الرئيسية » مقالات » العدد الأول من مجلة الحرة

العدد الأول من مجلة الحرة

11/03/2007 

صدر العدد الأول من مجلة ” الحرة ” الصادرة عن الجامعة الحرة في هولندا، بثماني وأربعون صفحة من القطع الكبير ” بالألوان ” في يناير 2007، وقد ضم العدد دراسات وبحوث قيمة لنخبة من الأساتذة والكتاب، وكذلك تسليط الضوء على نشاطات الجامعة المختلفة، وعرض صور البروتوكولات التي عقدتها الجامعة مع عدة جامعات عربية في مجال التعاون العلمي، وأيضاً الترخيص والاعتراف بالجامعة الحرة في هولندة، وفي تعريف الجامعة الحرة في الصفحة الأخيرة من المجلة ذُكر بأن الجامعة ومقرها لاهاي هي عضو كامل في إتحاد جامعات العالم ومقره في الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد رسمياً في هيئتي الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو .
يرأس تحرير المجلة الدكتور مجيد خليل حسين وهو رئيس مجلس الإدارة أيضاً، أما المستشار اللغوي هو الدكتور منشد الدراجي، والمستشار الصحفي، الدكتور جمال السامرائي، أضافة إلى هيئة التحرير المكونة من سلمان البصري، كريمة الشماخي، ياسر أبو عمار، شذى الهاشمي،سهى العامري، نهاد فتاح الترك، هند القطراني، وكه زال إسماعيل .
وقد أستهل العدد بإلقاء نظرة على رسالة الجامعة وفلسفتها، وأسلوب الدارسة فيها، ليليه جولة مصورة عن جمالية الشناشيل البصرية بقلم الفنان سلمان البصري … ومن ضمن الدراسات جاء بحث الدكتور علي التميمي عن واحدة من الأمراض الإجتماعية الفتاكة تحت عنوان ” المقامرة ــ أحد أشكال المجازفة ” ملقياً الضوء على بدايات تاريخ ممارسة لعبة القمار التي تمتد إلى ألف عام قبل أكتشاف النقود، ومحللاً ظاهرة ” المقامرة ” وأبعدها النفسية …. أما الدكتور مجيد خليل حسين فقد ألقى الضوء في مقال له على ” أسرار حادث تحطم الطائرة البوينك 737 ” ضمن خطوط شركة طيران ” يو أس آير ”
كما ضم العدد حواراً مع أستاذة البرمجة اللغوية والعصبية روخوش غريب، وهي طالبة دكتوراه حالياً في الجامعة الحرة في هولنده تخصص علم النفس وعنوان أطروحتها ” بناء برنامج التأهيل المهني للجاليات ” وترى الأستاذة روخوش بأن ” أمتيازنا في التفوق مرتبط بالمزج بين قيمنا الشرقية والثقافة الغربية ” . كما طالعتنا المجلة على تحقيق شيق للكاتبة كريمة شمخي تحت عنوان ” وهم الحب الأول ” مؤكدة فيه على أن مصير الحب الأول دائماً إلى الزوال ولا يمكن نسيان نتائجه بسهولة .
وتطرق الكاتب ياسر أبو عمار إلى موضوعاً هاماً طالما شغل الفكر الإنساني إلا وهو الفلسفة تحت عنوان ” الإنسان والفلسفة ” عارضاً للقراء بدايات ولادة الفكر الفلسفي قبل الميلاد مروراً بالقرون الوسطى ، ومسلطاً الضوء على بعض المدارس الفلسفية، مع أبراز دور المسلمين الأوائل وأهتمامهم بالفلسفة وترجمتهم الكتب الفلسفية اليونانية والرومانية .
ومن المواضيع الأخرى التي أحتوتها المجلة موضوع ” الإكتئاب مرض العصر ” للكاتبة شذى الهاشمي ، وتقديم تعريف لهذا ” المرض ” وأعراضه، ومشكلة الإكتئاب عند كبار السن، والإكتئاب عند النساء، وكذلك أنواع الاكتئاب .
