أولاً : ما هو التصحر:
التصحر بأختصار شديد هي حالة بيولوجية ، وتغيير بيئي للتربة بسبب تغيُّر الظروف المناخية والبيئية لتلك البقعة، أو التراجع في خصوبة التربة في المناطق القاحلة أو الجافة أو شبه الرطبة بسبب التغيُرات المناخية وأستغلال الأنسان للموارد الطبيعية بشكل غير سليم . هناك تعريف آخر للتصحر وهو حدوث تغيير أو تدمير أو نقصان في المقدرة البيولوجية للأرض مما يؤدي الى ظهور مناخات شبيه بالمناخات الصحراوية بسبب العوامل والظروف المناخية يُرافقها النشاط البشري الغير متوازن ، مما يؤدي بالتالي الى فقدان التربة خصوبها … ألخ .
إن حالة التصحر من الحالات المخيفة جداً بسبب ما تُشكلهُ من آثار سلبية لتلك الدولة أو البلد الذي يُعاني من تلك الحالة ، إن تغيير الظروف المناخية الجافة أو شبه الجافة تُسبب آثار سلبية كبيرة لمنو البلد الأقتصادي والمعيشي والمناخي والبيئي، ولقد ظهرت مؤخراً تلك الحالة على الكرة الأرضية بالتزايد وخاصةً في أواخر الثمانينات من القرن المنصرة وهي في تزايد مستمر.
لقد أصبحت حالة التصحر في الفترة الأخيرة في تفاقم وتسارع خطيرين ، وأصبحت تلك الحالة تهدد مساحات كبيرة جداً وباتالي الى تهديد أعداد كبيرة من السكان بالهروب والتشرد بسبب الجوع. فلو أخذنا على سبيل المثال الظروف المناخية في الشرق الأوسط أو الوطن العربي فأن مساحة الوطن العربي تبلغ حوالي 10,2 % من مساحة العالم ، وبسبب أمتداد تلك البقعة على مساحة واسعة على خطوط العرض نرى أيضاً فيها مناطق بيئية ومناخية مختلفة تماماً عن بعضها البعض ، وتوجد هناك المناطق الجافة وشبه الجافة أيضاً . إن الأمطار وهطول الأمطار على تلك البقعة يعتبر من العوامل الرئيسية المناخية للنظام البيئي هناك .
وكما ذكرتُ آنفاً أن حالة التصحر من الحالات القديمة جداً ونظراً للتوازن البيئي الطبيعي آنذاك لم تؤثر تلك الحالة كثيراً على حياة الناس ، ولكنها أزدادت في الآونة الأخيرة وأصبحت خطراً يُهدد حياة البشر ، وفي الوطن العربي أصبحت تلك الحالة تزداد بسبب عدم وجود التوازن البيئي الطبيعي بسبب سوء أستثمار المواد الطبيعية ، وأيضاً بسبب التغيرات الطبيعية والتي أثرت على الظروف المناخية فيها. إن تلك الآثار السلبية على المستوى البيئي والأجتماعي والأقتصادي بدء في تزايد مستمر وخاصةً في الثمانينات من القرن المنصرم والسبب يعود بشكل رئيسي الى تزايد عدد السكان ، وبالتالي زيادة الطلب على المواد الغذائية ، وإستغلال الأراضي الزراعية للتوسيع العُمراني ، والتكثيف غير الصحيح في أستثمار الأراضي ، وأيضاً التجفيف المُتعمد للبحيرات والأهوار والمستنقعات لكي تستثمرها تلك البلدان لأغراضها الخاصة على سبيل المثال تجفيف الأراضي( أهوار العراق ) في جنوب تحت النظام السابق مما أدى الى زياردة التصحر في العراق الى حوالي 20 % ، وهذا بحد ذاته أدى أيضاً الى إنتشار تلك الحالة. فلو أخذنا على سبيل المثال الزيادة السكانية في الوطن العربي آنذاك وحسب أحصائيات ( يو أن سي سي دي ) المنظمة الدولية لمكافحة التصحر في العالم لوجدنا أنهُ في عام 1950 أرتفع معدل الزيادة السكانية الى حوالي 6 % ، وفي عام 1980 الى حوالي 16 % ، وفي عام 1995 الى حوالي 25 % ، وفي عام 2005 الى حوالي 30 % .
