ظل العراقيين نتيجه لسيطرة الافكار القومية والشوفينيه التي حكمت المنطقة والعراق خصوصا في دوله الحديثه وفي اواخرالاحتلال العثماني. يعانون من شبهة التبعية والشعوبية التي كانت ولازال البعض وللاسف يرددها.
الالقاب كانت تطلق جزافا وبدون دليل علمي حتى طالت هذه فطاحل العراق واعرق القبائل العراقية وكبار الشخصيات العلميه والادبيه من امثال المرجع الكبير الخالصي ونفي على اثرها الي ايران وعاش الغربه في بلد الزموه ان يكون فيه. وكذلك الجواهري الذي يصفه طه حسين «صناجة العرب> كانوا قد البسوا ثوب التبعيه فعاش معظم سنين حياته في المنافي، ومات ودفن بدمشق. تلك التهم كانت تساق بلا دليل علمي سوى الحقد الطائفي الذي ملا صدور القوم وجعلهم يتهمون البعض بعروبتهم وفقا الى انتمائهم الطائفي او الفكري. ففي حين يطالب البعض بأرجاع ارض الاهواز لانها ارض عربيه، ويتكلم عن مظلوميه السنه في ايران، تكون اكثر عشائر الجنوب ( حسب رأي هؤلاء) ليست من اصول عربية، مع ان عشائرالجنوب والشمال لا زالت تشترك في نفس التسميات والكنى فالجبور والعبيد وشمر وتميم وبني اسد والجنابات هي من العشائر التوأميه في المذهب فالقسم الذي في الجنوب يتبع المذهب الشيعي بينما تكون عشائر الشمال هي سنيه المذهب.
المعلوم عن تاريخ المنطقة انها كانت منطقة صراع بين الامبراطوريتين العثمانية والصفوية، و كانت الحروب على اوجهى بينهما.. ونتيجه لهذا الصراع كانت توقع معاهدات واتفاقات بين الدولتتين، ومن هذه الاتفاقات هي ان لاتمس كلتا الدوليتين رعايا الاخرى. واستمر الحال حتى في دولة العراق في الحكم الملكي فقد كانوا اصحاب التبعيه الايرانيه معفيين من الخدمه الالزاميه التي كان يتهرب منها الشيعه نتيجه معارضتهم للدولة في ذلك الوقت فضطروا ان يرتموا في احضان تبعيه ايرانيه مفضلينها على خدمه العلم .والغريب ان هذه الاسباب هي التي قاده بعض المتطرفيين من اصحاب الفكر القومي الى سوق هذه التهم وارسائها كمسلمات، حتى وصل الامر بالطاغيه صدام ان يسوق مايقارب 450 الف شخص من الكرد الفيلين في حقول الالغام لانهم من اصحاب التبعيه الايرانيه وليسوا من التبعيه العثمانيه .والعجيب ان من يملك التبعيه العثمانيه لايصيبه المكروه مثلما يصيب الذي اختار التبعيه الفارسيه مضطراً، رغم أن التبعيتين أجنبيتين.
والاغرب ان الذي يظهر في الفضائيات اليوم ويتهم هذا بالايراني وذاك بالمجوسي تجده يسكن في احدى الدول الاوربيه حاملا جنسية هذا البلد. فما الفرق لا ادري بينه هو الذي دفعه جور النظام السابق الى اكتساب تبعية اجنبية والحالة السابقة؟ والشي الاهم هو ما الفرق بين الجنسيه الامريكيه او الايرانيه او الكنديه.اما كلها تعني التبعيه رغم انها حاله استثنائيه دفعت البعض ممن اخرجوا من ديارهم بغير حق الى ان يقطعون الفيافي لطلب الامان .فقد امتلاءت بطون الاسماك من العراقيين في البحار والخلجان واكلت ذئاب الفلوات اجسادهم.وشكت مقابر دمشق والقاهره وقم الى ربها من اجداث العراقيين.فقد كانت المقابر في الدول العربيه اكثر تقبلا الى العراقيين وصارت مزينه بمقابر مفكرين وشعراء وكتاب لاذنب لهم الا ان ارائهم لم تحلوا الى حاكم بغداد. ففي حين كان الجواهري يحل ضيفأ معزز في كل البلدان ولكنه في بلده ضمته القائمه السوداء، بينما كان تستقبل أشباه الكتاب والشعراء في مرابدها ومهرجاناتها الكاريكاتورية .. لتمجيد الطاغية.
هاهم العراقيون الى اليوم موزعيين على اصقاع الارض، ويزداد أعدادهم بالذين يتشبثون باقرب مايجعلهم يحصلون على سكن يبعدهم عن السيارات مفخخه او تهديد بالقتل .يستقرون في بلد وماندري هل سوف يتهمونهم في المستقبل بانهم كنديين او استراليين ام ان لهم ان تسحقهم الارجل ام تتولاهم رجال المخابرات بالقنص ام يبقون في الدول العربيه يعانون الامريين، ومخيمات رفحه السعوديه ليس عنا ببعيد.
على اللذين يتشدقون في ان الاخرين ليس اعراب عليهم ان لايحرموا مواطنيهم من حق الجنسية، فقطر على سبيل المثال قامت بعملية اسقاط الجنسيه عن قبيلة بني مره وهذه العملية لم تشمل الستة الاف مواطن قطري سابق، بل طوايفهم و اجدادهم الذين توفاهم الموت فقد روى لنا التاريخ كثير من الشخصيات التي تنصرت الى العربيه ولم يكونوا اعرابا بل اصبحوا اكثر عروبتأ ممن ولدوا من ابويين عربيين.ولكن الغلط الذي وقع به كثير من الكتاب هو ان اعتبروا ان العروبه جعل ومنهم الكاتب حسن العلوي .ولكن الرسول محمد (صلى الله عليه واله)وهو العربي والذي لايشكك احد بعروبته يرى ان العروبه ليس بالدم وليس بمختصه باحد ولا بقوم بل هي اللسان فقد روى الحافظ ابن عساكر قال: (جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال: هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل “يعنى النبي” فما بال هذا وهذا ؟ “مشيرا إلى غير العرب من الجالسين” فقام إليه معاذ بن جبل رضي الله عنه فأخذ بتلابيبه ثم أتى النبي فأخبره بما قاله فقام النبي مغضبا يجر رداءه حتى أتى المسجد ثم نودي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فخطبهم قائلا: “يا أيها الناس إن الرب واحد ، وإن الدين واحد ، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم وإنما هي اللسان ، فمن تكلم العربية فهو عربي”). فهذا الشاعر الهندي العائله ترى يتغنى باللغه العربية التي يجهل قواعدها اكثر ملوك وحكام العرب اصحاب الاصول (العربية) اليوم ويكتب الشعربالعربيه مع انه كان ينشد الشعر بالفارسية والأوردية فيقول:
أرشد براهمة الهنود ليرفعوا الإسلام فوق هياكل الأوثان
انا اعجمي الدم لكن خمرتي كرم الحجاز ونبعها الفيناني ان كان لي نغم الهنود ولحنهم لكن هذا الصوت من عدنان
فاقبال لم تمنعه لغة ولا الثقافه التي تربى عليها ان يقول شعر في الرسول وفي الاسلام.وتتغنى ام كلثوم بقصيده حديث الروح التي جادت بها قريحه اقبال.
ولعل المثل الاوضح هو موقف الرئيس هوكو شافيز وكلمه السيد حسن نصرالله عندما وصفه الامين العام لحزب الله بانه العربي وهذا الكلام مصداق لقول رسول الله (ص).وليس تشدق البعض بالفاظ هم لا يعون معناها.