريمته الوحشية وابادتهم في تلك المناطق واستئصال جذورهم من ارض ابائهم واجدادهم، دون اي ذنب؟ سوى كونهم كورداً!.
السادة قضاة العدالة:
شيئاً فشيئاً تظهر الحقائق وتخرج من ظلامها الداكن وظلالها الكثيفة فمهما قالوا ومهما حاولوا تغير الوصف القانوني لتلك الجريمة البشعة التي نفذها المتهمون ..فان التوجه يصطدم بحقائق ناصعة ترقى الى درجة القناعة التامة والمطلقة..بان النظام المباد ورئيسه المدان صدام حسين وبالاشتراك مع المتهمين الماثلين أمام محكمتكم قد ارتكبوا جريمة الابادة الجماعية ضد ابناء القومية الكوردية.بشكل اكيد ومطلق…وكل الدلالات والمؤشرات تشير الى ان قيادة النظام والمتهمين وشركاءهم لم يتسن لهم اكمال جريمة الابادة الجماعية. بسبب احتلال دولة الكويت الجارة،والدخول في مواجهة الارادة الدولية المتمثلة بقوات التحالف لتحرير الكويت..مما ادى الى اجبار النظام على تأجيل العمليات اللاحقة للانفالات التي كانت تشمل المدن الكبيرة والاقضية والنواحي الاخرى في انفالات اخرى.كما ان التخطيط للعملية الثالثة للانفال كانت معدة منذ زمن بعيد ومرتبطة ارتباطاً شديداً بتعريب مدينة كركوك وأطرفها الادارية ،فالنظام كان يهدف هدم البنية التحتية للكورد في تلك المنطقة وقلع جذورهم منها وزيادة العنصر العربي وفق خطة شوفينية منطلقة من افكار ميشل عفلق .ومنهاج حزب البعث العربي الاشتركي.
كرميان منطقة سهلية تقع جنوب المناطق الجبلية في كوردستان، وهي عبارة عن سهول خصبة تتخللها التلال المتناثرة والاخاديد الخضراء التي تساعد على تربية الحيوانات والمحاصيل المختلفة..فهي منطقة غنية بثرواتها الطبيعية وغزيرة بانتاجها الزراعي.
الوحدات العسكرية التي شاركت في تنفيذ الجريمة:
اولاً: قوات الفيلق الثاني بقيادة الفريق الاول كامل ساجت وتتكون من :
-1فرقة المشاة / 15
-2فرقة المشاة / 34
-3فرقة الالية المدرعة / 3
ثانياً: قوات الفيلق الاول بقيادة المتهم سلطان هاشم وتتكون من :
-1قوات الجحفل الخفيف بقيادة اللواء سعد شمس الدين
2-الفرقة المدرعة العاشرة بقيادة اللواء خالد الدليمي.
-3قوات حماية النفط بقيادة العميد الركن بارق عبدالله
-4أمرية مواقع الفيلق الاول بقيادة اللواء منذر ابراهيم ثالثاً:الجهد الهندسي لتدمير القرى.
رابعاً:هيئة اركان الاستخبارات التابعة للفيالق والفرق.
خامساً:الصنف الكيمياوي.
سادساً:طيران الجيش.
سابعاً:القوة الجوية.
ثامناً:الوحدات الامنية التابعة لامن كركوك والسليمانية.
محاور هجوم القوات العسكرية:
-1طوز خورماتو- باش تبه ،آواسبى
2-كفري – اومه ربل ن عزيز قادر.
-3كفري – دراجى.
-4كلار – تيله كو- كو له جو.
-5بيباز – شيخ طةويل.
-6بونكل – بكر بايف.
-7دربنديخان – دوزن
-8جبل قرداغ – تب كروس.
-9قادر كرم – ابراهيم غلام.
-10قرداغ – دوزينه.
-11قرة حسن – هنار ومحمود به ريزاد.
-12ليلان – تازه شار.
-13سنكاو- سرقلا.