أسباب التصحر :
هناك أسباب عديدة ولكن سوف نأخذ منها سببان أو ظاهرتان مهمتان :
أولاً : الأسباب الطبيعية :
المقصود هنا التغيرات المناخية التي حصلت أو سوف تحصل خلال الفترات الزمنية المختلفة ، سواء منها التي حصلت في العصور القديمة ، الجيولوجية مثلاً والتي أدت الى ظهور التقسيمات والتظاريس الأرضية الحالية أو نشوء صحارى هُنا وهناك فمثلاً في أستراليا وفي أمريكا الشمالية وفي أفريقيا وآسيا . على الرغم من أن تلك الصحارى قد نشأت في العصور القديمة إلآّ أنها تؤثر على المناطق المجاورة لها. وهناك التغييرات المناخية الحالية أو الحديثة وهو المقصود بها تلك التي حدثت قبل آلاف السنين والتي أثرت بشكل مباشر في عملية التصحر الحالي والتي أدت مثلاً الى ما يُسمى الأرض أو الجبال الرملية ، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت التغييرات المناخية الحديثة ليست سلبية دائماً ، بل كانت إيجابية في مناطق أخرى ، أما على صعيد الشرق الأوسط أو الوطن العربي فقد أخذت تلك الحالات والتغييرات المناخية تظهر وتتكرر بأستمرار ، ويمكننا أن نذكر بعض تلك الحالات والظواهر والتي بدئت بالتكرار وهي :
أ * حالة تكرار فترات الجفاف.
ب * حالة الفرق أو التباين الكبير في كمية هطول الأمطار السنوية .
ج * حالة الفرق في أماكن سقوط تلك الأمطار السنوية .
د * حالة تغلب الرياح القارية أو البرية الجافة على الرياح البحرية.
هـ * حالة الفرق الكبير بين درجات الحرار الصغرى والكبرى وفي المدى الحراري اليومي بين منطقة وأخرى .
كل تلك الحالات أو التغيرات التي تحدث ما هي إلآّ عوارض أولية لبدء حالة من الجفاف والتي إذا لم تُعالج بأسرع وقت ممكن سوف تؤدي الى جفاف وتصحر يسود الشرق الأوسط .
ثانياً الأسباب الأنسانية( البشرية ) :
إن المقصود هنا هو الأسباب الناتجة بسبب النشاط الأنساني إن صح القول ، ومنها وكما ذكرنا آنفاً الزيادة الكبيرة لعدد السكان في العالم ، والتي أدت بالنتيجة الى زيادة الأستهلاك الغذائي ، وكذلك التطور الأجتماعي والأقتصادي، أدى الى زيادة الطلب الى المحاصيل الزراعية . أما من ناحية أخرى فإنَ إقامة المصانع والتلوث البيئي الذي أدى بصورة مباشرة الى التغييرات الجوية وبالتالي ظهور أو كبر حجم الصحارى وزيادة مواسيم الجفاف. إن الحروب أيضاً تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشرة الى جفاف الأرض وبالتالي الى التصحر لا محاله.
إستغلال الأنسان للأرض بسبب زيادة الطلب على مواد الخام وإستغلال الأرض بشكل غير مدروس وغير مرشد ، وأيضاً إمتداد المصانع الى المناطق الخضراء والى المناطق الهامشية ذات النظام البيئي الحساس والغير مستقر . هناك أسباب أخرى أدت الى تدهور وسوء تلك الحالة أكثر ومنها :
أ * سوء حالة الغطاء النباتي : ومنها الرعي الجائر حيث أن المراعي قلّة نسبتها الى حوالي 90 %، وتقطيع الأشجار ، وتقليل أو التقليص من الغابات وبناء المصانع أو المعامل أوالمناطق السكنية بدلاً منها أدى الى تقليص البقعة الزراعية ، حيث أن الوطن العربي وحسب الأحصائيات عام 1980 تؤشر الى أن الغابات قلّة بنسبة حوالي 15 % ، وهذا بحد ذاته شيء مرعب للغاية ويستحق المراجعه والتفكير جيداً .
