تعتبر دايا جوان أنموذجاً للمرأة الكوردية الفاضلة الطيبة والمحبة للثقافة، حيث بدأت تكرس في السنوات الاخيرة جل اهتمامها من أجل ممارسة الكتابة وبهذا فهي تسهم في محاولة التوجه الى عالم الشعر والكتابة فتغدو الام الناضجة والمحبة للكلمة مثلما هي محبة لكل ذرة من تراب وطنها الجميل. كيف لا وهي منحدرة من أسرة معروفة بحب العلم والثقافة ولها باع طويل في الوطنية وأهميتها تأتي من تعلمها المتأخر للكتابة ومحاولتها الجدية للكتابة. هذه المرأة الكوردية العصامية ثقافياً والتي لم تدخل مدرسة قط بل درست في بداية حياتها العلوم الدينية متتلمذة على يدي والدها في جزيرة بوتان (موطن الامارة الكوردية العريقة). تعلمت اللغة العربية كتابة وقراءة وأحست بموهبتها الشعرية تستحث خيالها وهي ما تزال فتاة في مقتبل العمر.
فكتبت قصائدها باللغة العربية عام 1977، نشرت بعضا منها في الصحف السورية. بعدها كتبت باللغة الكوردية أجمل قصائدها وصدر لها ديوان بالكوردية عام 1992 بعنوان (في بحر احزاني) ترجم الى العربية. ثم ديوانها الآخر (عبرات متمردة)عام 1998.تلته مجموعة قصصية بعنوان (بازبند) أي الحجاب عام 1999 ونشرت مؤخراً مجموعة قصصية من التراث الكوردي بعنوان (حكايات شعبية كوردية). نالت عدة اوسمة واحدها وسام تونس.
هي منحازة للانسان في هواجسه وأحلامه وبحثه الدائب عن الحرية التي من دونها تغدو الحياة سجناً وقبراً، فالحرية وحدها نقيض الموت- ولدت عام 1953 وترعرعت في كنف أسرة ثقافية ووطنية. امضت طفولتها البريئة في احضان أمارة (بوتان) وبين ربوعها الساحرة وتسلقت جبالها الشامخة- وجلست تحت ظل أشجارها الوارفة الظلال- ارتوت من مناهل ينابيعها الغزيرة والمنحدرة من شواهق جبال بوتان وتمرغت بثلجها وترابها.
حمل رأسها حكايا الجسارة والشهامة والعشق والتضحية… من مجموعتها الشعرية (موجة من بحر احزاني) هذه القصيدة.
الغربة
رغم عذاب الغربة ومرارتها
فأنني مدينة لها
لأنها علمتني
كم، الوطن غالٍ وجميل
جبلية أنا
لاصلي لذلك الجبل
الذي لم يرتجف ولم ينحنِ
تلك الثلوج والاعاصير
سأصلي لتك الصخور العاتية التي لم تدر جباهها
لسهام- وقنابل الاعداء
سأصلي لتلك الاودية
التي تحمل بكنفها قسمات الابطال
سأصلي- لأولئك الأمهات اللائي يداوين بأفئدتهن
جروح الوطن
المصدر التاخي العدد 4873 التاريخ 8/10/2006