إن المرحلة الراهنة تُسمى بالمرحلة القلقة ، والسبب في ذلك هو ظهور ومشاهدة عوارض طبيعية غريبة وظهور أمراض غريبة أخرى ، والسبب يُكمن في ذلك هو تدمير الأنسان للأرض وإستغلال ثروات الأرض من دون دراسة دقيقة أو حساب منطقي مُستقبلي لكي تنعم بهِ أجيالنا القادمة على مر العصور، والسبب الآخر هو إنغماس الأنسان في شن الحروب المُكثفة وإستعمالهِ الوسائل الكيمياوية ظناً منهُ لكي يجعل من عالمهِ أفضل تاركاً الأخذ بنظر الأعتبار المضار الثانوية الناتجة عن ذلك التدمير .
إن القلق من تلوث هواء المدن ومن المطر الحمضي وتسرب النفط والمخاطر النووية وظهور أمراض عجيبة وغريبة وارتفاع حرارة الأرض يحث على إعادة تفحص بدائل الفحم والنفط والطاقة النووية ، وعلى الرغم من أن مصادر الطاقة البديلة ليست خالية كلياً من التلويث عموماً ، فإنه يوجد مجال واسع من الخيارات التي يكون ضررها البيئي أقل بكثير جداً جداً من مصادر الطاقة التقليدية.
إن أفضل التقنيات الواعدة هي التي تسخر طاقة الشمس حيث يعتبر التحويل الحراري المباشر للإشعاعات الشمسية إلى طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية تقنية جديدة وفي قيد التطوير مهما طال عليها الزمن ، لأن الأنسان دائماً دؤوب في إكتشاف الجديد من هذهِ التقنية العملاقة . إن الخلايا الشمسية هي يمكن أن تكون صناعة إستراتيجية بأعتبارها مصدراً طاقوياً مستقبلياً سيكون له الأثر الأكبر في المحافظة على مصادر الطاقة التقليدية ولأغراض أهم واستغلال أثمن ،علاوة على أن مصدر طاقته مجاني ولا ينضب ونظيف ودون مخلفات أو أخطار ثانوية أخرى والتي من شأنها أن تؤثر مثلاً على العالم الأنساني البشري أو الحيواني أو النباتي أو على مُستقبلية الأجيال القادمة .
سوف أبحث في هذا الموضوع بعض فوائد وإستنتاجات تلك الطاقة البديلة والتعرف من خلالها على المبادئ الأولية ومنتهياً الى تلك الطاقة البديلة والتي يمكننا أن نصنعها ونستخدمها في حياتنا اليومية ، ناهيك عمّا يعيشهُ عراقنا الجريح من مشاكل بيئية جمة ومن إنقطاع التيار الكهربائي وإستعمال المولدات النفطية بدلاً من ذلك ، والتي أدت أو تؤدي بدورها الى تلوث الجو والتأثير على أعصاب الأنسان المحيط بها ، وبالتالي ظهور أمراض عجيبة ، منها صحية ومنها نفسية لا داعي لها أن تظهر أو تصيبنا أبداً .
تعريف الخلايا الشمسية :
إن الخلايا الشمسية هي عبارة عن محولات فولتوضوئية تقوم بتحويل ضوء الشمس المباشر إلى كهرباء ، وهي نبائض شبه موصلة وحساسة ضوئياً ومحاطة بغلاف أمامي وخلفي موصل للكهرباء.
لــقد تم تطوير تقنيات كثيرة لإنـتــاج الخلايـا الشمسيـــة عبر عــــمــليات متسلسلة من المعالجات الكيميائية والفيزيائية والكهربــائيـــة عـــلى شكــل متكاثف ذاتي الآليــــة أو عالي الآلية ، كمـــا تـم تطوير مــــواد مختلفـــة من أشبــاه الموصلات لتصنيع الخلايـــا الشمسية على هيئة عناصر كعنصر السيليكون أو على هيئة مركبات كمركب الجاليوم زرنيخ وكربيد الكادميوم وفوسفيد الأنديوم وكبريتيد النحاس وغيرها من المواد الواعدة لصناعة الفولتوضوئيات للعمل على إنتاج الطاقة البديلة.