كما أعدت الكاتبة سهى العامري مادة مفيدة ومخصصة بشكل عام للنساء، تحت عنوان ” كيف تخفين العيوب بالمكياج “.
ولم يخلو العدد من النفحات الأدبية، حيث قدمت الشاعرة الشابة “هند القطراني” ذات السبعة عشرة ربيعاً قصيدة جميلة بعنوان ” بحر دموعي ” وهي تكتب الشعر كما هو مبين في بطاقة التعريف بها، باللغات العربية والإنكليزية والهولندية … وكذلك قدمت الشاعرة ” كه زال إسماعيل عبدالله ” قصيدة معبرة بعنوان ” ذكريات” عبرت فيها عن جانب ما من ” الذكريات ” مستحضرة مرحلة تاريخية تمتد إلى بدايات الصبا والشباب .
وبعيداً عن الأدب وأمراض المقامرة والإكتئاب وغيرها، أعد السيد نهاد فتاح الترك لقراء المجلة وصفتين لطبقين من الحلوى أحدهما ” حلاوة الجزر بالدبس ” و ” كيكة التمر بالفاكهة ” . ولم تخلو المجلة من صفحة الأطفال والألعاب المسلية التي شغلت الصفحات الأخيرة من المجلة .
وقد قدم لنا الأستاذ الدكتور أكرم محمد عبد كسار، وهو رئيس الجامعة الحرة، بحثاُ مهماً عن ” وادي الرافدين والثورة المعلوماتية الأولى” في تسلسل تاريخي، ويذكر لنا عن بدايات نشوء التدوين بـ ” هنالك افتراض عام يُعتقد أن الحاجة إلى توثيق الجانب الاقتصادي بدلاً من الاعتماد على الذاكرة هو سبب اختراع الكتابة “، ويمضي الدكتور كسار في بحثه مسلطاً الضوء على مواد الكتابة وأدواتها في التاريخ القديم لا سيما في ” الوركاء” جنوب العراق منشأ وولادة الكتابة، وبّين لنا بأن اللغة السومرية هي أول لغة دونت في تاريخ العلم، ثم يعرج على تطور الكتابة وانتشارها عارضاً ذلك حسب تسلسلها الزمني من 3300 ـ 2900 ق م ، ماراً بتواريخ فجر السلالات وبمختلف العصور من، أكدية، بابلية، عيلامية، آشورية، وغيرها …. إلى آخر النصوص البابلية في عام 75 م .
كما سلط الضوء في بحثه على ” النصوص المسمارية بين الاكتشاف وحل الرموز “، وكذلك مراحل ” حل الرموز المسمارية ” والتي أبتدأها النبيل الإيطالي ” بترو ديلا فاله ” وذلك باستنساخه خمس علامات مسمارية على اثر زيارته للعراق وبلاد فارس بين أعوام 1616 و 1625 م .
ولأهمية ودور الكتابات الرافدينية القديمة في أثراء التاريخ الإنساني، يذكر الدكتور كسار في آخر البحث ” أن الكتابات الرافدينية القديمة ، برغم صعوبتها الشديدة وتعقد مواضيعها وطوال الفترة التي أستغرقتها عملية حل رموزها إلا أنها كانت من الأهمية بمكان، وكان ثراؤها الحضاري الحافز المشجع، والدافع المحرك لمواصلة حل رموزها وترجمتها على عكس غيرها من كتابات أخرى في مناطق مختلفة من العالم والتي لا زالت على حالها بالرغم من أكتشافها منذ زمن طويل مثل الكتابة الصورية للأتروسكان الذين عاشوا في ايطاليا قبل الرومان بزمن طويل .
بقي أن نقول بأن قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الحرة هي التي قامت بتصميم وإخراج المجلة، وقد طبعت المجلة في مطابع الجامعة الحرة في هولندة …. كما نرجو الموفقية للقائمين على المجلة التي نرى بأنها ستكون لها دوراً بارزاً وحيوياً في نشر العلم والحضارة، وثقافة التسامح، كمنبر علمي ناطق عن مؤسسة أكاديمية راقية ” الجامعة الحرة ” .
للإطلاع على موقع الجامعة الحرة .

www.alhuraauniversity.org