ب * سوء حالة الأرض : المقصود هنا وهو مثلاً التعرية المائية أو الريحية أو معاً ، والتدهور الكيميائي والفيزيائي للتربة ، كل ذلك يعود الى طريقة أستعمال الأرض بشكل خاطئ وغير مدروس وغير علمي على وجه التحديد ، حيث في الغالب نرى من أن المُزارع يرث الأرض عن جده أو أبيه دون أن يُطوّر نفسهِ ويتسلح بسلاح العلم والمعرفة جنباً الى جنب مع الظروف المناخية المتغيّرة.
ج * فقدان المساحات الزراعية : والمقصود هنا هو البناء أو الزحف العمراني على حساب الأرض .
وبأختصار شديد فأن مما تجدر الأشارة إليه هو أنهُ ملخص ما ذكرناهُ آنفاً والذي يُسبب في عملية التصحر هو بسبب التعرية الريحية للأرض ، والتعرية المائية ، والتدهور الكيميائي والفيزيائي .
كيف نكافح التصحر :
كما ذكرنا آنفاً أن تلك الحالة الخطرة كانت حالة قديمة جداً ، ولكن الذي حدث هو تفاقم تلك الحالة بشكل كبير في الفترة الأخيرة ، وهذا يعود بشكل أساسي بسبب أختلال أو عدم وجود التوازن الطبيعي للبيئة بين عناصر البيئة المختلفة ، وذلك نتيجة الأستثمار الجائر وغير المسؤول للموارد الطبيعية ، حتى وصلت تلك الأمور الى مرحلة خطرة جداً ناهيك عن أن الجهات المسؤولة لم تأخذ أي أجراءات ضد ذلك العبث البيئي .
إن حالة التصحر لم تنشأ فجئة أو دفعة واحدة ، بل بسبب تراكمات التعامل الغير مسؤول والغير مناسب مع الموارد الطبيعية وخلال فترة طويلة من الزمن أدى الى ظهورها شيئاً فشيئاً ، وفي النتيجة فأن معالجة تلك الحالة يحتاج الى وقت طويل أيضاً.
للأسف الشديد لا توجد حلول سريعة لتلك الحالة ، ولكن يجب علينا البدء بأتخاذ اللأجراءات الأولية والسريعة للحد من تسارع تلك الحالة ، ومن ثم بعد ذلك يجب علينا وضع الخطط اللآزمة لمكافحة تلك الحالة على المدى البعيد.
هناك بعض الخطط لمعالجة التصحر :
1 * توعية المجتمع ، وخاصةً المتأثرة بتلك الحالة وإدخال مادة التوعية البيئية في مناهجها الدراسية.
2 * إستخدام الدولة والجهات المسؤولة المعارف والخبرات العلمية المختصة وتطبيقها على أرض الواقع.
3 * التعاون على كل الأصعدة مع الجهات المختصة بذلك ، على الصعيد الفردي ، المحلي ، القطري ، الأقليمي والدولي .
4 * تحسين إستخدام وإستغلال الموارد الطبيعية ، والعمل بأخذ نظر الأعتبار على إستدامتها للأمد البعيد أيضاً ، وخاصةً في المناطق التي من شأنها تكون مُعرّضة للجفاف أكثر من غيرها .
5 * القيام مع الجهات المسؤولة بأجراءات متكاملة ومدروسة لأستخدام الأراضي ، بحيث تضمن على المدى القصير إعادة تأهيل الغطاء النباتي وخاصةً في المناطق الهامشية ، والأستفادة بشكل كبير وخاص من أنواع النباتات المتأقلمة مع البيئة المحيطة بها .
6 * وضع خطة وبرنامج خاصة يُعنى فقط عن حالة معالجة التصحر من كافة الجوانب .
7 * العمل على تحسين الظروف المعيشية للسكان أو الأهالي المتأثرين بحالة التصحر، وإيجاد الوسائل البديلة التي تضمن لهم عدم لجوء السكان الى تأمين حاجاتها بطريقة تساهم في عملية حالة التصحر .
8 * إصدار قانون حماية خاص يُشمل الحفاظ على تلك الموارد الطبيعية والبيئية بأنواعها المختلفة ، ونشر المعرفة المحلية والدولية لكي تُسهل بذلك للأهالي السكانية من تطبيق تلك القوانين بشكل جاد وفعال .
9 * يجب إعتبار السكان المحليين إنهم جزء هام ومباشر من عملية مشروع مكافحة التصحر ، وإشراكهم مباشرةً في هذا المشروع منذُ بدايتهِ .