ميكانيكية تيار الخلايا الشمسية:
الخلية الشمسية للتطبيقات الأرضية هي رقاقة رفيعة من السيليكون مشابة بمقادير صغيرة من الشوائب لإعطاء جانب واحد شحنة موجبة والجانب الآخر شحنة سالبة مكونة ثنائياً ذا مساحة كبيرة.
تولد الخلايا الشمسية قدرة كهربائية عندما تتعرض لضوء الشمس حيث الضوئيات ( الفوتونات ) والتي يحمل كل منها مُقداراً من الطاقة المحدودة يكسب الإلكترونات الحرة طاقة تجعلها تهتز حرارياً وتكسر الرابط الذري بالشبكة بالمادة الشبه موصلة ويتم تحرير الشحنات وإنتاج أزواج من الإلكترون في الفراغ . تنطلق بعد ذلك حاملات الشحنة هذه متجهة نحو وصلة الثنائي متنقلة بين نطاقي التوصيل والتكافؤ عبر الفجوة الطاقة وتتجمع عند السطح الأمامي والخلفي للخلية محدثة سريان تيار كهربائي مستمر عند توصيل الخلية بمحمل كهربائي وتبلغ القدرة الكهربائية المنتجة للخلية الشمسية عادة واحد وات.
أنواع الخلايا الشمسية التجارية:
تم تصنيع خلايا شمسية من مواد مختلفة إلا أن أغلب هذه المواد نادرة الوجود بالطبيعة أولها خواص سامة ملوثة للبيئة أو معقدة التصنيع وباهظة التكاليف وبعضها لا يزال تحت الدراسة والبحث وعليه فقد تركز الاهتمام على تصنيع الخلايا الشمسية السيليكونية وذلك لتوفير عنصر السيليكون في الطبيعة علاوة على أن العلماء والباحثين تمكنوا من دراسة هذا العنصر دراسة مستفيضة وتعرفوا على خواصه المختلفة وملائمته لصناعة الخلايا الشمسية المتبلورة ومتصدعة التبلور.
1ـ الخلايا الشمسية السيليكونية المتبلورة:
تصنع هذه الخلايا من السيليكون عبر إنماء قضبان من السيليكون أحادي أو عديد التبلور ثم يؤرب الى رقائق و تعالج كيميائياً وفيزيائياً عبر مراحل مختلفة لتصل الى خلايا شمسية.
كفاءة هذه الخلايا عالية تتراوح بين تتراوح ما بين 9 ـ 17 % والخلايا السيليكونية أحادية التبلور غالية الثمن حيث صعوبة التقنية واستهلاك الطاقة بينما الخلايا السيليكونية عديدة التبلور تعتبر أقل تكلفة من أحادية التبلور وأقل كفاءة وأقوى من الناحية الأنتاجية أيضاً للطاقة الكهربائية.
الخلايا الشمسية السيليكونية الأمورفية: 2 ـ (متصدعة التبلور)
مادة هذه الخلايا ذات شكل سيليكوني حيث التكوين البلوري متصدع لوجود عنصر الهيدروجين أو عناصر أخرى أدخلت عمداً لتكسبها خواص كهربائية مميزة وخلايا السيليكون الأمورفي رخيص التكلفة مُقارنةً بخلايا السيليكون البلوري حيث ترسب طبقة شريطية رقيقة باستعمال كميات صغيرة من المواد الخام المستخدمة في عمليات قليلة مقارنة بعمليات التصنيع البلوري ويعتبر تصنيع خلايا السيليكون الامورفي أكثر تطويعاً وملائمة للتصنيع المستمر ذاتي الآلية.
تتراوح كفاءة خلايا هذه المادة ما بين 4 ـ 9 % بالنسبة للمساحة السطحية الكبيرة وتزيد عن ذلك بقليل بالنسبة للمساحة السطحية الصغيرة وإن كان يتأثر استقرارها بالإشعاع الشمسي.
تطبيقات الخلايا الشمسية:
تركز الاهتمام على إدخال الفولتوضوئيات كمصدر للطاقة المتجددة في التطبيقات الأرضية من أجل تطوير التقنية ووسائل الاستخدام في قطاع السكن والصحة والتعليم والصناعة والزراعة والنفط وغيرها من الاستخدامات.