تنفيذ الجريمة:
في الضياء الاول من صباح يوم 7 / 4 / 1988،تحركت وحدات الجيش العراقي التي كانت متمركزة في مركز قضاء طوز خرماتو ملحقة بها قوات اضافية أخرى انطلقت من كركوك ،ليلان،جمجمال،سنكاو..والتقت جميعها في بلدة قادر كرم التي تقع في المركز الجنوبي لكرميان، ووفق الخطة المعدة،انقسم رتل طوز خرماتو الى ثلاث قوات:
-1القوة الاولى توجهت الى جنوب شرق بلدة نوجول،باتجاه آواسبى.
2-القوة الثانية تحركت شرقاً بمحاذاة الوادي الرملي للنهر المذكور.يساندها غطاء جوي بالطائرات الحربية والسمتيات،قصفت القرى الواقعة ضمن اهدافها بشكل مكثف.
-3القوة الثالثة شنت هجوماً عنيفاً على قرية ( تازه شار) التي تعرضت للضربة الكيمياوية من قبل القوة الجوية العراقية .وطوقت القرى الثلاث الواقعة في تلك المنطقة وهي كاني قادرالعليا، كاني قادرالسفلى وقرية شيخ حامد بالقوات التي تحركت باتجاهات ثلاثة ..وبعد ان تم القاء القبض على سكان تلك القرى ونهب ممتلكاتها ونقل القرويين بواسطة السيارات العسكرية الى قادر كرم ومن هناك الى مركز تجميع طوبزاوا جرى تدمير القرى تدميراً كاملاً اتجه الرتل جنوباً باتجاه قرية كريم حسام وصولاً الى الجانب الثاني لنهر آواسبي.
وتحرك الرتل الثاني من تلك القوات من بلدة قادر كرم باتجاه الشمال بقيادة العميد قوات خاصة بارق عبدالله ووصل باتجاه الشمال الغربي لبلدة قادر كرم فحاصروا القرى ومنها قرية ابراهيم غلام..مما اضطر اهاليها على ترك دورهم ومآواهم متوجهين الى التلال المجاورة..خوفاً من أنفلتهم..لكنهم عادوا وسلموا انفسهم الى الجيش ..واختفى منذ ذلك اليوم (51) شخصاً من ابناء تلك القرية حيث تمت انفلتهم.وهم من ابناء عشيرة زنكنه..
أما الرتل الثالث فقد تحرك نحومنطقة سنكاووجمجمال وتم تدمير جميع القرى الواقعة في تلك المنطقة..وتم القاء القبض على العوائل الهاربة والمنتشرة في تلك الوديان..ونقلوا الى مركز شرطة قادر كرم ومن هناك الى مركز المؤنفلين في طوبزاوه..ومنها قرى (تيبرز،ثري زاده) وصولاً الى تكية الجباري وبنكول والى ليلان.
أما الرتل الرابع المنطلق من سنكاو ومعه كتيبة دبابات فقد توجه غرباً نحووادي (كوله باغ)شرق قادر كرم حاصرين القرى (قه يتول،كارواى، كوله باغ السفلى،كوله باغ العليا، وغيرها من القرى) ،وبعد تجميع تلك العوائل ونقلهم بواسطة العربات العسكرية الى قادر كرم والى مركز تجميع المؤنفلين في طوبزاوه ومن هناك الى مصيرهم المجهول.بعدها قام الضباط والجنود بنهب ممتلكات القرويين ،وبدأ الجهد الهندسي بتدمير البنايات ودورالقروين وتسويتها مع الارض .