دور الفرد والمجتمع في مكافحة حالة التصحر :
إن دور الفرد وحسب الأحصائيات والدراسات أيضاً التي أشارت إليها منظمة الدولية لمكافحة التصحر ( يو أن سي سي دي) ، ونحنُ بالطبع نسعى الى تحقيق تلك البنود وأكثر من ذلك أيضاً ، وهو أن الفرد لهُ الدور الكبير في عملية مكافحة التصحر ، لا بل لهُ الدور الرئيسي في ذلك كله. إننا نؤكد على أهمية الفرد بالنهج الأشتراكي في عملية مكافحة التصحر ، ونعتبر بأن هذا النهج يجب أن يبدأ من القاعدة الى القمة ، حيث أن الخطئ الذي كان يحدث في السابق ، هو أنهُ كان الخبراء أو المختصين يقومون ببدء وتحديد النتائج والأنشطة المتوقعة لحالة التصحر، وبعدها يقوم هؤلاء المختصين بدعوة السكان أو الأهالي المتضررين للأطلاع على تلك الحالة ، ولهذا السبب لم تكن تلك التخطيطات أو الأفكار تنجح ، بل كانت تفشل دائماً ، ولهذا فنحنُ نؤمن بأن علينا وعلى المسؤولين الذين يخصهم الأخذ بمثل تلك القرارات هو الأخذ بنظر الأعتبار وبالدرجة الأولى أفكار وقدرات الناس المحليين من البداية ، بغظ النظر عن السكان المتضررين مباشرةً أو غير مباشرة ، والعمل في بداية الأمر على شكل إحصائيات فكرية وتقديرية لجمع المعلومات والأفكار والخطط والتي ومنذ البداية يجب أن يُشارك بها هؤلاء الناس ، ولأن السكان هُم الأكثر قدرة والأقدم خبرة في فهم بيئتهم الطبيعية ، ولهم الحق بالدرجة الأولى في مواردهم البيئية. إن السكان المحليين لهم المصلحة الأولى في تحسين الأنتاج البيئي مع ضمان التوازن البيئي المستدام الحاصل أو الذي سوف يحصل ، وعليه يجب مشاركتهم وبشكل مباشر في تحقيق القرار . ويجب علينا ومن خلال منظمات المجتمع المدني أن تُساهم في تفعيل ونشر تلك الأمور والمساهمة في تحقيقها. يجب علينا أيضاً أن نقوم بالمشاركة المحلية منذ البداية الأولى لمبادرة التنمية ، ويجب أن نعتبر مشاركة المجتمع المدني بما في ذلك منظمات الغير حكومية ومؤسسات المجتمع المدني ، جزء لا يتجزء من عملية مكافحة التصحر ، من حيث مشاركتهم في وضع الخطط والأهداف والتنفيذ الفعلي للمشروع ، ومتابعة تطور عملية المكافحة التصحرية وتقييمها . إن على المجتمع المدني تعزيز عملية المشاركة من خلال حملات التوعية أيضاً ، وللتعريف بالمشكلة وأهميتها وإنعكاساتها على حياة الفرد والمجتمع والعالم ، ويجب أن تُعزز تلك التوعية وتُعمم على قطاعات التربية والتعليم ، الأعلام ، الأوقاف ، الأرشادات ، الشباب والرياضة ، وغيرها الكثير حتى يمكن في النهاية مشاركة الجميع وسهولة طرح هذا الموضوع الخطير والذي يمس الجميع على المجالس البلدية المختلفة .
دور الفرد ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة التصحر :
إن التأريخ علمنا من أنهُ هناك وجود علاقة وثيقة بين المواطن أينما كان في العالم وبين موطنه الأرض ، الى درجة أصبحت فيها الأرض بالنسبة للأنسان تمثل جزءاً كبيراً من حياته ، حيث أعتبرت الأرض هي التي تحدد قيمة وكرامة الأنسان وموطنه . إن هذا الرابط المهم نستطيع أن نجعلهُ رابط أو مكوّن أساسي يمكن الأنطلاق منهُ لتفعيل دور الأفراد ، من خلال الأسرة أو من خلال الجمعيات ، المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني .
إن مشاركة كافة قطاعات المجتمع المدني في تنمية القدرات المحلية والوطنية ، شرط أساسي في تحقيق التنمية المستدامة من جهة والمحافظة على الموارد الطبيعية من جهة أخرى ، طبعاً من خلال وضع أستراتيجية عمل واضحة تحدد دور كافة قطاعات المجتمع المدني ، مع الأخذ بعين الأعتبار المبادرات الذاتية والتي يمكن أن تقوم بها هذهِ القطاعات ولأعطاء فكرة أكثر وضوحاً في هذا المجال، ولهذا فعلى المنظمات أو المؤسسات الأهلية الغير حكومية يمكنها المشاركة الفعلية في تلك العملية التي تخدم الأنسان والبشرية وتدر عليه بالخير لهُ وللأجيال القادمة .
هناك بعض الأمثلة والأمور والمشاريع والتي يمكن للفرد أو لمنظمات المجتمع المدني المشاركة فيها مباشرةً من خلال أقامة الدورات التدريبية ومنها على سبيل المثال :
أ * عملية التشجير أو الأحزمة الخضراء في على نطاق المحلة أو المحافظة أو الدولة أو حتى الحدور الموازية للمحافظات الحدودية .
ب * العمل على تطبيق بعض المشاريع ومنها ، القيام بنشاطات الزراعية المستدامة ، وزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف ، وخاصةً في المناطق الأكثر تأثراً بالتصحر .
ج * أنشاء الغابات .
د * القيام بتأسيس مراكز تعليمية بهدف تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الغير حكومية ، ويجب أن تتأهل تلك المراكز بأهلية عالية في صيانة الموارد الطبيعية ، والقيام مثلاً بحملات تدريبية لمكافحة حريق الغابات والتدريب في مجال الأرشاد .
هـ * القيام بمشروع صيانة الموارد الطبيعية ، وكذلك مشروع في المجال الأجتماعي ، وتطوير المرأة الريفية وغيرها .
وكما نرى آنفاً على الفرد والمجمتع المدني يمكن أن يكون ، بل يجب أن يكون لهم الدور الأساسي والملحوض للمساهمة والقيام بشكل أو بآخر في مكافحة ظاهرة التصحر . علينا أيضاً أو على مؤسسات المجتمع المدني وعلى السلطات المسؤولة من الجهات المعنية إعطاء المرأة دورها الزراعي ، وتطوير وتدريب المرأة الريفية وزيادة الوعي وتعريفها بمشاكل التصحر ، ولكي لا أُفهَم خطئاً علينا مشاركة المرأة في كل مجالات الحياة صفاً الى صف مع الرجل لبناء أي مجال من مجالات المجتمع بصورة متساوية أو شبه متساوية لكلا الطرفين .
لا بُد لي هُنا الأشارة أيضاً على التأكيد لدور الأسرة في هذا المجال أيضاً وخاصةً ربة الأسرة ، ونظراً لتعدد أدوار المرأة في حياة المجتمع ودورها الحيوي والأنتاجي ، فلها أيضاً أدواراً مادية وإنسانية ، أي أنها تعد المسؤولة الأولى في نطاق الأسرة بما يخص أيضاً مسألة تبني نشر الوعي البيئي الأسري لدى أفراد أسرتها وترسيخ قيم ومفاهيم وتجسيدها في ممارسات وتصرفات التي تهدف الى حماية البيئة ومواردها الطبيعية ، فمثلاً القيام بمنع التحطيب وقلع الأشجار ، وعدم التعامل مع الملوثات البيئية الضارة ، والتوعية من خلال خطورة نشوب الحرائق ، والتوعية في مجال إستخدام المياه وعدم تلوثها ، وترشيد أستهلاك المياه أيضاً ، ، وغير ذلك من الأمور الكثيرة والتي تؤدي بالنتيجة الى خلق أفراد أسرة ، وجيل بيئي حريص وواعي على بيئته .
وأخيراً نتمنى أن تكون هذهِ بادئة خير للجميع على النطاق الفردي والأسري والدولي .
اللّهم أحفظ العراق وأهل العراق واللّهم أجمعين
* الأمين العام للحزب الديمقراطي الأخضر ومنظماته
الرئيسية » مقالات » من دروس الثقافة البيئية للديمقراطية الخضراء – ((الدرس الثاني والعشرين بعدَ المئة)) التصحر