الفولتوضوئيات الجذابة اقتصادياً وفي المناطق المعزولة والريفية والنائية حيث تنقص تكلفة شبكات الكهرباء العامة وتساعد في الإنماء الاقتصادي والتطوير الاجتماعي المحلي وحتى بالأمكان أن تُستخدم في المُدُن الكبيرة من أجل الحصول على طاقة كهربائية عديمة الأنقطاع وسهلة الأستعمال ورخيصة الثمن ولا تسبب أي تلوثات بيئية ، ولا تتأثر بمستوى إرتفاع أو أنخفاض مياه السدود والأنهار. إن المسطحات الفولتو ضوئية هي مصدر القدرة الكهربائية لهذهِ التطبيقات ، حيث يتكون المسطح من عدة خلايا ( مُتصلة معاً بصفائح سلكية معدنية ) مُغطاة بملف من البلاستيك الحراري مثل أسيتات فينيل إيثيل أو غيرهُ وآخر من التدلارلحمايتها من الأشعة فوق البنفسجية ومغلقة بصفيحة زجاجية من الأمام وطبقة واقية تعمل كقاعدة إنشائية من الزجاج أو من الألياف الزجاجية أو الخزف الصيني عند الخلف مركب عليها صندوق وصلة كهربائية ومحاط بإطار معدني. وهذه المسطحات يعوّل عليها بتطرف كمصدر طاقة كهربائية لأن ليس لها أجزاء متحركة وذات عمر طويل يتراوح من 15 ـ 40 عاماً وآمنٌ للبيئية أيضاً كما ذكرنا آنفاً . كما وأنها تعطي للمباني شكلاً معمارياً أنيقاً وجميلاً أيضاً .
ويمكن تصنيف وتحديد التطبيقات الأرضية وفق القدرة الكهربائية على النحو التالي:
تطبيقات ذات القدرة منخفضة:
وتشمل الأجهزة والمنظومات التالية:
الحاسبات والألعاب الإلكترونية والساعات
أجهزة الإذاعة المسموعة وشاحنات وسائط القدرة المنخفضة
تطبيقات ذات القدرة المتوسطة:
وتشمل المنظومات التالية:
الإنارة – أجهزة الإذاعة المرئية – ثلاجات اللقاح والأمصال – إشارات المرور والإنذار – مراوح الأسقف ( التهوية ) – هواتف الطوارئ – شاحنات السياج الكهربائي
حيث يشحن السياج المحاط بالمزارع وأماكن تربية الحيوانات لمنعها من الاقتراب منها.
تطبيقات ذات القدرة المتوسطة والعالية:
ضخ المياه – محطات اتصالات الموجات السنتيمترية – محطات الأقمار الصنـــــاعية الأرضية – الوقاية المهبطية لحماية أنابيب النفط والغاز والمنشآت المعدنية من التآكل – تغذية شبكة الكهرباء العامة
كلفة كهرباء الخلايا الشمسية:تتراوح تكلفة الوات ذروته في الأسواق العالمية ما بين 8 الى 10 دولارات بالنسبة للدول المستوردة بينما تصل تكلفة الوات ذروته بالنسبة للتطبيقات ذات القدرة المتوسطة والعالية الى 30 دولاراً للوات . إن أجهزة التحكم و التخزين الساكن والألكترونيات المُساعدة ( المحطات الكهروشمسية ذات سعة الميجاوات ) تصل ذروتها بالنسبة للقدرة العالية الى أقل من 20 دولاراً للوات، وطبعاً هذهِ الأسعار على حد سنة 1995 ، أما اليوم فتلك الأسعار في تناقص شديد يصل الى حد النصف بسبب تطور التقنيات وسهولة صناعة تلك الشبكات ، أي أن تلك الشبكات لا تُكلف أكثر من سعر الشبكات الكهربائية العادية ذات التلوث البيئي والأنقطاع المستمر . ففي الجدول ( أسفل ) نبين كيفية تناقص تلك الأسعار الوالتية ما بين 1980 الى 1992 ، حيث وصلت الى أقل من النصف .
الشركات العالمية المصنعة للخلايا الشمسية:
هناك شركات عالمية وكثيرة عاملة في هذا المجال ومنها مثلاً شركة أتيار سولار في أيطاليا ، وشركة سولار في ألمانيا ، وشكرة هيليودينايكا في البرازيل ، وشركة إستروبور في كندا ، وشركة كرونار في يوغسلافيا القديمة ، وهناك شركات عديدة أخرى في الولايات المتحدة وفي اليابان … ألخ .