كما قام الرتل الرابع من الجيش بحملة تمشيط القرى وتدميرها في منطقة سه نكاو جنوب كه رميان..متجهة الى قرية دوزينه القريبة من نهر آواسبي فقد قامت هذه القوة المدعومة بالجهد الهندسي بتدمير ما يقارب (20) قرية …وان اكثرية ابنائها مازالوا في عداد الموتى ومجهولي المصير..ولم ينجوا منهم الا من كان خارج تلك القرى.كما تم القبض على اكثرية العوائل التي هربت من قراها في منطقة الرتل الرئيس للجيش حيث تم تدمير قرية توكين وآليات تازه وميل قاسم وحاصر الجيش تلك العوائل المتفرقة في وديان واخاديد المنطقة ونقلهم بواسطة عربات الايفا الى قلعة (قورتو)تحت حراسة مشددة من قبل فرقة المشاة (21)..كما انطلقت قوة عسكرية بقيادة النقيب (عبد عواد)المنتمي الى فوج المشاة (417) نحوقرية (دةراجي) لاجلاء سكانها ونقلهم الى مركز تجميع المؤنفلين في طوبزاوه . وهنا يجدر بنا الاشارة الى افادة المشتكي محمود توفيق محمد مواليد 1927 وهوعشيرة الجاف والذي يسكن قرية (باراوه) الواقعة في منطقة كه رميان قائلاً:
بان ابناء عشيرته قرروا ان يتركوا قريتهم ويتوجهوا الى القوات الحكومية لتسليم انفسهم باعتبار ان الحكومة هي (أب الشعب) ونحن مجرد مزارعين وفلاحين فقراء لم تكن لنا في يوم من الايام علاقة باي حزب سياسي ،ومع هذا عملت الحكومة ما عملت..حيث اعتقلتنا ونهبت ممتلكاتنا ودمرت قرانا ولم يبق لنا اي شيء ..وبعدها انفل (37) فرداً من عائلتي).
وفي صباح 20 / نيسان / 1988تم تدميرأخر قرية في منطقة كرميان المسماة(فقي مصطفى) وتم حجز اكثرية ساكنها من القرويين المدنيين عادت القوات العراقية الى قواعدها مبلغة بان جميع اهدافها قد انجزت وفق البرقية المرقمة (11386)في 21 / 4 / 1988 الصادرة من استخبارات الفيلق الثاني الى مكتب تنظيم الشمال.وبهذا فقد تم تدمير المنطقة وازالت القرى وتخليتها من السكان وسوقهم الى المصير المجهول.
نتائج جريمة عمليات الانفال الثالثة في كه رميان:
د‌- تدمير (515) قرية وفق القائمة المرفقة .(رجاءً انظروا الى قائمة اسماء القرى المرفقة)
ذ‌-القاء القبض على (28777) ثمانية وعشرين الفاً وسبعمئة وسبعة وسبعين شخصاً مدنياً من سكان تلك القرى وفق الاحصاءات التي نشرتها منظمة حقوق الانسان (ميدل ايست ووج)واهلاكهم وابادتهم بالقتل والدفن وهم أحياء في قبور جماعية ،أوإهلاكم في معتقلات الموت.
ر‌-تدمير وازالة (340)مدرسة ابتدائية في تلك القرى بواسطة المتفجرات ومكائن العمل.
ز‌-تدمير (430)مسجداً تدميراً كاملاً ،وحرق ما فيها من نسخ القرآن الكريم.
س‌-الاستيلاء على ممتلكات جميع القرى المذكورة في الفقرة (أ) اعلاه .
ش‌-تدمير البيئة الطبيعية وحرق المراعي والبساتين والغابات.
ص‌-القضاء على مصادر المياه ،بتدمير وردم العيون والابار، واتباع سياسة الارض المحروقة.
