الرئيسية » مقالات » مفقس الارهاب يتوكأ على عكاز كتاب عراقيين

مفقس الارهاب يتوكأ على عكاز كتاب عراقيين

” كنت اعتقد انها حرب بين المسلمين والكافرين،ولقد لفق امراء المجاميع علينا أحاديث مكذوبة على الرسول الاكرم تؤدي الى عقوق الوالدين والمروق من الشريعة الاسلامية تحت رداء الجهاد”…….الانتحاري أحمد الشايع.
في غياب العقل وجماح الهوس العقيدي،جاءت بعض أجوبة هذا الانتحاري(أحمد)متناثرة من شفتيه المشوهتين- مع صيوان أذنه وأصابع يديه- بسبب نيران إنفجار صهريجه الملغوم بحسب إعترافاته المرتبكة.أضع أدناه رابط اللقاء المتلفز تحت عنوان:[عودة البصيرة] الذي بثته قناة المجد السعودية مع الفتى أحمد الشايع(سعودي)والمكلف بمهمة قتالية داخل العراق،والذي نجا من حادث تفجيره لصهريج كان يقوده داخل حشد من الابرياء بوسط العاصمة بغداد،،ثم لتعاجله السلطة السعودية بصفقة مع مسؤولي التحقيق ولتعود به بعد شهر من سجنه ببغداد على متن طائرة خاصة الى العاصمة الرياض..
التفاصيل الملقنة يجمعها رابط اللقاء ادناه:
http://switch5.castup.net/frames/20041020_MemriTV_Popup/video_480x360.asp?ai=214&ar=861wmv&ak=null
لا يمكن لعاقل ان يتقبل فكرة إراقة دماء اناس همهم الوحيد توفير لقمة العيش لذويهم في بلد كعراق ما بعد صدام،الا اذا كنا نعتبر اؤلئك الكسبة من صنف المردة او أبالسة الشر، لكن الحقائق والوثائق كلها اثبتت أنهم أبرياء يبكرون للاسواق الشعبية المزرية ومحطات تجمع العمال التعيسة طلباً لرغيف الخبز،أو يحملون مسبحاتهم في مسير لزيارة يعتقدون انها مقربة لله تعالى،فذنبهم الوحيد والوحيد فقط أنهم ينتمون الى طائفة مسلمة لا تؤمن بسفك الدماء البريئة ولا تعتقد بابتكار التفخيخ الانتحاري ضد اي انسان مسالم،فلازال ابناؤها يتمسكون بمبادئهم في السيطرة على استعارة الغضب وردة الفعل آملين حقاً في[عودة البصيرة]الى بصائر الآخر المخدوع بموروثات الجهل والانتقام والتلذذ بعذابات الانسان،وإلا فمقدرة المظلوم متحققة وامكاناته ناجزة في رد الفعل والدفاع عن النفس.
هل نفذت عملية تفخيخ وانتحار واحدة ضد العدو الكافر المحتل لعراق اليوم؟
هذا السؤال يدعو للتأمل جدياً في عدم إيلاء الاهمية لمغتصبي فلسطين من قبل أعداء الله والانسان..فوجدنا ان العمليات الاستشهادية الفردية النادرة التي شهدتها ساحات فلسطين ضد الصهاينة في حقبة تسعينات القرن المنصرم تمت بأيد فلسطينية عانت الكثير من الألم والاحتلال الاسرائيلي منذ أعوام الاربعينات وحتى اللحظة والى آخر المطاف،لم نعثر على رقم [عربي] استشهادي ولو نادر خارج نطاق الفلسطيني كما وجدناه في عراقنا منذ ثلاثة اعوام وليومنا الحاضر،بل لا توجد عملية انتحارية واحدة استهدفت طائفة فلسطينية داخل وخارج القدس،على الضد مما حصل ويحصل في بغداد وخارجها،فكل العمليات في الاخيرة نفذتها مجاميع عربية غير عراقية تسللت عبر نقاط حدودية- معلومة- استهدفت شيعة العراق فقط وتحت عناوين الجهاد ضد الكافر المحتل..والكافر المحتل لما يزل على هيئته لم يدن منه انتحاري حتى اللحظة.