أما الآن فعدد تلك الشركات يصل الى ثلاثة أضعاف أو أكثر .
تحديد التطبيقات الأرضية وفق القدرة الكهربائية على النحو التالي
توزيع الشركات التجارية المصنعة
الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة الشمسية:
تستثمر الدول المصنعة أموالاً طائلة في مجال الخلايا الشمسية وذلك على مستوى البحث والتطوير والتطبيق بغية الوصول إلى تخفيض أسعارها وزيادة كفاءتها وتسهيل طرق إنتاجها وجعلها واعدة للإنتاج والتطبيق الموسع.
استثمارات الطاقة الشمسية في الوطن العربي:
يدرك العاملون في مجال الطاقة أن الأراضي العربية أكثر دول العالم الغنية بالطاقة الشمسية مُقارنةً مع بعض الدول العالمية ، ولو أخذنا متوسط الخلايا الشمسية بمعامل تحويل الطاقة ولنفترض 5 % ما يصل الأرض العربية من الطاقة الشمسية ، ولو أخذنا مساحة 16000 كيلو متر مربع من الصحراء الغربية للعراق ( وهذهِ المساحة تعادل تقريباً مساحة الكويت ) ، أصبح بأمكاننا توليد طاقة كهربائية تساوي 400 * 10 مربع / ميكا واط في الساعة / في اليوم ، وهو ما يزيد عن خمسة أضعاف ما نحتاجهُ اليوم من الطاقة وهذا طبعاً إذا حسبنا حالة الأستهلاك القصوى للأستعمال أيضاً .
ومن البديهي أيضاً أن طاقتنا النفطية ستنضب بعد عشرات السنين على الأكثر وهو أحسن المصادر للطاقة ، وذلك لعدم وجود كميات كبيرة من مادة اليورانيوم في بلداننا العربية أيضاً ، بالإضافة إلى تكلفة أجهزة الطاقة وتقدم تكنولوجيتها خلال السنوات الخمسين الماضية و إمكانية عدم اللحاق بها وهو ما جعلنا مقصرين في استثمارها و نأمل أن لا تفوتنا الفرصة في خلق تكنولوجيات محلية عراقية ،أو على الأقل عربية أيضاً لاستغلال الطاقة الشمسية وهي لا زالت في بداية تطورها.
إن لاستعمال بدائل الطاقة مردودين مهمين:
أولهما جعل فترة استعمال الطاقة النفطية طويلة.
وثانيهما تطوير مصدر للطاقة آخر بجانب مصدر النفط الحالي.
ومن التجـارب المحدودة لاستخدامات الطاقة الشمسية في العراق والبلاد العربية ما يلي:
1ـ تسخين المياه والتدفئة وتسخين برك السباحة بواسطة الطاقة الشمسية أصبحت طريقة اقتصادية في العراق والبلدان العربية وخاصة في حالة تصنيع السخانات الشمسية محلياً.
2ـ تعتبر الطاقة الشمسية أحسن وسيلة للتبريد حيث أنه كلما زاد الإشعاع الشمسي كلما حصلنا على التبريد وكلما كانت أجهزة التبريد الشمسي أكثر كفاءة ، ولكن تكلفة التبريد الشمسي تكون أعلى من السعر الحالي للتبريد بثلاثة الى خمس أضعاف تكلفته الاعتيادية ويعود السبب لارتفاع التكلفة لمواد التبريد الشمسي ومعدات تجميع الحرارة وتوليد الكهرباء في الوقت الحاضر.
ولو استعرضنا البحث والتطبيقات السارية للطاقة الشمسية في العراق والوطن العربي لتبين لنا أن استخدام السخانات الشمسية أصبح شيئاً مألوفاً في بعض البلدان العربية بينما بقيت صناعة الخلايا بصورة تجارية متأخرة في جميع البلدان العربية بسبب تكلفة إنشاء المصنع الأولية و إتباع سياسة التأمل القائلة : يجب الأنتظار الى حين تنخفض الكلفة ). )
إن معظم التجارب الميدانية والمختبرية لاستغلال الطاقة الشمسية في العراق والوطن العربي لا تزال في مراحلها الأولى ويجب تنشيطها و الإكثار منها و لو استعرضنا ما تقوم به دول العالم في هذا المجال و بخاصة الدول المتقدمة صناعياً والتي لا تملك خمس ما تملكه الدول العربية من الطاقة الشمسية لوجدنا أن بريطانيا وحدها تنفق على مشاريع الطاقة الشمسية ما يعادل جميع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة وينطبق هذا على عدد العاملين في مجالات الطاقة المتجددة حيث يعمل في فرنسا ضعف الذين يعملون في جميع الدول العربية في هذه المجالات.
