الرئيسية » مقالات » بيان في الذكرى الثالثة لأحداث الثاني عشر من آذار

بيان في الذكرى الثالثة لأحداث الثاني عشر من آذار

يا جماهير شعبنا الكردي في سورية
يا أبناء شعبنا السوري
أيها الأحرار والشرفاء في كل مكان
تحلّ الذكرى الثالثة للأحداث المأساوية التي حلّت بأبناء شعبنا الكردي في سورية على يد مجرمين،يسمَّون تجاوزاً حكاماً،يفترض بهم أن يكونوا الحُماة والسند للشعب وممتلكاته وحاضره ومستقبله.
تجيء الذكرى وما زال هؤلاء المجرمون أحراراً،وهم الذين أمروا الأزلام بإطلاق النار على الجماهير الكردية السورية العزلاء، التي خرجت في مسيرات استنكار سلمية تندّد بالسياسات العنصرية المقيتة التي تمارس ضدها،فضلاً عن أجواء الرعب والإرهاب التي رسمها الانقلابيون منذ صبيحة الثامن من آذار عام 1963م وحتى ساعة كتابة هذا البيان،عبر الأحكام العرفية وقانون الطوارىء، التي عانى المواطنون من جرائها صنوف الذل والمهانة والتمييز وانعدام الأمن والأمان والكرامة والعدالة والمساواة.
إنّ ما جرى يوم الثاني عشر من آذار عام 2004م في مختلف المناطق الكردية في سورية من قتل لعشرات المواطنين الكرد بدم بارد واعتقال مئات آخرين وتخريب ممتلكات مئات آخرين … لم يكن صدفة،بل جاء ضمن مخطط أُعدّ مسبقاً،ويشكل حلقة في سلسلة من الممارسات غير الإنسانية التي تمارس تجاه المواطنين الكرد السوريين على يد طغمة فاسدة بدأت عهدها الأسود بتجريد عشرات الآلاف من الكرد السوريين من الجنسية السورية،وما انبنى على هذا الإجراء العنصري من حرمان لهؤلاء من حق التملك والتعليم والتوظيف والطبابة والسفر…إلخ. كما يشكل ما جرى فصلاً آخر من فصول معاداة هذا النظام الموغل في السادية والإرهاب لأبناء شعبنا السوري ،على اختلاف انتماءاته العرقية والمذهبية،ابتداء بأحداث جامع السلطان في حماة عام 1964م،ومروراً بمجزرة جسر الشغور يوم 10/3/1980م واستشهاد 97مواطناً فيها،ومجزرة سجن تدمر الصحراوي يوم 27/6/1980م التي راح ضحيتها ما يزيد على ألف ومئة معتقل من خيرة أبناء الوطن،ومجزرة سوق الأحد يوم 13/7/1980م التي راح ضحيتها 192مواطناً في السوق الشعبي،ومجزرة حي المشارقة أو مقبرة هنانو في حلب صبيحة عيد الفطر يوم 11/8/1980م التي راح ضحيتها 86مواطناً،ومجزرة بستان القصر بحلب يوم 12/8/1980م التي راح ضحيتها 35مواطناً،ومجزرة تدمر النسائية يوم 19/12/1980م التي قام المجرمون خلالها بإعدام 120 امرأة كنّ رهينات عن أبنائهن أو إخوانهن المطلوبين،ومجازر حماة التي مورست خلال الأعوام 1980 و1981 و1982،ثم توّجت بمجزرة حماة الكبرى في شباط 1982م،وكانت نتائجها مروعة بكل المقاييس وتفوق الخيال،إذ كان تدمير ثلث المدينة على أصحابها واستشهاد وفقدان أكثر من ثلاثين ألفاً من المواطنين وثلاثة وثمانين مسجداً وستّ كنائس و…(ينظر كتاب حماة مأساة العصر) على سبيل المثال.
أيها الكرد السوريون:
لقد اضطررنا إلى ذكر أمثلة بشيء من التفصيل عن جرائم نظام دمشق بحق المواطنين السوريين لنثبت للرأي العام الكردي والسوري والعالمي أن نظام دمشق يبني سياساته تجاه شعبه على البطش والتنكيل و”العنف الثوري”،ولايفرّق بين فئة وأخرى،وإن كان في كل جريمة يختلق أعذاراً وأسباباً لتسويغ جرائمه،ولنثبت للرأي العام أنّ حكاماً لديهم هذا السجلّ الأسود الطويل لا يجدي معه حوار،ولا يؤمل منه إصلاح، ولا يوثق بأيّ وعد يقطعه على نفسه نتيجة ظرف ضاغط عليه،بل لابد من رصّ الصفوف،وتوحيد الكلمة،والعودة الصادقة إلى الله تعالى،وتناسي الخلافات أو تأجيل بحثها إلى ما بعد الإطاحة بهذا النظام، الذي اقترف كل الموبقات، وتجاوز كل الخطوط الحمر،ويسير بالوطن إلى الدمار المحقق،نتيجة سياسات غير مسؤولة طال أمدها.
إننا في وحدة العمل الوطني لكرد سورية نرى أن طيّ صفحة أحداث الثاني عشر من آذار إنما يتم بالآتي:
1- تقديم المسؤولين عن المجزرة التي ارتكبت في مثل هذا اليوم لمحاكمة عادلة ،وإيقاع الجزاء العادل فيهم.
2- إطلاق سراح المعتقلين كافة،الذين جرى اعتقالهم على خلفية تلك الأحداث،بإصدار عفو عام عنهم وعما نسب إليهم من تهم.
3- التعويض على المتضررين من تلك الأحداث مادياً،واعتبار شهداء تلك الأحداث شهداء للوطن.
4- إيجاد حل ديمقراطي للمسألة الكردية في سورية،يتضمن الاعتراف بالحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للكرد السوريين بحكم القانون.
5- إلغاء قانون الطوارىء والأحكام العرفية في البلاد،وإطلاق سراح معتقلي الرأي كافة في السجون السورية، والكشف عن مصير المفقودين،والتعويض على المتضررين.
6- إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري الحالي،وإجراء انتخابات حرة ونزيهة،والقبول بمبدأ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة،وإلغاء القانون 49 لعام 1980.
وبغير هذه الإجراءات الضرورية والمهمة فإن الوضع يزداد سوءاً،وإن الانفجار القادم ربما لن يكون بعيداً،وسيطيح برؤوس كثيرة وكبيرة على طريق عودة الحق إلى نصابه.
أما أنتم أيها الكرد السوريون:
فإن ما جرى في مثل هذه الأيام من عام 2004م يجب أن لا يفتّ في عضدكم،وإن شجرة الحرية لا تنمو وتثمر إلا بدماء الأحرار الزكية،وإن الحقوق والحرية تؤخذ ولا تعطى،وإن ما يخسره الأحرار في مواجهة الظلم والطغيان هو القيود التي تكبّلهم،ولا شيء سوى القيود. فسيروا على بركة الله تعالى، وأبشروا بوعد ه سبحانه لعباده المؤمنين:” ونريد أن نَمُنّ على الذين استُضعِفوا في الأرض ونجعلهم أئِمّة ونجعلهم الوارِثين” سورة القصص/الآية 5.صدق الله العظيم. وإلى أمام.

يه ك خه باتا نيشتيماني كوردى سوريى
وحدة العمل الوطني لكرد سورية

22صفر 1428هـ 12/3/2007م