الرئيسية » مقالات » الشهيــد الكـردي الفيلـي : تحيتـــي

الشهيــد الكـردي الفيلـي : تحيتـــي

سيلتقي الكرد الفيليين حزناً حول اوجاع مجزرة انفلتهـم واجتثاثهم واختطاف وتغييب اكثر مـن عشرة الآف من بناتهم وابناءهـم في وحشية وبشاعـة قل مثيلهـا في تاريخ البشريـة .

قبل ( 27 ) عاماً تقريباً ’ ارتكب النظام البعثي المقبور باكـورة مجازره الجماعيـة بحق ابناء الشعب العراقي مستهدفاً الكرد الفيليين كشريحة باسلة وطليعـة وطنيـة في نضال اطراف الحركـة الجماهيريـة المعارضـة ’ورغم كل المآسي والعذابات التي رافقتهـم في مهاجرهم وغربتهم استمروا يضغطون على جراحهـم انتظاراً لليوم الذي سيثأر لهـم وطنهم وينصفهـم ويعيدهم الى احضانـه ابناء اوفياء .

بعد التغيير الذي حدث في 09/04/2003 ساهموا بحيويـة واندفاعـة في دفع العملية السياسية الوليده والأنجازات الديموقراطيـة الموعودة ’ فكان حضورهم ودورهم مميزاً في العمليتين الأنتخابيتين والأستفتاء علـى الدستور ’ املاً في ان يأتـي من ينصفهـم في سياق انصاف اهـل العراق .

انتظروا … وانتظروا… واستغاثوا حتى اقتنعوا اخيراً بخيبـة املهـم ’ في ان الذين استورثوا ما تركه نظام بعث صدام حسين يتجنبون الأقتراب من جرحهم وجروح العراقيين ’ لأنها تجعلهم وجهاً لوجـه في مواجهـة مكشوفـة مع مـن ارتكب تلك الجرائم الوحشيـة ’ في وقت يخطون فيـه عهراً فـــي طريق المصالحـة المشينـة معهـم ’ ويقدمون على طاولـة الموت العراقي كؤوس سـم مصافحـة البعثيين بعد ان هربوهـم وادخلوهم من الأبواب والشبابيك الخلفيـة رموزاً وكيانات ومستشارين وقيادات امنيـة تتحكم مرة اخرى في مصير العراقيين ’ واخرها كان مشروع المصالحــة والمساءلـة سيء الصيت .

اذ يلتقي الكرد الفيليين تأبيناً لشهيدهم ’ يجددون العهد لأهلهم وشعبهم على تمسكهم بحقهم وحقوق اخوتهم في العراق ’ يرفضون المساومـة مع من كانت يده ملطخـة بدما ضحاياهـم وضحايا شعبهم ويرفضون قطعاً كل ما من شأنـه ان يلتف على واجب واحقيـة القصاص العادل بحق من ارتكب او ساهـم بأرتكاب تلك الجرائـم .

سيحتفـل الكرد الفيليين حزناً بيـوم الشهيــد الكـردي الفيلـي .. القمــر الـذي غـاب مقتولاً … العائـد فيهــم كما كان شمس عراقيــة .

سيجتمعون بالتأكيد حـول دفيء روحـه الطاهــرة’ يحتمون بذكـراه والوفاء لــه مـن قـسوة زمهـريـر اللامنصفين’ وعهـداً له سيتوحدون وبقبضة فيلية سيمسكون قضيتهم ويرفعونهـا بجهدهم ومبادرتهم وسيجدون قبضـات اخوانهـم فــي العراق معهـم .

ايهـا الكرد الفيليين :يا ابتسامـة امــي وفـرح عيونهـا … اعشقكـم ولله .

يا كحـل النخيل والعنبـر الجنوبي على رموش النهـرين … والود المزروع صمتاً في قلوب اهلــه’ والرئــة التي تتنفـس فيهـا العلاقـة التاريخيـة بين جبال كردستان واهوار الجنوب .

انتـم التاريخ والحضارة والمعرفـة والفداء فـي شرايين عافيـة العراق .

انتـم هكـذا … وستبقون هكـذا ايهـا المهجرين المهاجرين المحاصرين المنسيين والثمـن المـدفـوع عـراقيـاً دائمــاً .

ايهـا البواسل دائمـاً ’ جرحكـم العراقي .. حقوقكـم ومجمل قضيتكـم مؤجلـة ما دام العـراق مؤجـلاً بكاملـه ’ مـن العراق وبالعراق وحـده نستطيع ان ننهض ونستعيـده وطنـاً مـن بين انياب ومخالب الغزات والطامعين والمتطفلين من دول الجوار والدلالين المحليين ,.. العراق وحـده جدير بأ نصافكـم ومصالحتكـم .. وحده يستطيع ان يسترجعنـا ويعيد حقوقنـا ويرفع مآساتنـا ويجبر خواطرنـا جميعاً’ لكنــه اولاً يجب ان يتعافا وينهض بنـا ومن اجلنا لنتجاوز بـه حواجـز الطائفيـة والمذهبيـة والعنصريـة ونحتضنـه وطنـاً للجميع ’ وفي مدرسـة الأخلاص لـه والفداء مـن اجلـه سوف نتعلم ابجديات الديموقراطيـة والفدراليـة والتعدديـة والتوحـد ونخرج نهاءيـاً من دائرة ضياعنـا وغفلتنـا وشلل قناعاتنـا وعطب ولاءاتنـا .

يـد بيـد … وقبضـة على قبضــة من اجـل عـراق فيـه امننـا واستقرارنا وازدهار حاضرنـا وضمـان مستقبلنـا وتحرير قضايانا ومصائرنـا .

قلبـي معكم ايها الأهـل الأعزاء .

اخوكم وابنكـم

حسن المذكـور

برلين / 03 / 04 / 2007