اقتصاديات الطاقة الشمسية:
تعتبر تكلفة المواد الأولية لأجهزة استخدام الطاقة الشمسية أهم عائق يحول دون استخدامها بالإضافة إلى المساحة الكبيرة المطلوبة لوضع هذه الأجهزة المجمعة لأشعة الشمس غير المركزة و بالرغم من كل هذه العوامل فهناك بعض الاستخدامات للطاقة الشمسية تعتبر اقتصادية في الوقت الحاضر ، منها تسخين المياه والاستعمالات الأخرى في المناطق النائية مثل توليد الكهرباء وضخ المياه وتحلية المياه والإشارات الضوئية والبث اللاسلكي والحماية الكاثودية وغيرها.
ومن الضروري قبل احتساب تكلفة واقتصاديات الطاقة الشمسية أن نعلم نوع التطبيق الشمسي بالإضافة إلى مواصفات المكان أي بمعنى يجب علينا طرح ودراسة بعض الأسئلة والأستفسارات ومنها مثلاً :
* هل أنَ المنطقة نائية أو قرب المدينة أو في داخل المدينة ؟
* ويجب معرفة فترة التشغيل اليومية ، وهل هناك حاجة إلى تخزين الطاقة أم لا ؟
* وهل هناك حاجة إلى الصيانة ومدى تكرارها ؟.
ومن المعلوم بأن معظم البلدان العربية تدعم أسعار الكهرباء المولدة بالمشتقات النفطية لمواطنيها ولا بد من أخذ هذا الدعم في نظر الاعتبار عند مقارنة تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية.
و إذا أخذت جميع هذه العوامل في الحسبان واتبعت الطرق الصحيحة لاستغلال و استخدام هذا النوع من الطاقة بشكل اقتصادي ومحاولة تطويرها إلى الشكل الأفضل قد يؤدي إلى انخفاض تكلفة الوات الواحد المنتج منها.
بعض مشاكل استخدام الطاقة الشمسية:
أولاً :إن أهم مشكلة تواجه الباحثين في مجالات استخدام الطاقة الشمسية هي وجود الغبار ومحاولة تنظيف أجهزة الطاقة الشمسية منه وقد برهنت البحوث الجارية حول هذا الموضوع أن أكثر من 50 % من فعالية الطاقة الشمسية تفقد في حالة عدم تنظيف الجهاز المستقبل لأشعة الشمس لمدة شهر.
إن أفضل طريقة للتخلص من الغبار هي استخدام طرق التنظيف المستمر أي على فترات لا تتجاوز ثلاثة أيام لكل فترة وتختلف هذه الطرق من بلد الى آخر معتمدة على طبيعة الغبار وطبيعة الطقس في ذلك البلد ، أما هذا فهو لا ينطبق على معظم مناطق عراقنا الحبيب .
ثانياً :أما المشكلة الثانية فهي خزن الطاقة الشمسية والاستفادة منها أثناء الليل أو الأيام الغائمة أو الأيام المغبرة ويعتمد خزن الطاقة الشمسية على طبيعة وكمية الطاقة الشمسية ، و نوع الاستخدام وفترة الاستخدام بالإضافة إلى التكلفة الإجمالية لطريقة التخزين ويفضل عدم استعمال أجهزة للخزن للمناطق الصغيرة لتقليل التكلفة والاستفادة بدلاً من ذلك من الطاقة الشمسية مباشرة حين وجودها فقط. أما ما يخص المدن الأكبر أو الكبيرة جداً فينصح بذلك طريقة التخزين لكي تتوزع تلك الطاقة المخزنة بدورها على المناطق ذو الأحتياجات الأكثر للطاقة .
