حلبجة ذلك الجرح الغائر في قلوب كافة الأحرار، هي لطخة عار في جباه الفاشست من العرب و الإسلاميين ( دعاة الإنسانية )، محترفي النحر و الجلد و التفخيخ و التفخيذ، أولئك الجبناء المجرمون الذين يدعون الإيمان زورا و بهتانا، و ما أفعالهم إلا مرايا منيرة ل(حضارتهم) و استعمارهم لبلداننا و تنويم أدمغة أجدادنا مغناطيسيا، فما زال القوميون العرب يفتخرون بذلك الجيش السادي الذي اقترف جريمة قتل حلبجة، و الإسلاميون حاولوا و يحاولون إخفاء الجريمة و التعتيم عليها، فصدام وحده ليس المدان بل جميع المشتركين في تلك ( البطولة ) و الساكتين عليها و الذين يصفوننا بمعيدي (الأغاني المشروخة!) عند ذكرنا و تذكرنا ل (إنجاز اتهم) في كوردستان، و الذين يدّعون منهم الفكر و التأمل و الثقافة و الكتابة و لم يقفوا و لو لحظات في حدادها .
هولوكوست الكورد ناتج للفكر العنصري العربي ضد الحياة و محبيها، فالنرجسي الذي لا يحب إلا نفسه حاقد على المختلف قوميا أو دينيا أو مذهبيا مستعد دائما لاقتراف كافة الجرائم و تبريرها فلهو عالمه الخاص و يعيش دائما في الماضي الذي زوره لإشباع نقصه و إخفاقاته لظروفه التاريخية و الجغرافية و الحضارية ، لذا يستولي على أمجاد الغير و ينسبها لأجداده الغزاة الحفاة الذين يتجسمون اليوم في أحفادهم البغاة الإرهابيين أمثاله.
الحاقدون على الحياة يريدون كل شئ لانفسهم لانهم مجرمون بالفطرة لا ضمير و لا شرف و لا رجولة لهم أو يفهمون هذه المعاني بصورة معكوسة، و لهم مكايل عدة للاستحواذ على الدين و الدنيا و تبديل الحقائق و الوقائع التاريخية و لهم باع طويل في الناسخ و المنسوخ ليتلاعبوا بالكلام و إن كان لرب العالمين أو رسله و أنبيائه، و بينتي على ذلك من التاريخ المنظور، أحداث جريمة القرن في حلبجة الدامية، فعلى الرغم من تأكيدات جميع أهالي حلبجة و كافة اللذين واكبوا أحداثها و سجلوا وقائعها، بان نظام البعث الباغي قد اقترفها بدم بارد و مع سبق الإصرار و التخطيط لها، بآلاف الوثائق و الأدلة الثبوتية الدامغة ، فما زال الأعراب يشككون في مقترفيها بل ينكرونها ، و في احسن الأحوال و عند اشرفهم و اللذين يتشدقون يوميا بحب العراق، هو عدم الشعور بآلامها و كأنها وقعت في جزر الواق واق أو انها حدثت قبل مئات السنين .
أما الإسلاميون فانهم اقترفوا جريمة ما بعد حلبجة فاخذوا يزايدون على أحزاب كوردستان و يتاجرون بالدين و الإيمان و القران لكسب مواطنات و مواطني حلبجة لأحزابهم الخرفة الإرهابية بغسل أدمغتهم و تثويرهم لصالح التخلف و الجهل و المرض، بعد أن كانوا من خيرة مواطنات و مواطني كوردستان و أكثرهم علما و أدبا و ثقافة و كانت الشهيدة مدينتهم، تشار لها بالبنان على مستوى العراق و المنطقة. المجرمون لم يراعوا أحزان أهلها و لا فواجع أمهاتها، فزادوا من الأمراض النفسية للناجين من الجينوسايد، لكي تنتهي حلبجة جسما و فكرا و تاريخ، و لكن الرب في سماواته العلى يسمع و يرى ما يضمرونه الأوغاد من حقد و كراهية تجاه كل من هو جميل، لذا رد و سيرد كيدهم إلى نحورهم، و ستنهض ((الحلبجة)) من تحت الركام و الآلام لتلحن سيمفونية عشقها من جديد و تهديها لكل عربي شريف يشعر بمسؤولياته الإنسانية،و لتقول لكل فاشي سادي و اسلاموي.. أنا هنا كنت و سأبقى مدينة للعلم و الأدب و النور و السلام و المحبة و التقدم .
هشيار بنافي
16ـ3ـ2007