منذ فترة طويلة وتركيا تمارس سياسة غير منطقية تجاه اقليم كوردستان العراق ، وكان سياسيوها يرون استقرار الاقليم تهديدا مباشرا لهم ؛ دون التفكر في مصالحهم وسياسة واقع الحال .
يناضل الكورد في كوردستان العراق منذ امد بعيد من اجل نيل حقوقه المشروعة دون المساس بحقوق الغير او على حسابه .
وخلال ثوراته نادى الكورد بالتعامل مع الجيران وفق ضوابط حسن الجوار .
اما ما يؤسف له فان بعض السياسيين في تركيا كانوا بالضد من التجربة الديمقراطية للعشب في كوردستان العراق ،وكانوا يتذرعون باكثر من حجة للنيل منها لكنمه فشلوا في ماربهم .
وفي الاونة الاخيرة عاد الساسة الاتراك الى رشدهم وتيقنوا دور الكورد في كوردستان العراق كعامل استقرار في المنطقة برمتها وليس كعامل اخرللتهديد كما كانوا يعتقدون .
فبعد عودته من سفره الى الولايات المتحدة الامريكية صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اثناء زيارته لتركمانستان، أنهم مستعدون لتطوير العلاقات حكومة إقليم كوردستان.
وقال أردوغان: باستطاعتنا القيام ببعض الخطوات بشأن تطوير العلاقات مع حكومة اقليم كوردستانق، بالأخص إذا حملت لنا هذه الخطوات المزيد من الانجازات والمزيد من السلام والوئام وفتحت الطريق امام التطورات، في حال تحقيق ذلك، سيكون فيه خير للطرفين.
وقد لقي تصريحات اوردغان ترحيبا وارتياحا من لدن الكورد عموما والقيادة الكوردية بشكل خاص .
وقد جاءت البادرة في الوقت المناسب، وابدت حكومة الاقليم استعدادها لفتح قنوات الحوار لتفعيل العلاقات الثنائية. ومما لاشك فيه أن هذه الخطوة ستسهم في خدمة المصالح المشتركة للشعبين ، وسيكون لها تأثير مباشر على انفراج الأزمات العالقة، وبالتالي ستخدم العلاقات الأخوية بين مكونات مدينة كركوك.
كما يعتبر هذه البادرة تطوراً مهماً في العلاقات بين كردستان العراق وتركيا، كما إن استعداد الحكومة التركية للاتصال والتباحث مع حكومة إقليم كردستان سيأخذ بالأحداث إلى مسار إيجابي جداً وسيكون مفتاحاً لحل العديد من المسائل التي هي موضع اهتمام الجانبين.
وتعتبر التصريحات الجريئة لاوردغان دليلا على إتباع سياسة جديدة واقعية من قبل الحكومة التركية.
وان المشكلات العلقة التي كانت تركيا تؤكد عليها على الدوام هي مشكلة حزب العمال الكوردستاني ومسالة كركوك فان هذه المشكلة ؛ مشكلة سياسية لا تحل إلا عبر المحادثات والطرق السلمية وليس عبر إطلاق التهديدات.
كما ان مشكلة كركوك مشكلة عراقية داخلية ولا يحق لأي دولة ان تتدخل بشأنها، بما ان الدستور العراقي ينص على حلها وفق المادة 140، وقد توصلت تركيا وخصوصا بعد زيارة اوردغان الى امريكا بان مسالة كركوك محلولة ضمن الدستور ولا يحق لها بتاتا التدخل في شؤون العراق الداخلية .
ومعلوم أن العلاقات المبنية على مبدأ الحوار هي الطريق الأنسب للتفاهم بين شعوب المنطقة وحل مشاكلها وبناء مستقبل المنطقة مع بعضها البعض.
وهذه البادرة هي خطوة ايجابية على الطريق الصحيح ولابد التعامل مع حكومة اقليم كوردستان وتطوير العلاقات معها ككيان منتخب وفق انتخابات وهي ماضية في بناء المؤسسات الدستورية .
*صحفي من كوردستان-هه ولير