الانتحاريون في عراقنا قدموا اليوم من مدرسة التكفير الارهابية وبالتنسيق مع اسناد بقايا النظام الصدامي المقروض،جاؤوا من شعاب الاشقاء العرب(زمن صدام)..من طوق الجوار السعودي والسوري ومن اليمن ومصر والسودان وليبيا وكذا من لدن فلسطين ومن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان!!هذا كله في وقت ترفع تلك الشعاب يافطة[فلسطين حلم العرب وحق المسلمين الضائع المستلب].فالأولى حسب منطق اليافطة أن توجه وترشد تلك التضحيات الخائبة ويعكف بها من أرض العراق- بعد خوائها أمام المحتل الاميركي- الى أرض فلسطين حيث الكافر الحربي الحقيقي.
لازالت حالات الانتحار والتفجير تستهدف شيعة العراق أينما وجدوا داخل العراق،تفتك بهم في البيوت وفي الاسواق ودوائر العمل،وأشنع منها في دور عباداتهم ومحطات اقامتهم لشعائرهم الدينية،ولم تكن خاتمتها التنفيذات الانتحارية الاخيرة التي طالت مسيرات زيارة الامام الحسين عليه السلام وأخص منها عودة الزوار بعد زيارة الاربعين الى مدنهم وقراهم قبل يومين في العشرين من شهر صفر الجاري،وهو مؤشر صريح على أن الهجمة والترتيبات المعدة من مؤسسات التكفير في العالم الاسلامي تستهدف الشيعة في هذا البلد بالذات.واذا ما سلمنا بجرم هذه المؤسسات التكفيرية وأنها غريبة عن الاسلام وغريبة عن المنطق والمعتقد الذي ساد كل شرائح ابناء العراق لأكثر من ألف سنة تصرمت،وكذا اذا ما تغافلنا عن رؤى واقلام عربية غير عراقية ساندت بعمدية أو دونها هذه الفجائع الارهابية ضد أهالينا،فان المثير للدهشة والأستغراب أن نجد على صفحات مواقع الكترونية أقلاماً عراقية لم تكتف بالسكوت والتفرج على ما يجري لضحايا الارهاب في العراق،وانما وجدناها- الاقلام العراقية وكثير منها تحتسب شيعية- وقعت في شراك المصيدة وركوب موجة التعرض لمعتقدات الشيعة والطعن عليهم بممارساتهم العبادية،رغم اني شخصياً لا أتبنى الاتهام والتشكيك بنوايا جل هؤلاء الكتاب المتمكنين بل أصنف ذلك في دائرة الغفلة والكبوة والنظر بعين واحدة وهو ما جرهم لهذه الكتابات ضد التشيع..
مهم ايضاً ان اضع رؤيتي هنا بأن هذه الاقلام الرفيعة الاداء فكراً وتحليلاً- وكلامنا لا يهتم بالمغردين خارج السرب- فهذه الكتابات والطعونات المحمولة على البراءة ساعدت بحال او آخر على اهراق الدم الشيعي في العراق،وساعدت بما يشبه المبرر لمصدري الارهاب للعمق الشيعي العراقي.وإلا لماذا:سلسلة مواضيع وحلقات تناولت الشأن الشيعي بمسميات التشيع السياسي والفارسي والصفوي وتشيع الخرافة والعمالة وغيرها كثير مما يندرج في الهجمة العارمة ضد الشيعة اليوم بالذات؟كلها لكتاب ومبدعين مثقفين عراقيين- شيعة- لم تسلم أضلعهم من طاحونة الحقد والعسف العفلقي البائد،في وقت كان يعاني فيه العراق من شمولية الظلم ولازال يعاني منه عراقنا الحاضر بدوامة محنة لا يعلم عقباها الا الله تعالى.وهنا لا يخالفني – فيما أظن- كاتب منهم بان حجم المؤامرة التي تلف العراق وتفتك به اكبر مما يتصوره انسان الارض،فهي مؤامرة فتلت خيوطها في مصانع الجشع العالمي،وتسهل توريدها لنا عبر قنوات حاقدة في المحيط الاقليمي بالاستعانة مع بعض خيوط الداخل العراقي لتسوية أمور وتصفية حسابات قديمة ومستحدثة حتى استحال العراق فرناً للتجارب والمنافع التي لم تجد لها منفذاً الى غيره حسب ظرفه المناسب اليوم.
الى هذا وغيره،لابد من محاكمة الضمير العربي الرسمي وقاعدته الشعبية بشدقيه السياسي والاعلامي- إن بقيت باقية له- من قبل أوفياء الوطنية العراقية وهي مهمة مناطة بأقلامهم باعتبارهم رواد الكلمة(العراقية) التي تأمل ساحتهم في الداخل- بعد ان خاب رجاها بغيرهم- في إعادة المهدور من عزتها بعد رصد مصادر الظلم الذي يعصف بأبنائها.