الرئيسية » شخصيات كوردية » في ذكرى البارزاني الخالد .. حتى لا تتحول الاحداث والشخصيات الى مجرد زيارة ومسيرات !

في ذكرى البارزاني الخالد .. حتى لا تتحول الاحداث والشخصيات الى مجرد زيارة ومسيرات !

موقع حكومة اقليم كوردستان


التاريخ كتاب مفتوح تدخل فيه الامم والشعوب وتحتل لها مكانا بين صفحاته حسب ما تقدمه وتبدعه في شتى مجالات الحياة , وهوليس قصيدة شعر او كلمات مدح يكتبها كاتب او شاعر يرمي بها كشبكة صيد في ساحات المناسبات من اجل منفعة او مربح , التاريخ واستذكار احداثه واستعراض وقائع ايامه لابد ان يكون عبر الاحداث والشخصيات التي عاشت ومشت على الارض مثل ما نحن عليه اليوم ثم مضت حسب قانون الحياة الذي جعل لكل كائن حي نهاية قد تختلف من هذا عن ذاك لكنها تتفق في ان الموت زائر واحد يستضفينا يوما ما قرُب هذا اليوم او بَعُد !
شعبنا الكوردي شعب مسكين اجتمعت عليه كل قوى ومؤامرات التاريخ والجغرافية والسياسة والجهل والعناد والانانية وقسوة الجيران وظلم ذوي القربى والارحام واوصلت كوردستان الى هذا التقسيم والتشتت وجعلت شعبنا فقيرا عاجزا أسيرا غريبا على ارضه وبين اهله وشعبه قبل ان يكون مهاجرا في غيرها من البلدان .
في آذار .. هذا الشهر الذي لا يأتي الا وتجتمع فيه ذكريات معظم الاحداث والشخصيات التي بها ومن خلالها عرف العالم الكورد ودخلوا التاريخ صانعين وضحايا لاحداثه , والتي لا نريد اعادة تسجيلها لان الكاتب ماجد الدباغ* قد أبدع في وصفها في مقاله المنشور في مجلة الصوت الآخر, لكننا نريد القول اننا يجب ان نعمل على ان لا تتحول هذه الاحداث والشخصيات التي نعتز بها وبنضالها المعروف الى مجرد زيارات ومسيرات مكررة لشتى الافراد والمجاميع من مختلف المهن والمستويات الرسمية والشعبية والحزبية والتي نراها تتحرك وتتقدم بمشهد مكرر بالحركة والصوت والكلمات.

نحن مدعوون الى الاحتفال بذكرى البارزاني الخالد من خلال استذكار اقواله وافعاله واحلامه التي ناضل من اجلها طوال حياته , ونحن نكون اوفياء لهذا الرجل الذي عرف العالم من خلاله شعبنا فاصبح الاثنان واحدا, لانه اذا ماذُكر البارزاني في أي مكان فهو يعني الكورد الذين اصبحت هويتهم وتسميتهم مرتبطة باسم هذا الانسان الذي كان بسيطا في حياته وقريبا من ابناء شعبه الذين احبهم واحبوه فكانت صورته محفوظة في القلوب والوجدان قبل ان تكون معلقة على الجدران , وكان الملا مصطفى البارزاني حاضرا حيا في قلب الصغير قبل الكبير لانه كان الامل وعنوان المستقبل الذي يحلم فيه الجميع .

ان الاحتفال بذكرى البارزاني الخالد لابد ان تتجدد وتتطور ولا تقتصر فقط على المسيرات والزيارات والكلام المعروف الذي يتردد في كل سنة بل من خلال الأقتداء بهذه الشخصية وسيرته النضالية والحياتية التي نحن اليوم احوج ما نكون الى استذكارها والتعلم منها من اجل الاجابة التي يمكن ان نقدمها على هذه الاسئلة الصريحة و الواضحة :

هل يقبل البارزاني بهذا الفرق الشاسع بين جيش الاغنياء والمنتفعين والمسؤولين الذين وصلت اعدادهم بالآلاف مقابل جيش الفقراء والموظفين والمرحلين عن مناطقهم؟

مالذي قدمناه لشعبنا في هذه الايام ؟ وهل ان البارزاني لو كا حيا يقبل بهذا الفساد الذي وصل الى حد تصنيف العراق من افشل الدول واكثرها فسادا في العالم ؟ ( وطبعا اقليم كوردستان له حصة ومكانه في هذا الفشل والفساد).
مالذي استطعنا تحقيقه خلال السنوات ال16 التي اعقبت الانتفاضة ؟ وما الذي تحقق بعد حوالي اربع سنوات من سقوط النظام في بغداد ؟
مالذي تغير في حياة الناس البسطاء الذين يعيشون معنا وبيننا دون ان يلتفت اليهم احد؟

هل تغيرت حياة المعلم والفراش وعامل البناء واليتيم والارملة والاطفال الذين يمسحون الاحذية والكبير العاجز والمستأجر المسكين والمسجون والموقوف بحكم القانون أو بحكم غيره وشرطي المرور وغيرهم من الاشخاص والمهن والمستويات الذين كان البارزاني ابا واخا ومعلما وقائدا لهم ولم يكن يرضى ابدا ان تستمر معاناتهم الى هذا اليوم ؟

الأحتفال والاحتفاء بذكرى البارزاني وتحرر شعبنا في الانتفاضة التي كانت روحه ومبادئه واسمه وصورته حية في قلوب البيشمركة والمواطنين الثائرين على واقعهم البائس آنذاك يجب ان يصاحبها تغيير حقيقي في اوضاع وحياة الناس وتقليل معاناتهم بعد كل هذه السنوات , ولابد ان نجعل من ذكرى البارزاني الخالد والفقيد ادريس وكل البيشمركة الابطال مناسبة مهمة تعلو على الوجه الاحتفالي المعتاد الى محطة للتأمل والنظر في معاناة المواطنين البسطاء الذين يواجهون ما يواجهون من غلاء المعيشة وارتفاع الايجارات والأزمات الكثيرة المعروفة التي تواجههم على مختلف المستويات التي تحتاج قبل كل شئ الى تطبيق مبادئ العدالة وتأمين الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن والتي كان البارزاني أول وأكثر الحريصين على تطبيقها في حياته .