لا نحمل ولن نحمل غضاضة ضد شخص السيد عمر موسى بقدر ما نراه يتخذ مواقف متحيزة ومضرة بحق شعبنا وبلدنا وتلك ظاهرة للعيان بانت من تصرفات وتصريحات وتحركات لا تليق بمنصب الأمين العام للجامعة العربية الحريص على أن يكون حيادياً وهو اضعف الإيمان في قضايا تهدد امن بلد عضو أساسي في الجامعة العربية وهذا ما يجعلنا أن نضع على مواقفه ألف علامة استفهام ومئات الاستفسارات!.. ولأن الرجل سياسي محنك على الطريقة الدبلوماسية المصرية منذ عصر السادات الرذيل فنحن لا نعفيه من تصريحاته ولا من تحركاته التي تثير الفتنة بل العكس نعتبره عنصراً فعالاً في استمرار أذية شعبنا والتدخل في شؤون العراق الداخلية وهو جزء من مخطط يراد منه زيادة أوار الحريق واستمراره لكي يضمن ومن خلفه عدم استتباب الأمن ووصول العراق إلى شاطئ السلام وإنهاء الوجود الأجنبي من على أراضيه والتوجه الفعلي الملتزم لبناء تجربة جديدة قد تنجح في تعزيز الديمقراطية والشفافية داخلياً مما ينعكس على المنطقة برمتها وهو ما يخافه السيد عمر موسى والذين يتوجسون من هذا التحول، تحول استتباب الأمن وإشاعة القانون والنظام وإعادة البناء وإجلاء القوات الأجنبية وبما أن البند الأخير مهم وصعب جداً إلا بشرط واحدة تكاتف جميع الخيرين الوطنين والتزامهم بميثاق شرف تحرير البلاد من كل ما هو أجنبي وطارئ ومضر فان الضرب على طبل الاحتلال ما دام باقياً كان وسيكون ورقة التوت التي تستر العورات وتفضحهم وهي بيد البعض وفي مقدمتهم السيد عمر موسى وبما أن ” القوانة ” المشروخة التي صنعها الاحتلال الأمريكي بخصوص التقسيم الطائفي في مجلس الحكم وفيما بعده من حكومات تلعب دوراً تخريبياً في الوقت الراهن فان التهديد بإعلان الحرب الأهلية عصى تستعمل لإرهاب المعارضين للتوجه الطائفي وتقسيم البلاد وعلى هذا الأساس ومن هذا المدخل تضيف اطروحة فيدرالية الجنوب عاملاً سلبياً يزيد وسيزيد الاحتقان الطائفي بدفع القوى الأخرى لتأسيس فيدراليات طائفية وعرقية ويكون هنا قد تحقق تقسيم العراق فعلياً مما يجعل دول الجوار تسعى للتدخل بأشكال مختلفة وبخاصة إيران في الجنوب والوسط بحجة الطائفية وتركيا في الشمال بحجة التركمان العراقيين وحجج أخرى ، وهذا يجعل من أمن البلاد لعبة بيد كل من هب ودب ولديه السلاح ، و الجميع يعرف جيداً من يمتلك السلاح والمليشيات وفرق الموت ومن يُسير القوى الإرهابية والعصابات التي همها الوحيد قتل المواطن العراقي.