الجرائم التي ارتكبت في عمليات الانفال الثالثة (كه رميان):
بتنفيذ عمليات الانفال الثالثة في منطقة كرميان بين التاريخين 07 / 04 / 1988 -20 / 04 / 1988 ارتكب المتهمون الماثلون أمام محكمتكم جرائم عديدة يمكن درجها بالشكل التالي:
اولاً:جريمة الابادة الجماعية
في الساعة 4.30من مساء يوم 9 / 4 / 1988 قصفت القوات العراقية قرية (تازه شار) بالسلاح الكيمياوي بواسطة القوة الجوية ،وبعد ساعتين من القصف الجوي دخلت القوات العراقية القرية المذكورة ..وتبين ان نتجية القصف الكيمياوي هلاك اكثرية ابناء تلك القرية المسكينة. وبما ان الاسلحة الكيمياوية من الاسلحة المحرمة دولياً ..وان استعمالها بواسطة الطيران للقرى الآهلة بالسكان وفي المساء ،فانه دليل على انصباب ارادة الجناة بقتل وابادة جميع السكان الموجودين في تلك المنطقة ابادة جماعية . ولمعرفة الجناة ان السكان المقيمين في تلك المنطقة هم من ابناء القومية الكوردية ..فان اركان جريمة الابادة الجماعية تنطبق على الفعل الموصوف بشكل لا يقبل الشكوك،وكما ان اختيار الجناة للوقت الساعة(4.30) مساء دليل على اصرارهم بقتل اكبر عدد منهم بهذا السلاح الفتاك وعدم استطاعتهم الوصول الى المراكز الطبية ..بالتالي يعتبر شرطاً مشدداً للجريمة، وذلك بارتكاب جرائم القتل وازهاق الروح بواسطة الاسلحة الكيمياوية بقصد اهلاك ابناء القرى الكوردية اهلاكاً كلياً في تلك المنطقة .
1-قتل أفراد الجماعة: حيث قامت القوات المسلحة للوحدات العسكرية التي شاركت في قيادة عمليات الانفال الثالثة بقيادة المتهم سلطان هاشم بالتنسيق مع الاجهزة الامنية التابعة للجان الامنية في محافظة كركوك والسليمانية بمحاصرة القرى الواقعة في منطقة كه رميان ،وجمع العوائل الكوردية ونقلهم الى مركز تجميع طوبزاوه . كما افاد بها المشتكي عبدالهادي عبدالله محمد الذي ادلى بافادته في جلسة 13 بتاريخ 9 / 10 / 2006والذي تم القاء القبض على زوجته الحاملة واولاده الصغارووالدته (رابعه حمه توفيق ) مع اقاربه في قرية قوليجان المتكونة من (30) عائلة والمؤنفلة والمبادة كليا والتابعة لناحية قادركرم فانه قد تم العثورعلى هوية شقيقته (عصمت) وشقيقه (نوري) في مقبرة المثنى في السماوة. وبعدها قتلهم بأوامر نظامية صادرة من المتهم علي حسن مجيد الموكل بتنفيذ سياسة القيادة القطرية لحزب البعث ومجلس قيادة الثورة المنحل،وذلك بقتلهم في مقابر جماعية وباعداد كبيرة جداَ تجاوز في هذه العملية اكثر من (34770) مواطناً كوردياً بين طفل ورجل وامرأة .عليه فان اركان جريمة الابادة الجماعية واضحة.
-2من خلال تنفيذ عمليات الانفال الثالثة بين التاريخين 7 / نيسان / 1988 ولغاية 20 / نيسان / 1988،ارتكب المتهمون ومأموروهم من الضباط والجنود وافراد قوى الامن الداخلي جرائم عديدة وهي:
أ‌-نقل وترحيل اعداد كبيرة من ابناء القرى الكوردية في منطقة كه رميان ،واعتقالهم في معتقل (نكرة السلمان)..وقطع المواد الغذائية الضرورية بما فيها المياه الصالحة للشرب، ومنع معالجة المرضى منهم ،وتعذيبهم نفسياً وجسدياً وأخضاعهم عمداً لاحوال معيشية يقصد بها اهلاكهم اوموتهم فعلياً بشكل كلي اوجزئي..وهذا ما حدث بحيثياته وتفاصيله ووقائعه المثبتة والتي أوردها اكثر من (15) مشتكياً أمام محكمتكم الموقرة.ودور ضابط المعتقل (عجاج) ومعاونه (شمخي).وبالتالي تعتبر فعلاً من افعال جريمة الابادة الجماعية.
ب‌-من خلال التعذيب والبطش والارهاب المنظم الذي ارتكبه مأمورو المتهمين الماثلين أمامكم من الجنود والضباط وقوى الامن الداخلي لابناء القرى الكوردية في منطقة كرميان المشمولة بجريمة الانفال الثالثة،فقد تعرض المعتقلون والمحجوزون الى اضرار جسدية وعقلية جسيمة ومنهم زوج المشتكية (قليمة مصطفى ئينجه) الذي اصيب بشلل نصفي وان ابنتها قد قتلت. وبالتالي فان ما قام به المتهمون يعتبر فعلاً من افعال الابادة الجماعية (الجينوسايد).