ويعتبر موضوع تخزين الطاقة الشمسية من المواضيع التي تحتاج إلى بحث علمي أكثر واكتشافات جديدة. ولكن هناك الآن طرق عديدة أخترعة للأستفادة من الطاقة الزائدة عن طرق الألواح الشمسية ومنها :
إرسال الطاقة الزائدة الى محطات الطاقة الكهربائية الأخرى للأستفادة منها أيضاً ، وبذلك يصبح إستعمال الطاقة الشمسية كممول للطاقة الكهربائية أيضاً .
ويعتبر تخزين الحرارة بواسطة الماء والصخور أفضل الطرق الموجودة في الوقت الحاضر . أما بالنسبة لتخزين الطاقة الكهربائية فما زالت الطريقة الشائعة هي استخدام البطاريات السائلة ( بطاريات الحامض والرصاص ) وتوجد حالياً أكثر من عشر طرق لتخزين الطاقة الشمسية كصهر المعادن والتحويل الطوري للمادة وطرق المزج الثنائي و غيرها.
ثالثاً: والمشكـلة الثـالثة في استخدامات الطاقة الشمسية هي حدوث التـآكل في المجمعـات الشمسيــة بسبب الأمـلاح الموجودة في الميــاه المستخدمــة في دورات التسخــين وتعتبر الــدورات المغلقـة واستخـــدام مــاء خـال من الأملاح فيها أحسن الحلول للحد من مشكلة التآكل والصدأ في المجمعات الشمسية.
المقترحات و التوصيات:
إن البحث والمثابرة في إيجاد بدائل للطاقة الأحفورية ما هو إلاّ جزء مكمل لاستمرارية دور العراق والدول المجاورة و الدول العربية كدول مصدرة للطاقة والحفاظ على المستوى الاقتصادي الذي تنعم به هذه الدول الآن ومن أجل مواكبة بقية دول العالم في هذا المجال ، يقترح مراعاة التوصيات التالية:
1ـ الدعم المادي والمعنوي وتنشيط حركة البحث في مجالات الطاقة الشمسية.
2 ـ القيام بإنشاء بنك لمعلومات الإشعاع الشمسي ودرجات الحرارة وشدة الرياح وكمية الغبار وغيرها من المعلومات الدورية الضرورية لاستخدام الطاقة الشمسية.
3 ـ القيام بمشاريع رائدة وكبيرة نوعاً ما وعلى مستوى يفيد البلد كمصدر آخر من الطاقة وتدريب الكوادر المحلية عليها بالإضافة إلى عدم تكرارها بل تنويعها في البلدان العربية والعالم للاستفادة من جميع تطبيقات الطاقة الشمسية.
4 ـ تنشيط طرق التبادل العلمي والمشورة العلمية بين البلدان العربية والعالمية وذلك عن طريق عقد الندوات واللقاءات الدورية.
5 ـ تحديث دراسات استخدامات الطاقة الشمسية في الوطن العربي وحصر وتقويم ما هو موجود منها.
6 ـ تطبيق جميع سبل ترشيد الحفاظ على الطاقة ودراسة أفضل طرقها بالإضافة إلى دعم المواطنين اللذين يستعملون الطاقة الشمسية في منازلهم.
7 ـ تشجـيع التعاون مع الـــدول المتقدمــة في هـذا المجال والاستفــادة من خبراتهــا على أن يكـون ذلك مبنيــاً على أســاس المســاواة والمنفعة المتبادلة.
8 – التشجيع أو القرض المادي من قِبل الدولة الى الفرد أو المواطن ، الذي يستعمل أو ينوي إستعمال هذا المشروع على النطاق المنزلي أو المعمل .
9 – إدخال قسم خاص يُدعم حكومياً ويُدرس في جامعة التكنولوجيا مثلاً عن تلك الطاقة وكيفية تطويرها مثلاً .
وأخيراً أتمنى من الله عز وجل من أنني وفقتُ في كتابة هذا الموضوع لكي يستفاد منهُ أخواننا وأخواتنا في العراق الجريح خاصةً وفي العالم عامة للأستفادة البشرية والبيئية الكبرى والله من وراء القصد …
اللهّم أحفظ العراق وأهل العراق والعالم أجمعين
*الأمين العام للحزب الديمقراطي الأخضر ومنظماته
رئيس جمعية الحياة الخيّرية لرعاية الطفولة والأسرة العراقية