السيد عمر موسى يعي هذه القضية جيداً ومن اجل إفشال العملية السياسية وعرقلة المشروع الوطني الديمقراطي البديل للمشروع الطائفي الديني الذي تسعى إليه الأحزاب الدينية في كلا الطرفين ولكن حسب رؤيتها الذاتية وليس الإسلامية كما تدعي ، والمشروع الأمريكي ، ظل يعمل بالسر والعلانية من اجل إنجاح مشاريع قريبة في نهجها للمشاريع المتبعة في العديد من الدول العربية وجعلها أسيرة للديمقراطية الرسمية للأحزاب الحاكمة بشكل مطلق ولرؤساء الجمهورية الباقين إلى الأبد كحل ديمقراطي مضبوط!! والذي سوف يرث أبنائهم مكانتهم لعدم وجود قادة مثلهم أكفاء مخلصين ومقتدرين سوى الأولاد وأحفاد الأحفاد إنشاء الله ، السيد عمر موسى من المؤمنين بهذه النظرية المستهلكة ولم يستفيد من تجارب مرت ليس على المنطقة فحسب وإنما المعمورة برمتها ولهذا طرح مؤخراً ومن اجل إفشال أو إضعاف المؤتمر الإقليمي الدولي بشأن العراق المزمع عقده في بغداد وقد يكون بمشاركة دول الجوار ومصر ، الجامعة العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأعضاء في مجلس الأمن وقد يكون انعقاده ايجابياً وهو ما نتمناه لكن السيد عمر موسى يتمنى شيء آخر مغاير للنجاح مثلما هناك تمنيات متحالفة معه أكدت فشل الخطة الأمنية قبل أن تبدأ ونشرت جملة من التحليلات غير الموضوعية بهدف زعزعة الاستقرار وتعميق هوة الخلاف حول المصالحة الوطنية والدعوة لتزامن الحل السياسي مع الخطة الأمنية.. السيد عمر موسى اقترح مقدماً أن تطرح الدول العربية ” وكأنها بدون مشاكل أو أزمات وعلى حد المثل العراقي القائل : اللي يدري واللي ما يدري كظبة عدس ” وقف نزيف الدم العراقي على مجلس الأمن و لتدويل القضية العراقية.. تصوروا بعد كل هذا النزيف والتضحيات يريد تدويل القضية ليبدأ النزيف بشكل افضع وأوسع أي العودة لبداية نزيف جديد ، نزيف الدم الذي يشارك فيه السيد عمر موسى وكل الطبالين من القوميين الاقحاح والبعض من الإسلاميين الذين يرقصون لعرس الدم المقام للكادحين العراقيين من خلال مواقفهم السلبية المعادية لتطلعات أكثرية أبناء شعبنا الساعين من اجل استتباب الأمن وان يعم السلام في بلادهم .
لا يوجد شك عندنا بان الخطة الأمنية وهذا ما أكدناه سابقاً يجب أن تتزامن مع حل سياسي جذري يكمن في أجراء تعديلات على الدستور وتغيير نهج الحكم من محاصصة طائفية إلى نهج ديمقراطي حر بدون تميز قومي أو ديني أو طائفي أو عرقي أي أن تكون المواطنة العراقية هي المعيار التي يجب التحكم إليها في أية قضية كانت، ولا شك عندنا أن مؤتمر بغداد المزمع عقده بإطرافه قد لا يستطيع إيجاد حلول سحرية لكل المشاكل والمعوقات لكننا نرى فيه خطوة إيجابية لمساهمة دول الجوار والعالم لمساعدة العراق للوقوف على أقدامه وحل الكثير من قضاياه العقدية المعقدة .
لكن السيد عمر موسى وما أدراك بعمر موسى اقترح تدويل القضية العراقية قبل أن يعطس المؤتمر القادم ، والآخرين المخلصين جداً!! يلوحون بجثة الخطة الأمنية وهناك من يصرخ ويتهم بالعمالة لكل الإطراف بدون تمييز أو ادارك جوهر الصراع، لو كان السيد عمر موسى مخلصاً في سعيه من أجل تجاوز المحنة ودرء مخاطر الحرب الطائفية لكان الواجب أن يحضر المؤتمر الإقليمي الدولي في بغداد وحينها يقدم ما يراه مناسباً وبخاصة دعوته أمام مؤتمر وزراء الخارجية المنعقد في مطلع الأسبوع الحالي بما يخص المساواة في المواطنة وتعديل الدستور والتوزيع العادل للثروة وحل المليشيات الحزبية والمذهبية وكأنه يتناسى أن القوى الوطنية العراقية المخلصة طالبت وتطالب بكل ما ذكره بل أكثر من ذلك بكثير وعليه أن لا يزاود على هذه القوى .. إلا أن السيد عمر موسى أراد من دعوته الإساءة والتدخل في الشؤون الداخلية بحجة إنهاء مخاطر الحرب الطائفية وهو لم يتعض من دروس الماضي ولا من هفواته وعدم إدراك مسؤوليته كونه الأمين العام للجامعة العربية وتتحتم مسؤوليته أول ما تتحتم السعي من اجل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأعضاء .
أمام كل جميع التحديات وكل ما يجري من تعقيدات صعبة على اللوحة العراقية نبقى نتطلع بأمل وتفاؤل على قدرات الأكثرية من شعبنا بعماله وفلاحيه ومثقفيه وموظفيه وكل الفئات الكادحة وقواه الوطنية الشريفة بأن كلمتهم سوف تكون هي الحق الفاصل ولنا ثقة مطلقة بهم وأن ذالك اليوم قادم لا محالة فهذه سنن الحياة لا يصح إلا الصحيح ، لكي يكون العراق ديمقراطيا تعددياً مستقلاً ينعم بالأمان والسلام.