ت‌-كما ان عزل النساء عن الرجال ومنعهم من الالتقاء الجنسي نتيجة العزل والاحتجاز،وباعداد هائلة ولمدد طويلة تتجاوز اكثر من تسعة اشهر…يعتبر فعلاً جرمياً من افعال جريمة الابادة الجماعية.
ثانياً:جرائم ضد الانسانية:
من خلال الافعال الجرمية التي ارتكبها المتهمون مباشرة اوباوامر صادرة منهم اوبالاشتراك في احد اركان الجرائم التي تمخضت عن عمليات الانفال..فقد ارتكب المتهمون جرائم عديدة ضد الانسانية ،من خلال هجوم واسع النطاق وبشكل منهجي موجه ضد ابناء القرى الكوردية في كرميان مع العلم بهذا الهجوم العنيف ومنها:
-1القتل العمد ودون محاكمة.
-2النقل القسري للكورد من قراهم الى مجمعات سكنية اواخضاعهم لظروف قاسية.
-3السجن والحرمان الشديد كما حصل في مراكز تجميع المؤنفلين في طوبزاوه ومركز الطوارئ في السليمانية ودبس ونكرة السلمان.
-4التعذيب:كما حدث على ايدي الضابط (عجاج)ونائبه (شمخي) في معتقل نكرة السلمان.
-5الاغتصاب كما حدث في سجن نكرة السلمان.
-6الاضطهاد لابناء القرى الكوردية الواقعة في منطقة كرميان كونهم من ابناء القومية الكوردية.
-7الاخفاء القسري للمؤنفلين في العملية الثالثة للانفال.
ثالثاً:جرائم الحرب:
رغم ان العراق قد انضم الى اتفاقية جنيف المؤرخة 12 / أب / 1949وتعهد بالالتزام ببنود الاتفاقية الخاصة بجرائم الحرب والتعهد بعدم ارتكاب تلك الجرائم،الا ان سجل العراق كان اسود، سواءً بالنسبة لجرائم الحرب الخارجية أوضد الحركات المعارضة الداخلية.وبتدقيق الافعال التي نفذها الجنود والضباط المأمورون للمتهمين الماثلين أمام محكمتكم يتضح جلياً انهم ارتكبوا جرائم حرب :-
-1تعمد توجيه هجمات ضد القرى الكوردية من المدنيين وضد ابناء تلك المنطقة الذين لم يشاركوا في الاعمال الحربية .
-2تعمد توجيه هجمات ضد مبان مخصصة لاغراض دينية وتعليمية كما حدث في القرى الكوردية والتي تم تدمير جميع المدارس والمساجد والمستوصفات فيها.
-3اصدار الاوامر بنقل وترحيل السكان المدنيين .
المرحلة الرابعة لجريمة عمليات الانفال
بدأت في 3 / 5 / 1988-8 / 5 / 1988
منطقة أغجلر- شيخ بزيني وطق طق وكويسنجق
ان زرع الحقد والكراهية بين الشعوب والقوميات والطوائف الدينية والكيانات الاجتماعية الاخرى ..هوعمل تمهيدي لجريمة الابادة الجماعية..لان هذه الجريمة لا تتحقق الا بوجود النوايا والمقاصد الخاصة ،كما لا تتحقق الا بعد تشخيص الضحية بشكل واضح وعلى أسس فكرية وعقائدية يؤمن بها القادة الجناة ويأمرون أجهزتهم بتنفيذ الجريمة وفق سياقات عقائدهم..فبعد ان تركت القوات العراقية منطقة كه رميان الواسعة ارضاً جرداء وتم تسوية مئات القرى مع الارض..هدفهم ترك كوردستان ارضاً جرداء دون حياة فقامت بتنفيذ هجومها في حملة الانفال الرابعة

التآخي