(1)
يلهث الإنسان المتمدن وراء متطلبات الحياة، وعند رغبته في الاستمتاع يلهث، وقيمة الحياة لا يعرفها إلا الموتى، ويبقى جانب كبير من الأدب والفن يدور حول السؤال: ما هي قيمة الحياة؟
مسرح يونسكو عبارة عن(عينات كاملة لما أسماه مارتن هايدجر(الثرثرة اليومية) حيث يترسب العناء الإنساني في عبارات وأقوال مأثورة وأمثال نتعرّف عليها حال ورودها لأنّها زينة حديثنا اليومي، يوجد لدى يونسكو رقيب، وصاحب تصانيف لا يرحمان، يقذفان لنا مجموعة من الحماقات النموذجية).
كل شيء يزيد عن حده، ينقلب ضده، وحينما وصلت أكذوبة المعقول إلى أقصى حد، انقلبت لا معقولاً، المعقول نسق منطقي واعي واللامعقول نسق غير واعي، طرفان نعيش وسطهما، كيف ومتى ينفصلان؟ من يقف في حضرة يوجين يونسكو(1912-1994)سيد مسرح العبث، ربما سيهمس ويصرخ في نفس الوقت، يرقص ويضحك كالقرد وينوح ويبكي كالثكلى، يتلوى كالأفعى ويزأر كالأسد، فهل هذا ما حدث في معهد الفنون الجميلة؟ مسرحية المغنية الصلعاء ومنذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً وهي تعرض على مسرح لاهوشيت في باريس، قُدّمت أولاً إلى الكوميدي فرانسيز فرفضها، وقُدّمت لأول مرة في 11 آذار 1950. عُرضت المسرحية آخر النهار، حوالي الساعة السادسة، انتهى عرض المغنية الصلعاء دون أن يلحظها أحد، ثم أُعيد عرض المسرحية على مسرح لاهوشيت أعوام 1951، 1952، 1956، ومنذ انضمت إلى ذلك التاريخ اتحدت مع مسرحية (الدرس) واحتلت لوحة الإعلانات فقُدّمت أكثر من 4500 مرة وهذا رقم قياسي لم يبلغه أحد.
سأل النقاد يونسكو عن تعليل اختياره لعنوان مسرحية(المغنية الصلعاء) أجاب: لأنه ليس في المسرحية أية مطربة لا صلعاء ولا كثيفة الشعر! وهذا سبب كاف لاختيار هذا العنوان) مسرحية السيد لمؤلفها يوجين يونسكو باللغة الكردية، قدمها طلاب المرحلة الأخيرة في معهد الفنون الجميلة على مسرحه في محافظة دهوك يوم الأربعاء 24 / 1 / 2007 ، من إخراج الطالب نجيرفان عبدالجواد، مواليد 1983، طالب في المرحلة الخامسة/قسم المسرح/فرع الإخراج، إعداده لأول تجربة مسرحية استغرق ثمانية أشهر، وجاء العرض كأحد متطلبات أطروحة التخرج، وقام بتغييرات عديدة على النص الأصلي، المتكون من مشهد واحد وستة شخصيات، فأضاف مشهداً تمهيدياً، لمدة ثلاث دقائق، أظهر الحروب التي جرت على أرض كردستان، وصراخ الجرحى والقتلى، واستعرض ثلاث شخصيات(فرد-فرد1-فرد2) في كوميدياه السوداء وشر البلية ما يضحك، وتتفجر السخرية من قلب المأساة.
التآخي